البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

إستفتاء أم صدام ؟ إعتصام أم صراع الأجنحة ؟

كاتب المقال كريم فارق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7286


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


1- هل يندرج هذا الإعتصام في إطار الصراع على السلطة و تحديدا إحكام القبضة على وزارة الداخلية بين الأجنحة المتنفذة إستعدادا للمستقبل القريب ؟ و هل تحول هذا الصراع الخفي إلى صراع للي الذراع ؟

من المهم جدا أن نذكر أن هناك نقابتين للأمن :
*) نقابة قوات الأمن الداخلي (الكاتب العام: عبد الحميد جراي):
+ دعت نقابة قوات الأمن الداخلي إلى إبعاد "الفاسدين" من إطارات الداخلية.. و هذا ما أثار جنون قوى الإلتفاف و العمالة
+ دعت نقابة قوات الأمن الداخلي للإعتصام أمام مقر وزارة الداخلية.. أكرر وزارة الداخلية يوم الثلاثاء 6 سبتمبر، في نفس اليوم الذي ألقى فيه السبسي خطابه
+ من الملاحظ أن نقابة قوات الأمن الداخلي هي التي طالبت قائد السبسي بتقديم اعتذار في ظرف 48 ساعة

*) إتحاد نقابات قوات الأمن المنتخبة (الكاتب العام: الأسعد الكشو): وهي نقابة من إنشاء الأزهر العكرمي، الوزير المكلف بالإصلاح لدى وزير الداخلية ! و قد تم تكوين هذه النقابة لمجابهة نقابة قوات الأمن الداخلي
+ دعا اتحاد نقابات قوات الأمن الداخلي ( نقابة لزهر العكرمي ) للإعتصام في ساحة القصبة في نفس اليوم (الثلاثاء 6 سبتمبر)
+ دعا اتحاد نقابات قوات الأمن الداخلي ( نقابة لزهر العكرمي ) إلى إقالة الصيد و الحكومة، و هذا موقف سياسي ليس من مهام أعوان الداخلية أو الدفاع
+ إقتحمت الوزارة الأولى و تعرضت لسيارة السبسي

من الملاحظ أن الباجي قائد السبسي قد هاجم نقابة قوات الأمن الداخلي و دعا لمحاكمة أعضائها لدعوتهم إلى إبعاد "الفاسدين" من إطارات الداخلية ولم يذكر إتحاد نقابات قوات الأمن المنتخبة ( نقابة لزهر العكرمي ) بسوء !! و هذا يرجع إلى جهله بوجود نقابة ثانية

هل كان الإعتصام في القصبة تغطية لخطاب السبسي و تلهية الرأي العام لتمرير الإستفتاء و تشليك الثورة ؟
* الملاحظ أن دور الإعلام لم يكن بريئا بالمرة، إذ ركزّت وسائل الإعلام على "فيلم" القصبة '' و تجاهلت أخطر و أهم ما قاله قائد السبسي.. و هو إذا حصل إتفاق بين الحكومة و أغلب الأحزاب سوف يتم تقزيم مهام المجلس التأسيسسي بالإستفتاء المزعوم.. و هذا الشرط من تحصيل الحاصل بما أن أغلبية الأحزاب تجمعية.

الأجنحة المتصارعة على وزارة الداخلية


من خلال الصراعات التي وقعت إلى حد هذه الأيام، برزت جليا ثلاثة أجنحة (لكن ربما يكون عددهم أكثر من ذلك على أرض الواقع) :
1- جناح الصيد و الديماسي. و يحركه كمال اللطيف
2- جناح لزهر العكرمي و إتحاد نقابات قوات الأمن المنتخبة، و يحركه اليسار الفرنكفوني الذي يسيطر على هيئة بن عاشور و هيئة الجندوبي و قيادة إتحاد الشغل و كثير من المواقع الحساسة في الدولة و إداراتها و المؤسسات الإعلامية الوطنية و الخاصة
3- جناح نقابة قوات الأمن الداخلي. و هذا الجناح يبدو إلى حد الآن أنه غير مسيس و يتبنى مطلب الثورة في تطهير الداخلية من الفاسدين

الأهداف الخفية للإعتصام القصبة


للتذكير، عندما وقع تعيين الصيد وزيرا للداخلية عارض بن عاشور بشدة مناقشة البيان المعارض لتعيين الصيد و رفع الجلسة و هدد بالإستقالة. و عندما طالب المرزوقي و أحزاب أخرى و ثوار القصبة 3 بشدة بإقالة الصيد لم تبدي هيئة بن عاشور أي تأييد لهذا المطلب. و لكن في أوائل أوت، باغتتنا فجأة هذه الهيئة بالمطالبة بإستقالة الصيد. ترى ما الهدف من وراء هذا التحول المفاجئ ؟ طبعا إزاحة الصيد يفتح المجال واسعا للزهر العكرمي لتولي المنصب و بذلك تتم السيطرة على الداخلية لمن يقفون وراء هيئة بن عاشور. و لكن لم يستجب كمال اللطيف لهذا المطلب.

لكن، يبدو هذه المرة أن خطة جناح لزهر العكرمي كانت غاية في الدهاء بتواطؤ من الإعلام، إذ أنهم باعتصام القصبة و جهل عموم الناس بوجود نقابتين (يبدو أيضا أن السبسي نفسه يجهل ذلك و وقع إستغلال جهله ) قد تمكنوا من ركوب حركة التمرد التي قام به أعضاء نقابة قوات الأمن الداخلي في ثكنة العوينة لإزاحة آمر الحرس، و برزوا في الصورة بتواطأ من الإعلام الذي ركز على اعتصام القصبة و تناسي إعتصام أعوان نقابة قوات الأمن الداخلي المقام أمام وزارة الداخلية في نفس الوقت. زد على ذلك طالب أعوان نقابة لزهر العكرمي بإستقالة الصيد و الحكومة و في ذلك تحد صارخ، و هذا الانفلات في أجهزة الأمن من شأنه إظهار الصيد في موقف الضعيف الذي ليس في مقدوره السيطرة على وزارة الداخلية و إدارتها، و من ثم وجبت إقالته. و بذلك تكون الفرصة سانحة للأزهر العكرمي (بما أنه الوزير المكلف بالإصلاح لدى وزير الداخلية) لتولي الوزارة. مع العلم أن هذا السيد قد باع ذمته ب-250 دينار إلى بن علي ليبيض له جرائمه

و أسقط الإستفتاء فجأة


لماذا أسقط الإستفتاء الآن بعد ستة أشهر من عمل هيئة بن عاشور؟ لماذا نكث السبسي عهده بتسليم الحكم للمجلس التأسيسي فور إنتخابه؟ أهو الهلع بإقتراب 23 أكتوبر و الإرباك الذي أصاب جميع المستنفعين من النظام من تجمعيين و أحزاب الديكور خوفا من الخسارة في الانتخابات و بالتالي إزاحتهم عن السلطة ؟

بعد دراسة كل المعطيات المتاحة لديهم بما في ذلك القوائم الانتخابية، يبدو أن التجمعيين و حلفائهم من اليسار الفرنكوفوني باتوا غير واثقين من الفوز بالأغلبية في إنتخابات 23 أكتوبر، رغم القانون الانتخابي الذي فصلته هيئة بن عاشور على قياس الأحزاب التجمعية و احزاب الديكور، مما أصابهم بالهلع و دفعهم إلى التفكير في طريقة ما يستمرون من خلالها في الحكم، فكان الاستفتاء الذي يمكن الحكومة اللاشرعية من البقاء لمدة طويلة.

الاستفتاء يسير بالبلاد نحو المجهول


من المؤكد أن اللذين وراء الإستفتاء و هذه الحكومة اللاشرعية قد برهنوا بالدليل القاطع على تآمرهم على مطالب الشعب في نظام ديمقراطي قدم في سبيله الشهداء و الجرحى و تضحيات و آلام كثيرة طيلة نصف قرن. و في المقابل، و رغم كل المؤامرات التي حيكت من طرف هذه الحكومة و هيئاتها لإجهاض الثورة، برهنت الأحزاب الشريفة و خصوصا أكبرها على نضج سياسي كبير و التحلي بالمسؤولية الكاملة في إتخاذ القرارات، و قدمت التنازلات، و صبرت صبرا جميلا و لم تحرك الشارع رغم قدرتها الكبيرة على ذلك، كل ذلك من أجل استنفاد كل الوسائل لتجنيب البلاد الدخول في المجهول من أجل انتقال ديمقراطي سلمي و نزيه. لكن قد ينفد الصبر أمام صبيانية أعداء الثورة و لعبهم بالنار و بمستقبل أجيال كاملة.

الإستفتاء إعدام للثقة و للمصالحة


بهذه الخطوة أقدمت الحكومة اللاشرعية الفاقدة للثقة الشعبية، على قطع آخر خيط من الثقة بينها و بين الأحزاب الشريفة، و لم يبق أمام هذه الأحزاب من خيار إلا الرجوع إلى الشارع، و تتحمل الحكومة المسؤولية في كل ما ينتج عن ذلك. و تكون الحكومة قد جذرت الثورة و ألهبتها من جديد.
و حذار ، حذار ، فكل مزيد من إراقة الدماء من طرف أجهزة الدولة سيكون بمثابة إعدام لمقولة '' المصالحة بعد المحاسبة '' و ستكون عوضا عنها محاسبة و محاسبة ثم محاسبة للجميع بمن فيهم السبسي اللذي سيكمل ما تبقى من أيامه في السجن


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة المضادة، الثورة التونسية، الإستفتاء، المجلس التأسيسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-09-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله الفقير، جاسم الرصيف، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، محمد اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ، تونسي، يزيد بن الحسين، أحمد الحباسي، د- محمد رحال، إيمى الأشقر، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد يحي، الهادي المثلوثي، محمد الياسين، محمد شمام ، سامح لطف الله، ماهر عدنان قنديل، محمود فاروق سيد شعبان، خالد الجاف ، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، مصطفي زهران، صلاح الحريري، د- محمود علي عريقات، الناصر الرقيق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بنيعيش، د. خالد الطراولي ، طلال قسومي، كريم السليتي، رشيد السيد أحمد، سليمان أحمد أبو ستة، رضا الدبّابي، محمد الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي العابد، كريم فارق، د - عادل رضا، علي الكاش، حميدة الطيلوش، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، سامر أبو رمان ، د- جابر قميحة، أنس الشابي، يحيي البوليني، د - صالح المازقي، أبو سمية، عواطف منصور، محمود سلطان، حسني إبراهيم عبد العظيم، سعود السبعاني، سفيان عبد الكافي، فوزي مسعود ، عراق المطيري، مراد قميزة، فتحـي قاره بيبـان، محمد أحمد عزوز، إياد محمود حسين ، مصطفى منيغ، أحمد النعيمي، عمر غازي، مجدى داود، د.محمد فتحي عبد العال، حسن عثمان، سيد السباعي، رافع القارصي، أحمد ملحم، وائل بنجدو، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، رافد العزاوي، حاتم الصولي، ياسين أحمد، رمضان حينوني، منجي باكير، ضحى عبد الرحمن، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهيثم زعفان، د. أحمد محمد سليمان، محمود طرشوبي، د. أحمد بشير، د - محمد بن موسى الشريف ، عزيز العرباوي، عبد الرزاق قيراط ، د - شاكر الحوكي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - مصطفى فهمي، د - المنجي الكعبي، أحمد بوادي، صفاء العربي، العادل السمعلي، إسراء أبو رمان، صلاح المختار، عبد الله زيدان، صفاء العراقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خبَّاب بن مروان الحمد، د. عبد الآله المالكي، سلام الشماع، محمد العيادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، المولدي الفرجاني، فتحي الزغل، د. صلاح عودة الله ، أ.د. مصطفى رجب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء