البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

مقاهينا استغلّت الثورة و الحرية

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6503


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قبل الثّورة و في أيّام الدّكتاتورية، كانت مقاهينا تعمل في مجال فضائها فقط. فكنتَ لا تلحظ عنها احتلال الرّصيف مثلا. و كان أصحاب المقاهي طول تلك الفترة و منذ عرفتُ هذه الفضاءات مضروبون بعصى الإدارة الغليظة، سواء من الشّرطة أو من التّراتيب أو من الفرق الخاصّة بالمحيط أو من الشّرطة البلديّة. حيث كان هؤلاء يخطّون خطّا سميكا على الرّصيف مثلا لا يتجاوزه صاحب المقهى عند نصب طاولاته و كراسيه. و كان ذلك الخطّ لا يتعدّى المتر الواحد في أقصى حالات و كان التّمتع به بمقابل يدفعه صاحب المقهى للبلديّة بحرص شديد. و يا ويل من خالف ذلك الخطّ وتلك القوانين... فمن يفعله منهم يفيق على تحرير محضر ضدّه و حجز لأثاثه... فيبقى من مكتب لمكتب يبحث عن "معرفة" أو "ولد حلال" - يمكن له أن يأكل الحرام - ليفكّ له أســـــــر طاولاته و كراسيه و أشياء أخرى كانت تحجز معها، لعلّ منها الكرامة، إذ كانت إجراءات كتلك تتزاوج مع الإهانة...

و بعد الثّورة ... و بعد سقوط الدّيكتاتورية ... و انحسار سلطة بعض الإدارات... و موجة الحرّية التي بدأتُ أدرك أنّها لغير أهلها في بعض الأحيان... تمرّدت المقاهي على تلك القوانين البلديّة و غير البلديّة، كما تمرّدت على المنطق ذاته... فأصبحنا نرى كلّ يوم مقهى من المقاهي يغتصبُ مجالا ليس ملكه... و نشاهد كلّ يوم شكلا من أشكال التّعدّي على الغير... فهذا مقهى استعمر كلّ الفضاء المخصّص للعمارة التّي يوجد بها رغم أنف متساكنيها... و هذا مقهى آخر أدخل "بُرطال" العمارة قسرا في أملاكه و حوّل أبوابه أمتارا إلى الخارج... و هذا مقهى هناك تعدّى على" البرطال" و على الرّصيف عنوة، حتّى أنّك لا تستطيع استعماله في مشيك سواء كنتَ وحيدا أو في مجموعة أو كنتَ شيخا أو إمرأةً، فتجد نفسك مجبرا إذا دخلت مجال ذلك المقهى الواسع، على النّزول إلى المعبّد. مع ما يحيله ذلك من خطر و من اختناق لحركة المرور... و هذا مقهى آخر "قاللهم اسكتوا"... حيث أنّه استعمر "البُرطال"... ثم هجم على الرّصيف فأراداه أرضا... قبل أن يفتك بالمعبّد... نعم بالمعبد ... واضعا عليه حدودا من شاكلة مزهريّات إسمنتيّة كبيرة ... و أصبح كلّ ما في داخل الحدود ملك له يستغلّه دون حياء.

لكن المخجل حقّا، هو أنّي و إلى حدّ كتابة هذه الأسطر، لم أسمع بغرفة أصحاب المقاهي قد أصدرت بيانا أو توجيها لمنظوريها بضرورة احترام القانون و احترام غيرهم من المواطنين. و لم أسمع أنّها نظّمت حملةً لإرجاع الملك العمومي للعموم... و لم أسمع أنّها استنكرت هذه التّصرفات الأنانيّة من قبل منظوريها...
فهل وصلنا إلى حدّ هذه الأنانيّة المفزعة؟ و هل يجب أن تُعاملنا السّلطة بغلظة حتى نخلّي حقوق غيرنا؟ و لا نستحوذ عليها؟ و إذا أردنا أن نطرح السّؤال بأكثر شموليّة، فهل خطأ إذا تساءلتُ... هل نستحــــــقّ الحريّة؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-05-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
العادل السمعلي، د. طارق عبد الحليم، محمود سلطان، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، إيمى الأشقر، كريم فارق، سعود السبعاني، د - مصطفى فهمي، عبد العزيز كحيل، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العربي، وائل بنجدو، محمد العيادي، صفاء العراقي، د. أحمد بشير، د - المنجي الكعبي، محمود فاروق سيد شعبان، جاسم الرصيف، رحاب اسعد بيوض التميمي، سلوى المغربي، رضا الدبّابي، طلال قسومي، عزيز العرباوي، محمد علي العقربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إسراء أبو رمان، د. خالد الطراولي ، صلاح الحريري، د. صلاح عودة الله ، د- محمود علي عريقات، د - صالح المازقي، الهيثم زعفان، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الرزاق قيراط ، محمد عمر غرس الله، صالح النعامي ، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، خالد الجاف ، محمد يحي، صباح الموسوي ، محمد الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سليمان أحمد أبو ستة، عمر غازي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، محمد شمام ، فتحي العابد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يحيي البوليني، سيد السباعي، سامح لطف الله، أحمد ملحم، محمد أحمد عزوز، تونسي، د. عبد الآله المالكي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمار غيلوفي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، فوزي مسعود ، ماهر عدنان قنديل، فهمي شراب، أنس الشابي، المولدي اليوسفي، بيلسان قيصر، عبد الله زيدان، مصطفى منيغ، مجدى داود، كريم السليتي، علي عبد العال، محرر "بوابتي"، أ.د. مصطفى رجب، طارق خفاجي، نادية سعد، ضحى عبد الرحمن، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، منجي باكير، عواطف منصور، أبو سمية، عراق المطيري، المولدي الفرجاني، فتحـي قاره بيبـان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفي زهران، حسن عثمان، أحمد النعيمي، د - شاكر الحوكي ، إياد محمود حسين ، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بوادي، فتحي الزغل، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، الهادي المثلوثي، رمضان حينوني، صلاح المختار، محمد الياسين، د - الضاوي خوالدية، رشيد السيد أحمد، رافد العزاوي، علي الكاش، يزيد بن الحسين، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الغني مزوز، محمود طرشوبي، د - عادل رضا، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، سلام الشماع، حاتم الصولي، مراد قميزة، ياسين أحمد، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء