وفرة المعرفة لاتعني زيادة الفكر ولا تطور المستوى الذهني للفرد
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 451 محور: مقالات في المعنى
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كم من فرد يعمّر سنينا طوالا ويصل لأرذل العمر ويتعرض لتجارب مختلفة، لكن كل ذلك لا يؤثر في تفكيره، وتلاحظ انه لايغادر التفاهة والنظر السطحي والبلادة الذهنية عموما
إذن فتجارب الحياة تنتج معرفة، لكن وجود المعرفة تلك لايعني أن الفرد استفاد منها، بمعنى وجود المعرفة لايعني مباشرة أن لها تأثيرا إيجابيا على مستهلكها
نفس الملاحظة متعلقة بالمطالعة ومشاهدة المعارف على المرئيات (فيديوهات...)، فكثرة هذه المعارف اي التعمق في مطالعة الكتب لا تنتج دائما تغيرا في الفكر ولاتزيد العلم
ولو كانت المعارف تزيد من المستوى الفكري للناس، لكان جيلنا الحالي اكثرهم نباهة وعمقا فكريا وبعدا عن التفاهة، بحكم ان واقعنا تتاح فيه المعارف بطريقة غير مسبوقة
إذن يمكن ملاحظة أن لا تلازم بين المعرفة وبين العلم وتطور التفكير
هنا المعرفة دليلها تجارب الحياة والمعارف المتأتية من المطالعة والمشاهدة، والعلم دليله الفكر الذي يؤدي لإنتاج مواقف أصيلة أي خاصة وذاتية ومستقلة، في مسائل الحياة
لكن يمكن للمعرفة حين توفر شروط أخرى، أن تعين على الفكر والعلم، فتصبح تجارب الحياة سببا لرجاحة العقل والحكمة التي هي بعض نتائج التفكير والتأمل المستقل، وتصبح المطالعة مسرّعا لعمليات التفكير المؤدية لانتاج فكري مستقل أصيل
يمكن القول إذن أن العلاقة بين الفرد والمعرفة بشقيها النظري (القراءة والمشاهدة) والحياتي (التجارب)، يلزمها عامل ثالث لكي تكون منتجة للمعاني المستقلة أي الفكر، وهو مايمكن تسميته حافز التفكير والتأمل وهذا عامل يمكن بتوفره انتاج المعاني الجديدة وهو عموما عامل ذاتي متعلق بالفرد و إن كان فيه بعض من شروط الواقع، لذلك يمكن ملاحظة أن نفس الشخص يكون منتجا فكريا في بيئة ما وعقيما سلبيا هائما في بيئة أخرى، اي هناك عامل ثالث شرطه اللازم الفرد ثم بعض من شروط الواقع