لماذا لاتوجد منظمات تقاوم الفَرْنسة واستبعاد العربية (1)
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 507 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تغصّ تونس بآلاف المنظمات التي تتنوع مجالات اهتمامها بحيث لاتكاد تترك موضوعا لم تحطه
فهناك المنظمات التي تعتني بالمرأة فتشجعها على الطلاق وتفزع لنصرتها وتوفر السند القانوني لها إن أرادت ذلك
وهناك التي تعتني بالأطفال فتشجعهم على عصيان الوالدين وتوفر أرقام الهاتف لكي يبلغوا عن آبائهم إن أسرفوا في تأديبهم وقد ينتهي الحال بأولئك الأولياء في السجن إن لم يعف عنهم أطفالهم
وهناك جمعيات وهياكل تروج للواطيين (نتيجة القصف الذهني الذي تعرض له الناس، لطّف المصطلح وأصبحوا يسمون مثليين)، وتروج للقبول بهم وإشاعة الفواحش عموما وجعلها نمطا للشباب وتوظف لذلك المهرجانات وعموم الفعل الثقافي
وهناك منظمات تعتني بالأعراق وتسعى لاستنباتها في تونس رغم ندرتها أو النبش في الغائر منها، وأخرى غيرها تعمل على الترويج للهجات واستعمالها في الكتابة فتمول المواقع و"الكتابات الأدبية" التي تنشر باللهجة في مسعى نتيجته استبعاد اللغة العربية، وتروج لتلك الأعمال وتجازيها في مناسبات مصممة خصيصا لذلك
وهناك هياكل تروج للانتماءات المريبة بين ابنائنا ك"الليونز كليب" و"الروتاري كليب" التي تفتح لها أبواب معاهدنا وتروج لأنشطتهم حيث يقع بعدها انتداب المتميزين من ابنائنا في أنشطة غامضة لاتعرف طبيعتها ولا نهاياتها
وهناك منظمات أخرى تعتني بتعقب أنشطة أجهزة الدولة وكشف الوثائق (يمكن التذكير بمنظمة "بوصلة") في نشاط يقرب لأعمال الاستخبارات بزعم الشفافية
لكن في كل هذا الخضم لاتوجد منظمات تتحرك في مساحة الدفاع عن اللغة العربية، ولا توجد تلك التي تتصدى للفَرْنسة القسرية التي تمضي بنسق متسارع فتتسيد كل نشاطاتنا منذ عقود حتى خنقتنا، ولا توجد منظمات تنشر الوعي بخطر استعمال اللهجات في الكتابة ونشرها بالساحات العامة، وتبيان أن اللهجة في الكتابة هي الوجه الثاني للحرب ضد اللغة العربية
لا يوجد أي من ذلك رغم أن الساحة فيها تشكيلات حزبية قومية وإسلامية، تقول إنها تتحرك في أفق الهوية العربية، تتبعها وتدور حولها منظمات متعددة في المجتمع والجامعة، ويفترض أن هؤلاء كلهم تعنيهم اللغة العربية واستنقاذها من وهدتها التي تقبع فيها منذ عقود
سأنظر بالجزء الثاني إن شاء الله، في أسباب هذا الخلل