د.محمد حاج بكري- تركيا / سورية
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4001
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا شيء يبدو على طبيعته في سورية أنين الجرحى الجوع الفقر المرض التشرد البرد بكاء الامهات والارامل يصم الاذان ويصل صداه الى ابعد مدى وعندما نتحدث عن سورية نتتحدث عن شعبها بلغته وهويته وتاريخه ومصيره ومستقبله هذه القواسم المشتركة التي جمعت السوريين وجعلتهم يأنوا ويتعذبوا ويتألموا ويجوعوا ويفقروا ويتشردوا من سوداوية الحرب وظروفها القاهرة التي يعيشوها والتي تعصف بهم ارضا وشعبا حيث بات الصراع عنقوديا متشعبا ولا يشمل القتال المشرف بين الثوار والنظام الفاشي فقط بل يشمل اطراف وتداخلات ومصالح كثيرة منها المحلي والاقليمي والعالمي تامر الجميع علينا حتى بدأوا في تدمير ذاتنا عبر حروب وصراعات لها اول وبداية ولا يلوح لها في الافق نهاية مستمرة في الدمار والخراب وحصد الارواح وتشريد الملايين من اوطانهم غصبا والزج بهم في دوامة التشرد واللجوء و العذاب وحتى البحار الحقيقة مقلوبة ونعيش الحالة العكسية ومخالفة المنطق والعقل فعندما نشاهد في عيوننا وكل يوم تشريد الشعب وابعاده عن وطنه بدلا من رحيل الحكام والطغاة والقتلة والمجرمون والشبيحة اللذين يقتلون الشعب ويدمرون البلد ويحرقون الاخضر واليابس منطق لا يصدقه عقل فاما اجلاء الشعب ونزوحه وبقاء الحاكم او اسقاط النظام واسقاط الوطن
القتل والعنف تجاوز كل تصورات العقل فعندما ترى معطيات الخراب والدمار على ارض سورية لا تسطتيع ان تعبر وتصف ماذا حصل هناك
لطالما اتهمنا الغير بالخيانة والعمالة والتأمر كلمات حفظناها عن ظهر قلب فهي من جملة الدروس التي درست في المدارس من المرحلة الابتدائية لكننا الان مكشوفين من جميع الاتجاهات وحربنا اليوم ليست لتحرير ودعم فلسطين واشك ان كانت ولو ليوم واحد من هذا المعنى في ظل مثل هؤولاء الحكام
حربنا اليوم في سورية ليست انتاجا سوريا كاملا لكن نحن السوريين نخوضها نحن حطبها ووقودها ومن يكتوي بنارها من حلب الى دمشق الى دير الزور الى حمص وحماة والساحل على كامل امتدادنا وهي حرب تتسع لتشمل دول الجوار ومن اللافت للنظر هو التنصل الغربي الكامل وكانهم يقولون لنا جهنم وبئس المصير الله يزيدكم اكتر واكتر تفضلوا ماذا تريدون حتى تقتلوا و تقتلوا فهذا سلاح وعندما تجوعون خبرونا لنرسل الاغاثة وعند المعارك والجرحى نرسل لكم غرف الاسعاف والادوية ومستزماتها
لقد اصبحنا السوريين ولمجرد كلمة حرية وكرامة في مرمى نيران همجية النظام و القتل هل يستطيع النظام واعوانه ان يوقف صناعة حاضر الشعب السوري وهو واقع تحت وابل من القتل والذبح والتنكيل هل يستطيع النظام ان يعلق مصير سوريا وشعبها على مخالب الدمار والموت المتعدد الاشكال والذي تجلى واضحا في شخصه وشخص شبيحته اللذين قتل فيهم الحاكم مزايا واخلاق البشرية ليتحولوا مجرد الة قتل لكل من يعارضه
الحقيقة ان الثورة السورية خرجت عن امد السيطرة واضحت الصراعات تتوالد وتتكاثر واكثر من ان تعد وتحصى حتى اصبح الفرز بين القاتل والمقتول والجلاد والضحية يدور حوله الجدل في اطارات وتعريفات من هو الظالم ومن هو المظلوم ومن المعتدي ومن المعتدى عليه فقط في سورية تقلب الحقائق وتطبق مقولة الحاكم اكذب اكذب حتى تصدق
فقط في سورية يذهب الشعب ضحية ابادة للبشر و الحجر مجازر جماعية ومسالخ بشرية قتل اطفال ونساء هدم وخراب رائحة الموت تملأ كل مكان من هناك تسقط براميل النازية لا افق للحياة الا افق الموت سورية تعتريها الفوضى وتحكمها قوانين الغابة من الداخل والخارج فراغ وغياب للاعراف والقوانين يستميت فيها النظام في معركة اللاوجود الاخيرة التي يعتبرها الفاصلة واحيانا الخاسرة لكنه مستمر في خوضها حتى ينتقم من ثوار الحرية والكرامة ثم يسقط بلا عودة تحت مقولة ( علي وعلى اعدائي )
معركة التحرر من الاستعمار الخارجي اقل كلفة من معركة الاستعمار الداخلي المتمثلة في هذا النظام المجنون
نحن لسنا من مصاف الدول المتقدمة صناعيا وتجاريا وثقافيا وانسانيا وحضاريا لاننا حقيقة مازلنا نعيش صناعة الموت على ايدي حكامنا وطغاتنا ولانهم ما زالوا منكبين على تطوير وافتناء ادوات القتل والابادة الفردية الجماعية لقتلنا وقتل روح التطور فينا
كشفت ورقة التوت ولم يعد بامكانهم القاء فاجعتهم على المؤامرة الخارجية والامبريالية ونحن اليوم نقدم دمارنا وشهدائنا وخراب بلدنا من ذهب ومجانا للجميع نحن فاجعة جماعية يجلس على فوهتها طغاة ومجرمون وتجار يفاوضون على وجود سورية وشعبها فاجعة بكل مقوماتها تتفاوت حدتها وتتبدل وحشيتها بين الفينة والاخرى في ارض الخراب والدمار وما زالت كرة النار تبتلع كل من يصادفها ...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: