منجي باكير - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8840
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
وجدي غنيم داعية إسلامي معروف للقاصي و الدّاني، جاب إسمه كلّ أطراف الدّنيا، امتاز بالصّراحة الفيّاضة و أثّث خطابه بمرجعيّة القرآن و السنّة، استقطب الكثير من شباب الأمّة الإسلامية في كل المعمورة فقط بخطابه الذي حيّنه على إيقاع العصر و أخرج ما علِمه من الدين الإسلامي إلى النّاس بطريقة تشدّ المتابع، فكسب المحبّة و الإنتباه،،،
اليوم جاءنا، و برغم نجاح محاضراته و الإقبال الكبير عليها (والدليل على ذلك محاضرته في القبّة التي اجتمع لها أكثر من 16000شخصاو ما تلاها من لقاءات)، إلاّ أن بعض السّكاكين قد شُحذت و أشهِرت في وجه الرجل.
عجبا ! الرجل أولا هو ضيف على شعبٍ عُرف بالطيبة و الكرم، و ثانيا هو حامل للواء الدعوة إلى الله، أنناصبه العداء و نكيل له التهم جزافا بلا تثبّت و لا رويّة ؟
هذا شيء قد تعوّدناه من محترفي العداء للإسلام و المسلمين، لكن ماذا عن شيخنا عبد الفتاح مورو و سياسيّنا السيد أحمد نجيب الشابي...
شيخنا مورو (نحمد الله على سلامته) خرج علينا في برنامج تلفزي حانقا يملي علينا جملة من العبر حاول من خلالها تذكيرنا بأن تونس بلاد جامع الزيتونة و العلماء !
نعم هي كذلك لكن ماذا فعل شيخنا الموقّر طيلة العقود الماضية هو أمثاله ؟ ألم تكن البلاد تبحر في الجهل و الإنبتات ؟ لماذا لم يصدع بالحقّ و يتحمّل وزره ؟ ألم يتركنا هو و من ماثله حتّى الذين كانوا خارج البلاد لم ينفعونا بشيء.
نسوا أن على عاتقهم أمانة التبليغ و التوضيح و الوقوف أما جور الحكّام،،، فكان من البديهي التوجّه إلى المشارقة و لو عن طريق شاشات التلفزيون. و حتى هذه الأيام ماذا قدّم مورو للدّين و للمسلمين في تونس ؟ فقط هو يبحث عن الظهور و لا يملك الإقناع ،،،
أمّا السيد الشابي الذي لم يجمع من أصوات الشعب إلاّ ما يستحق فهو خرج علينا بتنظيراته، و أفاد أن الشباب يتعرض إلى حملة استقطاب من قبل بعض المتطرّفين نتيجة الظروف الاجتماعية الصّعبة و عدم فهم أولويات الثورة المرتكزة حول التنمية الهوية و المحلّية..
نقول له يا "سي الشابي" أخطأت التقدير و لم تفلح في التشخيص كما لم تفلح من قبل على رأس الوزارة التي تقلّدت. فالشباب متعطّش إلى معرفة قيمه الإسلامية التي حرم منها عقودا من الزّمن و متعطّش إلى التواصل مع هويته ودينه، و الشباب الذي صنع الثورة بدون قيادات حزبية له من الوعي ما يجعله أهلا للاختيار و ليس موضعا لإملاءات أيّ كان، و هو قادر على أن يعلّم غيره أولويات الثورة و أهدافها، و له من النّضج ما يغنيه عن تقديراته هو و غيره من السياسيين.
فالأولى لكما أن لا تخوضا في ما ليس لكما فيه، وابحثا عن شيء آخر يجلب لكما أضواء الإعلام، كما نقول للذين شابهوكما في معاداة الرجل و معاداة ما يحمل من فكر و رأي أن يتركوا له مساحة للتعبير عن ذلك ثم ليؤاخذوه إن حاد و أو زاغ و لا تتعاملوا معه أو مع غيره بالشبهات و "البروباجندا" المُغرضة...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: