تعقيبا على مقال أخوال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)
يزيد بن الحسين - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5692
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اطلعت في موقع بوابتي على موضوع مقالات منسية اخوال الني محمد (صلى الله عليه وس) للكاتب المصري المرحوم عباس محمود العقاد .حيث يرد فيه احد المتسائلين قائلا: فقد قرأت في كتاب «محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء» لأبي القاسم حسين بن محمد المعروف بالراغب الأصبهاني ما نصه: «يروى أن الأسود بن وهب خال رسول الله استأذن عليه فبسط له رداءه فقال الأسود: حسبي أن أجلس على ما أنت عليه، فقال النبي ﷺ: اجلس فإن الخال والد.» ومن هذا نعلم أن للرسول عليه السلام خالًا اسمه الأسود بن وهب . ورد العقاد على السائل : إننا لم نقل إن جد النبي عليه السلام لم ينجب ذكورًا، ولكننا قلنا بهذا النص: إن «المفهوم من القول بأن والد السيدة آمنة قد مات عنها، أنه لم يمت عن أحد غيرها من البنين والبنات.» أما رواية الراغب الأصبهاني فهي تذكر الأسود بن وهب، وهكذا ورد الخبر عن الأسود في أنساب قريش لأبي عبد الله المصعب الزبيري: «من ولد عبد مناف بن زهرة الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة.» فليس هو ابن وهب على هذه الرواية ولكنه ابن عبد يغوث بن وهب، ولم يثبت أن أباه مات عنه مع السيدة آمنة والدة النبي صلوات الله عليه. ولا تدل أخبار الأسود هذا على أنه كان موضع الحفاوة من النبي؛ لأنه كان من المستهزئين، ويروي عنه صاحب «الأنساب» و غيره: «أن جبريل حنى ظهره ورسول الله ﷺ ينظر فقال رسول الله ﷺ: خالي خالي! فقال جبريل: دعه عنك، فمات الأسود.» الى هنا ينتهي رد العقاد
..................................
وتكملة للموضوع روى ابن شاهين بسند ضعيف عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن الاسود بن وهب خال النبي - صلى الله عليه وسلم - استأذن عليه، فقال: " يا خال، ادخل "، فدخل، فبسط له رداءه فقال: أجلس على ردائك يا رسول الله ؟ قال: " نعم، فإنما الخال والد
أما أخواله صلى الله عليه وسلم إخوة أمه :
فقال الحافظ ابن حبان رحمه الله :
" وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، ولم يكن لها أخ- فيكون خالا للنبي صلى الله عليه وسلم- إلا عبد يغوث بن وهب، ولكن بنو زهرة يقولون: إنهم أخوال رسول صلى الله عليه وسلم، لأن آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت منهم " انتهى من "السيرة النبوية" (1/ 44)
فأن أخواله صلى الله عليه وسلم من بني زهرة :
بنو زهرة هم أخوال النبي علي الصلاة والسلام ،تلك الأسرةُ القرشيةُ الأصيلةُ ذات الشأن العظيم والمقام العالي الفخيم،تلك القبيلة التي كانت أقربَ الأسر القرشية قربًا وصلةً ومودةً ببني هاشم،كانت تسكن مع بني هاشم في جهة واحدة من مكة المشرفة دون غيرها من سائر قريش،وكانت دائمًا فيصفٍّ واحدٍ جنبًا إلى جنب مع إخوتها وأبناء عمومتها من الأسرة الهاشمية؛ حيث إن بينهما صلةَ قرابة من جهة زهرة وقصي ابني كلاب،وكذا عبد مناف بن قصي بن كلاب وعبد مناف بن زهرة بن كلاب) سميا بالمنافين لعلوشأنهما(
ويكفي فخرًا لـ(بني زهرة) أن جعل الله منها والدةالمصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بنزهرة.
وبعد الإسلام كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندمايقدم عليه خاله
( عمير بن وهب ) يفرش له رداءه، ويجلسه عليه،فقال له عمير: أأجلس وأنت رسول الله؟.. فكان رسول الله يكرمه ويقدمه،بل كان النبي يتباهى بسيدنا( سعد بن أبي وقاص الزهري رضي الله عنه) عندما
كان يقدم عليه أمام أصحابه، فقال النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة "هذا خالي فليرني امرؤٌ خاله
فعن جابر قال : أقبل سعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هذا خالي فليرني امرؤ خاله " . رواه الترمذي وقال : كان سعد من بني زهرة وكانت أم النبي صلى الله عليه وسلم من بني زهرة فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " هذا خالي " . الحديث صححه العلامة الألباني في مشكاة المصابيح
وروى الخرائطي في مكارم الاخلاق بسند ضعيف عن محمد بن عمير بن وهب خال النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جاء يعني عمير النبي - صلى الله عليه وسلم - والنبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد، فبسط له رداءه، فقال: أجلس على ردائك ؟ قال: نعم، فإنما الخال والد، وفي لفظ " وارث
من سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي
وجاء في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني -رحمه الله-:
ثم يلاحظ أن السيوطي ذكر أن الحديث عند الخرائطي من (مسند وهب خال النبي أنه صلى الله عليه وسلم، وهذا مستنكر جداً، فإنهم لم يذكروا أن له صلى الله عليه وسلم خالاً يسمى وهباً، وإنما ذكروا (عميراً) ؛ - كمافي نقل السخاوي -، وأخر هو: (الأسود بن وهب)، على أن ابن الأثير أشارفي ترجمة (الأسود) هذا أنه وهب نفسه ؛ فقال فيها:" ويقال: وهب بن الأسود
ثم رأيت الحافظ في "الإصابة " في ترجمة عمير بن وهب الزهري قال:
"ذكره ابن أبي حاتم، وقال: روى سعيد بن سلاّم العطار عن محمد بن أبان عن عمير بن وهب... " فذكر الحديث، وقال:
" قلت[أي :الشيخ الألباني]: سعيد كذبه أحمد، وهذه القصة وقعت للأسود بن وهب، ولعلهاوقعت له ولأخيه عمير) هذا. والله أعلم
أما خالاته صلى الله عليه وسلم : فذكر العلماء أن له خالتين :
وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم : " قَدْ أَعْطَيْتُ خَالَتِي غُلامًا ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَارِكَ اللهُ لَهَا فِيهِ ، وَقَدْ نَهَيْتُهَا أَنْ تَجْعَلَهُ حَجَّامًا أَوْ قَصَّابًا أَوْ صَائِغًا "
إسناده ضعيف لجهالة الرجل الذي من بني سهم ، وجهالة ماجدة - ويقال : ابن ماجدة ، ويقال : أبو ماجدة - وهو السَّهْمي . محمد بن يزيد : هو الكلاعي الواسطي .
وأخرجه أبو داود (3430) و (3431) و (3432) من طرق عن ابن إسحاق ، بهذا الإسناد . إلا أنه لم يذكر فيه الرجل من بني سهم .
وقوله : " قد أعطيت خالتي " ، قال السندي : قال الحافظ السيوطي في " حاشية أبي داود " : سُئِلتُ عن هذه الخالة : مَن هي ؟ فلم يَحضُرْني إذ ذاك ، ثم رأيت الطبرانيَّ ذكر في " المعجم الكبير " 24 / (1073) فاختةَ بنت عمرو ، أخرجه من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : سمعت النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول :
" وهبتُ لخالتي فاختة بنت عمرو غلاماً ، وأمرتها أن لا تجعله جازراً ولا صائغاً ولا حَجّاماً " . (قلنا : وعثمان بن عبد الرحمن متروك) .
وفي " الإصابة " للحافظ ابن حجر 4 / 362 : فاختة بنت عمرو الزُّهرية ، خالة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وأورد الحديث
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: