فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9565
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في ظل ظروف هشة تميزت بتلاشي الحس الثوري للقوى السياسية والشعبية في تونس، فقد تحول إتحاد الشغل الذي يمثل معقلا هاما للثورة المضادة، تحول لخزان ومولد للزخم المضاد للمسار الثوري، عن طريق تحريكه الدوري للقواعد العمالية إما طوعا وإما كرها من خلال الحيل التي يبرع فيها قادة الإتحاد للإيقاع بالمنتسبين في مخططاتهم
وقد ساعد على تغول الإتحاد تنازل وتخاذل عموم الفاعلين السياسيين حينما أقروا بدور إستثنائي للإتحاد ممثلا في تحوله لقوة سياسية، فأصبح الإتحاد ومن ورائه جماعات اليسار الفوضوي كالوطد وحزب العمال وحزب الكيلاني وغيرها من الجماعات اليسارية الاخرى، أصبح عوض الاعتناء بالامور النقابية وشؤون العمال البحتة نسبة لمشغليهم وظروف العمل كما يفترض في اي نقابة، اصبح يتدخل في الشان السياسي كتعيين الولاة والمعتمدين، ويتدخل في عمل المجلس التاسيسي والخيارات الثقافية والفكرية للبلاد، بل ويتدخل في الاحداث السياسية اليومية ويصدر البيانات بشانها
بمعنى اخر قام جماعات اليسار بالاستيلاء على اتحاد الشغل وتحويله لاداة عمل سياسي من بعد ان عجزوا عن القيام بذلك من خلال احزابهم التي لم تجد القبول الشعبي
ولما كان جماعات اليسار منتمين موضوعيا لصف الثورة المضادة وواقعا متحالفين من الفاسدين من التجمعيين، فانهم لم يجدوا افضل من اتحاد الشغل لاستعماله كاداة فعالة لخوض المعارك اليومية لتوتير الاوضاع في مسعى لارباك البلاد والاستيلاء على السلطة بطريقتهم الخاصة المتمثلة في العمل الإنقلابي
وبالطبع يتحمل المسؤولاية الكبرى في ترك الاتحاد نهبا لهذه العصابات من وافق ابتداء على ان يجاوز الاتحاد الامور النقابية، ثم كل من تساهل مع بقايا النظام والمتحالفين معه وعلى رأسهم اليساريين بان تركهم يسعون هكذا امام أنظارنا
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: