د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1974
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أهم من الاستقلال هذا الحدث الذي تسجله هذه الانتخابات الرئاسية الأولى السابقة لأوانها من نوعها في تونس.
هذا الرجل الذي يفوز فيها بالصدارة في الدور الأول.
أو هو حدث بأهمية الاستقلال الذي عرف أزمة قيادة شرعية لم تفصل فيها الديمقراطية والانتخابات الشفافة والنزيهة، فأفضت بالدولة الى شبه استقلال منه الى استقلال كامل، كما تنتظره الجماهير.
ولمَ لا بأهمية الثورة التي قامت قبل ثماني سنوات للقطع نهائياً مع مخلفات دولة الاستقلال على مدى خمسة قرون تحت نظام جمهوري ديكتاتوري مرتهن لغير إرادة شعبه ديمقراطياً.
هذا الرجل من أبرز من وقف من الجامعيين الى جانب الثورة ودافع عنها بإخلاص وقوة، قوة الحجة والقانون، في تحاليله وحواراته الصحفية، ضد كل التيارات الرجعية التي عملت على أخذها بعيداً عن أهدافها الأساسية التي حملها شبابها على أعناقهم وضحى الكثير منهم من أجلها. وبقي الرجل على العهد طيلة هذه السنوات يناضل بصمت وحكمة ومواظبة، وفياً لمبادئ الثورة ولروح الشهداء، قريباً من أفراد الشعب بجميع فئاتهم للتجاوب معهم، وتصحيح مسار الدولة بتأييدهم بعد الانهيارات التي شهدتها في فترات الحكم السابقة.
ولم يكن أمامه غير الاستحقاق الانتخابي، الذي بإمكانه من خلال المشاركة فيه تحقيق ما يتطلع اليه من تولي الرئاسة في أول فرصة، رغم ما كانت له من مؤاخذات مبدئية على الدستور والقانون الانتخابي المنبثق منه.
الى أن جاءت هذه المناسبة، التي لم يكن وحده ينتظرها، بل كل من كانوا مثله بانتظار هذه الفرصة، للتعبير في الصندوق عن حرية اختيارهم لمن يترشح اليها، ويكون بمستوى المهام الكبرى التي تحتاج البلاد الى منقذ حقيقي مؤيد بشرعية حقيقية وكفاءة حقيقية وعزيمة قوية لأخذها. (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ).
فكان الأستاذ قيس سعيد الرجل الأنسب للمرحلة القادمة.
-------------
تونس في ١٥ سبتمبر ٢٠١٩
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: