رحاب اسعد بيوض التميمي - الأردن
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4125
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ] النمل:[69
في نهاية السفاح المجرم اليهودي شارون أحد أكبر مجرمي التاريخ عبرة وموعظة لمن ألقى السمع وهو شهيد,ولكن الطغاة والمجرمين لا يعتبروون ولا يتعظون,فقلوبهم عليها ران مسودة بما أُشربت من الإفتنان بحُب السلطة والمال،فأصبحت ﻻ تعرف معروفاً وﻻ تُنكر مُنكراً ولا شفقة ولا رحمة,فلذلك فهي لن تتعظ ولن تعتبر ولو لحق العذاب ولو لحق العذاب بالبشرية جمعاء.
)) تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً،فأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء،وأيما قلب رفضها نكتت فيه نكتة بيضاء،حتى تصبح القلوب على قلبين: قلب أبيض خالصاً،وقلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً،لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً)) صحيح مسلم.
فنهاية المجرم السفاح اليهودي شارون تستحق الوقوف عندها والتفكر فيها،بإعتبارها أية من أيات الله التي عشناها,ففيها عبرة وموعظة كنهاية فرعون وعاد وثمود وجميع طواغيت التاريخ ,فنحن نقرأ دون إتعاعظ أو إعتبار,وكما فعلت القنوات الفضائية الإخبارية بإعلان خبر موت هذا المجرم بتحفظ وكأنه موت عادي ونهاية عادية وليس نهاية غير عادية لأحد سفاحي القرن العشرين ،فمَن لم يعتبر بما حصل لشارون بإعتباره أية من أيات الله في العذاب في الدنيا قبل الأخيرة فليُراجع إيمانه.
لقد إجتمع الدعاء على شارون أثناء الإنتفاضة الأولى والثانية ومنذ بداية الجريمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني عام 1948 وكان هو أحد أكابر مُجرميها,ففي عام 2005 أصابه الله بجلطة دماغية أدخلته في حالة بين الحياة والموت,وكان يحس بكل ما يجري حوله ولكن لا يستطيع النطق ولا الحركة,فما هو بحي ولا ميت,ولقد صرح تصريحاً فيه تحدي لله رب العالمين قبل إغتياله لعرفات عندما قال للرئيس الأمريكي بوش((سأساعد الرب على قتل عرفات((فلم يستطع أن يُساعد الرب والعياذ بالله من أجل خروجه من حالة لا موت ولاحياة,ولم يستطع الطب رغم تطوره من إنقاذه بل إن جسده تعفن,وصارت تخرج منه رائحة كريهة حتى أن الأطباء لم يحتملوها بل ان جميع وظائفه الجسدية قد توقفت وبقي حي,ليقطع الله سبحانه بالحُجة أنه حتى في زمن الثورة الطبية المفاخربها أصحابها يبقى أكثر الناس قوة وطغياناً ضعيفاً أمام قدرة الله (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ)] الأنفال:59 [
فلم ينفعه سلطانه ولا جبروته,وكانت هذه النهاية أيضا رداً على منبع الشر في الارض الحاخامات الذين كانوا ينتظرون حصول معجزة بعودته إلى الحياة تكريماً له بما قدم من خدمات( لبني اسرائيل).
طبعاً لن يتعظ أي طاغية مما حصل لشارون،لأن الإنسان حين يتجبرويطغى ويتكبريُصيبه الغروربإمكانياته ويمرض بمرض فرعون,فيظن بنفسه أنه قد أصبح إلهاً فيُصبح لسان حاله يقول كما قال فرعون
)) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى))] النازعات: 24 [
فلا يقيس نفسه على أي جبار أو بشر،ولو أراد المجرم أن يوقف إجرامه لإتعظ بما حصل لفرعون قبلاً،فلا قصص الأولين،وﻻ أية العذاب في اللاحقين ستجعل هذا الانسان الذي نكس قلبه يعتبر أو يتعظ .
((واصبح كالكوز المائل أيما ماء أدخلته فيه خرج فوراً لشدة ميلانه تشبيهاً أنه ﻻ يستقر فيه أي خير بإعتبار الماء هو الخير))
لأنه أشرب إثم المعاصي حتى مال قلبه عن مكانه وإسود بالران الذي يعطل القلب
((كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ))]المطففين:14 [
لأن الطاغية هو نفسه الطاغية في كل زمان ﻻيتعظ بما أصاب غيره,فالعبرة والإتعاظ دائما هي لمن يخشى الله فقط,وهؤلاءالمستكبرون لا يخشون الله )إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى)] النازعات:26 [
فالطواغيت يُعاندون ويزدادون إستكبارا في الأرض بغير الحق حتى تلحق بهم نازلة من العذاب،فلا بشار الفأر وﻻ أبو مازن وعصابته,وﻻ السيسي،وﻻ أحد من الحكام،وﻻ الهالكي وﻻ مجرمي الشيعة سيتعظون حتى تصيبهم فتنة أو تلحق بهم قارعة من العذاب وحتى يصيبهم ما أصاب شارون،ومن لم يتعظ من الطواغيت من نهاية شارون فلا واعظ له,فكم من المؤمنين الصادقين المخلصين المظلومين يدعون عليكم فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .
فيا طواغيت العالم العربي والإسلامي والعالم إن شارون مَلك الدنيا وتجبر وتكبر وكان يمشي في الأرض مرحاً حتى ظن بنفسه أنه قادرعلى كل شيء,فكان الله له بالمرصاد,فأخرجه من الدنيا حقيراً ذليلاً رأى ذل نفسه في الدنيا قبل الأخرة كفرعون
(لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ))] البقرة:114 [
فلا تظنون بأنكم معجزون الله مهما إمتلكتم من قوة,فقوة الله فوق كل قوة,فلا تغفلوا بأن الله هوالذي خلقكم وهو الذي يأخذكم عندما يشاء وكما يشاء ولكنكم جميعاأيها الطواغيت مصابون بمرض فرعون ونهايتكم دائما تكون مثله .
)) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ)] النور: 57 [
فالله سبحانه يُمهل ولا يُهمل
((وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)) ] ال عمران:178 [
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: