البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العدد 45 من مجلة ذوات: الكرم والمروءة: أية قيم لزمن الاستهلاك والتحول

كاتب المقال سعيدة شريف - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2890


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الكرم أصل المحاسن كلّها، فهو جامع لصفات البذل والعطاء والإنفاق وطيب النفس، وهي صفات حميدة ملتصقة بالشخصية العربية، تم توارثها عبر الأجيال، وأيدها الإسلام لما تحمله من قيم الوفاء والمروءة والشجاعة والإباء، ونبذ في المقابل الشح، والبخل، واللؤم، وغيرها من الصفات والسلوكيات غير الحميدة.

لكن مع تغير العصر وتبدل الأحوال، صارت مجموعة من القيم والموروثات الثقافية والاجتماعية في تغير مستمر، منها من يستمر في الحضور ويظل سلوكا متأصلا، ومنها من يتلاشى ويصبح من المأثورات البائدة، لكن قيمتي الكرم والمروءة تظل حاضرة، رغم اختلاف تمظهراتها في مجتمعاتنا العربية، وتغير أحوال المجتمعات، لأنها بمثابة الجينات التي يتوارثها الإنسان العربي، وإن بدرجات متفاوتة.

قد يعتقد البعض أن الحديث عن قيمتي الكرم والمروءة اليوم يعد ضربا من الخيال، خاصة أن استفحال النزعة الفردانية والاهتمام بالذات أصبحتا طاغيتين بشكل كبير، كما أن التحولات المتسارعة التي تعرفها المجتمعات قد عصفت بأجمل القيم، ولكن مع ذلك يمكن القول إن التحول الفكري والثقافي الذي طرأ على المجتمعات العربية لم يؤثر كثيراً على صفة الكرم، ولم يقلّل من شأن الاهتمام بالضيافة والتضحية من أجل الضيف، وطالب الجوار، واللاجئ، وعابر السبيل، حيث شهدنا في السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام بكرم الضيافة وتقدير اللاجئ وعابر السبيل على وجه الخصوص، ولعل ما يلقاه اللاجئون السوريون اليوم في أغلب البلدان العربية والعالمية من اهتمام وتقدير وعناية، هو أكبر مثال على ترسخ قيمة الكرم في مجتمعات هذه البلدان المستقبلة لهم، إضافة إلى أن ما يلقاه بعض عابري السّبيل من المهاجرين غير الشّرعيين الأفارقة في المغرب، مثلا، من كرم واهتمام بهم على المستوى المادي والمعنوي، يوضح بجلاء تقدير المجتمع المغربي للضيافة وحماية الضيوف وإكرامهم، حتى يجدوا مخرجاً لمعاناتهم.

ومع ذلك لا مناص من الاعتراف بأن عصر الثورة الرقمية قد أفرز المزيد من العلاقات الجديدة، والتي كان لها الإسهام المباشر في نهاية وغياب مفاهيم ومضامين كانت في أشدّ أحوال الرّسوخ والثبات، حيث أصبح من اللازم في الوقت الرّاهن، كما يرى الكاتب العراقي إسماعيل نوري في حوار هذا الملف، القطع مع التعاطي مع اليقينيات الجاهزة، بعد أن تسيّدت العالم ثقافة الصورة.إن عصر الثورة الرقمية والمعلوماتية، أصبح أشدّ كلفة وأكثر تعقيدا، مقارنة مع العصر الصناعي أو الزراعي، لأن قيم الاستهلاك صارت تطغى على واقع المروءة، كما أن معنى العالم بالنسبة إلى السخي الجواد الكريم صار مرتهنا بمدى حصوله على النماذج الجاهزة، والتي باتت تشكل حاجزا بينه وبين الواقع.

لتسليط الضوء على موضوع الكرم، والبحث في أهم القضايا المرتبطة بالضيافة وتحولاتهما على مستوى التفكير والسلوك، والموقف في المجتمع العربي المعاصر، خصصت مجلة "ذوات" الثقافية العربية الإلكترونية الشهرية، الصادرة عن مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" ملف عددها الخامس والأربعين لموضوع "الكرم والمروءة... أية قيم لزمن الاستهلاك والتحوّل؟!"، حيث قدم فيه منسق الملف، الباحث المغربي عزيز العرباوي، مقالا بعنوان: "الضيافة والكرم في العالم العربي"، يتناول فيه مفهوم الضيافة وأهميتها في المجتمع العربي والإسلامي قديماً وحديثاً، وبعض تجلّياتها وآدابها التي تفيد في تحقيق هذا الخلق الاجتماعي وهذه القيمة الإنسانية التي بدأت تفقد أهميتها في المجتمع العربي المعاصر نظراً للتغير الاجتماعي الذي يعرفه المجتمع العربي عموماً.

ويتضمن ملف العدد (45) من مجلة "ذوات"، ثلاثة مقالات لباحثين عرب، هي: "الضيافة والتغير الاجتماعي العربي" الباحث المغربي الزبير مهداد، و"الكرم والضيافة في البيئة البدوية العربية" للباحثة البحرينية أمينة الفردان، و"الضيافة... جدل الذات والآخر: مقاربة أنثروبولوجية ثقافية" للباحث المصري محمد عبد الباسط عيد. أما حوار الملف، فهو مع الباحث والكاتب العراقي إسماعيل نوري، الذي يقف عند مفهوم المروءة، ويفضله على الضيافة والكرم، لما له من قيمة معنوية ودلالية تدل على قيم وأخلاق الرجل العربي المسلم، موضحا أن معالجة الواقع الرّاهن، الذي يعيش أحوالا وتفاصيل خاصة مستحدثة، تتم تحت طائلة المعالجات القديمة التي برزت خلال فترة لها خصوصيتها وتفاصيلها المتعلقة بشروط إنتاج العلاقات والمعاني خلال حقبة معينة، لها شروطها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة بها، وبهذا الشكل نقوم بكل ما أوتينا من جهد بإلباس ثوب شديد الضيق لجسد كبير الحجم، وهو ما نقوم به مع قيمتي المروءة والكرم.

وبالإضافة إلى الملف، يتضمن العدد (45) من مجلة "ذوات" أبوابا أخرى، منها باب "رأي ذوات"، ويضم ثلاثة مقالات: "تجليات الكونية والنسبية في المعتقدات الدينية الثقافية "للكاتب والباحث المغربي الحسين أخدوش، و"الاتجاه الفلسفي في فكر طه حسين" للباحثة المصرية سامية صادق سليمان، و"محمد أركون: منطق الضرورة إلى علم كلام إسلامي جديد" للباحث والكاتب الأردني ضرار علي بني ياسين؛ ويشتمل باب "ثقافة وفنون" على مقالين: الأول للكاتبة السورية ميسون شقير بعنوان "سليم بركات يهب "سبايا سنجار" موتا جديدا"، والثاني للشاعر والناقد المغربي إسماعيل علالي بعنوان "جماليات التّناص التراثي في ديوان "وقت بين المديح والرثاء" للشاعر المغربي الزبير خياط".

ويقدم باب "حوار ذوات" حوارا مع النّاقد والروائي المغربي عبد الرحيم جيران.الحوار أنجزه الإعلامي المصري خالد حماد.أما "بورتريه ذوات" لهذا العدد، فقد خصصناه للمفكر التونسي محمد الطالبي (1921-2017)، مربي الأجيال التونسية، والزاخر العطاء، المفكر المجدد المستنير، والمحارب الشرس للظلامية الدينية.البورتريه من إنجاز الكاتب والإعلامي التونسي عيسى جابلي.

وفي باب "سؤال ذوات"، يطرح الكاتب والباحث الأردني مروان العياصرة سؤالا غاية في الأهمية في وقتنا الحالي، يتعلق بمنظومة الأخلاق، حيث يوجه سؤال: ما هي أسباب تردّي منظومة القيم والأخلاق في مجتمعاتنا؟ لمجموعة من الباحثين العرب، وفي "باب تربية وتعليم" يقدم الكاتب والباحث التربوي التونسي، مقالا حول "إعادة بناء الشكل المدرسي، طريقة في إصلاح النظام التربوي"، فيما تقدم الباحثة المغربية في علم الاجتماع نجاة الوافدي في "باب كتب" قراءة في كتاب "المرأة وصنع القرار في المغرب "للدكتور المختار الهراس، وذلك في باب كتب، والذي يتضمن أيضاً تقديماً لبعض الإصدارات الجديدة لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، إضافة إلى لغة الأرقام، الذي نعرض فيه أهم ما جاء في تقريرالأمم المتحدة العالمي للسعادة، الصادر حديثا عن شبكة حلول التنمية المستدامة، بمناسبة اليوم العالمي للسعادة (20 مارس/ آذار)، وهو التقرير الذي تصدرت فيه فنلندا قائمة الدول الأكثر سعادة في العالم، وجاءت بوروندي في ذيل ترتيبه.




 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المغرب، مجلة ذوات، النشر الفكري، النشر الثقافي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-04-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهادي المثلوثي، عبد الله الفقير، الهيثم زعفان، د. صلاح عودة الله ، أشرف إبراهيم حجاج، وائل بنجدو، أبو سمية، محمد الطرابلسي، خالد الجاف ، ماهر عدنان قنديل، تونسي، محمد أحمد عزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي الزغل، عواطف منصور، د- محمد رحال، يزيد بن الحسين، فهمي شراب، د. عبد الآله المالكي، مراد قميزة، د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، أنس الشابي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- جابر قميحة، د. أحمد بشير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد بوادي، إيمى الأشقر، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، علي الكاش، صباح الموسوي ، إسراء أبو رمان، أحمد ملحم، العادل السمعلي، نادية سعد، صلاح الحريري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي الفرجاني، محمود طرشوبي، حميدة الطيلوش، أحمد النعيمي، إياد محمود حسين ، حسني إبراهيم عبد العظيم، مجدى داود، رمضان حينوني، د- محمود علي عريقات، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، محمود سلطان، مصطفي زهران، د - عادل رضا، د.محمد فتحي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، خبَّاب بن مروان الحمد، سامح لطف الله، سليمان أحمد أبو ستة، عزيز العرباوي، سفيان عبد الكافي، محمد الياسين، رافد العزاوي، سلوى المغربي، صالح النعامي ، عبد الغني مزوز، كريم السليتي، الناصر الرقيق، د- هاني ابوالفتوح، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - المنجي الكعبي، علي عبد العال، د - صالح المازقي، سعود السبعاني، فوزي مسعود ، رافع القارصي، أحمد الحباسي، ياسين أحمد، محمد يحي، عمار غيلوفي، مصطفى منيغ، عمر غازي، حسن عثمان، سلام الشماع، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العراقي، رضا الدبّابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يحيي البوليني، فتحـي قاره بيبـان، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، سامر أبو رمان ، ضحى عبد الرحمن، محرر "بوابتي"، د. أحمد محمد سليمان، حاتم الصولي، صلاح المختار، حسن الطرابلسي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد شمام ، عبد الله زيدان، فتحي العابد، طلال قسومي، منجي باكير، سيد السباعي، د - الضاوي خوالدية، عبد الرزاق قيراط ، صفاء العربي، جاسم الرصيف، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، د - محمد بنيعيش، كريم فارق،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة