البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بالإجماع، حل الدولتين ليس ناضجاً

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3242


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لطالما اعتبرت دول العالم الغربي والذي تقوده الولايات المتحدة، بأن حل القضية الفلسطينية – الاسرائيلية، هو أحد أهم أولوياتها، حيث أعلنت في كل مناسبة عن استعدادها لبحث إمكانية مساهمتها في عملية التسوية، وكانت قد عملت في هذا الاتجاه وسواء بأشكالٍ منفردة كتقديم المبادرات والإجراءات التشجيعية للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، أو جماعية، من خلال قيامها بتبني اللجنة الرباعية منذ العام 2002، حيث أطلقت ما عرف بخطة (خارطة الطريق) في أواخر أبريل/نيسان 2003، وذلك استناداً إلى رؤية الرئيس الأميركي الأسبق "جورج بوش" في أواسط 2002.
إلاّ أنها أخفقت إخفاقاً كبيراً، في كل مساعيها، وفشلت فشلاً ذريعاً، حيث وصلت إلى قناعة مُتقدّمة، بسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" الذي أوضح من خلالها، بأن مشروع حل الدولتين لم ينضج بعد، وسواء كان بالإشارة إلى تصلّب الفلسطينيين على مواقفهم، أو لعدم إبداء العرب استعدادهم لتقديم تنازلات جوهرية، بعدما أضاعوا آلاف الفرص التي يُعتبر تكرارها غير ممكناً. - ما يُمكن القول- إلى قيام تلك الدول بإبداء تراجعها بناءً على هذا النحو بحجة أو بأخرى.

فالولايات المتحدة – نفسها-، التي تعتبر راعية العملية السياسية، والتي أخذت على نفسها التكفّل بإيجاد تسوية نهائية ودائمة للقضية الفلسطينية، خارت قواها عن آخرها، منذ أن قام الرئيس "باراك أوباما" بإبلاغ العالم بأن السلام، لا يزال بعيداً، وكان اعترف صراحة بأن من المستبعد حصوله خلال الفترة المتبقية له في البيت الأبيض، والتي ستنتهي بعد عدة أشهر من الآن.

اللجنة الرباعية أقدمت على شطب نفسها – تقريباً- من لائحة المصلحين، بدى ذلك واضحاً، منذ مسارعتها بالتعلّق باستقالة مُمثلها "توني بلير" خلال العام الماضي، بعد ثماني سنوات عجاف، غلب عليها الفشل تلو الفشل، باعتبار أن مساعيها لم تأتِ بشيء، ما يعني أن حل الدولتين لا يزال بعيد المنال.

وحتى في هذه الأثناء، فإن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني" لم تتحدث مطلقاً أثناء لقائها مع "نتانياهو" أوائل الأسبوع، عن حل الدولتين ولا أي اقتراحات أخرى لإحياء عملية السلام، برغم ادّعائها بأنها تلقّت استعداده إلى جانب رئيس السلطة الفلسطينية "أبومازن“ لخوضها من جديد.

كما أن المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام "نيكولاي ملادينوف" الذي كان يعلن دائماً بأن منظمته ترغب في العمل مع كافة الأطراف من أجل حل يقوم على دولتين، وذلك في أقرب مهلة معقولة، أصبح الآن بعيداً عن التحدث عن ذلك السعي، إذ لم يتفوّه عن تلك الرغبة، حتى أثناء تجوله بين البيوت المهدّمة داخل قطاع غزة.

فرنسا، والتي تعتبر من الدول الأكثر حماساً بالنسبة لإيجاد نهاية لملف الصراع، وصاحبة المبادرات والمقترحات والتهديدات ضد إسرائيل، أصبحت الآن أكثر فتوراً باتجاه مبادرتها الأخيرة، وخاصة بعد أن استقامت لأن تنشرها أمام "نتانياهو" فيما إذا كانت ستلقَ القبول لديه.
من جانبها أعلنت مستشار ألمانيا "أنجيلا ميركل" بعد لقاء قصير مع "نتانياهو" خلال اليومين الفائتين، بأن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لدفع فكرة حل الدولتين الى الأمام، لكن يمكن القيام ببعض التحسينات الموضعية.

هذه الدول وفي صميمها، بأن إسرائيل هي من تعوق تطبيق حل الدولتين، إلاّ أنها لم تقُم بالتخلّي عن دعمها وتأييد سلوكها، فبالنسبة لواشنطن فقد أعلنت في كل مرّة، عن مواصلتها القيام بتعهداتها باتجاهها، وبخاصة في شأن تمكينها لأن تكون أكبر قوة في الشرق الأوسط.
وأكّدت من جهتها، مجموعة الدول الأوروبية على ضرورة توسيع العلاقات الثنائية معها، وسمحت بعرض ما أمكنها من مساهمات وسواء كانت اقتصادية وأمنية وعسكرية وغيرها، وكانت ألمانيا قد زودت إسرائيل بعقود عسكرية ضخمة، بما فيها غواصات الدولفين الهجومية المتطورة، والتي لم تدفع إسرائيل أثماناً لها، وقررت بريطانيا بأنه يُحظر عليها مقاطعة إسرائيل، حتى لو تعلق الأمر بالمستوطنات، وكانت أطرافاً غربية زارت الأسبوع الماضي إسرائيل، قد أوضحت عن أن إقامة دولة فلسطينية غير ممكن وغير منطقي، على المدى المنظور على الاقل.
الشي اللافت، هو اليسار الإسرائيلي، الذي كان يُعوّل عليه الكثيرون، بقلب السياسية اليمينية، باتجاه التوصل إلى تسوية، أصبح الآن وكأن مسّاً قد أصابه، حيث بدا منقلباً حتى على برنامجه السياسي، الذي كاد بفضله الفوز برئاسة الحكومة خلال انتخابات الكنيست الإسرائيلية الأخيرة، وذلك حين أعلن زعيمه "إسحق هيرتسوغ" بأن حل الدولتين ليس مناسباً الخوض فيه، الأمر الذي دعا "نتانياهو" إلى مُخاطبته قائلاً: إن أفضل شيء بالنسبة لك، هو أنك صحوت من الحلم.

ربما يعود كل ما سبق، إلى قوّة "نتانياهو" المميزة في المماطلة والإقناع معاً، وسواء على الصعيدين المحلّي والدولي، وبالمقابل انهيار المحيط العربي أمامه، نحو الرغبة في توديع الماضي العصيب، باتجاه إنشاء علاقات تعاونية، باعتبارها أكثر ربحاً له من تلك المكاسب التي يأمل بتحقيقها من أن يبقَ الصراع محتدماً.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إسرائيل، الإنتفاضة الثالثة، حل الدولتين، المفاوضات الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خبَّاب بن مروان الحمد، كريم السليتي، عراق المطيري، صلاح المختار، نادية سعد، حاتم الصولي، صفاء العراقي، عمر غازي، حسني إبراهيم عبد العظيم، رمضان حينوني، د. أحمد بشير، طلال قسومي، فتحي العابد، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، إيمى الأشقر، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الهيثم زعفان، د. خالد الطراولي ، محمود سلطان، يحيي البوليني، يزيد بن الحسين، أحمد بوادي، د- هاني ابوالفتوح، فهمي شراب، د - عادل رضا، د. مصطفى يوسف اللداوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري، سلام الشماع، منجي باكير، د. أحمد محمد سليمان، أنس الشابي، سيد السباعي، عبد الغني مزوز، سامح لطف الله، سامر أبو رمان ، صباح الموسوي ، حسن الطرابلسي، العادل السمعلي، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العربي، محمود طرشوبي، أحمد الحباسي، أبو سمية، محمد الياسين، ياسين أحمد، ماهر عدنان قنديل، فتحي الزغل، مجدى داود، محمد شمام ، مصطفي زهران، حسن عثمان، رافع القارصي، خالد الجاف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمود علي عريقات، سليمان أحمد أبو ستة، د - مصطفى فهمي، محمد يحي، محرر "بوابتي"، أشرف إبراهيم حجاج، د. صلاح عودة الله ، فوزي مسعود ، إياد محمود حسين ، محمد أحمد عزوز، د.محمد فتحي عبد العال، رشيد السيد أحمد، عبد الله الفقير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمار غيلوفي، د - صالح المازقي، سفيان عبد الكافي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عزيز العرباوي، محمد اسعد بيوض التميمي، المولدي الفرجاني، أحمد ملحم، محمد عمر غرس الله، وائل بنجدو، رضا الدبّابي، د- جابر قميحة، د - شاكر الحوكي ، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله زيدان، مصطفى منيغ، إسراء أبو رمان، د - محمد بنيعيش، كريم فارق، أحمد النعيمي، د - المنجي الكعبي، علي الكاش، عواطف منصور، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الطرابلسي، ضحى عبد الرحمن، حميدة الطيلوش، صالح النعامي ، الهادي المثلوثي، تونسي، محمد العيادي، د. عبد الآله المالكي، رافد العزاوي، سلوى المغربي، محمود فاروق سيد شعبان، الناصر الرقيق، د. طارق عبد الحليم، مراد قميزة، سعود السبعاني، د - الضاوي خوالدية،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة