أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3818
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هذا المقال ليس ردا على أحد و سنترك للمتابع كامل الحرية في متابعة و هضم بعض ما ينشر و لا نريد أن يصاب من التخمة، لكن ليعذرنا البعض لان السيد الرئيس المؤقت السابق لا تنطبق عليه عبارة ‘إيقونة الثورة ‘ و لا كمية مساحيق التجميل الذي نثرها ملحقه الصحفي الخاص السيد طارق الكحلاوى، الحقيقة أن السيد الرئيس المؤقت الذي خرج من الحكم بفضيحة ‘ديمقراطية’ لم يسبق لها مثيل في كل انتخابات العرب و العجم حين ‘ استعار ’ في لحظة بائسة من لحظات هذه الثورة الرصيد الانتخابي لحركة النهضة المتمثل في كل الذين رفضوا دائما الانخراط في منوال العيش المشترك مقدمين مصلحة قطر و إسرائيل و تركيا على مصلحة هذا البلد و الذين رأوا في هذا الرجل الفاقد للشعبية رغم نشاطه السياسي الذي يناهز الثلاثين سنة أو أكثر حائط الصد الأول أمام خشيتهم من المحاكمة بعد أن أسقطهم اعتصام باردو أو ما سمي باعتصام الرحيل من ‘الشجرة’ الوارفة التي سعوا لنهب خيراتها في ليلة ظلماء من ليالي ألف ليلة و ليلة في المجلس التأسيسي .
بطبيعة الحال، نحن نتذكر مع هذا الشعب المسكين ذلك ‘ الخطاب’ الذي نثره السيد طارق الكحلاوى في ساحة شارع بورقيبة و نتذكر تلك الهستيريا المقيتة و ذلك الكم الهائل من لغة الكراهية للآخر و التي خرجت عن كل قواعد اللياقة السياسية و باتت مجرد هجوم عنيف على المعارضة ، نحن نتذكر أن هذا الرجل قد كان شريكا مساهما مع صديق عمره صاحب الدموع الشهيرة الدكتور عدنان منصر في ‘ إنتاج’ ذلك المخطوط الرائع المسمى ‘بالكتاب الأسود ‘، نحن نتذكر أيضا أن هناك من طعن في ‘شرف ‘ مقالات السيد الكحلاوى في عهد الرئيس السابق بن على، و نتذكر من باب الذكرى فقط أن هذا الرجل قد كان أول المهاجمين و المتبرئين من السيد الرئيس المؤقت السابق، و من حقنا اليوم أن نتساءل كيف يمكن للبعض في لحظة تاريخية معينة أن ينقل ‘البارودة’ كما يقال في المشرق من هذا الكتف إلى ذاك الكتف بمثل هذه السهولة و بمثل هذه ‘ الخفة’، من حقنا أن نتساءل أيضا بنفس المناسبة كيف نصدق من مدح و ذم و من اشتهر ‘بالتحول’ و تبديل السروج و هل تحولت هذه الظاهرة إلى رياضة اولمبية دون أن نعلم .
السيد الرئيس المتربص السابق، هو من باع من باب الرعونة و فقدان التمييز ضمير هذا البلد للأمريكان و للصهاينة و لبعض المحميات الخليجية حين استقبل ‘ أصدقاء سوريا’، و حين قطع العلاقات مع سوريا و حين انحنى في ملف المواطن محمود بوناب الذي سجنته حاكمة قطر تشفيا و إذلالا للشعب التونسي و حين باع البغدادي المحمودى للمجموعات الإرهابية المسلحة في ليبيا و حين استقبل لجان ما يسمى نفاقا بحماية الثورة في موقف ساقط قذر يندى له الجبين و هي الميليشيات التي خصصتها النهضة لردع و هتك أعراض معارضيها، أيضا نحن نتذكر تلك الفضيحة البروتوكولية التي كشفت معدن فقدان الكرامة لدى الرئيس السابق حين سمح لأمير قطري بأن يستهزئ منه دون مراعاة لواجب الضيافة أو احترام المقامات و الدول، مع ذلك تجاهل ‘الرئيس’ تلك الفضيحة و طلع علينا بكونه سينصب المشانق لكل تونسي يتجرأ على نقد هذه المحمية مما أثار حملة شعبية في وسائل التواصل سميت بحملة ‘ طز في قطر ‘ ، و لعل ‘آخر الأحزان’ كما يقال هو دخوله للانتخابات الرئاسية بالرصيد البشرى الانتخابي لحركة النهضة المتلونة و بطاقم تزوير الانتخابات و ردع الناخبين الذين تستعملهم في كل المناسبات و أولها انتخابات سنة 2011 .
من العيب أن ينزع السيد الكحلاوى في تعليقه على حادثة عدم بث ذلك الحوار التلفزيوني الفارغ من المضمون كما هي العادة في كل اللقاءات الصحفية للرئيس المؤقت المتربص السابق إلى كيل التهم جزافا و بهتانا و هو من يدعى الفقه السياسي و كونه من المؤمنين بالديمقراطية و حرية التعبير، فهل يمكن لعاقل أن يقبل بتصريحات السيد معز بن غربية أو السيد برهان بسيس أو السيد مكي هلال، هل هان المبدأ الحقوقي الثابت القائل بأن الحجة على من أدعى و هل أن مجازفة السيد الكحلاوى بكل هذه الأقاويل و الاتهامات و العجرفة اللفظية ستعطى حقيقة غير موجودة إلا في ذهن بعض الصائدين في الماء العكر و الانتهازيين الذين فضلوا البحث على نسبة المشاهد بدل المهنية و الشرف الإعلامي، فالسيد بن غربية كذب مباشرة على الشعب كذبة ستبقى في الأذهان لم يخجل أن يستعمل فيها حادثة استشهاد شكري بلعيد و الحاج محمد البراهمى متجاهلا مشاعر العائلتين كل ذلك من أجل رفع نسبة مشاهدة قناة يجمع العارفون أنها قناة مشبوهة و لا يرون كيف وقع المرزوقي في مخالبها المسمومة و من ورطه من ‘ طاقمه الإعلامي ‘ مع هؤلاء الذين كانوا بالأمس القريب من أشد المناصرين لعودة الرئيس السابق و من أجل ذلك خرجوا بذلك الوسخ الإعلامي المسمى ‘ ألو جدة’ بنفس المنشط الذي يذرف اليوم دموع التماسيح متباكيا على حال الوطن .
المرزوقي إيقونة الثورة ؟ ....هذه نكتة الموسم ، الحقيقة أن المرزوقي هو عار الثورة بعد أن تسبب في اغتيال شهداء الوطن على يد من أطلق سراحهم من الإرهابيين المعلنين دون تثبت من تاريخهم الدموي، هو مسئول مع نورالدين البحيرى على كل الدماء التي سالت و تسيل و هو الذي يتحمل مسؤولية أخلاقية و سياسية و جنائية لأنه أساء استعمال السلطة و التقدير ليثبت للجميع أن هوس الحكم قد استبد به بحيث علم الذين وراءه من حركة النهضة و من دول الخليج أنه مستعد لكل الخطايا من أجل ‘ الحصول ‘ على لقب الرئيس، فأين وجه الشبه حتى بالقدر الأدنى بين هذا الشخص الذي قذفته الأقدار إلى قصر قرطاج و إيقونة الثورة نيلسون مانديلا و هل هان هذا اللفظ حتى يسقطه البعض على أخر إنسان يستحقه، ثم كيف يقبل هذا ‘ الحقوقي’ على نفسه أقاويل معز بن غربية و يأخذها مأخذ الجد و يسلط كاتبه الخاص و ناطقه الإعلامي الخاص ليقودان حملة تفجير إعلامية دون أن يتثبت من الحقيقة، بل كيف يتجرأ الرجل بعد كل ما حدث من زوابع رعدية بين طاقمه و طاقم رئاسة الدولة أن يتنصل من مواقف مرؤوسيه ليقول أنه ليس طرفا في هذه الزوبعة الهابطة التي لا يقدر عليها إلا هذا الرجل و من يقفون وراءه .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: