لايهم محتوى العقيدة في المغالبات، حتى وإن كنت تعبد الفئران فعليك الإفتخار بذلك
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 733 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أحد مستويات أي منظومة عقدية أنها أداة تحتمي بها ضد مغالبيك العقديين، بينما المستوى التفصيلي من المنظومة العقدية يهم فقط المتبنين لها والملتزمين بها وقت تأدية شعائرهم
إذن حين مواجهتك مع مغالبيك لاتنظر لتفاصيل عقيدتك مما قد يطرأ عليك من تشكيك ومشاعر نقص بفعل المقارنات مع غيرها وما أدت إليه عقائد الاخرين من تطور وغيره
عقيدتك حين المواجهة لاتأتي أهميتها من تفاصيلها أي كيف تؤدي الصلوات وعموم تفاصيل شرائعها، إنما أهميتها أنها جذع يشدك للارض يشدك لجذورك لكيلا تأخذك الرياح القوبة
عقيدتك اهميتها في المغالبات انها بيت تحتمي به وتأوي اليه، العقيدة في مستوى المغالبة حائط يسندك حين التعب وتتكئ عليه حين النهوض من السقوط
لا يهم تفاصيل العقيدة، حتى وإن كنت تعبد الفئران، عليك حين المواجهة الافتخار بعقيدتك تلك، لأن المعتبر ليس عبادة الفأر وانما كونك فردا قائما بذاتك مستقلا عن غيرك وتحديدا مختلفا ومغايرا عمن يغالبك، وانك تمتلك امتدادا في الزمن الماضي وتملك حائطا تستند اليه وهو تلك العقيدة اما تفاصيلها فذلك موضوع اخر
من هذه الزاوية فإن العقائد تحمل أهمية خاصة في فترات الصراعات والمغالبات مع الآخر العقدي، أما الذين لايملكون عقيدة تفسر لهم الوجود وتعطي معاني لحياتهم، فإنه يسهل اخضاعهم والتحكم فيهم
لذلك تاريخيا أكثر الشعوب التي تصدت لحملات التحكم والاحتلال الغربي ولم ترضخ هي الشعوب الاسلامية، لأن الاسلام مثّل لها سندا قويا يمنع معتنقيه من الذوبان في الاخر، ويمنحهم أبعادا عميقة وممتدة تفسر وجودهم وأفعالهم فيه، وهي عوامل قوة تجعلهم يرفضون الخضوع، وهو مالا يتوفر في عقائد وضعية أخرى انتهى الحال بمعتنقيها للتسليم للغرب في اول هزيمة عسكرية