الإمبراطورية الإيرانية تتهاوى على طاولة المحادثات النووية
احمد الخالدي - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3403
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حينما يصاب الإنسان بالغرور احد الأمراض النفسية التي تؤدي به إلى الاستعلاء و الاستكبار على أبناء جلدته أو مذهبه و قوميته فانه لا شك سوف يكون تحت سطوة نزواته العدوانية التي تذهب به يميناً و شمالاً من دون أي منهاج أو تخطيط صحيح فهذا الوباء يدفع الإنسان إلى عمل كل ما يضره و يوافق هواه و يرفعه عن التواضع و كأنه يرى في بقية أبناء قومه كالعبيد لديه وعليهم الطاعة فقط و تحقيق كل رغباته لكن هذا الفرد تناسى أو تغافل عن أنه مهما اختلطت الأوراق و انعكست صورتها لابد من متغطرس جديد ذو قوة و إمكانيات تفوق الإمكانيات التي يمتلكها المتناسي المصاب بالغرور عندها سيرضخ و يقدم التنازلات تلو التنازلات للقوي و صاحب الإمكانيات الهائلة و الإمبراطورية إيرانية خير مثال على ذلك الانهيار ألجبروتي الاستعلائي ألاستكباري فلقد أوجعت رؤوسنا بجعجعتها و جبروتها المقيتة لسنين طوال وها هي اليوم تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فوقعت بشر أعمالها و استحكم عليها الغرور حتى وصل بها وباء الغرور إلى نهاية المطاف وما مارثون المحادثات النووية مع أمريكا و الغرب اكبر دليل على تبدد و تهاوي حلم الإمبراطورية الإيرانية في الشرق الأوسط وما التنازلات التي قدمتها اليوم باتفاقها النووي لأجل تقوية جسدها الممزق هي خير مصداق لهشاشتها و ضعفها في المنطقة من خلال إخضاع جميع منشاءاتها النووية إلى برنامج تفتيش صارم و تام وجعلها مراكز بحثية بالإضافة إلى نقل الماء الثقيل الموجود في احد مراكزها النووية إلى خارج إيران و ربما إلى احد حلفائها مقابل رفع الحظر عنها تدريجياً بينما رفض طلبها هذا برفعه نهائياً فلم يجد له أذن صاغية وهذا إن دل أنما يدل على سياسة الانبطاح و الرضوخ التي أصبحت إيران تنتهجها اليوم لتحقيق رغبات و إرادة أمريكا وحلفائها وهذه الحقائق كلها قبل حدوثها على ارض الواقع كشف عنها المرجع العراقي الصرخي خلال لقائه الصحفي الحصري مع وكالة أخبار العرب بتاريخ 13/1/2015 في معرض جواب سماحته على سؤال وجه له حول مستقبل التنسيق بين أمريكا و إيران فأجاب قائلاً:((أميركا و إيران عدوان تقليديان متصارعان متنافسان على استعمارِ الدول والشعوب وسَلْبِ إرادتها ، وقد ابتلى الله تعالى العديدَ من دولِ المنطقةِ وخاصّةً لبنان فسوريا ثم العراق واليمن باَن تكونَ ساحةَ التنافسِ والنزاعِ والصراع وتقاطعِ المصالحِ بين إيران وأميركا )) و مؤكداً على أن هذه الاتفاقات التي توقع بين أمريكا و إيران إنما هي عهود و مواثيق وقتية مرحلية مصلحيه ما تلبث أن تنهار في نهاية الطريق قائلاً : (( والمعروف والواضح عندكم أَنَّ خلافَ وصراعَ المصالحِ
لا يمنعُ أن يجتمعَ الخصمان فتجمعُهما المصالحُ والمنافعُ فيحصلُ الاتفاقُ بينهما على ذلك ، وكذلك إن ظَهَرَ خطرٌ يهدِّدُهما معاً فيمكن إن يتَّفِقا ويجتمِعا على محاربته معاً أما لماذا تسمح أميركا لإيران بقيادة المعركة في العراق فببساطة لاَنَّ أميركا هنا تفكر بذكاء نسبيّ أمّا إيران فتفكيرُها يسودُه الغباءُ عادةً فوقعت في فخ أميركا التي أوقعتها في حرب استنزاف شاملة لا يعلم إلا الله تعالى متى وكيف تخرج منها ، ومن هنا فان أي تنسيق بين أميركا وإيران فهو تنسيق مرحلي مصلحي لابد أن يتقاطع في آخر المطاف )) .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: