|
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك |
استحالة الوصول إلى الحقيقة وإلى الكمال فوزي مسعود - تونس
المشاهدات: 352 محور: مقالات في المعنى  يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط حياتنا لايمكن لها أن تتواصل إلا بشرط أن نقبل بمستوى معين من التجاوز التجاوز بمعنى أن نفهم أنه يستحيل الوصول للحقيقة الكاملة للموجودات المادية واللامادية، ويتفرع عن هذا استحالة وجود الكمال لأنه أساسا غير ممكن تعريف الكمال، حيث صياغة المفهوم عمل تحكمي لايملك جدارة الاقناع وسلطة المفهوم المطلق ما من شيئ إلا ويمكن الاعتراض عليه والبرهة على نقضه، إن لم يكن نقضا نظريا فيمكن نقضه من خلال نماذج الواقع، أي الصحة الواقعية التي تمثل للقائل بها الحقيقة حيث بالنسبة له الواقع هو الحقيقة، ويصعب واقعا إثبات أن الحقيقة الأخرى العليا في مستواها النظري هي المستوى الأرقى من الحقيقة وليست تلك الحقيقة في مستواها الواقعي ثم إن تعدد معاني مفهوم ما مادي أو لامادي، أمر لازم حتى في مستوى التعريفات البسيطة، لأنه توجد ثلاثة مستويات قبل الحديث عن الموجود موضوع التقييم والحديث الذي في متناولك اللفظ الذي نطلقه على الموجود (مثلا لفظ كتاب) هو ترميز للدلالة به على الموجود، فهنا نسبة من المعنى ضاعت حينما نقول كتاب ونقصد به ذلك الموجود، لأن اللفظ لا يمثل الموجود وإنما يمثل ترميزا له وهي دلالة ناقصة لأنها تتناول بعض ذلك الموجود ولا تمثله كله ثم إطلاق اللفظ على الموجود فيه احتمالية عدم المطابقة بين اختيارك للرمز اي اللفظ وبين الموجود، وهذا خاصة في اللاماديات، فأنت حينما تصف موقفا ما بأنه جبن أو شجاعة أو كرم أو جميلة، فهذا تقدير منك لوضع معين، قمت بإلصاقة بذلك اللفظ هنا جزء من الدلالة صار احتماليا، فالمعنى المنقول أصبح محلا للترجيحات من حيث معناه واللفظ ضعفت دلالته ثم أخيرا فإن المتلقي يفهم اللفظ بمعاني سابقة ومخزنة عنده، فهو سيقوم بعمل تحكمي حين فهم معنى اللفظ، اي سيسقط سابقية فهمه وتجربته مع ذلك اللفظ، ويقوم بمقارنة بالمعنى الجديد ليصل للمعنى المنتج كخلاصة، حيث دلالة اللفظ هي عبارة عن مقارنة بين معاني سابقة بمعاني جديدة، وفي هذه المرحلة الثالثة، لاتوجد بالضرورة ودائما مطابقة خاصة في المعاني الجديدة، حيث في هذه الحالة سيقع قضم معاني اللفظ وتشذيبها بحيث تطابق الوعاء المفهومي السابق، فهم حينما رؤوا جسما يسير اسموه سيارة كمطابقة لما لهم من سابق معاني لما يسير، فهنا المعنى الجديد (حينما اوجدوا اسم السيارة الحديثة) اخذ بالضرورة من معاني سابقة ليست بالضرورة تتبعه، فادخال معاني له من خارجه يعني بالضرورة ضياع معاني من داخله اذن الحقيقة التي ستصل إلينا أو بالدقة الحقيقة التي نكونها من خلال تواصلنا مع الغير، ستكون حقيقة نتيجة ثلاث عمليات تحجيم وتعديل ولو افترضنا أن الحقيقة الأولية هي: ح_أ ثم في المرحلة الأولى تم التخفيض من الحقيقة بضارب احتمالي: ض_1 ثم في المرحلة الثانية تم التخفيض من الحقيقة بضارب احتمالي: ض_2 ثم في المرحلة الثالثة تم التخفيض من الحقيقة بضارب احتمالي: ض_3 فإن الحقيقة التي نفهمها ونبني عليها ستكون : الحقيقة النهائية وهي ح_ن=ح_أ *ض_1*ض_2*ض_3 فلو افترضنا أن الحقيقة تلاشت باحتمالية: 90بالمائة أولا، و80 في المرحلة الثانية و95 في المرحلة الثالثة فإن الحقيقة النهائية ستكون: 0.9*0.8*50.9=0.68 أي أننا نتعمل مع حوالي 70 بالمائة من الحقيقة الأولية ونبني عليها أي أن الحقيقة التي نفهمها يستحيل أن تكون هي ذاتها الحقيقة الأولية وهذا يعني عبثية التشبث بوجوب الحقيقة، و إنما كلها مساعي في أقصى الحالات تقوية ضارب الاحتمالية في مراحل الإدراك الثلاث ************ فوزي مسعود #فوزي_مسعود #تأملات_فوزي_مسعود الرابط على فايسبوك . تأملات (48): استحالة الوصول إلى الحقيقة وإلى الكمال  9-01-2023
 |
|||||||||
 |
|||||
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور |
|||||
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته |
|||||