إجبارية مادة الرياضة على التلاميذ عمل خطير ويجب مراجعته
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6608
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ذكرت من قبل أن حياتنا تعج بالمسلمات التي نقصف بها دائما وتمضي جلها كمحددات لمسارنا ونننتهي ان نتعامل معها كثوابت غير قابلة للنقاش
هناك نموذج بسيط في شكل قولة مؤداها أن العقل السليم في الجسم السليم، وهي قولة كما سنرى خطيرة برر من ورائها فرض ممارسة الرياضة على التلاميذ باعتبارها شيئا هاما كمادة علمية.
أولا قولة أن العقل السليم في الجسم السليم، كلام فاسد منطقيا لأنه لاتوجد علاقة عليّة بين سلامة العقل وسلامة الجسم، أما استقرائيا فإننا نعرف بالملاحظة انه يوجد من يحمل إعاقة جسدية ومريض ولكنه سليم العقل بل وقد يكون عبقريا.
ولكن الناس قبلوا هذه القولة التي ترتقي حقيقة لمستوى الكلام العنصري حينما تفترض ضمنا أن أصحاب الإعاقة الجسدية لايملكون عقلا سليما، قبلوها لأنهم لم يراجعوها، وهذا على عادتهم السير في ركاب القطيع من دون مراجعة للواقع ومكوناته.
كذلك فاني حقيقة لا افهم لماذا يفرض تدريس الرياضة كمادة لتلاميذ الاعدداي والثانوي ويمتحنون عليها.
التعليم يفترض أن يكون في الجانب الذهني البحت أو الكسبي الذي له علاقة بالذهن (أشغال تطبيقية، مواد تقنية...)، أما الجانب البدني فانه ليس محل إمكانية التنمية بطريقة التميز من طرف الفرد، ذلك أنه إن كان احدهم مثلا ذا قدرة في العدو أو القفز فان ذلك ليس من كفاءته الذاتية وإنما هي موهبة أوتيها طبيعيا وعلى الأرجح بالوراثة و لادخل له فيها من خلال كسبه الذاتي، والنظام التعليمي يفترض انه يجازي التلميذ على الكسب الذاتي اي العمل الذهني واليدوي ولس انجازا لا علاقة له به وهي القوة البدنية ومواهبها، بمعنى اخر فإن حشر الرياضة كمادة يمتحن فيها التلميذ عمل غير عادل لأنه يخضع للامتحان جوانب هي أساسا ليست محل اجتهاد ذاتي وليس للتلميذ القدرة على تطويعها خارج حدود ماهي موجودة عليه أصلا إلا بأقدار ضئيلة لن تخرجها لحد التميز.
أنا أرى أن فرض الرياضة كمادة تعليم إجبارية كان في سياق المشروع الفكري التغريبي المحاكي للغرب الذي أسسه سيئ الذكر منذ بدايات الاستقلال، والذي عمل على تكريس التفكك المجتمعي، وتمثل ممارسة الرياضة بين التلاميذ المختلطين احد أهم أدواته حيث يقاد التلاميذ المراهقون قهرا لفتح أعينهم على فرص الانحراف من خلال الفرض على الفتاة التعري عن طريق اللباس الرياضي الفاضح، أما الشاب فمن خلال الاقتراب من الانحراف عن طريق إيجاده رغما عنه في بيئة ملائمة للفساد الأخلاقي.
ولعله يكون من المناسب بعد الثورة إعادة النظر في فرض الرياضة كمادة يمتحن التلميذ فيها
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: