البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الأسرة المسلمة ومعركة المصطلحات الوافدة والمشبوهة -5- د - مصطلح الجندر

كاتب المقال أ. د/ احمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4314


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحلقة الرابعة :
- رأينا فيما سبق من الحلقات حول حقيقة مصطلح الجندر ومضامينه ودلالاته كيف أن المتابع لما يكتب حول المصطلح في بيئتنا العربية وخصوصا من قبل المتحمسين للحركة النسوية يكتشف أنهم يروجون للمصطلح على أنه في مصلحة مساواة المرأة بالرجل، دون التطرق لكل ما يحمله من دلالات مرفوضة في ثقافتنا العربية والإسلامية، بل كثيرا ما نجدهم يستخدمون عبارات وألفاظ مراوغة للهروب من كم الانتقادات الموجهة إلى هذا المفهوم، والتي تنطلق في الأساس من التعارض الصريح والواضح لمضامين هذا المصطلح مع المقومات الأساسية للتصور الإسلامي للطبيعة الإنسانية، كما حددها القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة،

- ويكفي في هذا الصدد أن نطالع ما جاء في " دليل تقييم الجندر - برنامج دعم الشبكات الالكترونية النسائية برابطة الاتصالات المتقدمة "، حيث قدم الدليل تعريفا للجندر يقول (1) : " الجندر هو متغير اجتماعي – اقتصادي لتحليل الأدوار والمسؤوليات والقيود والفرص والاحتياجات للرجال والنساء في إطار معين، ومن جوانب التحليل المتعلقة بالجندر استطلاع طبيعة اختلافات الجندر ومعانيها السياسية من خلال التوجيه المنتظم للأسئلة الخاصة بالاختلاف بين الرجال والنساء في مجتمع ما والمتعلقة بالأمور التالية :

* الأدوار والأنشطة : من يفعل ماذا في مجال النشاط الإنتاجي ؟ وفي شؤون المنزل، والأنشطة المتصلة بالإنجاب ( كرعاية الطفل، الطبخ، وإحضار الماء والوقود؟ )، وفي الترفيه ؟ من يقوم بالعمل ؟ النساء ؟ الرجال ؟ البنات ؟ الأولاد ؟ وهل يقوم به الرجال والنساء كلاهما أم أحد الطرفين فقط ؟، كم يستغرق وقت العمل ؟ هل العمل موسمي ؟ شهري ؟ أسبوعي ؟ يومي ؟، أين يمارس العمل : في المنزل؟ في المزرعة؟ في المدينة؟ في مصنع؟، إلى أي حد هناك تصلب في التفرقة الجندرية في مجال العمل ؟

* الموارد والقيود : ما هي الموارد التي يعمل بها الرجال والنساء ؟ من يستخدم أو يملك أو يسيطر على كل من هذه الموارد ؟ من يستثنى من الاستخدام أو الامتلاك أو السيطرة ؟ ما هي القرارات التي يتخذها الرجال والنساء : في المنزل؟ في المجتمع؟ هل قيود المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية مختلفة بين الرجال والنساء؟

* المنافع والحوافز : من يسيطر على النشاط الإنتاجي؟ وعلى نشاط الإنجاب؟ من يستفيد من النشاط الاقتصادي؟ من يتسلم الدخل؟ من يسيطر على الدخل؟ ماذا عن المنافع التي لا تشتمل على دخل؟ هل هناك حوافز مختلفة لتشجيع الرجال والنساء على المشاركة في هذه الأنشطة

- وفي موضع آخر جاء في الدليل : " أما عبارة "الجندر" فتشير إلى الأدوار المختلفة التي يلعبها الرجال والنساء في المجتمع أو الجماعة، وتقرر هذه الأدوار عوامل ثقافية واجتماعية واقتصادية، وتختلف باختلاف الثقافات والدول، وتلاحظ " شيلا روبوثام " بأن عبارة " الجندر" لا معنى مفرداً لها، لكنها تتأثر بتركيبة كاملة من العلاقات الاجتماعية، وتختلف أدوار الجندر عن اختلاف الجنسين، ذلك لأن الاختلافات الجنسية بيولوجية وغير قابلة للتغيير في معظم الحالات، غير أن أدوار الجندر ديناميكية وتتغير مع مرور الوقت (2)،
- وبعد أن استعرضنا نماذج للتعريفات التي أعطيت لمصطلح " الجندر " وخصوصا تلك التعريفات التي أخذت صبغة دولية من خلال مؤتمرات ومواثيق ومنظمات وهيئات الأمم المتحدة، يأتي السؤال المهم الذي من شأن الإجابة عليه أن تضع أيدينا على حقيقة المقصود بالمصطلح، وخلفياته، والدلالة التي ينبغي أن نفهمها من خلال استعماله الأممي، فما الذي تعنيه تلك التعريفات المشار إليها حول دلالة المصطلح وحقيقته ؟، بغض النظر عن أولئك الذين يستميتون – في عالمنا العربي – من أجل لي عنق التعريفات، وإعطاء المصطلح دلالات مراوغة للتمكن من تمريره، واسكات الأصوات التي تحاول كشف خباياه، وبيان حقيقته،

ومن أوضح الأمثلة على تلك المحاولات المراوغة التي تنطلي أحيانا على البسطاء ما تشير إليه إحدى المتمسات للجندر حين تقول : " الجندر ليس سيطرة النساء !!، ولا تدمير الأسرة !!، ولا نفي للقيم الإيجابية، ولا المساواة المطلقة، والجندر لا يعني تخلي المرأة عن رعاية أبنائها، ولا التخلي عن أنوثتها، الجندر يعني تكامل الأدوار وليس انتقاصها، يعني إلغاء كل أشكال التمييز ضد المرأة (3)

هذا على الرغم من أن ما سقناه من تعريفات يشير إلى مجموعة من الحقائق التي تؤكد على أن مصطلح الجندر إنما يعني :
- أن الأطفال منذ ولادتهم يدفعون - اعتباراً من يومهم الأول - بصورةٍ منتظمة إلى " دورٍ جندري " – نسبةً إلى جندر – (جنساني) (3)، ويمسخون إلى كائن نسميه ( أنثى ) أو ( ذكراً )، هذه السيرورة تحجم الاثنين، إلا أن البنت تُحدّ أكثر من الصبي في إمكانياتها الكامنة،حيث تنتقص في استقلاليتها، وتظلم على صعيد الواقع (4)،

وعلى هذا فالجندر يرجع إلى الخصائص المتعلقة بالرجال والنساء والتي تتشكل اجتماعياً، مقابل الخصائص التي تتأسس بيولوجياً (مثل الإنجاب) " (5)، ومن هذه الخصائص تاتي خاصية " الذكورة والأنوثة " Masculinity and Femininity باعتبارهما خصائص اجتماعية مبنية على أساس بيولوجي، ولم يتم تناول مسألة الفصل بين الأبعاد البيولوجية والاجتماعية، وعلى الرغم من أن الجندر مبني على أساس الجنس البيولوجي، فإنه يتشكل اجتماعياً أكثر منه بيولوجياً (6)،

- أن الأدوار الجندرية بالمفهوم المشار إليه تعبر عن الاختلاف والتمييز الاجتماعي للجنس، وتصف الأدوار التي تُعزى إلى النساء والرجال في المجتمع، والتي لا يتم تعيينها بواسطة العوامل البيولوجية، وإنما بواسطة المعطيات الاجتماعية، والقواعد الثقافية ومعاييرها ومحظوراتها، فالأدوار الجندرية - (بحسب هذه التعريفات ) - تتفاوت بين ثقافة أو حضارة وأخرى، وهي قابلة للتغيير والتطوير" (7)،

- وإذا كانت الهُوية الجندرية ليستْ ثابتة بالولادة - كما يشير تعريف الموسوعة البريطانية - بل تؤثِّر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهُوية الجندرية، وتتغيَّر وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية كلما نما الطفل، فإن هذا يعني أن الطفل إذا نما في أسرة شاذة جنسياً فإنه قد يميل إلى جنس الذكور لتكوين أسرة بعيداً عن الإناث، ليس على أساس الجهاز العضوي، وإنما على أساس التطور الإجتماعي لدوره الجنسي والاجتماعي، وكذلك الأمر بالنسبة للفرد من الإناث ؛ أي أن أنصار الجندر يرون أنه من الممكن أن تتكون هوية جندرية لاحقة أو ثانوية - جنس ثالث مثلاً - لتتطور وتطغى على الهوية الجندرية الأساسية؛ حيث يتم اكتساب أنماط من السلوك الجنسي في وقت لاحق من الحياة؛ إذ إن أنماط السلوك الجنسي وغير النمطية منها "بين الجنس الواحد" أيضًا - تتطور لاحقًا،

- أن المجتمع من وجهة النظر الجندرية هو المسؤول عن تحديد أدوار النوع والعلاقات الاجتماعية، وهذه العلاقات والأدوار قابلة للتغيير، فالفروق بين النوعين ليست فروقاً بيولوجية، ولكنها تستند إلى الأدوار الاجتماعية – كما يقول أصحاب التوجه الجندري - التي نستعملها منذ الطفولة، ومن ثم يستطيع المجتمع تغييرها عند الاقتضاء، فعلى سبيل المثال فإن للمرأة القدرة على أن تؤدي نفس العمل الذي يقوم به الرجل حالياً .. مهما اختلف نوع العمل حتى أوصلته التسوية النوعية إلى أن تقوم المرأة بدور الزوج في الزواج بالمثليين،
- وعادة ما يتم طرح سؤال في التدريبات الجندرية للتجمعات النسائية والرجالية البسطاء في تعليمهم وفهمهم للحياة وهذا السؤال هو :-

• ما هي اللحظة الأولى التي وعيتم فيها أنكم ذكوراً أو إناثاً ؟
وبسؤال آخر :-
• متى كان إدراككم الأول بوصفكم ذكوراً أو إناثاً أن عليكم أن تفعلوا أشياء أو لا تفعلوها ؟
- إن الخطورة الكبرى إنما تكمن أن ما سبق يعني – بوضوح – أنه إذا قام الرجل بوظيفة المرأة، وقامت المرأة بوظيفة الرجل، فإنه لن يكون هناك ذكر وأنثى، وإنما سيكون هناك نوع "جندر"، وهذا النوع هو الذي سيحدد طبيعة دوره في الحياة بحيث يجوز للأنثى أن تمارس دور الذكر والعكس، وبحيث يترتب على ذلك بالضرورة – مهما حاول أنصار الجندر المراوغة أو الانكار أو الادعاء بغير ذلك – ألا تكون هناك أسرة أصلا بالمعنى التقليدي المتعارف عليه ، ولا أبناء، ولا رجل ولا امرأة، وإنما سيكون هناك أسر جديدة شاذة، وأبناءٌ نتاج للتلقيح الصناعي ؛ فأي فكر شيطاني – كما تقول " حلمي " - ذلك الذي تتبناه " النسوية الجديدة "؟! وأي قوة تجعل من الأمم المتحدة، وأمريكا، والغرب تتبنى هذا الفكر الشيطاني لفرضه على العالم ؟!! إنها تعبير عن إرادة لا نقول علمانية وإنما إلحادية، لتحويل الوجود البشري وجوداً بلا قيمة ولا معنى، تنتفي معه الغاية من استخلاف الله للإنسان في الأرض، وفي الواقع فإن هذا الفكر الإجرامي ليس خطراً على المجتمعات الإسلامية فحسب، ولكنه خطر على الحضارة الإنسانية ذاتها ؛ لكن المجتمعات الإسلامية تأتي في القلب من معتقد هذا المخطط الإجرامي البديل والجديد" (8)، والذي نحسب أنه مدمر من كافة الوجوه،

وختاما نقول :
وفي النهاية نهيب بكل الدارسين والباحثين في حقل العلوم الاجتماعية في جامعاتنا العربية أن يتوقفوا كثيرا أمام مصطلح " الجندر " الذي شاعت ترجمته العربية " النوع الاجتماعي " في العديد من الدراسات والبحوث، وخصوصا في الدراسات العليا ( للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراة ) دون الاهتمام الكافي ببحث خلفية المصطلح وما يحمله من دلالات كثيرا ما تتعارض أصلا مع طبيعة الموضوعات التي تعالجها تلك البحوث، والأهداف التي ترمي إليها، حتى أن بعض الدراسات تطرفت في قبول المصطلح واعتماده إلى الدرجة التي حاولت معها أن تلبسه مسحة إسلامية للأسف الشديد، وهو أمر من الخطورة بمكان بحيث يدفعنا – مرة أخرى – إلى التأكيد على مجموعة من الاعتبارات المتعلقة بالجندر والتي ندعوا طلاب الدراسات العليا إلى الالتفات إليها، ولذلك فإن عليهم أن يتذكروا ما يلي :
- أن مفهوم " الجندر " أو مفهوم " النوع الاجتماعي " أو حتى مفهوم " الجنس "، أو " الجنسانية "، أو " الجنوسة " ......وغيرها من الكلمات والمصطلحات المستخدمة في الجندر هي الأدوار التي يقوم بها الجنسان حسب ما حدده لهما المجتمع مسبقاً كأنثى أو كذكر،
- أن هذه الأدوار غالبا ما ترتبط بمجموعة من السلوكيات والأنماط السلوكية التي تعبر عن القيم السائدة في هذا المجتمع، تلك القيم التي تحدد مدى إجادة كل من الجنسين في القيام بالدور المنوط به درجة قبول المجتمع لهما،
- أن هذا التحديد للأدوار الجندرية يوضح بصورة جلية – لا تحتمل الجدل - أن المجتمع هو السبب الرئيس في وعي الفرد بذكورته أو أنوثته بعيداً عما يسمى بالاختلافات البيولوجية بين الجنسين،
- وبناءً على ذلك فإن حركة المجتمعات في تطور مستمر مما يؤدي إلى تطور دور النوع الاجتماعي وتغيره حسب الوسط الإجتماعي من ذكر إلى أنثى أو العكس أو استحداث أنماط جديدة للأسرة بعيداً عن لفظ مذكر ومؤنث مثل أسر الشواذ،
- مِن القضايا التي تحاول البرامج (الجندرية) التصدي لها : الوظيفة الاجتماعية للرجل والمرأة، على افتراض أن الرجل يُهيمِن على المرأة، ويمارس قوة اجتماعية وسياسية عليها ضِمنَ مصطلح المجتمع الذكوري، وبالتالي يجب منحُ المرأة قوة سياسية واجتماعية واقتصادية، تساوي القوةَ الممنوحة للرجل في جميع المستويات حتى في الأسرة.
- أنه ونظرًا لصعوبة إزالة الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة، سعى دعاة الجندر إلى إزالتها مِن خلال برامجَ تنمويةٍ تعمل على تغيير قِيمي وبنيوي داخلَ المجتمع، يكفل إزالةَ هذه الفروق، وفي هذا الصدد تقول عالمة الاجتماع "أوكلى" : إن الأمومة خُرافة، ولا يوجد هناك غريزة للأمومة، وإنما ثقافة المجتمع هي التي تصنع هذه الغريزة ؛ ولهذا نجد أن الأمومة تعتبر وظيفةً اجتماعية " (9)، وهو نفس المعنى الذي تضمنته عبارة " سيمون دي بيفوار " الشهيرة : عن النساء حين تقول : " نحن لا نولد نساء ولكن نصبح كذلك "، أي أن المجتمع هو الذي يصنع من المرأة مرأة !!!!!

- ولقد لخص " خضر " رؤيته حول خطورة تعريفات الجندر في أنها تكمن في النظرة إلى الأنوثة والذكورة بالمعنى العضوي، منفصلة عن البنية النفسية والأدوار الاجتماعية للأفراد، وأن هذه الأدوار هي مفاهيم اجتماعية مكتسبة وليس لها علاقة ( البتة ) بالطبيعة العضوية والفسيولوجية لكلا الجنسين، وهذا يعني ببساطة أن التربية الاجتماعية هي التي تحدد الأدوار الاجتماعية، وبالتالي فالمجتمع والتربية هما العاملان الحاسمان في تكوين النفسية الأنثوية أو الذكورية بغض النظر عن الطبيعة العضوية ؛ حيث إن الهوية الجندرية ليست بالولادة والخلقة، بل تؤثر فيها وتحددها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهُوية الجندرية، وهي تتغير وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية في مراحل النمو المتتابعة للطفل،

- وتأسيسا على كل ما سبق، كان من الطبيعي أن يشغل العديد من الكتاب والباحثين والعلماء - الرافضين للمصطلح برمته، أو المتوجسين خيفة من شيوع هذا االمصطلح الغريب الوافد إلينا بغير استئذان – أنفسهم بمحاولة الكشف عن الأغراض والمرامي الخبيئة التي يرمي إلى تحقيقها أولئك الحريصون على الترويج للمصطلح، والتمكين له في أوساطنا الثقافية والأكاديمية والاعلامية، وإطلاق صيحات النذير والتحذير مما يحمله المصطلح من أخطار تهدد المجتمعات الإسلامية في أخطر ما تملك من حصون وهو الأسرة ، يقول أحد هؤلاء الكتاب بعد أن تناول أصل المصطلح في لغته الأصلية : " ........ولكن الذي يجري الآن هو محاولة للي الحقائق وتحميل المفردات ما لا تحتمل، كل ذلك في سبيل الوصول إلى غاية دنيئة وماكرة وخسيسة، وهي تيسير تداول المرأة، وجعلها سلعة سهلة وفي المتناول، وذلك بغرض تحطيم المجتمعات، وهدمها، بغرض السيطرة عليها وتطويعها وإذلالها واستخدامها، وفي الحديث الشريف جاء التحذير الصريح من تشبه الرجال بالنساء أو العكس : " لعن الله المتشبهين بالنساء من الرجال، والمتشبهات بالرجال من النساء " ( رواه البخاري، وصححه الألباني )، ومع ذلك فهناك إصرار من بعض المتحمسين - عن علم أو عن غير علم – يجهدون أنفسهم، لإقناع القارئ أن هناك شيئًا اسمه النوع الاجتماعي..فدبجت المقالات، وألفت الكتب، وأجريت الدراسات، وصممت البرامج الإعلامية حتى يصبح هذا المصطلح جزءا لا يتجزأ من ثقافتنا وأفكارنا، ويستطرد قائلا : ولدى الكثير من هؤلاء إصرار عجيب على إقناعنا بأن مفهوم النوع الاجتماعي يختلف عن المفهوم العام للجنس، فتراهم يؤكدون على أن الجنس يعني " الخواص البيولوجية " Biological Properties التي تعود إلى تحديد جنس المفرد ذكرًا أو أنثى، بينما تواضع الناس على أن المقصود بالنوع الاجتماعي " الجندر " هو الهوية والكيان الإنساني الذي يتم تشكيله اجتماعيًا، ويتأثر بما يمكن تحديده بالإدراك الحسي الاجتماعي للآثار والأدوار الذكورية أو الأنثوية التي يحددها المجتمع المعين (10)،
- إن الناس جميعا - عربهم وعجمهم، مسلمهم وكافرهم - تواضعوا على أن أي تداخل في الخصائص الذكورية والأنثوية في كائن إنساني واحد ينتج – ولا شك - مسخًا مشوهًا للاثنين، وأطلقوا على هذا المسخ أوصافًا غير محايدة وغير مجاملة بالمرة، وهو تراث إنساني ممتد ينتجه كل مجتمع داخله، دون النظر إلى ما يدور في المجتمعات الأخرى.. بدون أحقاد ولا سخائم ولا ثارات ولا تصفية حسابات.. لأن كل مجتمع ينتج تراثه هذا لنفسه هو ولأفراده، ولا يكيد به لمجتمع آخر ولا يضعه في اعتباره، كل ذلك خلاف هذا الذي يجري من عملية النحت المستحيلة التي تضطلع بها هيئات الأمم المتحدة لتأتي بمفردات ( مفاهيم ومصطلحات ) حديثة الولادة أو حديثة الصنع من عينة ضُرب في الأمم المتحدة "، إن هذا كله يدل دلالة واضحة على أنه ليس هناك لدى الأمم المتحدة ما يبرر تدخلها في قضايا المرأة ولا قضايا الشأن الاجتماعي، والدساتير والتشريعات في الدول الأخرى، كما أنه ليس لأحد من المتغربين مايبرر تدخله تحت مفردات مغشوشة وملغمة، ولا الخوض في مفهوم غربي أممي تآمري لم يرد به كتاب ولا سنة.. ولم يقل به عاقل سليم الطوية، ولا عالم يحترم علمه، ولا تسوقه الشهوات ولا تتلاعب به الأهواء ...." (11)

ويرى " علي جمعة " أن مفهوم الجندر ( الوافد والذي يروج له في أوساطنا العربية والإسلامية )، إنما يجتز مفهوم "الجنس" الذي نميز فيه بين الذكر والأنثى، لصالح مفهوم "النوع" فلا تمييز إذن بين الذكر والأنثى على أساس من الخلقة، وإنما على أساس من الرغبة الشخصية، فإن كان المرء ذكرا ويريد أن يمارس طبيعة الأنثى فبها ونعمت ( وهذا حقه )، والأسرة حينئذ لا تتكون من زوج وزوجة ( كما هو الأمر المعهود منذ بداية الخليقة ) وإنما من ( couple )، سواء كان ذكرا أو أنثى، أم ذكرين، أم أنثيين.. إلخ ؛ حتى استطاعوا أن يصلوا إلى واحد وعشرين صورة يمكن أن تكون عليها وضعية الأسرة، ويضيف " جمعة " أنه حضر مؤتمرا جمع أكثر من ثلاثين ديانة عالمية اتخذت جميعها موقف الرفض القاطع من هذه الدعوات ( أي لمفهوم الجندر )، وكنا من ناحيتنا نحادثهم عن " مفهوم العدالة في الحقوق والواجبات "، فيحادثوننا عن مفهوم (equity) المساواة في الجنس وليس في الحقوق (12)

- إن الراصدين لما يدخله أعداء الأمة المسلمة على دينها وثقافتها لهدم كيانها وخصوصيتها يرون أن ( الجندر) ليست مجرد كلمة، وإنما هي منظومة فلسفية متكاملة من القيم الغربية على مجتمعنا الإسلامي تهدف إلى إلغاء كافة الفروق بين الرجل والمرأة والتعامل مع البشر على أنهم نوع من المخلوقات المتساوية في كل شيء من الخصائص والمقومات، وهذا النوع الإنساني في مقابل الحيوان والنبات. فالداعون إلى ( الجندر) يعتبرون أن الفوارق التشريحية والفوارق بين وظائف الأعضاء والهرمونات بين الرجل والمرأة لم تعد ذات قيمة، وأنه يمكن تخطيها واعتبارها غير مؤثرة!! فهؤلاء لا يدعون إلى مجرد المساواة بين الرجل والمرأة، بل يدعون إلى إلغاء الفروق بينهما وعدم اعتبارها، بل واستغناء كل منهما عن الآخر، فلا تكامل بين الرجل والمرأة، ولا افتقار لأحدهما إلى الآخر لا في الجانب الاقتصادي ولا الاجتماعي ولا الجنسي، فالمرأة وفق هذا المفهوم تستطيع أن تقضي وطرها مع امرأة مثلها، والرجل يستطيع أن يقضي وطره مع رجل مثله. والحقيقة أن هذه الدعوة تهدف أول ما تهدف إلى هدم الكيان الأسري وتدمير المجتمع، وإحياء الفكر الماركسي، فهي تلتقي مع الفلسفة الماركسية في أمرين الأول :

- الأمر الأول : فيما يتعلق بمفهوم الصراع، فأصحاب نظرية (الجندر) يؤكدون على وجود صراع بين الرجل والمرأة، ولا يكتفون مجرد التأكيد وإنما هم يبذلون جهودا جبارة في تكريس ذلك الصراع وتأجيج ناره، والانطلاق من افتراض أساسي وهو وجود معركة محتدمة بينهما!!

- أما الأمر الثاني : الذي تلتقي فيه هذه النظرية ( الجندر ) مع الماركسية هو الدعوة إلى هدم الأسرة باعتبارها في نظر ماركس ـ إلى جانب الدين ـ أهم المعوقات التي تقف أمام تطور المجتمعات، وانطلاقها في آفاق التقدم،

والحق أن الله تعالى خلق الناس ذكوراً وإناثاً، وميز سبحانه كلاهما بما يخصه ويصلحه ليقوم بدوره في هذه الحياة، وهذه الفوارق والخصائص ليست علامات على كون الذكور أفضل من الإناث أو العكس، فليس وجود الهرمونات الأنثوية علامة على الدونية، وأن المرأة أقل من الرجل في التفكير أو العلم، وإنما هي ملكات ومزيات وخصائص لكل وفق حكمة الله تعالى ليقوم كل برسالته التي خلق لأجلها في واقع الحياة، ولتبقى البشرية، وتستمر في عمران الأرض (13)،

هذا، والواجب على المسلمين عدم الترويج للأفكار التي نشأت في مجتمعات لاتدين لله بالولاء، وتصادم المنهج الرباني الذي أمرنا الله أن نعمر الأرض تبعاً له، وعلينا كذلك أن نعتز بثقافتنا وهويتنا وأن نثق بديننا ونتمسك به، فلا نهتدي بغير هديه ولا نفتقر إلى زبالة أفكار البشر، فمنهجنا رباني معصوم (14)

وبعـــد :
فلقد حاولنا في هذه الحلقات الأربع أن نلقي الضوء على واحد من المفاهيم التي نحسب أنها أثارت الكثير من اللغط والإشكاليات منذ أن تم إقحامه على بيئتنا العربية والإسلامية وإلى يوم الناس هذا، أردنا من خلالها أن نبين وجهة نظرنا حول هذا المفهوم، معتمدين في ذلك على مسيرته التاريخية، وعلى وثائق الأمم المتحدة التي كان لها الدور الأكبر في ترويج المصطلح، وكذلك على الاهتمام الكبير الذي تعطيه الحركة النسوية للمصطلح، والإصرار على ترويجه وتمريره، ولا نريد للقارئ – وخصوصا أبناءنا من الدارسين والباحثين في حقل العلوم الاجتماعية ومهن المساعدة الإنسانية - سوى أن يعمل عقله، وتفكيره، وألا يتلقى المصطلحات والمفاهيم الوافدة دون أن يخضعها للتمحيص والمراجعة، من خلال إلمامه بالسياق الثقافي والاجتماعي والتاريخي الذي نشأت فيه، ومدى توافقها أو تعارضها مع ثقافتنا الإسلامية، وظروف مجتمعاتنا ومشكلاتها،
وما توفيقي إلا بالله،
إنتهت، وإلى اللقاء مع مصطلح آخر من المصطلحات الوافدة،

******************


الهوامش والاحالات :
=============
(1) - تيريسيتا جي كماتشو ( محرر) : " منهجية تقييم الجندر للإنترنت وتكنولوجيات المعلومات والإتصالات - أداة تعلم من أجل التغيير والتمكين "، برنامج دعم الشبكات الالكترونية النسائية برابطة الاتصالات المتقدمة، منشورات رابطة الاتصالات المتقدمة (APC)، طبع من قبل دار سيبات SIPAT المحدودة للنشر، الفيليبين، نشرت في عام 2005 م، الترجمة العربية والنشر عام 2009م، ص 28
(2) – " نفس المرجع السابق "، ص 40،
(3) - باسمة العقباني : " النوع الاجتماعي.. مصطلح ودلالة "، موقع نساء سورية، المصدر : http://www.nesasy.org/-mainmenu-309-309/6270-4996

(3) – البعض يستخدم الوصف " جندري، أو جندرية " دون ترجمة إلى العربية، والبعض يترجمها إلى " الجنسانية "، للإشارة إلى التعبير الثقافي عن الاختلاف الجنسي، أي أنماط السلوك الذكرية التي يتبعها الرجال، وأنماط السلوك الأنثوية التي ينبغي أن تلتزم بها المرأة، أنظر :
- محمد عناني : " المصطلحات الأدبية الحديثة "، الشركة المصرية العالمية للنشر، القاهرة، ط : 3، 2003م، ص: 183.
(4) - أوزولا أوشوي : " أصل الفروق بين الجنسين "، ترجمة : بوعلي ياسين، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 2006 م، ص : 11،
(5) – أنظر : www.who.int , Womens Health (2), June2000
(6) – أنظر :
- Knowing Women Feminism Knowledge,(1995), ed. Helen Growelely Susan Himmelweit, The Open University Polity.
(7) - أحمد إبراهيم خضر : " دعوة للنظر حقيقة مفهوم الجندر " ، المصدر : موقع الألوكة على الانترنت، 30/4/2013 م، 20/6/1434هـ ، المصدر : http://www.alukah.net/web/khedr/0/53827/#ixzz3YXbiINDF
(8) - مهندسة كاميليا حلمي : " تجربة اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل - حــول ميثاق الطفل في الإسلام "، ورقة عمل ضمن أعمال مؤتمر حقوق الطفل العربي بين المواثيق الدولية والرؤى الإقليمية، الشارقة، الفترة من 25-26 إبريل، 2006م،
(9) - أحمد إبراهيم خضر : " دعوة للنظر حقيقة مفهوم الجندر " ، المصدر : موقع الألوكة على الانترنت، 30/4/2013 م، 20/6/1434هـ ، المصدر : http://www.alukah.net/web/khedr/0/53827/#ixzz3YXbiINDF
(10) - الشيخ سعد أحمد سعد : " الجندر.. كفر أم فسق أم فجور؟ «2» جامعة الخرطوم أنموذجاً "، صحيفة الانتباهة ، الخرطوم، السودان، 13/12/2011م، المصدر :
http://www.alintibaha.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=6708:------l2r---&catid=106:2011-06-23-04-26-07&Itemid=765
(11) – " نفس المرجع السابق "،
(12) - علي جمعة : " الأسرة بين الإسلام وثقافة الجندر "، ندوة مركز الدراسات المعرفية، بعنوان " الأسرة في فتاوى دار الإفتاء "، القاهرة، في الثلاثاء 9/11/2010م، المصدر :
http://www.onislam.net/arabic/madarik/society-women/126570-2010-11-11-12-48-54.html
(13) – موقع اسلام ويب ، مركز الفتوى : " الجندر..نشأته..وحقيقته "، رقم الفتوى: 61793، الخميس 4 رجب 1436المصدر :
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=61793
(14) - للمزيد من الفائدة في هذا الصدد راجع :
ـ مجمد محمد حسين : " الإسلام والحضارة الغربية "، دار الفرقان، القاهرة، ( د.ت )،
- محمد محمد حسين : " حصوننا مهددة من داخلها "، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط8، 1983م،
- سيد قطب : " خصائص التصور الإسلامي ومقوماته "، دار الشروق، القاهرة، 1399هـ،
ـ سيد قطب : " الإسلام ومشكلات الحضارة "، دار الشروق، القاهرة، ط11، 1992م،
- مالك بن نبي : " مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي "، ترجمة : بسام بركة – احمد شعبو، دار الفكر المعاصر، بيروت، لبنان، 2002م،
- محمد قطب : " التطور والثبات في الحياة البشرية "، دار الشروق، القاهرة، 2009م،
- محمد قطب : " الإنسان بين المادية والإسلام "، دار الشروق، القاهرة، 1997م،
- محمد إسماعيل المقدم : " عودة الحجاب "، ثلاثة أجزاء، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض، 2006م،


******************




 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الأسرة، المرأة، تفكك الأسرة، المصطلحات، الجندر، الغزو الثقافي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-06-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - مصطفى فهمي، د. عبد الآله المالكي، محمد عمر غرس الله، محمد أحمد عزوز، محمد علي العقربي، د- جابر قميحة، صلاح المختار، سفيان عبد الكافي، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العراقي، أحمد بوادي، عبد الغني مزوز، رمضان حينوني، نادية سعد، سعود السبعاني، أنس الشابي، د - شاكر الحوكي ، صلاح الحريري، عواطف منصور، تونسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - الضاوي خوالدية، د. طارق عبد الحليم، أشرف إبراهيم حجاج، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد العيادي، د - المنجي الكعبي، المولدي الفرجاني، عزيز العرباوي، يحيي البوليني، حاتم الصولي، عبد الرزاق قيراط ، عمر غازي، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، رضا الدبّابي، محمد الياسين، محمود طرشوبي، حسن الطرابلسي، كريم فارق، سامح لطف الله، جاسم الرصيف، فهمي شراب، ضحى عبد الرحمن، الناصر الرقيق، مصطفى منيغ، د - عادل رضا، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، محمود سلطان، إياد محمود حسين ، صباح الموسوي ، د- هاني ابوالفتوح، خالد الجاف ، أحمد ملحم، طارق خفاجي، فتحي الزغل، محمد اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين، العادل السمعلي، عراق المطيري، حميدة الطيلوش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن عثمان، كريم السليتي، محرر "بوابتي"، د. صلاح عودة الله ، أبو سمية، محمد شمام ، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، بيلسان قيصر، د - محمد بن موسى الشريف ، مجدى داود، المولدي اليوسفي، خبَّاب بن مروان الحمد، سلوى المغربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العربي، مصطفي زهران، محمد يحي، علي عبد العال، أحمد النعيمي، سيد السباعي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد الحباسي، سلام الشماع، د. أحمد محمد سليمان، أ.د. مصطفى رجب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمد رحال، د - محمد بنيعيش، محمد الطرابلسي، الهيثم زعفان، عبد الله زيدان، سامر أبو رمان ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد العزيز كحيل، ماهر عدنان قنديل، ياسين أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي العابد، فوزي مسعود ، طلال قسومي، منجي باكير، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، مراد قميزة، عمار غيلوفي، رشيد السيد أحمد، صالح النعامي ، د. خالد الطراولي ، علي الكاش، إيمى الأشقر، رافع القارصي، إسراء أبو رمان، د- محمود علي عريقات،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة