الإنقلابيون لن تردعهم الحشود الجوفاء بالشوارع: مقترحات لتفعيل العمل الثوري
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7982
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يعمد أبناء الثورة ومناصروها لتجميع الحشود كلما جدّ أمر يستهدف الثورة، وهم يقصدون من وراء ذلك إظهار قوتهم الشعبية، بمعنى إن تلك الحشود لاتعدو ان تكون مجرد أداة تهديد لا أكثر، بالمقابل فإن الثورة المضادة على قلة عدد أتباعها تتحرك في مجال يجاوز التهديد، إذ الثورة المضادة ممثلة في الانقلابيين تفعل في الواقع ولا تهدد.
الثورة المضادة بالإضافة للاعتصامات الميدانية، فإنها تعمل على حل مؤسسات الدولة من حكومة ومجلس تأسيسي.
الثورة المضادة تفعل ولاتهدد حينما تهجم على مقرات الولايات وتحرقها وتطرد الولاة
الثورة المضادة تفعل ولاتهدد حينما تكون تنسيقات جهوية لتحل مكان مؤسسات الدولة
الثورة المضادة تفعل ولاتهدد حينما تحرق مقرات حركة النهضة
الثورة المضادة تفعل ولاتهدد حينما تغتال -بطريقة مباشرة أو غير مباشرة- من تغتال وحينما تقتل جنودنا.
الثورة المضادة تفعل ولاتهدد حينما تسرف في تشويه رموز الثورة إعلاميا وحينما توجه الأحداث لمصلحتها
بالمقابل فان المستأمنين على الثورة من حكومة الترويكا ومن ورائها حركة النهضة ورابطات حماية الثورة، لا تفعل أكثر من إنزال الحشود للشوارع معتقدين أن الحشود في ذاتها عامل قوة، وقد كتبت منذ مدة طويلة حينما رأيت حركة النهضة تعتمد على هذه الأداة أي الحشود بعيد الثورة، وقلت وبينت بأمثلة ان الحشود ليست في ذاتها ذات أهمية، وانما المهم هي الفاعلية، فالفاعلية يمكن ان توجد في بضعة افراد ولايمكنها ان توجد في حشود بالالاف، وهو مانراه واقعا، فبضع افراد من الجبهة الشعبية يتحركون ويقلبون الوضع، مما الجأ ابناء الثورة لموقف الدفاع واطفاء الحرائق.
كما انه يمكن البرهنة بقليل من النظر أن الحشود أصبحت لامعنى لها الان بالطريقة التي تستعمل فيها، من ذلك ماذا تقصد بتحشيد الالاف في الشوارع، هل تريد أن تقول أن لك أنصارا كثيرون، طيب هذا أمر متفق عليه وهو ليس محل نزاع لكي تعمل كل مرة على إثباته، ما يجب فعله هو إثبات ما ليس بمتأكد وهو فاعلية موقفك وقوتك وإمكانيتك لردع الأعداء، هذا هو الذي يحتاج لإثبات.
المسالة يجب إعادة النظر فيها ويمكن فهمها من خلال فكرة أن العمل الفاعل يجب أن يتخذ بعد الفعل وليس رد الفعل هذا من جانب، ثم وجوب ابتكار طرق للفعل تجعل من الناس بالساحات عناصر فعل ميداني وليس مجرد عناصر لا تحسن غير الصياح.
أولا يجب المرور للهجوم بشكل يجعل أعداء الثورة يستغرقون في الدفاع وترميم بيوتهم ويمكن في هذا الجانب استغلال الكثرة العددية لإغراقهم في الدفاع.
أما الفعل الميداني فإمكانياته كثيرة، أذكر على سبيل المثال بعضا منها:
- احتلال مقرات اتحاد الشغل بالجموع الكثيرة وخاصة مقره المركزي، والاعتصام بداخله مع المطالبة بفتح ملفات فساد قيادته منذ ما قبل الثورة وما بعدها، ثم المطالبة بإلغاء انتخابات طبرقة لأنها لم تكن شفافة وكانت منغلقة، ثم المطالبة بمحاكمة قيادة الاتحاد لدورهم في الثورة المضادة، ويمكن التركيز هنا على الانتماء اليساري لجل قيادته ومواقفهم الحزبية والإضرابات العديدة التي شلت البلاد.
- احتلال مقرات وسائل الإعلام البنفسجية بالجموع الكثيرة، والضغط للمطالبة بمحاسبة الإعلاميين المتعاملين مع بن علي والذين يواصلون الان العمل في الثورة المضادة.
- احتلال مقرات وسائل الإعلام المصادرة لفائدة الدولة والتي تمثل رغم ذلك أدوات للثورة المضادة، ومنع رموز الانقلاب من العمل بها وطردهم.
- المرابطة بجموع كثيرة امام محلات سكن رموز الثورة المضادة ككمال اللطيف والسبسي وحمة الهمامي وعدم المغادرة الا بإيقاف هؤلاء وإحالتهم للتحقيق في القضايا الكثيرة المتورطين فيها.
- المرابطة بإعداد كثيرة أمام مقر حركة النهضة المركزي والمقرات الجهوية، والمطالبة بمحاسبة رموز الحركة المتورطين مع الثورة المضادة والذين سهلوا لهم العمل وغضوا الطرف عنهم كالجبالي والبحيري وديلو، والعمل على إيقافهم وترحيلهم للسجون في انتظار محاسبتهم من طرف أبناء الثورة، لكي يكون التحرك الثوري عادلا وليس حزبيا.
- التحرك في الجهات لإيقاف الذين عملوا على تكوين تنسيقيات جهوية تحل محل الولايات، وتوقيفهم والمطالبة بمحاكمتهم بتهمة الخيانة وتبديل هيئة الدولة
هذه بعض الأفكار الأولية ويمكن تطويرها لكي يكون العمل الثوري أكثر فاعلية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: