فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 589 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كنت منذ أقل من ساعة في احدى المساحات الكبرى بحي النصر بالعاصمة، ولما وصلت للشاب المكلف بالخلاص، بدأ بتمرير المشتريات وكان ينطق المبلغ بالفرنسية، فرددت عليه مباشرة: "احكي معايا بالعربي"، فتفاجأ ثم واصل تمرير السلع من دون نطق اسعارها، ثم قال بعد فترة صغيرة: لا احسن العربية، فظننته يتغابى، فقلت له: اذن لايجب ان تعمل هنا، من يعمل بمغازة في تونس عليه ان يتكلم لغة التونسيين ويحترمهم
فقال لي ولماذا لا الفرنسية، فاجبته بما ينبغي مما يعرفه من يتابعني، وكانت هناك حريفة فتدخلت وكانت ايضا على مستوى من الوعي ولعنت الدول الغربية الذين يتحكمون فينا، فوجد الشاب نفسه في حرج، وبدأ يعتذر، وبين لنا انه فعلا تونسي فرنسي وقد عاش طفولته بفرنسا لذلك تجري الفرنسية على لسانه
على أية حال، مغزى هذه الحادثة اذا تجاوزنا تفاصيلها بذاتها، هو التالي:
1- لاتحتقر نفسك، كن فعالا ومارس قناعاتك باي مكان، اذا دخلت ادارة أو بنكا أو مدرسة ووجدتها تعلق منشورات موجهة اليك كتبت باللغة الفرنسية فطالبهم بحقك ان يخاطبوك بلغتك ولغة التونسيين العربية
2- الكثير من التونسيين الذين يستعملون الفرنسية في كلامهم ومعلقاتهم ومنشوراتهم، هم مجرد ضحايا، توظف منظومة فرنسا غياب وعيهم للتمدد في فراغاتهم، ويزداد واقعنا المزري فسادا وعفنا كلما سكت أنت عن تغييره والاعتراض عليه، فسكوتك عن هذا الوضع غير السوي أي استعمال الفرنسية في تونس، مساهمة منك في التطبيع معه
3- الكثير من هؤلاء التونسيين الضحايا الذين يستعملون الفرنسية، لو تحدثت معهم ببساطة، لوافقوك بسرعة، لأنهم اساسا لم يجدوا من يوعيهم انهم حطب في منظومة فرنسا يستعملون لخدمة عدوهم
اذن كن فعالا، مارس قناعاتك بالتصدي لفرنسا في الواقع، صحيح مثل هذه الافعال تبدو بسيطة لكنها حينما تتكرر من طرف الكثير ستصبح ظاهرة، وهذا سيطور مجهود تفكيك منظومة فرنسا في مستوى بناء الوعي تحضيرا للمراحل الاخرى
----------- فوزي مسعود ------------
#فوزي_مسعود
#هيا_نتصدى_لفرنسا
#تفكيك_منظومة_فرنسا
#تونس_التاريخية_الكبرى