الأخصائي الاجتماعي والتنمية المهنية - 2 – التفكير في حل المشكلة اكثر من التفكير في المشكلة
أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4600
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قال تعالى : {..... وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } ( يوسف : 87 )
وقال تعالى : {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ }( الحجر : 56 )
*****************
" اذا فكرت في المتاعب أسرعت اليك المتاعب ...اذا فكرت في اللذات أسرعت إليك اللذات ....كالتنويم المغناطيسي ....تقول انا نمت ..نمت .. فتنام ....أنا مرضت ..فتمرض ... أنا شفيت ...فتشفى ..أنا انتهيت ...فتنتهي سحر الارادة الملتهبة يصنع كل شيء " ( مصطفى محمود )
*******************
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا،
وبعـــد :
- يقوم التصور الإسلامي للحياة الدنيا على أساس أنها دار ابتلاء واختبار وامتحان، والمؤمن يخرج من موقف ابتلاء ليقع في آخر، وتلك إرادة الله تعالى ومشيئته، قال تعالى : {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }( الملك : 2 )، وقال تعالى : {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }( الكهف : 7 )، وقال أيضا : {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }( الأنعام : 165 )، وهذا يعني أن هذا الابتلاء سنة كونية ماضية، لا تتغير ولا تتخلف ولا تتبدل، قال تعالى : {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }( الأحزاب : 62 )، وقال أيضا : {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }( الفتح : 23 )، ومن ثم فالصراع بين الحق والباطل هو صراع أزلي وأبدي، فهو قائم منذ أن خلق الله تعالى الخلق، وسيظل قائما الى أن يرث الله الأرض ومن عليها،
- ومن هنا فالحياة لا تخلو من مشاكل وصعوبات تواجه الانسان، وعلى الانسان أن يكون مدركا أن المشكلات والمصاعب من طبيعة الحياة، ويدرك الناس بفطرتهم أن الحياة لا يكون لها طعم إلا بحصول هذه العقبات، أو تلك المشكلات، ويشعر الإنسان بالقوة والصلابة حينما يتغلب على هذه المشكلات، أو ينتصر على هذه المحن، أو ينجح في مواجهة العقبات، ويتجاوز هذه الابتلاءات.
- كم من المواقف المشكلة التي يجد الانسان نفسه وجها لوجه معها في العديد من المواقف اليومية، تلك المشكلات التي كثيرا ما تنغص عليه حياته، وتتحدى قدرته على التعامل معها، ومواجهتها بما منحه الله تعالى من قدرات وامكانيات، وما يمكن أن يتلقاه من غيره من إعانة ومساعدة على تخطيها، والخروج من وطأتها بأقل قدر من الخسائر، ومع تطور الحياة الإنسانية، وتعقد الأمور، برزت تلك المشاكل بصورة أوضح، واتسعت دائرتها، وتصاعدت وتيرتها، ومن ثم صار الناس بحاجة إلى من يساعدهم في تجاوز ما يطرأ من مشكلات، ومن هنا كانت الحاجة ماسة لبعض التخصصات المهنية التي تستهدف مساعدة الانسان في مثل تلك المواقف وهي ما اصطلح على تسميته بمهن المساعدة الإنسانية كالخدمة الاجتماعية، والإرشاد النفسي والاجتماعي، والطب، والطب النفسي، والعلاج النفسي، وتعليم الكبار وتنمية المجتمع، والمحاماة، ........وغيرها من المهن،
- والأخصائي الاجتماعي هو ذلك الشخص المهني المتخصص في العمل مع الناس ومساعدتهم على أن يساعدوا أنفسهم لتخطي مواقف الألم، ومواجهة ما يعترض حياتهم من تلك المشكلات، بما لديه من معارف ومهارات وخبرات وأساليب وأدوات علمية يستخدمها لتحقيق هذا الهدف،
- وكثير من الناس للأسف عندما تواجههم مشكلة ( أيا كان نوعها أو طبيعتها ) غالبا ما يغرقون أنفسهم في التفكير في المشكلة ذاتها طول الوقت، وما يمكن أن يترتب عليها من آثار سلبية تؤثر على حياته، وتنغص عليه معيشته، وقليل من الناس هم الذين يتجهون إلى التفكير في طرق الحل، وكيفية الخروج من المشكلات والمواقف الصعبة،
- إن الذي يحدد موقفنا من المشكلات التي تواجهنا، ويحدد درجة تأثيرها أمران مهمان :
- الأول : طريقتنا في النظر إلى المشكلات التي تواجهنا : إذ أن طريقة رؤيتنا للمشكلة، وطبيعة نظرتنا لها هي التي تصنع أفكارنا، والتي تبلور بالتالي مشاعرنا ثم سلوكنا وتصرفاتنا ..
