البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عبد الواحد نور عميل إسرائيلي

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3831


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، كانت حالة الهدوء والاستقرار الاقتصادي، سبباً رئيساً في إقدامي على ابتياع جيب أمريكي الصنع (6 سلندر- 4x 4 ) موديل 1977، وبرغم كِبره في السن، واهتراء هيكله وفساد أحشائه، إلاّ أنه كان في أعين العامة (أجانس)، بسبب أن كانت الموديلات الحديثة والسيارات الجديدة بشكلٍ عام، لا تُرى إلاّ نادراً في قنوات التلفزيون الثلاث المتوفرة حينذاك، وهي المصرية والأردنية والإسرائيلية، التي لا ينقطع أحد عن مشاهدتها ما دامت مستمرّة في البث والإرسال.

لم تمضِ بضعة أسابيع، حتى كنت واحداً من المعدودين - الأبرع - في قيادة السيارات وبخاصة ذلك الجيب الأمريكي، وسواء كانت تلك القيادة من ناحية الفن أو الذوق أو الأخلاق، وهي الصفات التي تمثّل الشعار الأهم، الذي كانت ترفعه كل مدرسة لتعليم السياقة على جدرانها على الأقل. فقد كنت سريعاً ساعة السرعة وبطيئاً ساعة تتطلّب طُرقات السير وحركة المرور، ناهيكم عن القيادة البهلوانية، بين الكثبان الرملية صعوداً وهبوطاً وذات اليمين وذات الشمال وكأنني في (رالي) وإن كنت لا أُنافس إلاّ نفسي.

كل ذلك الفن وذلك الذوق وتلك الأخلاق إضافةً إلى المراس والخبرة المكتسبة فيما بعد، لم تشفع لي كلها أبداً وبالمطلق، حين استوقفني شرطي – جديد- لا يملك شرطة واحدة على كتفه، وعلِم بأن ليس لدي رخصة قيادة، وقام من فوره بتسجيل مخالفة، كانت سبباً مهمّاً في تغيير مجرى حياتي الاقتصادية وربما امتدت تداعياتها إلى الآن.

هكذا كان حال المدعو "عبدالواحد نور" الذي يُسمى بزعيم حركة تحرير السودان المتمردة ((U.P.F، التي تم تأسيسها في العام 2002، والتي تعتبر من أقسى العقبات وأشدّها التي تواجه حكومة الخرطوم في توقيع اتفاقيات السلام المتعلقة بإقليم دارفور المضطرب، حين كان محل انتقاد واستهجان شديدين، من قِبل جهات عربية وإسلامية رسميّة وشعبيّة، في أعقاب ظهوره أوائل العام الفائت، وإلى جواره (علم إسرائيل) ذو اللونين الأبيض والأزرق وتتوسطهما نجمة داوود الملك، ثاني ملوك مملكة إسرائيل الموحدة – حسب العهد القديم- وأحد أنبياء بني إسرائيل، حيث كانت نشرت صحيفة (آخر لحظة) السودانية على صدر صفحتها الأولى، صورة لـ "نور"، جالساً فى مكتبه، وقد وضع علم إسرائيل على يساره وراية حركته على يمينه، في إشارة واضحة وصارخة في نفس الوقت، لبيان العلاقة الوطيدة والمتطورة بين الحركة وإسرائيل، ومن ناحيةٍ أخرى، تحدّيه السافر وبكل جرأة، لمجموع الحكومات العربية وحكومة الخرطوم على نحوٍ خاص.

لدى الدول العربيّة وخاصةً دولة السودان، لم تشفع له مهارته في انشاء علاقات قوية مع إسرائيل، ولم يشفع له إقدامه علانية في إبراز مواهبه السياسية المختلفة، لنيّته في جلب الخيرات الإسرائيلية لحركته بخاصة وللسودان بشكلٍ عام.

فقد واجهت "نور" ووبخته وأنكرت عليه فعله، ليس كما يبدو (لديها) لأنه يؤمن بإسرائيل، أو لعلاقته بها ولزياراته المتتالية لها، ولا بسبب تأسيسه مكتباً ثابتاً لحركته في قلب مدينة تل أبيب، كما ليس بسبب الخشية من إتاحة الفرصة للإسرائيليين كي يسهل عليهم تخريب السودان والعبث بمقدراته وتقسيمه وجعله موطئ قدم لهم، لإفساد بقية العالمين العربي والإسلامي، بل جاءت توبيخاتها واستنكاراتها على كل حركاته بأشكالها، وتنقلاته على اختلافها، - فقط- بسبب عدم امتلاكه رخصة رسميّة تخوّله من فعل ما أقدم على فعله من غير اكتراثٍ أو حياء، والتي يتوجب في الأصل أن تكون صادرة عن مؤسسة معترف بها، عن الجامعة العربية – مثلاً- أو عن الحكومة المحليّة على الأقل.

لعل "نور" كان يرى نفسه مقتدياً برأيه وأنه على حق في مسألة اندفاعه إلى المحاولة نحو نسج مثل هذه العلاقات، لا سيما وأنه يرى الكثيرين من حوله (عرباً ومسلمين) وعلى اختلافهم، حُكّام ومحكومين، رؤساء ومرؤوسين، يتسابقون باتجاه حيازة المقعد الأقرب إلى جانب الدولة العبرية سعياً إلى ترتيب علاقة متميزة معها، بهدف كسب ودّها أو دفعاً لشرورها، وسواء كانت تلك العلاقة سرّاً أو علانية، وفيما إذا كانت تؤدي الغرض أو تتجاوز إلى ما هو أعمق من ذلك أو ما بين بين. ولعلّه أيضاً كان يراهن بدرجة عالية على الرخصة الدولية التي بحوزته، وهي ربما تلك الصادرة عن مجموعة دول الاتحاد الأوروبي أو عن مؤسسة الولايات المتحدة المخولة بذلك، والتي تكفل له السند والدعم اللازمين لتحقيق أغراضه والوصول إلى مبتغياته، والتي تذهب بعيداً ربما تتجاوز حكم السودان، حيث بادر إسرائيل منذ مدّة طويلة ومن تلقاء نفسه بالبشرى الكبرى، بإنشاء علاقات ثنائية استراتيجية وطيدة معها في اللحظات الأولى عند توليه سدة الحكم، لكنه وإلى الآن – كما يبدو – لم يُفلح، بسبب أن ما قام به بالنسبة إلى إسرائيل لا يتعدى حرف من كتاب تريد قراءته، ولدى العرب هو شيء مستفز، ويتعذّر عليهم تقبله بسهولة، وبالطبع فهو لا يستحق من جانب – أكثرهم- إلاّ بمعاملة تمييزية وعدائية، بسبب أنهم أصبحوا أقوياء ولهم أسس متينة بقدر كافٍ، يمثّلون من خلالها ذلك الكتاب الذي ترغب باقتنائه الدولة العبرية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، فلسطين، العدوان الإسرائيلي، العملاء، تجنيد العملاء، عملاء إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-02-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافع القارصي، د. صلاح عودة الله ، العادل السمعلي، د - صالح المازقي، أحمد الحباسي، د - عادل رضا، المولدي الفرجاني، الناصر الرقيق، أشرف إبراهيم حجاج، حميدة الطيلوش، فوزي مسعود ، أ.د. مصطفى رجب، محمد يحي، حسن الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، د. مصطفى يوسف اللداوي، سليمان أحمد أبو ستة، إيمى الأشقر، الهادي المثلوثي، محمد الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح الحريري، إياد محمود حسين ، د. أحمد محمد سليمان، محمد شمام ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد ملحم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صالح النعامي ، صلاح المختار، د - الضاوي خوالدية، عمر غازي، محمد العيادي، سيد السباعي، علي الكاش، أحمد النعيمي، صباح الموسوي ، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، سلوى المغربي، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، جاسم الرصيف، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، خالد الجاف ، حاتم الصولي، سفيان عبد الكافي، د - محمد بن موسى الشريف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، وائل بنجدو، محمد عمر غرس الله، كريم السليتي، محمود سلطان، أنس الشابي، يزيد بن الحسين، حسن عثمان، عبد الله الفقير، عراق المطيري، صفاء العربي، محمد الياسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحـي قاره بيبـان، د. خالد الطراولي ، ياسين أحمد، سعود السبعاني، د - محمد بنيعيش، ضحى عبد الرحمن، منجي باكير، مجدى داود، مراد قميزة، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، مصطفى منيغ، سامر أبو رمان ، نادية سعد، أحمد بوادي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافد العزاوي، إسراء أبو رمان، د- جابر قميحة، سلام الشماع، عواطف منصور، فتحي العابد، عبد الغني مزوز، كريم فارق، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، فتحي الزغل، صفاء العراقي، محرر "بوابتي"، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، محمود فاروق سيد شعبان، عزيز العرباوي، طلال قسومي، د- محمد رحال، علي عبد العال، أبو سمية، د. عبد الآله المالكي، سامح لطف الله، تونسي، عبد الرزاق قيراط ، رضا الدبّابي، الهيثم زعفان، رمضان حينوني، د.محمد فتحي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، فهمي شراب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة