البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الشطارة في فن الدعارة

كاتب المقال علي الكاش - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3265


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كان سقوط العراق من خارطة الوطن العربي سقوطا مدويا، صدع ورجٌ من قوته ما يحيط به، لم يكن السقوط ذاتيا او بعثرة، بل بدفعة امريكية ايرانية صهيونية عربية، في إجتماع قوى متناقضة القاسم المشنرك بينهم هو تدمير هذا البلد. مع ان تدمير العراق هو بداية لتدمير المنطقة وخرق للأمن القومي العربي وتهشيم الإرادة العربية. قال منظر السياسة الخارجية الامريكية هنري كيسنجر في مذكراته عام 1976’ إذا أردنا أن نكسر إرادة الأمة العربية والإسلامية، علينا أن نكسر إرادة الأمة العراقية’.

أدار الشيطان الأكبر ظهره للعرب الذين ساعدوه في إحتلال العراق، فهو على حقارته وسفالته يكره الخيانة ويستنكر ما فعله أخوة يوسف. نظر بإبتسامة ماكرة الى الشيطان الأصغر وغمز له بأن العراق سيكون من نصيبه. لم تكن تراود الأخير هذه الهبة الشيطانية حتى في احلامه الوردية، كان يكفيه دمار العراق فقط، ثأرا لكأس السم الذي جرعه وكيل ابليس في الأرض! اما ان يخضع لنفوذه فهذا ما لم يتوقعه مطلقا، فالأحلام عادة لا يتحقق منها الا ما ندر! تسلم الولي الفقيه العراق ونشر أقزامه من زاخو الى البصرة، وطوى صفحة العراق العربي، وفتح صفحة العراق الفارسي.

لم يعد العراق عربيا، هذه هي الحقيقة، إنها العاصمة الثانية لولاية الفقيه بإعترافهم وإعتراف من ينظر بعين الحق لواقع الحال. من يتحكم بسياسة العراق وإقتصاده وثقافته وجيشه ودينه ودنياه هم الفرس، هذه هي الحقيقة ويخاتلها كل من ينكر أشعة الشمس في رابعة النهار. وضال وأعمى بصيرة من يظن ان العرب او العراقيين قادرون على الخروج بسلامة من بين أذرع الأخطبوط الفارسي الآن أو بعد عقد او أكثر من الزمان.

لقد إمتدت أذرع الأخطبوط الفارسي الى كل القطاعات العراقية ولم يسلم منها أي أحد، والنياح والبكاء العربي والإسلامي على فقدان العراق مثل البكاء على الحسين، لا يغير من الحقيقة شيئا، ولا يعيد له الحياة ثانية. مات العراق ولم يقرأ العرب سورة الفاتحة على روحه، ولم يترحموا عليه، ربما لا يستحق الرحمة بنظرهم! ولكنهم أسفوا عليه بعد أن دفن في مقابر ولاية الفقيه، وبعد ان علموا إنهم يقفون بالطابور رغم أنفهم ليلاقوا نفس المصير. بحت الأصوات منذ السنوات الأولى للإحتلال الامريكي الغاشم. وعندما صرح الأخضر الإبراهيمي لجريدة الحياة بتاريخ 25/6/2014 بأنه ‘ أهدت الولايات المتحدة الامريكية العراق إلى إيران على طبق من ذهب’. كان يفترض بزعماء الأمة المهانة أن يصحوا من غفوتهم قبل ان يجهز الذئب على فريسته بالكامل، ولكن كما قال ابو حفص الفلاس:
ألا ذهب التّكرم والوفـــــاء ... وباد رجاله وبقى الغثاء
وأسلمني الزمان إلى رجالٍ ... كأمثال الذئاب لهم عواء

كان الفرس صريحين في توجهاتهم العدوانية، ولم يخفوا طمعهم في العراق والدول المجاورة، تصريحات المسؤولين واضحة كسماء في يوم صافِ. لم يخاتلوا كما خاتل الحكام العرب، صحيح أن البعض توقع ان تكون الهجمة الفارسية قوية ولها إمتداد في المنطقة، لكن ردة الفعل لم تكن لا بمستوى الأمل ولا التفكير ولا العمل لدرأ مغبة ما سيؤول اليه الأمر من كوارث على الأمة العربية. كان جلالة ملك الأردن أول من حذر من الهلال الشيعي، قبل أن يصبح بدرا كاملا، فإنهالت الإنتقادات على نبؤته المتحققة من قبل الأنظمة الشيعية الحاكمة في إيران والعراق ولبنان، حتى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني خرج عن صمته على غير عادته، ليدلس بأن لا يوجد مثل هذا الهلال إلا في مخيلة البعض، وإن الإتماء الشيعي هو إنتماء عربي وليس أجنبي، مع ان المرجع نفسه فارسي ورفض التجنس بالجنسية العراقية التي وهبها له شيعة السلطة بلا وجه حق!
يوم بعد يوم أخذ موج التمدد الفارسي يرتفع إلى أن فاض على الدول المجاورة فأغرقها بطفيلياته وأوساخه الطائفية، وارتفع ثانيا ليصل الى مناطق بعيدة لم يكن أحد يتوقع أن يصل اليها، مع ان الحقيقة هي أن الهلال يمكن رؤيته من أي مكان في العالم، لكنه العمى أو التعامي العربي والإسلامي والعالمي. لم تكن إيران في يوم من الأيام ماردا أو بعبعا تخشاه دول الجوار، فقد تلاشت احلام كسرى بمقتله كتلاشي الضباب بشروق الشمس، وأنسدل الستار عن مسرحية مطامح ومطامع الفرس غير المنتهية. وعندما حاول أحفاده كسرى النهوض ثانية لأستئناف خططهم الإبليسية تحت شعار المذهب الإمامي، كان السلاطين العثمانيين لهم بالمرصاد، فقيدوا كالدجاج المرعوب الى قنٌهم بلا ضجيج. وعندما تقمصت روح كسرى جسد الخميني وراح بمساعدة دول الإستكبار العالمي يتنفس برئة جده رستم، كان الرئيس السابق صدام حسين قد أدرك نواياه العدوانية وأن الذئاب لا يمكن أن تَلِد غزلان، فوقف له بالمرصاد، ولم تتوقف سادية الدم عند الخميني إلا بعد أن جرع كأس السم الزعاف هنيئا مريئا. وافق حتف أنفه لمعرفته بأن الطريق أمام الجيش العراقي بات مفتوحا لطهران عبر كرمنشاه فلم يبقَ على سقوط المحافظة سوى (60)كم فقط. وقبل أن يستعيد الخمينى أنفاسه ويسترد عافيته بالمضادات الشيطانية، ليكشر عن أنيابه ثانية، عاجله المولى بأجله المحتوم، سيما ان خازن النار كان في أمس الإشتياق له، وقد هيأ له كومة جيدة من الحطب كمتطلبات للشواء السريع. قال سنان بن أبي حارثة:
قل للمقوم وابن هنـــــــــــد بعده ... إن كنت رائم عزّنا فاستقدم
تلقى الذي لاقى العدوّ وتصطبح ... كأسا صبابتهــا كسمّ العلقـم

لكن هل إنتهت وحشية ذئاب ولاية الفقيه؟
بالطبع لا! فالذئاب هي الحيوانات الوحيدة في العالم التي لا يمكن ترويضها، إلقِ نظرة على حيوانات السيرك ستجد الفيل والأسد والنمر والدب والأفعى وبقية الحيوانات قد تخلت عن وحشيتها وتآلفت مع البشر، لكن هل رأيت ذئبا قد رُوِضٌ؟ الجواب: كلا بالطبع.
روح كسرى لم تفارق نظام الملالي، وهم يخفون تلك الروح الشريرة بروح اخرى يزعمون إنها المهدي! بدعة خبيثة لإستمالة الجهلة والسذج وما أكثرهم في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وسائر دول العرب والإسلام. هؤلاء السذج هم الطعم الذي يستخدمه نظام الملالي لصيد أبناء جلدتهم العرب. بالضبط كما يفعل الصياد عندما يضع في صنارته سمكة صغيرة ليصطاد بها سمكة كبيرة. العرب يتقاتلون فيما بينهم، وعلى أرضهم، وتحت سمائهم، بفعل وتحريض إيران، وبأموال إيران، وبأسلحة إيران! أي حمق وإستغفال هذا للشيعة العرب؟ المال والسلاح ايراني والدم عربي يموت شهريا ألف عربي مقابل إيراني واحد، يُعتبر الإيراني شهيدا سعيدا، ويُزف بموكب عزاء لا نظير له، ويقام له ضريحا كبيرا، وتمنح عائلته مكافئات ورواتب عالية، اما العربي فهو مجرد قتيل حقير لا حقوق له ممن حرضه على قتال أبناء جلدته، خسر الدنيا والأخرة من أجل عيون الولي الفقيه! هل هناك أغرب من هذا؟ يقول إبليس’ العجب لبنى آدم فهم يحبّون الله، ولكنهم يعصونه، وهم يبغضوننى، ولكنهم يطيعوننى’.
للحديث صلة... بعون الله.




 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الصراعات المذهبية، الارهاب، داعش، الشيعة، السنة، التدخل الايراني، التدخل الامريكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-06-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، محمد اسعد بيوض التميمي، مراد قميزة، د - صالح المازقي، فتحـي قاره بيبـان، رافد العزاوي، رمضان حينوني، فتحي الزغل، فهمي شراب، كريم فارق، أشرف إبراهيم حجاج، إيمى الأشقر، سفيان عبد الكافي، د- محمود علي عريقات، إياد محمود حسين ، محرر "بوابتي"، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد العيادي، علي عبد العال، حسن عثمان، ماهر عدنان قنديل، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، نادية سعد، سيد السباعي، العادل السمعلي، د. أحمد بشير، محمد شمام ، د- محمد رحال، منجي باكير، أبو سمية، محمود سلطان، أحمد ملحم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الرزاق قيراط ، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، سعود السبعاني، طلال قسومي، عراق المطيري، د. صلاح عودة الله ، د - عادل رضا، عبد الله الفقير، أحمد النعيمي، محمد عمر غرس الله، محمد أحمد عزوز، د - مصطفى فهمي، محمد الياسين، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، حميدة الطيلوش، كريم السليتي، صفاء العراقي، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلوى المغربي، علي الكاش، د - محمد بنيعيش، سامر أبو رمان ، يحيي البوليني، رضا الدبّابي، الناصر الرقيق، أنس الشابي، الهيثم زعفان، عمر غازي، صلاح الحريري، د. أحمد محمد سليمان، عواطف منصور، محمد يحي، د- جابر قميحة، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، ضحى عبد الرحمن، مجدى داود، صفاء العربي، عبد الله زيدان، الهادي المثلوثي، فوزي مسعود ، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، وائل بنجدو، حسن الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رشيد السيد أحمد، د. طارق عبد الحليم، د. خالد الطراولي ، فتحي العابد، سامح لطف الله، د - المنجي الكعبي، صلاح المختار، مصطفى منيغ، سلام الشماع، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد الحباسي، د - الضاوي خوالدية، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خبَّاب بن مروان الحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الغني مزوز، يزيد بن الحسين، أحمد بوادي، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، تونسي، أ.د. مصطفى رجب، مصطفي زهران،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة