البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المؤتمر الدولي للسلام، الرابحون والخاسرون

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3068


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


على الرغم من الإقرارات الكبيرة لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة وعواصم غربية أخرى، بتباعد السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بسبب الإحباطات الآتية وأكثرها من إسرائيل على نحوٍ خاص، إلاّ أن هناك إصراراً فرنسيّاً بشأن تنظيم مؤتمر دولي للسلام، والتي كانت فرنسا قد خططت له منذ فترة طويلة، وذلك بناءً مصالحها الخاصة بها، وعلى ضغوطات فلسطينيّة وعربيّة، برغم علم الفرنسيين بصعوبة إحراز أيّ تقدّم في شأن السلام، بسبب أنه لا توجد هناك إرادة حقيقيّة لدى القيادتين السياسيتين الإسرائيلية والفلسطينية.

كان أعلن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بأن التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لم يعد مأمولاً في فترة ولايته، وأقرّ نائبه "جو بايدن" بذلك أيضاً، لكن برغم ذلك كان موقف واشنطن بالنسبة للحديث الفرنسي عن تقديم مبادرة سياسية أمام مجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية موقفاً مُعارضاً، وذلك باستنادها إلى حجتين قويتين بالنسبة لها.

بدت الأولى، في أن الظروف الدوليّة غير مُهيّأة كي يخرج المؤتمر بنتائج إيجابية يُمكن الاحتفال بها، والثانية: هو لجوء الفرنسيين إلى التهديد باتخاذ خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية في حال فشلت مبادرتهم، بما يعني أنها تضع شرطاً مسبّقاً وهذا لا يُمكن قبوله.
إسرائيل كانت قد أعلنت موقفاً أكثر حِدّة من الموقف الأمريكي السابق، حيث قامت بدق ما أمكنها من العصي أمام الجهود الفرنسيّة، من خلال اتهامها بالمُعادية لإسرائيل، وبأنها تميل بوضوح إلى جانب الفلسطينيين، وهي تقصد بتهديدها أن يبقى الجانب الفلسطيني على مواقفه المتصلبة، والتي لا تتماشى مع المتطلبات الإسرائيليّة بأي حال، وتعهّدت بالمقابل بمكافحة تلك المبادرة وإسقاطها، حيث اضطر الفرنسيون إزاء موقفها الحادّ، إلى القيام بسحب المبادرة، والامتناع عن الحديث عنها، حينها قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو"، الذي قاد إسرائيل على هذا الموقف، بأن المبادرة الفرنسية لم تعُد موجودة.

عودة الفرنسيين إلى الحديث عن نفس المبادرة، لم يكن كما في السابق، من حيث السلوك أو النبرة المستعملة، حيث حرصوا على إجراء تغييرات جوهرية عليها، بناءً على رؤيتهم لمصالحهم، وعلى الإلحاح الفلسطيني، والتي اشتملت على تقليصات ومنشّطات أخرى تهدف إلى ضمان تأييد الإسرائيليين لها، وأخذ الضوء باتجاه الحشد لمؤتمر السلام المنتظر.

بناءً على تلك التقليصات، ازدادت فرص مشاركة إسرائيل في ذلك المؤتمر، باعتبارها تسمح لها بأن تكون أكثر راحةً، وفي ذات الوقت، أوجدت مكاسب ليس من السهل تفويتها من غير الاستفادة منها، وبغض النظر عن أن الحديث يدور بأن قرارات المؤتمر ستكون الزاميّة على الجميع، باعتبارها ستكون غير منطقيّة، حتى بالنسبة للسلطة الفلسطينية التي هي معنيّة بالمؤتمر، وخاصة إذا ما تعارضت تلك القرارات أو أجزاء منها مع رغباتها، فإن إسرائيل تنظر إلى المكاسب فقط، ولا يهمّها أي إعلانات أخرى.

والتي تبدأ بتخلّي الفرنسيين عن شرط الاعتراف بدولة فلسطينية، كشرط مسبق في حال فشلت المبادرة، إضافة إلى تقديمهم ضمانات حول تفهّمهم للاحتياجات الإسرائيلية، والأخذ بالاعتبار من الجهة الاخرى، من أن الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" مشكوك في أن يكون مستعداُ لتقديم أيّة تنازلات ذات قيمة، ومشكوك أيضاً في أن يُمثّل الفلسطينيين بشكلٍ حقيقي، حتى على الرغم من تمتّعه بتفوق كبير وواضح على حركة حماس إقليمياً ودوليّاً.

وتبرز إحدى المكاسب، في أنّها ستكون على موعد مع مواقف أوروبيّة أكثر ليناً باتجاهها، بعد المواقف المنتقدة والصارمة التي كانت اتخذتها مُسبقا، وسواء بشأن سياساتها المتشددة باتجاه قضايا الحل النهائي أو بشأن ممارساتها الاحتلالية ضد الفلسطينيين بشكلٍ عام، إضافةً إلى أن تأييدها للمبادرة، سيكون بمثابة إتاحة الفرصة أمامها، لكسب المزيد من الوقت، للاستيلاء على أكبر قدرٍ ممكن من الأراضي الفلسطينية، وبناء مستوطنات جديدة عليها.

وهناك مكسبين رئيسين آخرين، قامت السلطة الفلسطينية بتقديمهما، وإن كانا تحت ضغوطات أمريكيّة وأوروبيّة، بحجة من أن يُحدث المضي باتجاههما، توتراً يؤثر على المبادرة الفرنسية، ويتمثّلان في قيامها بوقف مساعيها بالتوجّه إلى مجلس الأمن لتقديم مشروع قرار ضد الاستيطان، وتجميد أيّة مشاريع ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، والثاني: يتمثّل في قيامها، بتعليق أي حديث يدور عن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.

في نهاية المطاف، وحتى فيما لو انعقد المؤتمر في موعده المقرر، وتحدثت الأطراف المشاركة جميعها عن خيار واحد فقط، وهو اتفاق سلام كامل، وعلى أساس حل الدولتين، لكن ليس معنى ذلك أن يتماهى الإسرائيليون (ككل)على هذا الأساس بشكلٍ سليم، أو متطابق مع رؤية وفهم الأطراف الدولية المُشاركة، بسبب أنهم ببساطة، معنيّون أكثر بتحقيق مكاسب، وبإلحاق الفلسطينيين قدر أكبر من الخسائر.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إسرائيل، السلام، مؤتمر السلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-04-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحـي قاره بيبـان، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الياسين، عبد الله الفقير، محمد اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، رضا الدبّابي، مجدى داود، صلاح الحريري، كريم فارق، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافد العزاوي، عزيز العرباوي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - الضاوي خوالدية، أنس الشابي، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، كريم السليتي، محمود فاروق سيد شعبان، محمود سلطان، د - محمد بن موسى الشريف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - مصطفى فهمي، د. صلاح عودة الله ، أبو سمية، د - المنجي الكعبي، مصطفي زهران، فهمي شراب، إيمى الأشقر، رشيد السيد أحمد، د - محمد بنيعيش، سليمان أحمد أبو ستة، رمضان حينوني، أحمد النعيمي، علي الكاش، نادية سعد، سلوى المغربي، سفيان عبد الكافي، محمود طرشوبي، صباح الموسوي ، د - صالح المازقي، خالد الجاف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. طارق عبد الحليم، سامح لطف الله، محمد يحي، د- محمود علي عريقات، عبد الله زيدان، محمد عمر غرس الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عبد الآله المالكي، أحمد الحباسي، عراق المطيري، ضحى عبد الرحمن، ماهر عدنان قنديل، يزيد بن الحسين، تونسي، حسن الطرابلسي، المولدي الفرجاني، عواطف منصور، أشرف إبراهيم حجاج، حميدة الطيلوش، د. أحمد بشير، سلام الشماع، إسراء أبو رمان، محمد الطرابلسي، علي عبد العال، سامر أبو رمان ، عمار غيلوفي، د- محمد رحال، سعود السبعاني، فتحي العابد، صلاح المختار، د. أحمد محمد سليمان، الهيثم زعفان، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، رافع القارصي، صالح النعامي ، عمر غازي، فوزي مسعود ، منجي باكير، يحيي البوليني، الهادي المثلوثي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حاتم الصولي، صفاء العراقي، العادل السمعلي، سيد السباعي، أحمد بوادي، د- جابر قميحة، د. عادل محمد عايش الأسطل، جاسم الرصيف، خبَّاب بن مروان الحمد، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، طلال قسومي، محرر "بوابتي"، د - عادل رضا، أ.د. مصطفى رجب، محمد شمام ، محمد العيادي، صفاء العربي، مراد قميزة، عبد الغني مزوز، حسن عثمان، عبد الرزاق قيراط ، د- هاني ابوالفتوح، وائل بنجدو، د - شاكر الحوكي ، مصطفى منيغ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة