البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

في تكوّن المعنى (4): التبريرات البعدية المعتمدة على القرآن في عمومها مصادرات فاسدة عقليا

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 542
 محور:  مقالات في المعنى

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


التبرير البعدي مجرد مصادرات لاقيمة تبريرية لها، لأنه تفسير معلوم بمجهول، حيث مايرتكز إليه مقتلع فهو بعض من كلّ لانعرفه، أي مجهول وقع اختيار بعضه مما يوافق الغرض من عملية الاستناد تلك
المجهول هو المبرر غير المعروف ولو كان معروفا لعرف من قبل أن نضطر لانشائه بعديا
مثلا يقولون بوجود مقاصد للاسلام فهي قبل القول بها مجهولة، ولما أوجدوها بعمل تحكمي تصبح مستندا إليها في التبرير، فهو تبرير معلوم بمجهول، وهذا مصادرة

بهذه الطريقة البعدية، يمكن لأي كان أن يجد غرضه من آية وحديث ليبرر به قصده مهما كان الفعل تقريبا، وهذا مايفسر أن كل الطوائف والفرق الإسلامية في التاريخ الاسلامي تستند الى القرآن بزعمها رغم تعارضها الكلي، لأنه يمكن بسهولة وجود تبرير لتصوراتك ولأفعالك من خلال الانتقائية وهي أصل فكرة التناول البعدي المبني على المصادرة

بالمقابل الذي يصح هو الاستناد للقرآن في ما أتى به صراحة ونص عليه، ساعتها نصبح في وضعية تبرير وتفسير مجهول بمعلوم أي المعلوم هو القرآن المستند إليه والمجهول هي الاحكام التي يقولها ويعمل على بنائها ولم تدخل الوجود بعد

بعض نماذج المصادرات التي لاتصح، ما يسمى مقاصد الاسلام أو غيرها من الأحكام التي تطلق وتؤسس ثم يقع البحث لها عن تبريرات من القرآن، فهذه كلها مصادرات لاقيمة عقلية لها

إذ قام الشاطبي بطرح ماقال إنها مقاصد الاسلام، فهذا عمل تحكمي لامعنى له عقليا أي لايملك تبريرا في سياق آخر غير إرادة من أوجد ذلك الفعل، أي أنه في حالتنا لايوجد في القرآن مايقول صراحة أن مقاصد الإسلام كذا وكذا، حيث العمل التحكمي فعل تأسيسي أولي لايمنعك مانع من إنشائه، ولم يعجزه وجود التبريرات البعدية لها من القرآن

ثم أتى ابن عاشور وأضاف مقصدا آخرا وهو الحرية وهو كذلك فعل تحكمي، وهو بعد ذلك مقترح غير موفق لأن الحرية ليست قيمة نهائية وإنما مضافة لفعل آخر، فتقييمها يكون نسبة لغيرها من الأفعال، إذن علينا النظر في الفعل المضاف إليه الحرية ومدى صوابيته، وهذا التعقيد في استعمال الحرية لايجعلها مقصدا مطلوبا لذاتها

ورغم تبريرات ابن عاشور الطويلة بالمساواة وأنها توجب الحرية فهو كلام تبريري بعدي لايمنع من أن تأتي وتقول بقيمة أخرى غير المساواة والحرية وستجد لها أيضا التبريرات، كالقول بقيمة الملكية الخاصة كمقصد من مقاصد الاسلام مثلا أو عكسها قيمة الملكية العامة وغيرها من القيم مادام الأمر متروكا للاجتهادات البعدية
-----
***********
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. تأملات (65): التبريرات البعدية المعتمدة على القرآن في عمومها مصادرات فاسدة عقليا


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-03-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء