البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الساعة 0 /التاريخ : 1 / 1 / 2021

كاتب المقال د - ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1378


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


وماذا بعد ... سوف تتساقط الأيام والرزنامات، والدفاتر اليومية .. كما يتساقط المطر .... وتثير ذكريات الماضي .. ووجوه كانت قريبة صارت اليوم لشتى الأسباب بعيدة، أصدقاء ورفاق وأحبة ... وحتى أنا لم أكن لأعتقد مطلقاً أن يمتد بي العمر حتى يوم 1 / 1 / 2021، فلا تكاد تمضي سنة دون أن أواجه فيها مشكلة كبيرة تتعلق بحياتي وسبل العيش حتى أني اعتدتها وألفتها ... ومن تلك أني لم أسكن في بيت أكثر من سنتين أو ثلاثة .... فأهج بحثاً عن مكان جديد مضطراً أخاك لا بطل ...

في حياتي منذ أن تستحق التسجيل بعد تخرجي من الثانوية صيف عام 1961، غادرني الأمان والاستقرار، فهذه ستون عاماً .... لقد أمضيت منها 18 عاماً في السجون ...وسنتين أو ثلاثة مختفياً هنا وهناك، 32 عاماً خارج العراق في المنفى أو هارباً بحجة الدراسة، وما تبقى من السنوات وهي قليلة لا تصلح للبدء بمشروع ...

عشت في دول عديدة (4 دول)... في وطني المعشوق، وفي سورية ولبنان، وألمانيا، في سورية ولبنان اتخذتهما كوطن لي، وفكر البعث لعب في عقلي وأقنعني " بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد " فقد أحببت سوريا كحبي العراق، وناضلت فيها ودافعت عنها باليد والسلاح والقلم، وما زلت أحب سورية كما أحب سائر أقطارنا العربية، وأنا لا يعجبني كثيراً القول هذا مصري وذاك تونس أو أردني، بل هذا من بغداد وذاك من دمشق وذاك من القاهرة، وذاك من مدينة تونس، وألمانيا التي لم أكن أعتقد للحظة واحدة أن أقيم فيها، وأعيش، هي دون ريب بلاد رائعة عظيمة لأهلها، ولكني عملت فيها، ودرست، وأحببت مرة فتاة ألمانية حباً ملك فؤادي وعقلي، ولكني خسرتها غصباً، كما خسرت الآلاف من كتبي واسطواناتي وأشيائي المحببة، وتعلمت لغتها فأحببتها (رغم صعوبة اللغة الألمانية) فكتبت بها، وترجمت منها للغتي الأم فأنا عربي عراقي حتى آخر ذرة من أعماقي.

ليلة رأس السنة الميلادية لم تكن حدثاً ذي بال ... ولكنها تتحول تدريجياً إلى مناسبة، نبدأ بها سنة جديدة، ومن هذه السنوات الستون، أمضيت 17 ليلة رأس سنة في السجون، وليلة في عمان، وأخرى في بيروت، وليلتان في دمشق، وليلة في براغ / تشيكوسلوفاكيا، وليلة في أستامبول، و25 ليلة في ألمانيا، وما تبقى منها في بلادي ..

كثيرا ما كان طابع تلك الليالي نضالي، ولكن بعضها كان يعبر عن الأمل في حياة مستقرة، وبعضها كان مغعماً بالحب، وأخرى لا تغيب فيها وجوه الأصدقاء والرفاق الذين أستشهد منهم، أو من هو خلف القضبان، وأحينا نقرأ القصائد الجميلة، وأحياناً نستمع إلى الأغنيات والموسيقى ... وغالبا ما أعيش طقوسي الخاصة فلا يلهيني شيئ مما يحيط بي .... وطقوسي الخاصة لها فقراتها المميزة ... وجوه الرفاق ممن رحلوا عبر المسيرة ... وجوه الأحبة الذين كان فراقهم لمجرد ساعات أمر في غاية الصعوبة ...! ومن أحبني كان عليه أن يدرك بعمق، أن حياتي ليست ملكاً شخصياً لي ... وقد نجوت مرات كثيرة جداً لدرجة الممل من الانتظار من الموت برصاص الاغتيال أو صريعاً في قتال، أو معلقا على مشنقة في احتفالية مع رفاقي ..! نتقدم للموت غير هيابين وفق قاعدة :

سأحمل روحي على كفي والقي بها في مهاوي الردى ... فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا
وأني لعمرك أرى مصرعي ....... ولكني أحث إليه الخطى
كنت أنتظر تلك اللحظة وقد استعديت لها أتم الاستعداد منذ أول شبابي، وكنت دائما في المكان الذي يجب أن أكون فيه، وحيث يطلبني الواجب، ومراراً كنت أتطوع بنفسي وبإلحاح حين ألمح في عيون الرفاق إشفاقاً على من نفسي ....!

كانت ساعات ودقائق مواجهة الموت الأكيد تنقلب إلى ذكريات وأحاديث ضاحكة، وكنا نفرح إذ نجتاز المحنة ونحن ما زلنا على قيد الحياة، لكي نواصل المسيرة ... إلا مرة واحدة تمنيت فيها الموت، حين شاهدت جنود الاحتلال في العراق ... لن أزيد ......!

اليوم دخلنا عامي ال 77، ولا أعرف ما هي العبرة في بقائي حياً ... لذلك فأنا أعمل أكثر من 10 ساعات يومياً قراءة وكتابة وترجمة، وأحاول أن أكون مفيداً بأي درجة كانت ...فقد قرأت جملة للفيلسوف البريطاني كولن ولسن مرة : قيمة كل شخص هي درجة افتقاد الناس له حين رحيله ...!

اليوم أنا في شقتي الصغيرة ببرلين أستقبل صباحاً رماديا هو اليوم الأول من عام 2021 ، وهي من السنوات النادرة جداً أن نصبح والثلج الأبيض لا يغطي كل شيئ ... وكورونا اللعين منع الناس من الفرح كما ينبغي الليلة المنصرمة في استقبال السنة الجديدة ... فلم يكن هناك سوى شبان عابثون أطلقوا الألعاب النارية الضوئية ... لدقائق فقط .. ثم عم السكون ................

بالنسبة لي قد أنجزت إعادة نشر مؤلفاتي وأعمالي المترجمة التي اشتغلت عليها منذ عام 1977، ووزعتها مجاناً، ولم يبقى سوى القليل جداً (ربما نحو عشرة كتب) وسوف أصدر بها نشرة لأزود من يطلبها، وكذلك بحوثي، وبعضها يستحق الاحتفاظ به، وكلها الكترونية سهلة الحفظ.
قلت ما عندي .... أتمنى للجميع سنة خالية من التعقيدات والمتاعب، أتمنى لوطني أن يتاح له أن يرتاح أخيراً لنشيد بلداً مثل الخلق والناس ......
اللهم لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ





 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العام لجديد، 2020، 2021، السنة الميلادية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-01-2021  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ماهر عدنان قنديل، مصطفي زهران، عبد الله الفقير، محمد الياسين، د - صالح المازقي، أحمد بوادي، أحمد ملحم، محمد اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، د - مصطفى فهمي، رشيد السيد أحمد، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، علي الكاش، محمد يحي، سفيان عبد الكافي، حسن عثمان، الهيثم زعفان، ياسين أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، د - شاكر الحوكي ، رافع القارصي، محمد أحمد عزوز، د. خالد الطراولي ، يحيي البوليني، إسراء أبو رمان، أشرف إبراهيم حجاج، محمد شمام ، د.محمد فتحي عبد العال، عراق المطيري، عبد الرزاق قيراط ، عزيز العرباوي، د- جابر قميحة، فوزي مسعود ، عمر غازي، د - الضاوي خوالدية، صلاح المختار، مجدى داود، سامح لطف الله، د. عبد الآله المالكي، محمود سلطان، سعود السبعاني، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، د. مصطفى يوسف اللداوي، محرر "بوابتي"، نادية سعد، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، العادل السمعلي، د. أحمد بشير، ضحى عبد الرحمن، د. صلاح عودة الله ، حسني إبراهيم عبد العظيم، رمضان حينوني، د- هاني ابوالفتوح، صلاح الحريري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامر أبو رمان ، عواطف منصور، جاسم الرصيف، صفاء العراقي، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، أبو سمية، عبد الغني مزوز، صباح الموسوي ، سلوى المغربي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد العيادي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خبَّاب بن مروان الحمد، د - محمد بنيعيش، عبد الله زيدان، د- محمد رحال، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، رضا الدبّابي، د - عادل رضا، أحمد النعيمي، د - المنجي الكعبي، خالد الجاف ، منجي باكير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافد العزاوي، تونسي، فهمي شراب، علي عبد العال، كريم السليتي، أنس الشابي، وائل بنجدو، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، إيمى الأشقر، كريم فارق، يزيد بن الحسين، سيد السباعي، عمار غيلوفي، أ.د. مصطفى رجب، فتحي العابد، محمد الطرابلسي، طلال قسومي، إياد محمود حسين ، محمود فاروق سيد شعبان، مراد قميزة، سلام الشماع، حميدة الطيلوش، د. أحمد محمد سليمان، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة