تأملات في الغيب (1): الإيمان بالغيب يفتح أفاقا للفرد ويرفع عنه الاثقال
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 1255 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الايمان بالغيب بالمفهوم الإسلامي يساهم في جعل الحياة مقبولة وينتج لدى الفرد طاقات لتحمل عَنَتِها وشقاء مراحلها
- أن تؤمن بالغيب، يجعلك تعتقد بوجود جهة أعلى هي التي تشرف على هذه الدنيا وهو الله خالق هذا الكون، الذي أوجدها بقدرته، وأن كل من تراهم من بشر وأفاعيلهم يمثلون لا شيء أمام قدرته، هذا الشعور ينتج فيك طاقة على تحمل شقاء الدنيا، حيث سيزيل أو يساهم في إزالة بوادر ومبررات الخضوع والتسليم أمام أرباب الأرض والمتحكمين فيها
- الإيمان بالغيب يجعلك لاتنهار نفسيا أمام شقاء الواقع ومشاكله، لأنك تعرف أن ذلك الشقاء يمضي بحكمة ما وإن كنت لاتعرفها، ثم إن مفهوم محاسبتك وجزائك يعني أن بعدا آخر لفعلك في هذه الدنيا يمتد للاخرة، أي أن عجزك عن الفعل في الدنيا سيتبعه جزاء اخر في امتداد هذه الدنيا وهي الاخرة، حيث ستنال حقك جزاء حرمانك في الدنيا
- أن تؤمن بالغيب يجعلك تنتظر امتدادا اخر لهذه الدنيا وهي الاخرة، وأساسا مفهوم وجود امتداد لهذه الدنيا يجعلك لاتحصر فهمك ومجال فعلك في الدنيا فقط، حيث تصبح الأفعال لها امتدادان الدنيا والاخرة، وهذا يخرجك من ضيق البعد المادي الدنيوي وعجزك أمامه نحو فضاء أرحب لامتناهي ستصل إليه يوما ما، ويكون فشلك في هذ الدنيا برجاء ان تنال نجاحا في الامتداد الثاني للفعل، أي أني حينما لا أنجح في الدنيا فإنه تنتظرني فرصة نجاح أكبر في الاخرة
وأن لا أرزق الأبناء في الدنيا فأنا انتظر أن اتمتع بالشعور الذي حرمت منه في هذه الدنيا، في الاخرة
وأن أعيش محتاجا لأمر ما في هذه الدنيا فإني أعمل لكي اتمتع بذلك في الاخرة
بل حتى أمورنا البسيطة التي نحرم منها يمكن رجاء استرجاعها في الاخرة، أنا مثلا تاخذني الذكريات لمرحلة ما من الطفولة وأماكن معينة بصورتها تلك الماضية، وهي ذكرى من الاستحالة رجوعها، لكني اعتقد أني يمكن استرجاعها يوم القيامة وأمتع بما حرمت به في هذه الدنيا
اذن الايمان بالغيب يفتح مجالا رحبا للفرد بحيث يخلق له طاقة للتحمل ثم طاقة للفعل في هذه الدنيا
لذلكك فان الفرد المسلم يكون اكثر مضاء واكثر مقاومة للواقع واكثر فعالية