فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 1109 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا أدري من أتى بتقريرات من نوع:
ربط الفن بالتحرر
ربط الفن بالتقدم
ربط الفن بالرقي
ربط الفن بالجمال
ربط الفن بالكادحين، أو ربطه بالموسرين لدى آخرين
لأن كل هذا، مصادرات وكلام تحكمي غير سليم
الحقيقة أن الفن واسطة لنقل مساحات تعبيرية عن معاني، فالفن إذن أداة لنقل المعنى مثل الكلام والكتابة والفعل المادي
المعاني في تعلقها بالفرد تخص كل أطوار وزوايا حياته، جميلها وقبيحها، وهي تخص الغني والفقير والقوي والضعيف والمتدين والمنحرف والتائب
فلا يوجد أي مبرر موضوعي لحصر الفن في مساحات معينة نمطية، ولا يصح ولايحق لأي كان، أن يربط الفن معرفا أي مطلق الفن، باتجاهات فكرية أو سياسية
ولأن الفن أداة لنقل المعنى فهو يعتريه مايعتري الفعل البشري من امكانية الخطأ والفساد والضعف، وليس يوجد مايجعل الفن منزها عن هذه السقطات، مما يجعل الفن كمادة والفنانين كمعبرين عن المعنى الفني، موضوع نقد يتراوح طيفه من الأدنى للاقصى وقد يصل للرفض اذا اقتضى الحال
--------------
محاولات اسباغ نوع من التمايز والتميّز للفن المقترن بحصره في ارتباطات معينة من نوع ماذكرته في القائمة أولا، يحوله من نشاط تعبيري بشري تلقائي يهم الفرد في كل مساحاته وحالاته ومهما كانت حالته العقدية ومستواه الاجتماعي، لأنشطة ايديولوجية مريبة تسعى لتوظيف الفن كأداة توجيه ذهني، حيث يخاض ببعض الفن حروبا ثقافية ضد البعض الاخر من الأفراد بقصد إخضاعهم وإلغاء فنهم
ويتحول الفن لفعل مغالبة وتنتفي لدى هؤلاء المساواة في المحتوى التعبيري الفني من حيث هو طريقة تعبير، ثم ينقل هؤلاء الموظّفون للفعل والمحتوى الفني، معاركهم التي تريد التحوز على الفن كمجال خاص بهم، للمفاضلة بين الادوات التعبيرية ثم المفاضلة بين المحتويات التعبيرية الفنية ذاتها، فلايعترفون بالفعل الفني إلا أن يكون في قائمة معينة يوافقون هم عليها ثم يجب أن يؤدى بشروط معينة تعبيرية
وهذا الذي يقع مفاضلة فاسدة، لأنه لايوجد مرجح يجعل معنى تعبيري أفضل من معنى آخر من حيث هو تعبير نسبة لموجده أي الفنان، بالتالي لايوجد مرجح يجعل تعبيرا فنيا أفضل من تعبير فني آخر، لأن الفن من حيث هو تعبير عن معاني ذاتية لا يوجد مرجح خارجي للحكم عليه بالصوابية، أي صوابية المحتوى لأنها أساسا محتويات تفقد قيمتها خارج موجدها، إلا قليلا من التقييمات المعتمدة على الذوق والترجيحات الملتوية غير المعتد بها
--------------
لكن بالمقابل، المحتوى الفني يمكن الحكم عليه خارج مجال منتجه وخارج محتواه، أي تقييمه نسبة لاطار آخر هو المجال المفاهيمي الضابط للواقع، باعتبار المعاني الفنية داعمة ومروجة لمجال مفاهيمي ما وجوبا، أي متحركة في أفق مركزية عقدية ما
وهذا هو أصل الإشكال مع مريدي الاستحواذ على المجال الفني، لأنهم يريدون حصر الفن في ذلك الذي ينتجه منتسبون للمجال المفاهيمي الدائر في أفق المركزية الغربية، أي تحويل المحتوى الفني لأداة ترويج لمجال مفاهيمي وقيم ما، ثم توجيه وإخضاع جماعي كما هو الحال الآن في المهرجانات ومجمل الفعل الثقافي الذي يعج بمحتويات فنية تتحرك في معاني مشتقة من المركزية الغربية
فيقع تحصين ذلك الفعل الفني ضد الرفض بخلق حصانة موهومة له، وهو تحرك لا علاقة له بالفن المفترض أن ينتقد ويرفض تلقائيا من الناس، وإنما هو فعل ايديولوجي لأن العملية كلها تدخل في معالجة يقصد بها التحويل القسري الذهني للتونسيين من خلال توظيف الفن