البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

لماذا لن أسجل اسمي في انتخابات التأسيسي؟

كاتب المقال قاهر اعداء الثورة التونسية    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 10267


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يعتريني التساؤل و أنا أرى حالة من لهف الثورة من قبل عصابات من المافيا القديمة و الجديدة المتآمرة على تونس الوطن و على ثورتنا المجيدة، كما يعتريني في الآن نفسه التعجب حين أرى هذه المافيات تدفع- بلا أدنى حياء - بالشعب التونسي الضحية دفعا ليمضي لها صكا على بياض حتى تقوم بلهف ثورته و الاستئثار بثروته و الالتفاف على سيادته لخمسين سنة أخرى على الأقل ...

كم سنكون أغبياء لو ندفع في هذا الاتجاه الذي تنادي به هيأة الجندوبي المشبوهة المنبثقة عن هيأة بن عاشور اللاشرعية، و الذي لن يخدم مصالح بلدنا أبدا و سعادة شعبنا و آمال شبابنا و دماء شهدائنا ...

إن ما تمر به تونس الثورة اليوم لهو من أهم و أحرج فترات تاريخها المعاصر، إذ أن أحداثها و ما ستؤول إليه الثورة سوف يؤسس لمستقبل يمتد على فترة طويلة من عمر أجيالها...فمن جهة هنالك شعب شجاع قام قومته كالرجل الواحد ضد طاغية سخر من سيادته و اناته و تهكم على رجولته و شرفه،فحكمه بالحديد و النار طيلة نصف قرن، و كان رد الاحرار من هذا الشعب الابي انهم لم يتوانوا عن خوض معركة الكرامة التي أبوا إلا أن يقدموا فيها الشهداء الواحد تلو الاخر ضمن قوافل حطت برحالها في كل المدن و القرى و الأرياف التونسية، و من جهة أخرى هنالك متامرون كثر من احزاب ورقية متربصة بغيضة و اخرى تجمعية انتهازية مجرمة تود العودة- كالثعالب السياسية- إلى ساحة الفساد عبر فسحة من جحورها المخفية النجسة...
لكن ابرز تحد و اخطر عدو و الده على تونس اليوم و على جميع ثورات ربيعنا العربي - و على الجميع ان يعي به لخطورته المحيقة بنا بعد الثورة- هو ذلك المتمثل في التحالف المتواصل بين اعداء الداخل الورقيين المجرمين و أعداء الخارج الطامعين.

إن ما لا يخفى على احد هو ان الامبرياليين الاستعماريين قد وقفوا بالامس مع نظام الفساد البائد، فمولوه – لعقود- و ساندوه و تستروا عن جرائمه و فساده و عبثه و سرقاته و تعدياته على حقوق الانسان، بمقابل تمثل في تامين سليم لمصالحهم المعتمدة اساسا على استغلال ثروات الوطن و خيراته و كتم كل نفس في الداخل قد ينادي بارساء حقيقي للسيادة الوطنية المفقودة و الاستقلال الوطني الفاعل بكل ما يحتويه ذلك من معاني التقدم البشري و الديمقراطية و تحقيق الاكتفاء الذاتي و تاسيس اقتصاد وطني محترم غير مرتهن للخارج .

إن هذا الوضع مع غضبي الشديد لم يتغير ....الا بعض الاسماء تغيرت، لكن اقنعتها واحدة و جوهرها هو نفسه الذي لا يخفى على اي تونسي يحب وطنه .... و لازالت منظومتا الفساد و الاستبداد قائمتي الذات، و كان لا بد بعد الثورة المجيدة ان تزالا حتى نبني مكانهما منظومتين جديدتين عمادهما الديمقراطية و الحق و الشفافية و احترام الانسان.....
فكيف يمكن ان نمشي صوب انتخابات حرة و نزيهة و شفافة تنادي بها عصابة الجندوبي و من خلفه، و تونس اليوم هي تونس الامس، و نظام الفساد و الاستبداد لم يسقط، كيف نبني وطننا و حق تونس اعرج ؟؟؟ لقد ابلى طغاة الامس بلاء سيئا جدا في تحقيق برامج اسيادهم، و ها ان ورثاءهم من عصابات اليوم – و ان كانت تلقت ضربة قوية بعد الثورة – تتشكل من جديد تحت الماء العكر و تعيد تحت جنح الظلام تركيب تحالفها - برؤوسها الجديدة و القديمة - مع اساطين الاستعمار الامبريالي الصهيوني، و لا ينقص هذه العصابات الان الا السلطة، لهذا فهي تسارع للحث على انجاز الانتخابات التي لن تكون بكل تاكيد سوى صورية و ستمثل لهم جسرا للعبور نحو الاستحواذ على الحكم من جديد لبسط ايديهم رسميا على البلاد و العباد و رهنه لغير صالح اهله، اي في اتجاه الابقاء على النظام الكمبرادوري الفاسد الذي يرتكز على مربع اركانه اقتصادية اجتماعية و فكرية ذهنية و ذلك كالاتي:

أولا: ابقاء تونس الثورة ذات دورعالمي مقتصر فقط على استهلاك ما ينتج من رديء السلع و الافكار و العادات...و يكون احتكار الانتاج في شتى اشكاله لصالح الدول المصنعة و المنتجة ،و ذلك ضمن ما يسمى بتقسيم العمل العالمي بين مركز قوي و طرف تابع ذليل.

ثانيا: العمل على رعاية ظاهرة انبتات الذات الوطنية عن الوعي الخلاق الذي يفرض على ساكنه التوق إلى الانعتاق من الاستبداد و التخلف بكل أشكاله، و تعويضه بوعي إما مغلوط أو ناقص أو مشوه .

ثالثا:مواصلة بث الثقافة السطحية التي لا قاع لها و لا مركزية فيها،بين عموم الشعب و خاصة بين "متعلميه" و شبابه امال الوطن و بناة حاضره و مستقبله، و يكون ذلك عبر تشويه متعمد للتعليم و هرسلة اعلامية دعائية و مسترسلة لا تنشر سوى الهزيل و مزابل الاخلاق و السفيف من الفكر و المقيت و الفارغ و النجس من الامور، مع الهاء الشعب بكل متاحات الدعاية و الكذب و البرامج المجعجعة المبكية و المؤثرة و المسلسلات المكسيكية و الأرجنتينية و الهندية و الهندوراسية التي لا حكمة منها سوى البكاء و الدعاء....

رابعا: الحرص على ان يظل التونسي ذا شخصية منكفئة على ملذاتها و قابعة في حب النفس و مسكونة بظل الرهاب و الخوف الممول من طرف آلة قمعية مادية و معنوية ....

لن أسجل اسمي في انتخابات اختار الطغاة الجدد ان تكون على مقاسهم و ان تحسم نتائجها تبعا لهواهم لاعتمادها على نظام القائمات الذي لا يخدم إلا الأحزاب و أقليات الأحزاب و أشباهها القاطعة معها جماهير شعبنا الحر .....و انا متأكد أن شعب تونس الحمراء التي خضبت خضرتها بدماء رعاتها الزكية لن يسمح بمرور المؤامرة حتى و لو مرت ...فهي إلى زوال ...و نظام بن علي إلى زوال ...و طمع الاستعمار إلى زوال و موت زؤام ...لقد كسر احرار تونس قيدهم و سيكسرون كل القيود التي تحاول قوى الشد ثنيهم من خلالها إلى الوراء ...
لهذا قررت ألا أعطي اسمي لأي كان ليرسم بدمه ملامح بلد كئيب


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، المجلس التأسيس، الثورة المضادة، عياض بن عاشور، إنتخابات المجلس التأسيسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-07-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، الهيثم زعفان، صباح الموسوي ، أحمد بوادي، أنس الشابي، منجي باكير، عمر غازي، حسن الطرابلسي، مجدى داود، إيمى الأشقر، مصطفي زهران، د - مصطفى فهمي، د. صلاح عودة الله ، عواطف منصور، مراد قميزة، سفيان عبد الكافي، ماهر عدنان قنديل، فتحي العابد، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، صفاء العراقي، خالد الجاف ، صلاح المختار، د - صالح المازقي، عبد الغني مزوز، سلوى المغربي، طلال قسومي، د- هاني ابوالفتوح، سليمان أحمد أبو ستة، رافد العزاوي، حاتم الصولي، مصطفى منيغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم فارق، رضا الدبّابي، رمضان حينوني، يزيد بن الحسين، د. طارق عبد الحليم، محمد أحمد عزوز، محرر "بوابتي"، سلام الشماع، جاسم الرصيف، صلاح الحريري، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود فاروق سيد شعبان، فوزي مسعود ، فتحـي قاره بيبـان، محمد الياسين، رشيد السيد أحمد، إسراء أبو رمان، د.محمد فتحي عبد العال، نادية سعد، خبَّاب بن مروان الحمد، سامر أبو رمان ، علي الكاش، سعود السبعاني، أبو سمية، فتحي الزغل، سامح لطف الله، أحمد النعيمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الرزاق قيراط ، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد ملحم، محمد عمر غرس الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد العيادي، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، رافع القارصي، حسن عثمان، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عزيز العرباوي، إياد محمود حسين ، محمود طرشوبي، عراق المطيري، د- محمد رحال، د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. خالد الطراولي ، عبد الله الفقير، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد بشير، سيد السباعي، صفاء العربي، د - محمد بن موسى الشريف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فهمي شراب، الناصر الرقيق، صالح النعامي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد محمد سليمان، عمار غيلوفي، د - عادل رضا، محمد اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، الهادي المثلوثي، وائل بنجدو، كريم السليتي، محمد يحي، العادل السمعلي، عبد الله زيدان، محمد شمام ، علي عبد العال، المولدي الفرجاني، ضحى عبد الرحمن، محمد الطرابلسي، يحيي البوليني، ياسين أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء