توظيف الزلزال للإعلاء من صورة تركيا: نموذج للوعي الموجه
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 762 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
- وقع تناول زلزال تركيا وسوريا بطريقة تكون في ظاهرها تعاطفا مع ضحايا الزلزال بالبلدين
- لكن بالمقابل، تتولى أدوات التوجبه الذهني وهي عموما قنواع تلفزية وعلى رأسها قنوات الجزيرة، ومواقع عالمية ومن أهمها شبكة مواقع تتبع قطر (عربي 21، العربي الجديد، القدس العربي....)، ثم صفحات وقنوات يوتيوب حرفية لكن مشبوهة التمويل، التحكم في تفاصيل الأحداث بداية من الزلزال ووصولا لعمليات الانقاذ ومواقف الشخصيات كأردوغان
- يقع إظهار صور المهنية لدى أجهزة الانقاذ التركية، وتعاطف ووحدة الشعب التركي، ثم مواقف أردوغان الشهمة الذي يقول أنه سيعوض الضحايا، وتزيد صفحات أخرى وتقرن كل ذلك بقوة الاسلام وهيبته، في تلميح للقول أن وقوفك مع النظام التركي وتوجهه، وقوف مع الاسلام
طيب لماذا لم يقع التركيز على فرق الإنقاذ السورية، ولماذا لا يقع الحديث عن تعاطف السوريين في هذا المصاب، لو كانت الامور مجرد تناول انساني
- هناك تحكم في تيار الأخبار والمعلومات، نحو مركزة حدث الزلزال وتوظيفه للاعلاء من صورة تركيا وتحديدا النظام التركي
- هناك عمل حرفي يتحكم قي تيار التعاطف مع ضحايا الزلزال للتلاعب وتوظيفهم لانتاج حالة من تكريس علوية تركيا الرمز التي لا تسقط مهما كانت النكبات
- هذا يؤكد أن الوعي بالمسألة الانسانية في موضوع الزلزل وعي موجه وموظف، وهذا هو بعض دلالات المصطلح الذي كتبت فيه من قبل أكثر من مرة، وتناولت قضية فلسطين كنموذج لذلك الوعي الموجه
سبق وقلت من قبل أن الوعي الموجه وعي صحيح في موضوعه، لكن خطره يأتي من جهة توظيفه وتحويل الناس لأدوات عن غير إرادتهم يتلاعب بهم في مسألة ذلك الوعي، إذ أنه متحكم فيه من حيث توقيته وقوته واتجاهه