فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 348 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
معرفة مقاييس تقييم الناس والاحداث ومكونات الواقع عموما مهمة، لأن منها سيقع إنتاج الآراء والمواقف والترجيحات بالصوابية والفساد
ثم في ارتباط بها، وجوب معرفة من يضع تلك المقاييس المعتمدة للتقييم، هل تضعها أنت بعد نظر وتأمل فهي تمثلك، أم أنك أخذتها عن غيرك ممن تعتبره قدوة ونموذجا، أو من أدوات التوجيه والتشكيل الذهني
إذن تقييم الواقع يخضع لشرطين وهما: عوامل التقييم، ومدى علاقتك بها هل هي أصيلة أم مأخوذة عن الغير
حينما لا تنتج بنفسك عوامل التقييم والترجيحات، فأنت تصبح تابعا وجوبا للغير في مستوى فهمك للواقع وتقييم عناصره
أولا تصبح تابعا في مستوى تبنيك لعوامل التقييم التي ستحدد لك شروط الصواب والخطا وتقنعك بها
ثانيا ستصبح تابعا في مدى انضباطك بتلك العوامل والشروط على سلم الصوابية كما حددها غيرك
أدوات التحكم والتوجيه الذهني أو القدوات، هي التي تتحكم في الناس من خلال هذين العاملين، فتحكمها اذن يوجد في مستوى تقرير مفهوم الصوابية والفساد ثم تقريرها مدى انضباطك بمعاني المفاهيم التي اقترحتها بل فرضتها عليك
ينتج عن هذا أن المواقف والاراء الخاصة يلزمها تحرر من أدوات التوجيه والاخضاع، وأن الواقع الذي تتحكم فيه أدوات التوجيه الذهني أو تكثر فيه الاشخاص المؤثرة أي الزعماء والشيوخ عموما تقل فيه احتمالات الراى الحر و تبعا لذلك يضعف التعدد الفكري
نصل للخلاصة وهي أن فهم الواقع بغرض تغييره، يلزمه الانتاج الحر والذاتي للفكر، وعليه وجب التخلي عن وسائط انتاج الفكر اي ادوات التوجيه الذهني والقدوات المزعومة، وإلا فستتحول لوظيفي يستعملك غيرك لتحقيق برامجه