البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مشاريع خانيونس... أسوأ ما رأيت !

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3242


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ربما يكون العنوان قاسياً، لكن اسمعوا هذه الحكاية.. قبل بضعة عقود من الزمن، كنّا قد أنشأنا بناية – نعتقد حينها بأنها فيلاّ (مُكنكنة وممشوقة)- وبينما نحن ماضون في تجميلها وتزويق أسوارها، عرض أن جاء رجلٌ من جهة الشمال ومن مدينة غزة المجاورة تحديداً، وكان إسكافيّاً، فنظر فيما نفعل فسأل: ما هذا الذي تفعلون؟
فقلنا: نُجمّل بيتنا.
فتساءل فيما إذا ما نفعله خسائر وحسب.
لم تمضِ سنوات قليلات، حتى وجدنا ما قاله ذلك الإسكافي وكأنّه حقيقة دامعة، وقد بلغ قناعتنا أنه لا يصلح لتلك البناية، إلاّ حشوها بالديناميت ومن ثَمّ نثرها في أعالي الجو، بسبب أنها بدت وكأنها كومة من القمامة.

هكذا تبدو مشاريع خانيونس، وسواء كانت الخاصّة بالإنشاءات الإسكانية، أو المتعلّقة بإنشاءات الطرق والشوارع، أو المرتبطة بالأمور الثقافية والترفيهية الأخرى، وهي على أي حال– أغلبيتها- يتم تمويلها من قِبل جهات عربيّة وأجنبية مانحة، خاصةً وأن طُرق مداخيل السلطات المحليّة من رسوم وضرائب ومستحقات أخرى، لا تتطابق مع مسألة تمويل أي مشاريع وإن بدت هامشيّة، وفي ظل الحالة الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها القطاع بشكلٍ عام.

وبالمناسبة، فإنه لا يُمكننا الطعن في قدر الجهد الذي تكبّده العاملين في تلك المشاريع، ولا يمكننا إنكار كمّية العرق التي نزفت من أبدانهم– كباراً كانوا أو صغاراً- وحتى في حال لم نقُم بالشكر عليهما في الدنيا سِراً وجهراً، فإن لهم الثواب لدى الله في الآخرة.
وكما لا نقصد فتح نوافذ لإلقاء نواياٍ غير صالحة، إلاّ للبحث واعتماد ما هو جيّد، لنقوم بتمجيده حسب الأصول، فإنه لا يعنينا أيضاً إلقاء اللوم على جهة ما، كالمجلس البلدي المخوّل أو من يقوم بتخويله، باتجاه تنفيذ مشروعات عاجلة ومطلوبة، بسبب خضوعها لجهات أعلى منها، باعتبارها هي من تتحكم بجملة الأمور، والتي تعتمد في توزيع المشروعات وأشكالها- ربما – ترتيباً على خريطة فوارق اقتصادية واجتماعية.

لقد شهِدت المدينة مشروعات مختلفة لأحياء سكنية، والتي وقعت عليها تسميات (عملاقة)، كالحي الأوروبي، والياباني والإماراتي وغير ذلك، لكنها في الواقع، لا تبدو كذلك، خاصة وأنها تتواجد في القرن الجديد، والذي يتطلب بالضرورة أن تنطبق الأسماء على مُسمّياتها، سيما وأنه تم تشييدها بناءً على خطط عشوائية، وسواء من حيث تخسير الثروة الرمليّة، التي تُعد من اقتصادات المدينة الرئيسة، بسبب البناء الأفقي، وفي ضوء المساحة المتهالكة التي يجثم عليها القطاع (360كم/2 مليون نسمة تقريباً)، أو لتصميمات بيوتها الساذجة، ذات الأزقّة الضيقة والقصيرة والملتوية، والتي لا تستقيم بداياتها مع الشوارع القديمة في ذات الوقت.

وإذا انتقلنا إلى مشاريع الطرق والشوارع العامّة، لوجدناها على أخطاءٍ أكبر، بسبب أنها مؤلمة وبلا حدود، وحتى كل خطوة تندرج في هذا المجال، كانت تفشل في إصلاح التشويهات، التي غمرت أعمالاً سابقة، والتي ثبت جُلّها قبل عددٍ من السنين، إذ بدا الإصلاح بعد تمامه، وكأنه أضاف تشويهاً آخر، ومن ثَمّ لا مصل له أو علاج.

وكمثال، فإن طريق (رقم 5)، المخلوق حديثاً، وهو الممتد من شارع صلاح الدين شرقاً، إلى بدايات حيّ الأمل غرباً، بطول 3- 4 كم على أكثر تقدير، يدل صراحة على ما سلف من القول، وسواء من حيث انطلاقه بغيرِ هدىً، أو لاضطرابه الواضح لدى تقاطعه مع شارع جمال عبد الناصر، أو لسوءاته المتمثّلة في اعوجاجاته وانحناءاته المقصودة.

وذلك - كما يبدو- رغبة في الهروب من مسألة تعويض الناس عن أملاكهم، والاكتفاء بسلخ 25% منها، وهي القيمة المشروعة، التي يتم مُصادرتها تبعاً للقانون، تحت بند (مصلحة عامة)، ناهيكم عن أن الشارع المقصود، وآخرين من إخوانه، يفتقرون إلى أي قيم فنيّة أو جمالية، والتي لم تكن بحاجة إلى خبراء ومهندسين لتنفيذها، ما دامت أُخرِجت على هذا النحو.

أمّا بالنسبة للمشروعات الثقافية والترفيهية، فإنه لا يمكننا نكران وجودها، لكن وبنفس القدر– أو أعلى قليلاً- فإنه لا يمكننا القيام بنعتها بالمعنى الحقيقي، مقارنةً بمثيلاتها في مناطق أخرى، فبينما يستمر تكريسها وإعلاء شأنها من حيث النّماءِ والتطوّر في تلك المناطق، فإنه يستمرّ هنا عدم الانشغال بها للحظة واحدة، ولعله مُرتبطاً بأسبابٍ وجيهة، ومنها: أن الحال العام يتطلب عملاً واقتصاد، ولاعتبار أن الوقت كالذّهب، لا يمكن التفريط فيه بسهولة، وإضاعته في أمور تُلهي عن ذكر الله.
يجدُر توضيح، أن لا أهميّة تُذكر لمشروعات المحافظة (ككل أو لمعظمها على الأقل)، وسواء التي تم انتاجها- بسبب عِلمنا بها-، أو التي ستُنتج لاحقاً، - بسبب عناوينها الواضحة –، والتي لا يُمكن بأي حال قبولها في محافظات أخرى، وتحديداً في مدينة غزة، باعتبارها – ببساطة- غير لائقة.

وعلى أي حال، فإن لا أحد يَسرّهُ رؤية مشروعات مريضة أو طائشة، كالتي جرى تنفيذها، وكان يجب الإحجام عن الاشتغال بها، حتى تكون وافية ومستوية، ونحن في هذا الصدد، لا ندري فيما إذا تمّ تمريرها كما هي وبسهولة، بسبب أنه لو قُدِّر لإحدى الجهات المموّلة لها، مُشاهدتها وفحصها، لكانت أوقفت تمويلها، ولسارعت إلى البراءة منها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، خانيونس، الفساد، البنية التحتية، الإحتلال الإسرائيلي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، المولدي الفرجاني، الناصر الرقيق، سلام الشماع، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عبد الآله المالكي، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، أحمد ملحم، علي الكاش، محمد عمر غرس الله، رشيد السيد أحمد، مراد قميزة، منجي باكير، حسن الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، د. مصطفى يوسف اللداوي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد الحباسي، محمد يحي، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، حسن عثمان، الهادي المثلوثي، صفاء العراقي، إسراء أبو رمان، محمد أحمد عزوز، سفيان عبد الكافي، محمود طرشوبي، رمضان حينوني، د. أحمد محمد سليمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، سيد السباعي، مصطفى منيغ، ياسين أحمد، علي عبد العال، رافع القارصي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ماهر عدنان قنديل، عراق المطيري، أحمد النعيمي، العادل السمعلي، د - محمد بن موسى الشريف ، د.محمد فتحي عبد العال، عواطف منصور، مجدى داود، فتحي العابد، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد بشير، فهمي شراب، سامح لطف الله، صلاح الحريري، محرر "بوابتي"، محمد شمام ، د- جابر قميحة، د - مصطفى فهمي، عمار غيلوفي، كريم فارق، عمر غازي، سعود السبعاني، د - شاكر الحوكي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، حاتم الصولي، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بوادي، د - صالح المازقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. خالد الطراولي ، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، عبد الله زيدان، صالح النعامي ، سلوى المغربي، إيمى الأشقر، أبو سمية، فوزي مسعود ، جاسم الرصيف، صلاح المختار، كريم السليتي، رضا الدبّابي، أشرف إبراهيم حجاج، فتحـي قاره بيبـان، عبد الله الفقير، محمد الياسين، صباح الموسوي ، د - المنجي الكعبي، عزيز العرباوي، فتحي الزغل، د - عادل رضا، د- محمد رحال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، خالد الجاف ، تونسي، د- هاني ابوالفتوح، نادية سعد، يحيي البوليني، صفاء العربي، طلال قسومي، إياد محمود حسين ، د. صلاح عودة الله ، د - الضاوي خوالدية، مصطفي زهران، خبَّاب بن مروان الحمد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة