أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4166
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في تونس لا توجد معارضة، طبعا سينتفض البعض و سيستنكر البعض لكنهم في نهاية الأمر سيقتنعون رغما عن أنفهم بأنهم معارضة كرتونية و بأن زعيمتهم الجبهة الشعبية بجلالة قدرها ما هي إلى مجموعة من الحرافيش، لا توجد معارضة في تونس أعيد و أصر و أبصم بالعشرة، ما نسمعه على لسان البعض ليس معارضة، حاشا لله، ما نسمعه و نشاهده مجرد جعجعة بلا طحين و عكاظيات فكرية بليدة لا تقدم و لا تؤخر، و على كل حال شاهدوا ماذا يحدث في مجلس النائمين و المتأخرين و الغائبين أو ما يسمى مزاحا مجلس الشعب، هل رأيتم معارضة ؟ هل صياح أحمد الصديق و مدام عبو و عمار عمروسية و المنجى الرحوى و غيرهم معارضة ؟ أعيدوا الاستماع لهذه المعارضة فستكتشفون أنها اسطوانة مشروخة لا تقدم و لا تؤخر في المشهد السياسي، فكيف نسمى هذه ‘العجة’ معارضة ؟ .
هذه ‘ المعارضة ‘ لن تنجح و هي تعلم أن فرصها في التغيير و التغير تكاد تكون منعدمة في ظل تحالف الإخوة الأعداء الحاكم التجمع و الإخوان المسلمين، لذلك تلجأ هذه المعارضة إلى اختلاق المشاكل و الفزاعات و الحث على التظاهر بدون مناسبة للزج بالبلد في دوامة العنف و الدخول في نفق مظلم ، فوراء ما يحدث في الجنوب من أحداث مشبوهة هناك ‘ المعارضة’، على الأقل هذا ما يقوله رئيس حكومة الفشل التجمعية النهضوية الحاكم، و المعارضة كما يراها جماعة الجبهة لا يمكن أن تؤدى إلا لمزيد الفوضى و الانقسام في المشهد السياسي الذي ولد مشروخا بعد الثورة البائسة التي حلت بالبلد، و المعارضة التي ترفض أن تستعين الحكومة بالقروض الأجنبية من الغرب و ترفض أن تستعين الحكومة ببعض القروض الخليجية و مهما كانت الأسباب المقدمة لا يمكن أن تكون إلا معارضة كلام لأنها لم تقدم البديل المنطقي المقبول و تكتفي بترهات ‘اقتصادية’ لا ترقى لمستوى برنامج اقتصادي قابل ‘للحياة’ و التطبيق .
منذ خروجه المذل من ساحة الحكومة و من حكومة الفشل النهضوية يكتفي السيد محمد عبو ‘بالمعارضة’، و يقدم نفسه للعموم و للرأي العام و في منابر الإعلام كمعارض، لكن المتابع لسيرة هذا ‘المعارض’ لا يلحظ من ‘ نشاط’ إلا بعض التصريحات الصبيانية التي ينطقها لسان السيد محمد عبو من باب التشويش أو التعليق الساخر البليد على بعض تصريحات رئيس الدولة أو بعــض وزراء حكومة التجمع و الإخوان ، يصوب الرجل على مشروع المصالحة و يطلق النار على ‘مشروع’ رئيس الدولة لإعادة تمثال بورقيبة إلى ساحة 14 جانفى و يستل لسانه للطعن في سيرة رئيس الدولة متهما إياه بكل التهم الجزافية من باب التنكيل بالمنطق و بالتاريخ، لا يوبخ السيد محمد عبو نفسه و لا يوبخ الرجل زوجته و لا يستحى أن يرسل و يصر على كل هذه الموجات السلبية في وقت يحتاج فيه الشعب إلى الموجات الايجابية و جرعات الأمل الزائدة ، يقضى السيد و السيدة عبو أيام ما بعد الثورة في القصف العشوائي على الحكومة و على رئاسة الجمهورية و على التاريخ و على الإرث البورقيبى و على كل من انتمى للتجمع وللدولة منذ الاستقلال متجاهلا أنه لم يقدم لهذا الوطن و هو في هذا السن المتقدمة إلا بعض ‘ الطقاطق ‘ و هروب مذل من المسؤولية الحكومية بعد الثورة و كثيرا من ‘الومضات’ الخطابية الهزيلة .
الذين يقفون من هؤلاء المثقفين ‘ المعارضين’ الذين انسحبوا من المشهد أيام الثورة تحت ستار الجبن و الخوف لينتفضوا اليوم على مشروع تعليم القرآن الكريم مثل السيدة نائلة السلينى و الذين يقفون في طوابير وسائل الإعلام لتبييض حركة المثليين بعد أن أفرغوا كل خراطيشهم المسمومة لتبييض الإرهاب لا يمكن أن نصنفهم في باب المثقفين و لا في باب المعارضين و لا في باب أصحاب حرية التعبير بل هم مجرد كومبارس و أصفار على الشمال لأنهم تخلوا عن الوطن و الشعب في زمن الجمر و المعاناة و تقدموا للسلطة بكل فروض الطاعة العمياء على حساب القيم و المبادئ و المطالب الشعبية المحقة، و لأنهم صغار و خونة فأنهم يقفون اليوم في خانة بائسة و في مساندة رؤى و مطالب قبيحة لان المثلية الجنسية لا يمكن أن تفرد لها قوانين و أن تصبح في مقدمة مشاكل الشعب مهما ساندها بعض الحرافيش الخارجين عن الإجماع الباحثين عن اللذة الحرام باسم حقوق الإنسان تماما كما يفعل الإخوان بمشروع جهاد النكاح الذي يشرع إهداء الزوجات و التبرع بهم للإرهابيين بحثا عن الجنة الموعودة .
يقول السيد حسين العباسي أنه لا يسعى للحكم، لكن لا أدرى بأي عقل يمكن لكيان مثل الاتحاد التحريض على المظاهرات المتوالية بعلل غير منطقية كل ذلك لإسقاط الدولة، و كيف يفسر الاتحاد وجود ممثل نقابة التعليم في مساندة ممثل نقابة الصحة، فهل أن ممثل نقابة التعليم متفرغ شغل لهذا الحد و هو الذي يقبض مرتبه من لقمة هذا الشعب أم هل أن هذه المساندة تدخل في باب ترهيب الدولة حتى تنحني و تدفع لجماعة الصحة كما دفعت عيون قلبها لجماعة الإرهاب التعليمي المدفوع الأجر أم أن السيد العباسي صاحب جائزة نوبل الصهيونية يريد أن يتطاوس على حساب السلم الاجتماعية و على حساب أموال المجموعة الوطنية، طبعا من حق السيد العباسي أن يتبختر و أن يتفاخر و أن يقيم الدنيا و لا يقعدها لان الدولة مفلسة مرتبكة و معطوبة، من حق السيد العباسي أن يبصق على تاريخ فرحات حشاد لأنه مجرد ‘نقابي’ حطت به الظروف داخل أسوار ساحة محمد على ليصبح في لمحة البصر زعيما يحمل جائزة نوبل، و من حقه طبعا أن يختزل في نفسه الدولة و الرئاسة و مجلس النواب و المؤسسة الأمنية و العسكرية و ...المعارضة ... فتونس قد هزلت و سامها كل مفلس.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: