|
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك |
الخلط بين المعرفة والتفكير: الذي يدرّس الشعر لايعني أنه شاعر والذي يدرّس التفكير والفلسفة لايعني أنه مفكر وفيلسوف فوزي مسعود - تونس
المشاهدات: 521 محور: مقالات في المعنى  يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط هناك خلط منهجي بنيت عليه مسارات دراسية كاملة، إذ نحن بتونس مثلا يدرسون مايقولون إنها فلسفة بينما هم حقيقة لا يفعلون ذلك، هم يدرسون تاريخ الفلسفة أي يدرسونهم معارفا فلسفية الفلسفة ليست الفكرة المنتجَة و إنما مسار وطريقة إنتاج الفكرة، فالذي يقع تدريسه من أراء ليست فلسفة و إنما عينات من التفكير الفلسفي، لأن الفلسفة تفكير وليست معارفا، الفلسفة منهج التفكير وليست محتواه وموضوعه (1) في الحقيقة فإن الذي يدرس تلك المادة لايدرس الفلسفة و إنما يدرس تاريخ الفلسفة وتاريخ التفكير الفلسفي، هذا يعني أن ذلك المختص بما يسمونه فلسفة ليس كذلك و إنما هو أقرب للمختص بالتاريخ ولكن في مجال معين لنقل إنه مختص في تاريخ الفكر والتفكير الفلسفي أساسا الفلسفة من حيث أنها تفكير أصيل لايمكن أن تكون مادة تدرس ويضمن النجاح فيها، مثلما أنك لايمكن أن تدرس أحدهم الموسيقى بغرض ان يكون موسيقارا وملحنا متميزا الفلسفة لايمكن أن تدرس و إنما يمكن أن توفر لها أسباب النجاح وذلك لايتم من خلال مدرسي تاريخ الفلسفة الحاليين الذين لايحوزون شروط التفكير المنهجي وهي الرياضيات يستتبع هذه الملاحظة أنه لا معنى لاستدعاء مدرسي الفلسفة بالجامعة حين تناول قضايا فكرية بالبحث، لأن هذا الفعل ينبني على فرضية أن أكثرهم دراسة لتاريخ الفلسفة هو أكثرهم تفكيرا، وهذا غير صحيح، مدرس الفلسفة بالجامعة يعني أنه أكثرهم إطلاعا على الفلاسفة و إنتاجاتهم ومسارات تفكيرهم وغيرها مما يتصل بذلك أي أنه صاحب معارف، ولكن لايعني أنه قادر على التفكير المستقل الأصيل وقادر على إنتاج أفكار بحيث تستعمل لمعالجة قضية معينة، هذه الفرضية تخلط بين المعرفة والتفكير سيقال إذن لنطبق نفس الملاحظة في الهندسة والطب، أقول لا، الحالتان ليستا سواء، اختصاص الطب والهندسة مايدرسه يستعمله مباشرة في عمله، فهو يدرس قواعد لتطبيقها، بينما الذي يدرس تاريخ الفلسفة حينما يستدعى لنقاش قضية فكرية فإنه يفترض أن لا يعطينا رأي فلان أو علان من الفلاسفة و إنما عليه أن ينتج رأيا فكريا وهذا مالا تتيحه قواعد تدريس الفلسفة / تاريخ الفلسفة حاليا هذا المنهج الفاسد ينبني على الخلط بين المعرفة والتفكير، فمدرسو الفلسفة لهم معارف ولكن تلك المعارف لا تعني التفكير ولا تضمن توليده تواصل افتراض أن صاحب المعرفة مفكر بالضرورة، ينجر عنه تحويل الفلسفة لنوع من السلفيات، فالمختص في فيلسوف معين نال به شهادته التي يدس بها في الجامعة، ستدور حياته كلها حول ذلك الفيلسوف، وكلما دعا داع أو جدّ جديد إلا وحشر فيلسوفه ذلك في الموضوع، وكلما خرج أحدهم عما يقوله فيسلوفه ينبري ضده مشنعا مدافعا عن أصالة أراء فيلسوفه ومذكرا بأقواله وتفاصيلها كيف لا وقد نال شهادة الدكتوراة فيه وينتهي هؤلاء المختصون بالفلسفة لمنافسين لأولئك الشيوخ الذي يتخذ كل منهم أحد كتب الشروح الفقهية في مذهب ما، وتراه يذود عن اراء شيخه صاحب المذهب ويقاتل به وعنه ضد كل رأي آخر ومثلما يكفر شيخ المذهب غيره، فإن مختص الفلسفة يسفه ويلمز من يفكر خارج مجال فيلسوفه العبقري وتنتهي الفلسفة لأداة عقيمة جامدة تدعو للتحلق حول أوثان عوض أن تكون أداة للتكفير الحر ------------ اعتقد أن الحل يكون بفهم أن ما يدرس ليس فلسفة ولنسمها بدل ذلك تاريخ التفكير والفكر مثلا، أما الفلسفة فعلينا تحويلها للدراسة بالشعب العلمية بشرط أن يتولى تدريسها مختصون ذوو تكوين علمي، ويبقى سلفية الفلسفة الحاليين كمختصين في تاريخ الفلسفة لا أكثر *********** (1) كنت من قبل قد كتبت في هذا الموضوع من زاوية أخرى ********** فوزي مسعود #فوزي_مسعود #تأملات_فوزي_مسعود الرابط على فايسبوك الخلط بين المعرفة والتفكير: الذي يدرّس الشعر لايعني أنه شاعر والذي يدرّس التفكير والفلسفة لايعني أنه مفكر وفيلسوف  24-11-2022
 |
|||||||||
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: |
|||||
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور |
|||||
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته |
|||||