أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3364
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك من سمع من السيد محمد الطالبى و هناك من سمع عنه، بعض ما يقوله الأستاذ محمد الطالبى يرقى لمستوى الجريمة ...الفكرية، و بعض ما يأتي على لسان السيد محمد الطالبى المقصود منه طبعا و بالذات إثارة بلبلة جدلية في مناخ شعبي و اقتصادي و أمنى متوتر ،و مع ذلك سنقبل بأن حق الرأي مكفول في كل الأوقات و لا يمكن تحديده بالزمن أو بالمكان أو بالظرف ، و سنقبل بحسن نية الدكتور من باب التفاعل إيجابا مع كل فكر حتى لو أتى هذا الفكر بالمنكر و بأبغض الحلال، فمن بركات هذه ‘الثورة’ المشبوهة التي رفض الكثيرون من الأحزاب و المثقفين الانخراط فيها من البداية و تلقفوها في محطة النهاية أنها أعطت للبعض ملكة الصبر على سماع الفاحش من الفكر حتى لو أتت هذه الفاحشة الفكرية من بعض كبار المثقفين الذين التزموا الصمت الخجول حيال كل قضايا الشعب المحروم العاطل عن العمل و تلهوا طيلة سنوات عمرهم بافتعال ‘الحروب’ البيزنطية حول بعض الأطروحات الجدلية العقيمة .
في بعض إطلالاته النادرة يقذف لسان الدكتور ببعض ‘الأفكار’ و الملاسنات العبثية، المثير في مضمون خطاب الدكتور أنه لا يحتمل من الآخرين نزرا قليلا من النقاش متذرعا بأن ما يأتي على لسانه لا يمكن أن يناقش إلا من بعض ‘ المختصين المتخصصين ‘، فكلام ‘ الإلهة ‘ لا يقبل النقد و الانتقاد من العبيد،فالرجل الدكتور نبي و رسول في ثوب مثقف، و رغم أن عهد النبوة قد ولى بخاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و لم يبق من رجاء إلا في حلول ‘ المهدي المنتظر ‘ و المسيح الدجال ، فالسيد الطالبى يصر على أنه يحمل ‘ رسالة’ و هذه الرسالة تتيح إليه التفسير و الفتوى و إطلاق المزاعم و قلب الحقائق و تمريغ مقومات الدين في معركة الاختلاف المصطنع و المعارك الجدلية الوهمية، بضاعة فكرية هابطة و دعاوى إيديولوجية باهتة و آليات تفكير معطبة، و مواجهة أرادها الدكتور أن تكون حاسمة مع كل الذين عارضوا مثل هذه الترهات المبتورة و المقاصد المجهولة فتحولت إلى هزيمة نكراء لصاحب ‘ الوحي’ النبي الموهوم الدكتور محمد الطالبى .
لقد تعودنا من الدكتور على الكثير من الحركات المريبة المثيرة للجدل سياسيا و دينيا و حتى مبدئيا الأمر الذي جعل أغلب المثقفين يتساءلون عن الهدف الحقيقي من هذه ‘ التحركات’ الفكرية الصادمة و جعل المواطن البسيط يضجر من هذه القنابل الانشطارية التي تنفجر في الساحة الثقافية و الدينية مخلفة كثيرا من بؤر التوتر الفكرية في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الرغيف و الشغل مكان البحث المستميت عن جنس ‘ الجن’ الذي يركب السيد المفكر بين الفينة و الأخرى، فاستفزاز الدين بمثل هذه الأفكار ‘ الموسمية’ المتوترة يزيد من عمق الهوة بين الدين و العامة و يعطى لبعض المشعوذين الذين يسيطرون على عقول بعض الشباب المتهور فرصا مواتية للانقلاب على المفاهيم الدينية المتسامحة و الاشتغال على بعض الأفكار التكفيرية التي تهز ارتداداتها الوطن العربي يوميا ، و إذا كانت الفتنة نائمة فان الشيخ الطالبى يستحق اللعنات لأنه يوقظها و يغذيها و يصنع منها معارك متنقلة في محطات التلفزيون بغاية الغرور و النرجسية و داء الزهايمر الفكري عند بعض غلاة المثقفين المتقدمين في السن
.
‘ الخمر و الزنا حلال و الله لا يعاقب مرتكبهما و يكفيه الاستغفار ‘...طبعا هناك من يؤكد أن الشيخ قد سقط عنه التكليف شرعا و انه شاخ و خرف و بدا رحلة الانهيار الفكري التي تتطلب من بعض مريديه إقناعه بواجب’ التحفظ’ و الكف عن الكلام المباح احتراما لمنزلة القران و لمنزلة العلم و لمنزلة كبار العلماء، و هناك من يتحدث على أن بعض المندسين يحاولون استغلال الدكتور لطرح مثل هذه الأفكار العبثية لإعطاء الفرصة لبعض الإرهابيين لاغتياله كل ذلك لغايات سياسية، و هناك من يطرح فكرة ترك مثل هذه الأفكار السخيفة المنافية لتعاليم الإسلام و عدم إعطاءها الحيز اللازم للتفاعل الإعلامي حتى لا تشغل العامة و تثير البلبلة لكن من المؤكد أن ‘خرافات’ الرجل لم تصمد أمام تفسير أهل العلم و باتت محل تندر و سخرية، و حين يعلن الدكتور صراحة عدم إيمانه بالشريعة و أنها عمل انسانى غير ملزم و يستهزئ من كل صوت عاقل يعارضه فهو يؤكد للمتابعين أن هناك شخوصا بعينها أصبحت لا تخجل التعدي على المفاهيم و المقدسات ، و رغم اقتناع الأغلبية الساحقة بأن أفكار الدكتور ما هي إلا مجرد أفكار و المفكر لا يقتل و ليس مشروع ‘أضحية’ ممكنة لجموع الفكر التكفيري المتطرف و من واجبنا الكف عن شيطنة العقول و البحث عن الانتقام من الفكر فان الأمر يدعو كل الذين يهتمون بالشأن الديني للرد بقوة و بنفس المساحات و المنطق النقدي على مثل هذه الأطروحات، و هذه هي المهمة الأولى لعلماء المسلمين الذين نراهم ى الصفوف الخلفية لهذا الصراع .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: