المغالطات المستعملة في التوجيه الذهني: الأم العزباء
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 767 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تقوم منظومة فرنسا في شق جهاز التشكيل الذهني بعمليات توجيه واذا لزم القصف الذهني، وهي في ذلك تقصد تعديل وتحريف وعي الناس بالواقع ومفاهيمه، من خلال التلاعب بالمعاني
توجد نماذج عديدة للمفاهيم والمعاني المنتجة في سياق عمليات التشكيل الذهني، ومنها انتاج مصطلح الأم العزباء
وهنا لي ملاحظات:
1- لغويا الأم لايمكن ان تكون عزباء، والعزباء لايمكن ان تكون أما، فاساسا هذا المصطلح (الأم العزباء) لايصح لغويا (1)، فهو وضع لغوي متطفل، وهو تحكم في الدلالة من خلال انتاجها ابتداء على غير سابق نموذج
2- انتاج مصطلح جديد، يقصد به الهروب من الثقل الدلالي والشحنات السلبية لموضوع الأم العزباء أي المرأة التي انجبت سفاحا، وهي التي هي اولا زانية ثم قد تكون بغيا داعرة تحترف الزنا أو منحرفة زنت لقناعة تتملكها أو زنت صدفة
فلكي يقع التخلص من الحمولة السلبية للمعاني التي يحملها مفهوم زانية والرفض الاجتماعي المنجر عنه، يقع الالتجاء لابتداع مصطلح جديد وهو الأم العزباء
3- اذن مصطلح أم عزباء يمثل دور الوعاء الوظيفي الايديولوجي، اذ هو يعتمد من طرف منظومة فرنسا لتمرير سلوكيات منحرفة في مستوياتها القصوى وهي الزنا والانجاب السفاح، والدفاع عن تلك الانحرافات وترويجها من خلال اتقاء عمليات نقدها وتفادي الرفض الاجتماعي
فمصطلح "الأم العزباء" لا يحارب الانحراف وانما يعمل على اشاعته ورعايته والتصدي لرافضيه
نحن اذن ازاء عملية لترويج الانحرافات وهذه مهمة تؤكد وجود النية في فعل نشر الزنا وترويجه على غير معاني المجال المفاهيمي السائد ابتداء فيه وهو الاسلام، وهذا لايكون الا ممن له منظومة عقدية مغالبة، فثبت ان مصطلح "الأم العزباء" يمثل أداة ايديولوجية تستعمل لمغالبة المجال المفاهيمي الاسلامي وتضييق تاثيراته بالمجتمع
4- المغالطة في استعمال مصطلح "الأم العزباء" يوجد في تحويل مستوى التعامل مع الزانية، من مذنبة مع افق التسفيه والعقاب، لمستوى الضحية مع افق التعاطف من خلال إيراد لفظ "أم"، وهذا هو الخطر، فاستعمال هذا المصطلح يحول المنحرفين لموضوعات تعاطف مما ينتهي لاخفاء ونسيان فعل الزنا أصلا، وهذا احد اشد نماذج التطبيع مع الفاحشة من خلال التشكيل الذهني
5- يقبل الكثير للاسف على استعمال مصطلح "الأم العزباء"، ولكنه لايعرف انه بعدم رفض هذا المصطلح الملغم وقبول استعماله، جعل نفسه أداة لنشر مفاهيم جديدة تنتهي للتطبيع من الانحرافات، ثم خلق مجال مفاهيمي جديد يدور حول معاني اشاعة الفاحشة ومحاربة قيم العفة والحلال والحرام، ثم يكون ذلك كله مقدمات للالحاق بالغرب لاماديا أي ذهنيا وهو المستوى اللازم لضمان عدم رفضنا التبعية المادية للغير
فلا تكن سلبيا مجرد أداة في ايدي منظومة فرنسا، كن فعالا ولاتستعمل هذا المصطلح الملغم
(1) لغويا العزباء مؤنث أعزب، وهو الذي ليس له زوج وهذا عام، ولكن عرف انه تحديدا الذي لم يتزوج، أما المرأة التي ليس لها زوج فلها تسميات أخرى كالمطلقة والارملة وغيرها
ثم ان العرب اعطت بالمقابل تسميات للحالات التي نحن بصددها وهي أنواع حالات الزنا، والام يمكن ان تكون أما مطلقة أو أما ارملة ولكن تكون كذلك أما سفاحا
-----فوزي مسعود-----
#فوزي_مسعود
#منظومة_فرنسا
#تفكيك_منظومة_فرنسا
#تشكيل_الاذهان