البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اغتيال نمتسوف، من يريد توريط روسيا ؟

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3481


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في لعبة المخابرات العالمية لا شيء قابل للتصديق بالبداهة و من أول ‘ نظرة’ كما يقال في العشق ، صحيح أن منطق الجريمة يدين النظام الروسي من أول وهلة بمنطق ابحث عن المستفيد ، لكن كما يقال ، هذه المرة الجريمة تدفع إلى بذل بعض الجهد لمتابعة خيوطها الغامضة لأنه من الواضح أن الفاعل قد أراد توريط النظام الروسي بكل الطرق و فعل كل شيء للوصول لهذا الغرض لكن هذا الاجتهاد المقصود الزائد هو من يدفع المراقبين و المتابعين للحذر ، ولان الوصول إلى الحقيقة هو أمر مستحيل و يحتاج إلى فترة طويلة و إلى صدف و احتمالات معينة سنكتفي كغيرنا من الملاحظين بإلقاء السؤال المنطقي التالي : من يريد توريد روسيا ؟.

فعلا ، نحن على يقين هذه المرة أن هناك من يبحث بقوة على توريط روسيا الاتحادية و الرئيس فلاديمير بوتين بالذات في هذه الجريمة السياسية لغايات سياسية انتهازية تهم لعبة الأمم و ما يجرى في المنطقة العربية بالذات ، و المخابرات الغربية ، الصهيونية الأمريكية بالأساس ، ليست بعيدة بالقطع عن المسؤولية هذا إذا لم نقطع بمشاركة بعض الأجهزة القريبة من المخابرات الروسية ذاتها في تحضير ‘الساحة’ إلى حصول هذه الجريمة ، فنحن نعلم أنه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق و تجزئة دوله إلى محاور متعادية في بعض الأحيان أصبحت مخابرات هذه المنظومة الشيوعية في صراع مصالح و تحالفات مع الغرب في نطاق سعيها للخروج من جلباب النفوذ روسيا الاتحادية .

من يقول معارض للرئيس بوتين يقول صديق محبوب و مقرب و مدعوم من الغرب ، دور المخابرات الغربية في استمالة المعارضين الروس لم يعد خافيا على أحد و اختراق هذه المخابرات لعقول هؤلاء المعارضين ليس خيالا علميا أو محاولة للإلصاق التهمة بدولة غربية معينة ، فالجميع في سباق محموم لمحاولة زعزعة الاستقرار في هذه المنطقة التي تحولت إلى مخابر تجارب للمخابرات الغربية في كل المجالات بدءا من صنع الثورات على كل الألوان ، البرتقالية الرومانية مثالا ، نهاية بتنصيب رؤساء بميول غربية ، ما حصل في أوكرانيا مثلا ، و الأهم من كل هذا و ذاك الاشتغال على عقول المعارضين أو العناصر القابلة للتطبيع أو الرافضة للسلوك الروسي في بعض البلدان السوفيتية السابقة الذين يتم تلميع صورهم بقوة من طرف منظومة إعلامية منصبة للغرض ثم يتم صقل ‘ مواهبهم’ من طرف المخابرات و بعض دكاكين حقوق الإنسان التي هي فرع من منظومة تعمل على إضعاف روسيا و دورها في المنطقة.

يعرف عن السيد بوريس نيمتسوف كراهيته الشديدة للرئيس فلاديمير بوتين منذ صعود هذا الأخير لسدة الحكم في روسيا الاتحادية سنة 2000 ، هذا لم يعد سرا بعد أن اشتغلت عليه المخابرات الغربية منذ تلك الفترة إلى تاريخ اغتياله ، و الرجل ليس المعارض الوحيد في روسيا أو في بعض دولها المجاورة ، و المعارضة للنظام الشيوعي ليست وليدة اليوم و لكن ما يثير الانتباه اكتشاف دور المخابرات الغربية في تنمية هذه المعارضة خاصة بعد رحيل الرئيس بوريس يلتسين و صعود نجم الرئيس بوتين الذي يريد إعادة مجد الاتحاد السوفيتي السابق و صنع روسيا شيوعية لتصبح رقما صعبا في المعادلة الدولية ذات القطب الأمريكي الواحد ، في هذا السياق لا يمكن تصور قيام النظام بهذه الجريمة ليصنع من نفسه فريسة للاتهام خاصة في هذه الفترة التي يعانى منها من تبعات التدخل الغربي في أوكرانيا بما يمثله ذلك من عبء على الاقتصاد و السياسة الداخلية و الخارجية الروسية .

اغتيال نيمتسوف أمام الكرملين و في قلب العاصمة يشكل تحديا واضحا للنظام الروسي و للرئيس بوتين نفسه ، و من قام بالعملية يدرك جيدا أن كل أصابع الاتهام ستذهب مباشرة في اتجاه الرئيس الروسي خاصة بعد أن رفض تقديم تنازلات معينة في الملف السوري و يسعى لإقناع المعارضة السورية بالجلوس على طاولة المفاوضات ، و رفض تقديم تنازلات في ملف تزويد إيران و سوريا بعدة أسلحة هجومية قادرة على إحداث بعض التوازن في صراع الإرادات في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى إصرار الروسي على معالجة روسية أوكرانية لهذا الملف بعيدا عن التدخل الصهيوني الأمريكي في هذه المنطقة الحيوية للاقتصاد الروسي ، و في كل الحالات لا يمثل الرجل رقما صعبا يتوجب تصفيته بهذه الطريقة ‘ البدائية’ التي تثير أكثر من علامة استفهام حول منفذيها الحقيقيين .

تقول التحقيقات الأولية أن مجهولين قد أطلقوا الرصاص على نيمتسوف لما كان يتجول صحبة رفيقته على الجسر المحاذي للكرملين ، هذا الأسلوب ‘البسيط’ هو أسلوب عصابات و أعوان قتل مأجورة و ليس أسلوب قتل دولة كما يعلم الجميع ، و المخابرات الروسية لا يمكنها أن تلجا لمثل هذا الأسلوب المكشوف ، و في روسيا هناك عصابات قوية تشتبك مصالحها سلبا مع الخطاب التحريضي على النظام الذي يدعو إليه هذا الرجل و هي قادرة كما حصل مع اغتيال الرئيس الأمريكي جون كيندي على إبعاده من المشهد السياسي ببعض الرصاص الطائش ، و في روسيا هناك أيضا أجهزة مخابرات غربية معينة قادرة على ‘صنع ‘ جريمة سياسية بمقاييس عصابات من باب إبعاد الشبهات ، و في روسيا ، هناك دول شيوعية بعينها لها مصلحة في حصول اضطرابات شعبية بإمكانها أن تضع وجود النظام نفسه في خطر ، و في روسيا و داخل الكرملين نفسه هناك عقول تدرك كل هذه الأخطار و بالتالي فهي أخر من يفكر في تنفيذ هذه العملية .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

نمتسوف، روسيا، الصراع الغربي الروسي، أوكرانيا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - مصطفى فهمي، سلام الشماع، صباح الموسوي ، علي عبد العال، سفيان عبد الكافي، صفاء العربي، رشيد السيد أحمد، رافد العزاوي، محمد أحمد عزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي الزغل، أحمد النعيمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفي زهران، صلاح المختار، ياسين أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الياسين، د - شاكر الحوكي ، أ.د. مصطفى رجب، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، طلال قسومي، عمار غيلوفي، سعود السبعاني، عبد الله الفقير، د - صالح المازقي، يزيد بن الحسين، تونسي، المولدي الفرجاني، د. أحمد بشير، فتحـي قاره بيبـان، د. طارق عبد الحليم، سيد السباعي، عبد الله زيدان، حميدة الطيلوش، عمر غازي، د - المنجي الكعبي، وائل بنجدو، الناصر الرقيق، محمد شمام ، سامح لطف الله، الهيثم زعفان، عراق المطيري، د- جابر قميحة، د - عادل رضا، حسن عثمان، محمود طرشوبي، رافع القارصي، عبد الغني مزوز، د- هاني ابوالفتوح، إسراء أبو رمان، مجدى داود، عواطف منصور، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، محرر "بوابتي"، فتحي العابد، رضا الدبّابي، أنس الشابي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، يحيي البوليني، د - الضاوي خوالدية، منجي باكير، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، د- محمد رحال، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صالح النعامي ، أبو سمية، عبد الرزاق قيراط ، د. خالد الطراولي ، د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، د. عبد الآله المالكي، أحمد الحباسي، إياد محمود حسين ، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بوادي، سامر أبو رمان ، أحمد ملحم، علي الكاش، رمضان حينوني، نادية سعد، ضحى عبد الرحمن، سلوى المغربي، جاسم الرصيف، محمود سلطان، محمد الطرابلسي، فوزي مسعود ، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم السليتي، د - محمد بنيعيش، العادل السمعلي، فهمي شراب، محمد العيادي، خبَّاب بن مروان الحمد، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، ماهر عدنان قنديل، د. صلاح عودة الله ، محمد عمر غرس الله، مراد قميزة، محمد يحي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة