بوادر الانحطاط بتونس تتزايد: إقبال ذكوري مكثف على قاعات التجميل
بوابتي المشاهدات: 12045
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ذكر تقرير إخباري انه سجلت زيادة ملحوظة في مدى إقبال "الرجال" على عمليات التجميل بتونس في السنوات الأخيرة، بحيث وصلت لما نسبته 30% من مجموع المقبلين على هذه العمليات، في حين كانت تلك النسبة ضئيلة ولا تكاد تذكر منذ 5 سنوات فقط.
وتقول وكالة الأنباء "رويترز" في تقرير لها من تونس، أن ظاهرة إقبال الذكور على قاعات التجميل في البلاد ازدادت بشكل لافت في السنوات الأخيرة.
و تنقل وكالة الأنباء، عن وحيد الذي يدير صالونا للحلاقة بالمنزه، قوله أن "الرجال" الذين يستقبلهم في قاعته يطلبون منه "تركيز لوك خاص لتغيير شخصيتهم، والبروز بمظهر شبابي ومظهر يبرز مكانتهم الاجتماعية الراقية إضافة إلى من يوصفون بأنهم "رجال" من الدرجة الثانية والساعين إلى مظهر أقرب للنساء"، في إشارة للشواذ الجنسيين.
ويتحدث مهدي، وهو شاب عمره 29 عاما، لرويترز قائلا "جئت إلى هذه القاعة عملا بنصيحة صديقة يتردد زوجها عليها".
ويضيف بنبرة فيها شيء من عدم الاكتراث "المظهر مهم في حياتنا اليوم، ولا حرج في ذلك بالنسبة لي مادام هدفي أن أكون أكثر إشراقا وأكثر جاذبية للفتيات".
وتنقل "رويترز" في تقريرها، أنه توجد في المقابل، نسبة كبيرة من الرجال التونسيين يرفض مجرد فكرة دخول هذه القاعات النسائية معتبرين أن الجمال المادي صفة أنثوية وأن جمال الرجل في جمال أخلاقه وطيب سلوكه وأفعاله.
وتضيف "رويترز" قائلة، أن هذه الظاهرة لا تلقى استهجانا من الرجال فحسب، بل حتى من النساء اللاتي تعتبرن هذا الأمر مهينا لمكانة الرجل وتفقده هيبته ووقاره.
وتقول لمياء وهي امرأة متزوجة تقيم بمنطقة المنزه، إنها قررت أن لا تعود إلى هذه القاعات منذ تفاجأت العام الماضي بوجود "رجال" في قاعة تجميل نسائية. وتصف هذا الأمر قائلة بأنه "مقرف".
وتنقل "رويترز" رأي احد من تقول عنه انه باحث بعلم الاجتماع وهو المهدي مبروك، تفسيرات تنحي منحى التبرير للظاهرة، حيث يقول بأن هذا الأمر "ليس حالة تونسية بل موجود في عديد المجتمعات حتى العربية منها التي أصبحت تتنافس لتقليص الحدود بين الرجالية والنساء بما فيها الجماليات"، ولم يشر الباحث الاجتماعي للأسباب التي تقف وراء الظاهرة، ثم العوامل التي تجعل هذه الظاهرة متواجدة بمجتمعات عربية دون غيرها، أما كون الظاهرة موجودة بالعديد من المجتمعات فهو أمر لا يستحق تأكيد مختص بعلم الاجتماع.
يذكر أن المجتمع التونسي يشهد عمليات خلخلة كبيرة لأسسه ولقيمه منذ نصف قرن، و تعمل العديد من الأطراف الداخلية المشبوهة على تقوية نسق هذا التدمير المنهجي، من خلال وسائل عديدة تتخذ أشكالا متنوعة كالاقتصادية والثقافية والإعلامية والأكاديمية.
ويمكن كمثل لبعض من ذلك، ذكر انه رغم ما تقوم به وسائل الإعلام التونسية المعروفة عمومية كانت أم خاصة، من عمليات إلحاق ثقافي بالغرب منذ زمن طويل كما هو معروف، فقد تم الترخيص في السنوات الأخيرة لوسائل إعلام خاصة زادت من نسق الاكتساح الثقافي الغربي لبلادنا وعملت على تقويته، من خلال عملها على تسطيح وعي الناس والتطبيع مع الفساد الأخلاقي، وذلك عن طريق الإعلاء من رموز الانحطاط (الممثلين والمغنين وأمثالهم) وتقديمهم كقدوات للشباب، وعرضها عموما لمحتويات إعلامية تعمل على زرع الولاء للغرب ولقيمه وتعظيمها لدى المتلقي التونسي.
17-10-2015 / 04:10:20 y4REkFGSJJ78