- الثاني : الايمان وحسن الظن بالله تعالى (1) : وهذا هو الذي يميز المسلم عن غيره من الناس، ويجعله يشعر أنه يأوي إلى ركن شديد هو الله تعالى الذي يؤمن به، وبطلاقة قدرته، فيصدق في لجوئه إليه، وتقربه له بالدعاء والتضرع وإخلاص العبادة لله مع حسن الظن بأنه سيعطيهم ويجيبهم.. فيزدادوا إيمانا ورضا.. وكلما ضعفوا اطلعوا على نماذج ممن هم أقل منه درجات في أمور الدنيا.. فازداد رضاً وشكراً لله.. ومن شكر زاده الله، وآتاه من فضله،
* بين الانشغال بالتفكير في المشكلة وآثارها السلبية، والتفكير في كيفية حل المشكلة :
- عند التعامل مع المشكلات علينا أن ندرك أن ثمة فارق كبير بين الإغراق في التفكير في المشكلة، وبين التفكير في حل المشكلة، والفارق بين الفريقين دقيق جدا حتى أن الكثير من الناس قد لا يدركونه ولا يتنبهون له، إن هذا الفارق يمثل الحد الفاصل بين العيش في المشكلة والاستغراق فيها، وبين فهم المشكلة والانطلاق على الفور نحو التفكير في الحل، وهنا يكمن الفارق الكبير بين نوعي التفكير حيث سيظل الفريق الأول يفكر في المشكلة، ويدور حول نفسه مما يجعل حياته كلها تدور حول هذه المشكلة، بل وربما يوقعه هذا الإغراق في التفكير في المشكلة في المزيد من المشكلات أخرى، بينما الفريق الثاني ينطلق من فهم المشكلة واستيعابها إلى البحث عن الحل أو الحلول المتاحة ، ولا يظل حبيسا للتفكير في المشكلة ذاتها، إدراك هذا الفارق رغم بساطته ودقته يمثل فارقا شاسعا بين الفريقين (2)،
- إن الاستغراق في التفكير في المشكلة واجترارها دون تجاوز ذلك إلى تلمس الحلول يوقع الإنسان في خطأ التهويل والتضخيم من حجم المشكلة Catastrophizing أي جعل المشكلة البسيطة أو العادية كارثة، حيث ان الفرد هنا يبالغ في أهمية الحدث العادي، وعادة ما تكون صيغة الانسان – في حديثة بينه و بين نفسه على شاكلة "ماذا لو؟" – فيسبب له حواره الداخلي هذا قلقا و خوفا زائدين، بل واضطرابا في التفكير،
وإليك هذا الموقف الواقعي :
" بينما كانت " وكالة ناسا " الفضائية تبدأ في تجهيز الرحلات للفضاء الخارجي والإعداد لها، إذا بهم يجدون أنفسهم أمام مشكلة كبرى، تتمثل في أن رواد الفضاء لن يستطيعوا الكتابة بواسطة الأقلام العادية وهم في الفضاء لماذا ؟ بسبب انعدام الجاذبية في الفضاء، بمعنى أن الحبر لن يسقط من القلم على الورق بأي حال من الأحوال، ولن يتمكنوا من الكتابة لتسجيل ملاحظاتهم وهو أمر جد هام لنجاح المهمة، فما الحل إذن ؟
للوصول إلى أنسب الحلول للمشكلة، قام فريق متخصص باجراء عدد من الدراسات العلمية للمطلوبة للوصول إلى حل لتلك المشكلة، واستمرت تلك الجهود حوالي (10) سنوات كاملة، وأنفقوا أكثر من ( 12 ) مليون دولار، ليطوروا قلماً جافاً يستطيع الكتابة في حالة انعدام الجاذبية، ليس هذا فقط، بل ويمكنه الكتابة أيضاً على أي سطح أملس حتى الكريستال، وأيضاً الكتابة في درجة حرارة تصل إلى 300 درجة مئوية "، هل هذا هو الحل الوحيد المتاح لمثل هذه المشكلة ؟ كلا، بدليل أنه وفي موقف مشابه، وعندما واجه " الروس " نفس المشكلة، فإنهم ببساطة توصلوا إلى حل بديل أيسر وأسهل ولم يكلفهم شيء، حيث قرروا استخدام أقلام رصاص كبديل عن الأقلام الجافة ...." (3)،
والآن لنعد النظر في هذا الموقف، ولنفكر قليلا فيما حدث :
- ترى لو ظل هؤلاء طوال الوقت يفكرون في المشكلة ذاتها، وما يمكن أن يترتب عليها من تداعيات تؤثر على ما يقومون به من عمل، وربما تعوق تحقيق الهدف الذي يسعون إلى تحقيقه، بل وربما تؤدي إلى توقف المشروع برمته، دون أن يتجاوزوا ذلك إلى التفكير الإيجابي في الحلول التي يمكن أن تعالج المشكلة وتمكنهم من تخطيها ، هل كانوا سيصلون إلى الحل المناسب، في الوقت المناسب كما حدث في هذا الموقف ؟
- رأينا كيف أن الفريق بعد معرفة سبب المشكلة توجه مباشرة في التفكير الجدي في الحل، واعتماد الأسلوب العلمي من خلال إجراء الدراسات اللازمة التي استغرقت وقتا ليس بالقليل، وتكلفت كثيرا من الأموال حتى أمكنهم أن يصلوا إلى الحل المناسب،
- يعلمنا الموقف أيضا أن لكل مشكلة أكثر من حل، فرأينا كيف أن الروس توصلوا إلى حل بديل وأكثر يسرا وسهولة، ولم يكلفهم لا وقتا ولا مالا، وهو الاستعاضة عن أقلام الجاف المعروفة بأقلام الرصاص التي لا يؤثر فيها انعدام الجاذبية،
وأخيرا تذكر دوما :
- أن يكون جل همك وتركيزك عموما – وبصفة خاصة في حالات الإخفاق والفشل - على التفكير في حلول المشكلة، أكثر من الإغراق في التفكير في المشكلة ذاتها والاقتصار على ذلك،
- لا تجعل تأثرك بالمشكلة التي تواجهك، ومعاناتك من جرائها، يستولي على كل تفكيرك، بل فكر في طبيعة المشكلة وتفهم أسبابها وانتقل على جناح السرعة للتفكير في البدائل المتاحة أمامك لحل المشكلة، وكيفية اختيار البديل الملائم،
- أنت في نهاية المطاف نتاج ما تفكر فيه، ونتاج طريقة تفكيرك،
- لا توجد حياة بلا مشاكل، ولا يوجد إنسان ليس لديه مشكلة،
- لا توجد مشكلة ليس لها حل،
- لا توجد مشكلة لها حل واحد فقط، وإنما هناك بدائل عديدة تصلح كحل للمشكلة،
- مهمة الانسان الأساسية للوصول إلى الحل الأمثل أن يفكر في تلك البدائل ويقيمها ويوازن بينها من حيث إيجابيات كل بديل وسلبياته ( سواء من حيث الوقت الذي يستغرقه الوصول إلى الحل، أو الجهد المطلوب، أو تكلفة الحل، أو كفاءة الحل وفعاليته في مواجهة المشكلة ........وغير ذلك ) إلى أن يصل إلى اختيار البديل المناسب،
- أن على الأخصائي الاجتماعي باعتباره الشخص المهني المعد لمساعدة الناس على تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي مع الوسط الاجتماعي الذي يعيشون فيه، ومن مقتضيات تحقيق ذلك التوافق مساعدة الناس على مواجهة والتعامل مع ما يعترض حياتهم من مشكلات وصعوبات بالأسلوب والطريقة العلمية، عليه أن يدرك أنه في حاجة مستمرة لتطوير الذات، وتنمية وتفعيل أدائه المهني، ليصبح أكثر قدرة على تحقيق ما يرمي إليه من أهداف، وتطوير الذات أمر يحتاج إلى جهد منظم، ومخطط، وعزيمة ماضية وهمة عالية، وقدرة على إدارة الوقت واستثماره، والإفادة من الإمكانات والموارد المتاحة، وتنويع الأساليب والأدوات كالمشاركة في الدورات التدريبية المتخصصة، والمتابعة المستمرة للمجلات والدوريات والكتب والدراسات والبحوث المتخصصة، والحرص على حضور الندوات والمؤتمرات العلمية واللقاءات وورش العمل .. وتبادل الخبرات، وقبل ذلك كله وبعده وجود عقلية مهنية قادرة على الإفادة من كل ذلك، في مجال العمل والتعامل والممارسة المهنية،
- أن من مهام الاخصائي الاجتماعي تعديل أفكار العملاء، ومساعدتهم على تجنب أخطاء التفكير ، وإكسابهم مهارات التفكير الإيجابي، في المواقف التي يواجهونها في حياتهم، فبالتفكير المنطقي والايجابي وحده يصل الإنسان إلى التقدير الصحيح للمشكلة أو الموقف، ومن ثم الوصول إلى الحل المناسب،
وأخيرا ليسأل كل منا نفسه : لماذا نخطئ أحيانا كثيرة في طريقة التفكير في مشكلة ما، ونصل إلى حل ورؤية خاطئة لها، على الرغم من أن هناك أناس آخرون واجهوا نفس المشكلة وتمكنوا من الوصول إلى الحل المناسب،
*************
الهوامش والحواشي :
=============
(1) – قال أهل العلم : " حسن الظن بالله تعالى شعبة من شعب إيمان العبد لا يكمل إلا بها، وواجب شرعي يجب عليه أن يتصف به، فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : " أنا عند ظن عبدي بي. متفق عليه عن أبي هريرة "، وفي رواية : فليظن بي ما شاء، ومعنى حسن ظن العبد بربه : هو كما قال " الإمام النووي في شرح مسلم " : معنى حسن الظن بالله تعالى : أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه "، والأصل في المسلم أن يكون دائماً حسن الظنَّ بربه تعالى، قال العلماء : " وأكثر ما يتعيَّن على المسلم حسن الظن بربِّه تعالى في موضعين :
الأول : عند قيامه بالطاعات : ففي الحديث – الذي أشرنا إليه - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً " ( رواه البخاري ( 7405 )، ومسلم ( 2675 )، فيلاحظ في الحديث علاقة حسن الظن بالعمل أوضح ما يكون، فقد أعقبه بالترغيب بذِكره عز وجل والتقرب إليه بالطاعات، فمن حسُن ظنه بربه تعالى دفعه ذلك لإحسان عمله .
قال الحسن البصري رحمه الله : " إن المؤمن أحسنَ الظنّ بربّه فأحسن العملَ، وإنّ الفاجر أساءَ الظنّ بربّه فأساءَ العمل "، أنظر :
- أحمد بن حنبل ( ت : 241 ) : " كتاب الزهد "، تحقيق : محمد عبد السلام شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1999م، ص 402،
وقال أبو العباس القرطبي رحمه الله : " قيل : معناه : ظنّ الإجابة عند الدعاء، وظنّ القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن قبول الأعمال عند فعلِها على شروطها ؛ تمسُّكًا بصادق وعْده، وجزيل فضلِه "، ويؤيد ذلك ما جاء في الحديث : " ادْعوا الله وأنتم موقِنون بالإجابة " ( رواه الترمذي بإسناد صحيح )،
الثاني : عند المصائب، وعند حضور الموت .
ففي الحديث عَنْ جَابِرٍ رضِيَ الله عَنْه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلاَثٍ يقولُ " لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ " ( رواه مسلم ( 2877 )، وجاء في الموسوعة الفقهية : "، يجب على المؤمن أن يُحسن الظنَّ بالله تعالى، وأكثر ما يجب أن يكون إحساناً للظن بالله : عند نزول المصائب، وعند الموت، قال الحطاب : ندب للمحتضر تحسين الظن بالله تعالى، وتحسين الظن بالله وإن كان يتأكد عند الموت وفي المرض، إلا أنه ينبغي للمكلف أن يكون دائماً حسن الظن بالله .
أنظر :
- وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت : " الموسوعة الفقهية الكويتية "، دارالسلاسل – الكويت، ( من 1404 - 1427 هـ)، ج10، ص : 220،
- أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي : " المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي "، دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة الثانية، 1392هـ، ج17، ص : 10،
http://kenanaonline.com/users/Education- Commerce/ posts/146787/ 2--
(3) - محمد عبدالله الفريح :" فن إدارة المواقف - حكم وروائع ادارية "، مكتبة العبيكان، الرياض، 1432هـ، ص : 30،
***
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: