البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

رحيل مؤسس "السرورية"

كاتب المقال محمد أبو رمان - الأردن   
 المشاهدات: 3453



رحل يوم الجمعة الماضي أحد أبرز الشخصيات القيادية المؤثرة على مشهد الحركات الإسلامية المعاصرة وأفكارها، وهو محمد بن نايف سرور زين العابدين، مؤسس ما سُمي بـ"الحركة السرورية"، التي أصبحت أحد أهم الاتجاهات السلفية المعاصرة.

زين العابدين من مواليد حوران في العام 1938، كان مدرسا لمادة الرياضيات، وعضوا في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، قبل أن ينفصل عن الجماعة ويغادر إلى السعودية للتدريس في مدينة البريدة، في أحد المعاهد العلمية هناك، فيبدأ تأثير أفكاره يتسع ويتمدد في تلك المدن، وينتقل فيحدث انشقاقا حقيقيا في الأوساط السلفية التقليدية، عبر "تسييس" الجيل السلفي الصاعد هناك، عبر الجمع بين "عباءة محمد بن عبد الوهاب وبنطال سيد قطب"، على حد وصف أحد الباحثين.

بالرغم من أنّه لم يمكث طويلا في السعودية (1965-1973)، إلاّ أنّه أحدث "نقلة" كبيرة، في أفكار مجموعة كبيرة من الشباب هناك، ما أدّى لاحقا إلى ولادة ما يسمى بـ"تيار الصحوة"، ويعتبره البعض امتدادا لأفكار زين العابدين ومدرسته، ومن أهم رموزه سلمان العودة وبشر البشر وعائض القرني، وقريب من هذا الخطّ سفر الحوالي، الذي تأثر بدوره بمحمد قطب.

المدرسة السرورية هي إذا المدرسة السلفية السياسية القطبية، باختصار موجز، وهي أحد أهم روافد ما يسمى بـ"السلفية الحركية"، التي تضم إلى جوارها السلفية الإخوانية، أو البنّائية (نسبة إلى حسن البنا)، وقد تقاسم كلّ من سرور زين العابدين (التيار السروري)، وعبد الرحمن عبد الخالق (الشيخ المصري الذي يمثل التيار السلفي الحركي الأكثر اعتدالا) التأثير على أنصار السلفية الحركية في العالم.

بعدما غادر سرور زين العابدين السعودية، ذهب إلى الكويت، ولم يمكث هناك طويلا، وفضّل الاستقرار في لندن، إذ أسس معهد الدراسات في بيرمنجهام، وشارك في فكرة مجلة البيان، مع صديقه محمد العبدة (والد أنس العبدة رئيس الائتلاف السوري المعارض)، كما أصدر مجلة "السنة" التي كانت ممنوعة من دخول الدول العربية، وأدت دورا كبيرا في تأطير الخطاب السروري على صعيد العالم.

في العام 2004 غادر الشيخ لندن إلى عمّان، إذ سكن في حيّ الشميساني، وبدأت حالته الصحية بالتدهور، متنقلا بين عمان والدوحة ولندن، والتقيته في منزله في عمان قبل أعوام، وتفاجأت بأنّه تراجع عن موقفه الحادّ من الديمقراطية، وكان مهتما بشدة بالثورة السورية ومتواصلا مع الحركات الإغاثية هناك، وأغلب كتاباته الحديثة تركّز على ما يعتبره "الخطر الإيراني"، وإن كان أوّل من كتب في هذا الموضوع على صعيد الحركات الإسلامية في كتابه المعروف "وجاء دور المجوس"، باسم مستعار، في وقت مبكّر عندما كان الإسلاميون في أغلبهم مؤيدين للثورة الإيرانية، ومن آخر كتبه كتابه عن تأثير اغتيال الحريري على السنة في لبنان.

حضور زين العابدين في الثورة السورية لم يقلّ عن حضوره العالمي، إذ إنّ كثيرا من الحركات السلفية السورية المعارضة متأثرة بأفكاره. أمّا ميدانيا فله دوره بين العلماء السوريين وكان يشرف بنفسه على تأسيس لجان وجمعيات إغاثية وتعليمية وخيرية في العديد من "المناطق السورية المحررة".

رحيل زين العابدين جاء بعدما تراجع وهج مدرسته فكريا على صعيد العالم، فهو أولا تخلّى عن شطر من فكره القطبي، في الأعوام الأخيرة، وثانيا لم يعد "تسييس السلفية" اتجاها جديدا بعد ثورات الربيع العربي، فأصبح جزء كبير من التيار السلفي مسيّسا، وعلى اتجاهات متعددة ومتضاربة في كثير من الأحيان، فلم يعد الحضور الحقيقي للسرورية في العالم العربي إلا بوصفها مدرسة أسست لانشقاق كبير في مرحلة سابقة في أوساط التيار السلفي، نحو التنظيم والتسييس والمعارضة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

السرورية، محمد بن نايف سرور زين العابدين، السلفية، الحركات الإسلامية، الأردن، السعودية، الكويت،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-11-2016   موقع الغد

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، فتحي الزغل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن عثمان، محمد شمام ، د- جابر قميحة، عراق المطيري، رافع القارصي، محمود سلطان، عبد الله الفقير، سليمان أحمد أبو ستة، د - صالح المازقي، المولدي الفرجاني، مراد قميزة، صفاء العربي، عواطف منصور، فتحـي قاره بيبـان، أنس الشابي، أحمد ملحم، أبو سمية، د. عبد الآله المالكي، نادية سعد، إيمى الأشقر، محمود فاروق سيد شعبان، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد العزيز كحيل، د. خالد الطراولي ، مجدى داود، رضا الدبّابي، محمود طرشوبي، طلال قسومي، رافد العزاوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، بيلسان قيصر، محمد عمر غرس الله، د - مصطفى فهمي، تونسي، صلاح الحريري، يزيد بن الحسين، سامح لطف الله، أحمد بوادي، محمد يحي، ماهر عدنان قنديل، كريم السليتي، سلام الشماع، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي اليوسفي، محمد الطرابلسي، فهمي شراب، د. أحمد بشير، د. صلاح عودة الله ، مصطفى منيغ، كريم فارق، ياسين أحمد، خالد الجاف ، د- هاني ابوالفتوح، محرر "بوابتي"، أحمد النعيمي، د - محمد بنيعيش، محمد علي العقربي، صلاح المختار، د. أحمد محمد سليمان، محمد أحمد عزوز، ضحى عبد الرحمن، د - الضاوي خوالدية، مصطفي زهران، محمد اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، وائل بنجدو، سيد السباعي، الهادي المثلوثي، عزيز العرباوي، أ.د. مصطفى رجب، د.محمد فتحي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد العيادي، الناصر الرقيق، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، الهيثم زعفان، سامر أبو رمان ، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، د- محمود علي عريقات، سفيان عبد الكافي، د. عادل محمد عايش الأسطل، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، د - المنجي الكعبي، العادل السمعلي، أشرف إبراهيم حجاج، سلوى المغربي، سعود السبعاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بن موسى الشريف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، صالح النعامي ، حميدة الطيلوش، رمضان حينوني، إياد محمود حسين ، فوزي مسعود ، طارق خفاجي، عبد الغني مزوز، حسن الطرابلسي، صفاء العراقي، فتحي العابد، أحمد الحباسي، عبد الله زيدان، حاتم الصولي، محمد الياسين، د - عادل رضا، علي الكاش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمر غازي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة