أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3088
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لولا التدخل الروسي المباشر في الحرب على الإرهاب في سوريا لما تحققت النتائج العسكرية الباهرة الأخيرة على الأرض، و حين تشارك أكبر دولة إرهابية في العالم الولايات المتحدة مع إسرائيل و عديد الدول الغربية و كل الدول الخليجية إضافة إلى بعض التوابع العميلة في لبنان و مصر و الأردن و السودان في ضرب سوريا بغاية وحيدة معلنة هي إسقاط النظام، النظام بما يعنيه من كيان و مؤسسات و حضارة و اقتصاد إلى آخر القائمة، فمن السخافة السياسية أن لا يلجأ هذا النظام المستهدف إلى مساندة من يثقون في قدرته على الصمود و انتزاع الانتصار النهائي، لذلك فقرار الرئيس بشار الأسد بالاستعانة بالقدرات الروسية لمواجهة إعلان الحرب الغربي الصهيوني الخليجي هو قرار سيادي سياسي بامتياز، هذا التدخل الروسي إضافة للصمود العسكري السوري يشكل اليوم حجر الزاوية في كل ما يحصل على الساحة السورية و من شأن ذلك أن يفرض على الأعداء إعادة كل الحسابات و الخطط لمواجهة ارتداد التدخل الروسي و تراجع الجماعات الإرهابية و حالة الارتباك التي تعانيها و التي كشفتها وسائل إعلام الأعداء أنفسهم .
قناة فرانس 24 قناة صهيونية موجهة للعرب، خطها ‘ التحريري’ منذ بداية الحراك الدموي في سوريا معروف و معلن و واضح، اليوم، نجد القناة المذكورة مجبرة على إعلان التقدم العسكري السوري في حلب بالذات و الحديث عن تغير في المزاج العسكري لدى الجماعات الإرهابية و عن الخيانات و انعدام الدعم السعودي، و في قراءة لهذا ‘ المناخ’ التحريري للفضائية الصهيونية الفرنسية نتلمس كما هائلا من المرارة و الإحباط و الارتباك بعد أن أصبح من المتعذر تغطية الشمس بالغربال، نفس الانهيار ‘المعنوي’ يتلمسه المتابعون لفضائيات الأعـــداء ‘الجزيـــرة ‘، ‘ العربيــة ‘، ‘ المستقبل ‘ و ‘ الجديد ‘، و السيد عبد الباري عطوان نفسه و كمثال تغــير و غيـر من خطه ‘ التحريري السابق ‘ في صحيفة ‘ القدس العربي ‘ إلى خطه التحريري الحالي في صحيفة ‘ رأى اليوم ‘، ليتساءل بكل سخرية لاذعة :لماذا لم يذكر الأمراء السعوديون الصراع مع إسرائيل مطلقا أثناء لقاءهم الصحفي الأمريكي الشهير السيد توماس فريدمان في وقت تستعد فيه السعودية لإرسال حوالي 150 ألف جندي إلى سوريا ؟ ...
طبعا، خفت الهياج التركي ضد الشعب السوري، و لم يبق من نائح متكالب سوى النظام السعودي و عملية إرسال قوات سعودية خليجية تركية إلى سورية هو تخطيط أمريكي صهيوني أعلنته الإدارة الأمريكية منذ فترة على لسان السيناتور لينزى قراهام المعروف بعدائه المستميت للعرب، وبصرف النظر عن الخطة و من وراءها و ما هي أهدافها الحقيقية يبقى السؤال الذي يتردد على كل ألسنة المحللين في العالم : هل تستطيع أمريكا الدخول في هذه الحرب بالمباشر أو بالواسطة ؟ ثم ما هو الموقف الروسي و الإيراني و السوري من هذا التدخل ‘ الاستعماري’ ؟ ما هي انعكاسات هذا التدخل الخارج إطار القانون الدولي على المصالح الحيوية الأمريكية الخليجية في المنطقة ؟ هل يمكن بعد هذا التدخل الحديث عن مسار سياسي لحل الأزمة السورية المتشعبة ؟ هل يمكن للسعودية الدخول في حربين، سوريا و اليمن ؟ هل سيعطى التدخل السعودي في سوريا للحكومة السورية الحق في ضرب العاصمة السعودية في نطاق الرد بالمثل على هذا الاعتداء؟ .
هناك طبخة أمريكية سعودية تركية مسمومة تعد للشعب السوري، هذا مؤكد للجميع بما فيهم الجانب السوري نفسه،و السيد وليد المعلم أجاب على هذه الفرضية بمنتهى العنف و الوضوح، بالمقابل، هناك قناعة لدى كل المتابعين أن الانتصار السوري قد بدأت ملامحه تظهر و أن هذا الانتصار التاريخي قد أجاب على كل الفرضيات و التكهنات و البرامج و الخطط الخليجية الأمريكية الصهيونية، و من الصعب اليوم و في ظل كل المتغيرات العسكرية على الأرض و مع حصل من ‘إعادة انتشار’ سواء للقوات السورية أو الجماعات الإرهابية أن يتمكن ‘ أصدقاء سوريا ‘ من زرع هذه الجماعات في نفس الأماكن السابقة أو تمكينها من مساحة على الحدود مع تركيا أو إسرائيل أو الأردن أو لبنان أو العراق، و رغم أن الرئيس الأمريكي يريد أن يختتم أيامه الأخيرة في الحكم بانتصار في سوريا مهما كان ‘ نوعه ‘ فمن المؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد نصحه منذ أيام بان ‘يبتلع’ هذه الهزيمة لان عصر السيطرة الأمريكية على العالم قد ولت دون رجعة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: