البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

حول مفهوم الطاغوت وفقهاء السلطان وإسلام بني أمية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5648


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


- ليس صحيحا أن هناك اتفاقا على أن الخلافتين الأموية والعباسية خلافة شرعية، ولم يتفق على صحتيهما إلا الفقهاء من الذين يدورون في فلك السلطة أو المرضي عنهم من طرفها، وهم عموم من وصلتنا إنتاجاتهم الفقهية والتاريخية، وإلا فالتاريخ يعج بأخبار المذاهب الفقهية التي انقرضت لبعدها عن السلطان، وأخبار الحركات الاحتجاجية التي لم تكد تهجع يوما طوال قرون، وهي الاحتجاجات الفكرية والثورية واقعا التي تم تشويهها من طرف مفكري الحكام وفقهائهم ممن وصلتنا أعمالهم فأخذنا آرائهم على أنها مسلمات، منها أن الثائرين ضد الواقع هم خوارج وروافض ومبتدعة وغيرها من الألقاب

- الجماعات الجهادية تنطلق من نفس الأسس المفهومية لما يسمى المدرسة السلفية وفي خاصتها المذهب الحنبلي، وأحمد بن حنبل من أكبر أصحاب المذاهب ممن يعلي من شأن الحاكم (دعك من مسألة تعذيبه في مسألة خلق القرآن، فذلك كان لموقف فكري وليس سياسي، والدليل أن الخليفة الذي تلا من عذبه أعلى من شأنه وقربه)، هذه المدرسة كغيرها من المدارس الفقهية المرضي عنها سياسيا وتاريخيا، تعلي من شأن الحكام من ناحية، و من شأن حكام بني أمية خاصة حد اعتبار معاوية صحابيا ذا فضل، وابنه المجرم يزيد صاحب موقعة "الحرة" مغتصب نساء المهاجرين والأنصار وقاصف الكعبة، ذا أيادي بيضاء على المسلمين.

- مفهوم الطاغوت المتداول حاليا هو نتاج اجتهادات فترة التأسيس الأولى التي كانت فيها القوة العسكرية هي أداة الحاكم ومطيته لتغيير الواقع (عمل فقهاء السلطان على إخفاء أن السلطة الدينية هي الأداة الثانية وأنها كان يفترض أن تدخل في مفهوم الطاغوت)، ومنها صيغ ساعتها مفهوم الطاغية وأدواته، ثم تواصل استعمال نفس المفهوم لحد الآن، ولكن هذا أمر أصبح منقوصا حاليا، لان أدوات تغيير الواقع تجاوز السلطة السياسية، ثم إن القوة لم تعد مقتصرة على القوة العسكرية (هذا ماوضحته في نص سابق).

- عمل بنو أمية مبكرا على تدجين الإسلام والانقلاب على منظومته، وهم أول من أسس عمليا مفهوم فقهاء السلطان من خلال استحداث شرعية دينية لحكمهم لكي يستتب الأمر لهم، تم ذلك من خلال شراء ذمم العشرات من الصحابة والتابعين والإغداق عليهم، منهم من التحق مباشرة للدفاع عن بني أمية رغم أفاعيلهم (أبو هريرة وغيره الكثير)، ومنهم من اكتفى بالصمت والدعم الضمني للواقع، فيهم رموز كبار وعلى رأسهم مالك ابن أنس الذي كان يطرق أبواب بني أمية أول عهده طلبا للعطايا بزعم تفرغه للعلم، وحينما ذاع صيته واصلت كل السلطات دعمه ماليا والإغداق عليه لشراء سكوته (يقول الشافعي في ما معناه أنه بهت لكثرة الخيل والأنعام أمام مقر مالك حينما أتاه بالمدينة طلبا للعلم، كما انه تعجب من قوة السمت والهيبة التي اصطنعها مالك لنفسه من خلال التعالي الذي حازه بالتقرب من الحكام حتى انه لايمكنك التحدث معه مباشرة بل يكتب السؤال ويقدم لمالك لينظر فيه، طبعا الشافعي قال هذا في معرض المدح)، حيث رغم كل الفضاعات التي ارتكبها بنو أمية بحق المسلمين من اغتصاب نساء المهاجرين والأنصار في وقعة 'الحرة'، وهدم الكعبة، لم يحتج مالك، ولما جاء بنو العباس التحق بركبهم كعادته في التقرب من الحكام.

- خلال تلك الفترة، تم التأسيس لمنظومة متكاملة من المفاهيم تقوم على احتكار الإسلام وتصييره أداة في يد السلطة السياسية لتكريس الواقع، عن طريق محاور وهي خاصة:

- جعل الإسلام مؤسسة رسمية وليس دينا مشاعا لكل المسلمين، لتلك المؤسسة فقط حق النظر في فهم الإسلام وتفسيره، تم ذلك من خلال تكوين الصنميات الشخصية والرموز العلمية التي تصطنعها السلطات وتعلي من شأنها، ولا يقربها الناس ليسهل التحكم من خلالهم بالواقع.

- إنتاج فقه وظيفي يعمل على تكريس الواقع وينبذ عمليات تغييره، ويختزل الإسلام في أبعاد الفرد فقط، وتم تناسي الجوانب الجماعية والاجتماعية للإسلام.

- تتفيه وتسفيه كل عملية نقد للواقع ولكل من يتجرأ على الإتيان بما يخالف رأي الإسلام الرسمي الدائر في فلك السلطة، أي كل من يخرج عن الرأي الرسمي الذي يمثله الفقهاء والمؤرخون والعلماء عموما ممن بلغتنا أعمالهم إلا الاستثناء القليل.

- إنتاج مفاهيم احتكارية للإسلام، من مثل أن الإسلام لايفهمه إلا الشيوخ، مما ولد واقعا كهنوتيا يقارب ما كان للكنيسة زمن تغولها بأوروبا.

- إغراق النصوص الإسلامية بسيل من الأحاديث الموضوعة التي تجرم بل تكفر أحيانا كل من يمتلك وعيا يسعى من خلاله لنقد الواقع وفقهاء السلطان، تم ذلك إما بالوضع المباشر للحديث، وإما من خلال المغالطات المنطقية لما هو ثابت كالقرآن.

- اعتماد الحفظ لمتون الإسلام كمقياس للقدرة لفهم الإسلام والحديث فيه، والحال أن الحفظ لايؤشر على أية ملكة، باستثناء ملكة الحفظ وقوة الذاكرة، وهذا يفترض أن لا يكون عامل كاف لفهم الإسلام والتحدث فيه، ولكنه للأسف الواقع، فعموم المتحدثين هم ممن حفظ القرآن والأحاديث، ولكن الحفظ شيء والفهم شيء آخر

- فهم الإسلام يعتمد على العقل، إذن فالأكثر قدرة على استعمال العقل وأدواته كالمنطق والرياضيات هو الأجدر بفهم الإسلام، وعليه كان يجدر أن يقع استبعاد كل ممن يتحدث في الإسلام من الشيوخ ممن لا زاد علمي رياضي ومنطقي له.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فقهاء السلطان، بنو أمية، مالك ابن أنس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، عمر غازي، إياد محمود حسين ، صفاء العراقي، أنس الشابي، الهادي المثلوثي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أبو سمية، طلال قسومي، أحمد بوادي، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. طارق عبد الحليم، علي عبد العال، العادل السمعلي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- هاني ابوالفتوح، إسراء أبو رمان، سعود السبعاني، فتحي الزغل، حسن عثمان، سامر أبو رمان ، فوزي مسعود ، علي الكاش، محمد العيادي، فتحي العابد، كريم فارق، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد شمام ، د. صلاح عودة الله ، حاتم الصولي، المولدي الفرجاني، نادية سعد، خالد الجاف ، مراد قميزة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلام الشماع، رشيد السيد أحمد، ماهر عدنان قنديل، رمضان حينوني، د - محمد بنيعيش، د. أحمد بشير، سلوى المغربي، د - عادل رضا، عبد الله الفقير، خبَّاب بن مروان الحمد، د - الضاوي خوالدية، رضا الدبّابي، تونسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الياسين، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، د. عبد الآله المالكي، عبد الله زيدان، د- محمود علي عريقات، محمد الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صباح الموسوي ، أحمد النعيمي، صفاء العربي، فتحـي قاره بيبـان، د- محمد رحال، أشرف إبراهيم حجاج، ضحى عبد الرحمن، صلاح المختار، جاسم الرصيف، محرر "بوابتي"، د.محمد فتحي عبد العال، إيمى الأشقر، سيد السباعي، صالح النعامي ، عبد الرزاق قيراط ، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفي زهران، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد ملحم، مصطفى منيغ، سليمان أحمد أبو ستة، فهمي شراب، محمد عمر غرس الله، عراق المطيري، سامح لطف الله، سفيان عبد الكافي، د - صالح المازقي، عواطف منصور، وائل بنجدو، رافد العزاوي، د. أحمد محمد سليمان، د - مصطفى فهمي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - المنجي الكعبي، منجي باكير، عمار غيلوفي، كريم السليتي، حميدة الطيلوش، أحمد الحباسي، الناصر الرقيق، محمد يحي، عزيز العرباوي، أ.د. مصطفى رجب، د- جابر قميحة، مجدى داود، يحيي البوليني، د. خالد الطراولي ، حسن الطرابلسي، رافع القارصي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يزيد بن الحسين، الهيثم زعفان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء