د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2077
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعظيم الخطر بالوباء أمر متعين، لا من باب التهويل والتسليم الأعمى وإنما من باب دفع الأذى عن النفس واتخاذ الأهبة والتحسب للضرر، كتوقع الزلازل والطوفان. والمرء الذي يستهين بحياته كمن قتل الناس جميعاً، لأنه بتعريفه إنسان اجتماعي بالطبع.
ولم يبالغ السيد رئيس الجهورية كساهر أعلى على أمن البلاد وسلامة أهلها حين وصف الطاعون الحاصل اليوم بالخطر الداهم.
وللدستور في هذه الحالة كما هو معلوم التخويل لرئيس الجمهورية باتخاذ ما تقتضيه الضرورة من إجراءات. وفي ظروف أقل خطورة ربما من هذا الفيروس على حدودنا لم يتردد الرئيس المؤقت للجمهورية بعد الثورة بدعوى الاضطرابات على حدودنا الشرقية من حل المجلس النيابي واتخاذ المراسيم لمجابهة مقتضيات المرحلة الانتقالية وتأجيل الانتخابات في بلادنا.
وقبل يوم من خطاب رئيس جمهوريتنا، عرض الرئيس الفرنسي على برلمان بلاده الترخيص له باتخاذ القرارات اللازمة لمعالجة الأزمة بهذا الوباء المودي كما ذكر بالصحة العامة وبالاقتصاد وبالحياة الاجتماعية والعلاقات الخارجية بشكل غير مسبوق، وكمن هو في حالة حرب.
ودعوة السيد الرئيس قيس سعيد حين أشار الى وجوب أن يتخذ المجلس النيابي من التشريعات ما تفتضيه الضرورة ويسمح به الدستور لمواجهة المتطلبات التي يستدعيها الظرف الراهن لحمل كافة الشعب والدولة على تنفيذ ما تمليه المصلحة العليا على الجميع، هي دعوة بلا شك صادرة عن بصيرة نافذة، بما يتطلبه الوضع في الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة من تعطل الحياة البرلمانية بسبب الوباء كما تعطلت نواحي الحياة الأخرى للسبب نفسه.
فقط اقتصر الرئيس سعيد كرئيس متقيد بصلاحيات على الطلب من مجلس النواب بالتسريع في إصدار التشريعات اللازمة لتمكين الدولة من القيام بدورها كاملاً، في انتظار ما هو قادم، وقد يتخذه المجلس نفسه بمبادرات من نوابه، تجاوباً مع الحدث بما يقتضي من الجميع من روح المسؤولية والتضامن والتضحية.
تونس في ١٨ مارس ٢٠٢٠
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: