البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العداء للإسلام سر التطاول على خير الأنام -2

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4263


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


* " إن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .. إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا يخوّله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية " ، ( العالم الأمريكي مايكل هارث ) ،

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، سبحانه سبحانه ، معز الإسلام بنصره ، و مذل الكافرين و من والاهم بقهره ، و مستدرجهم بمكره ، و الصلاة و السلام على من أعلى الله منار الإسلام بدعوته و سيفه ، سيدنا البشير النذير ، والداعي إلى الله بإذنه و السراج المنير ، وعلى آله الأطهار ، وصحابته الأبرار وبقية جنده الأخيار من التابعين وتابعيهم إلى يوم يرث الله الأرض و من عليها ،

أمــا بعد :

تحدثنا في الحلقة السابقة عن تلك الهجمة الشرسة على الإسلام ، وعلى كل ما يمثله من رموز وقيم وتعاليم وأتباع ، وبينا كيف أن العداء للإسلام والهجوم عليه هو أمر قديم جديد ، فمنذ أن أشرقت أنوار الإسلام الساطعة في بطاح مكة ، والعداء له صارخ ، الهجمة عليه وعلى رسول الهداية الإلهية شرسة لا تهدأ ، ونارها مستعرة لا ينطفيء أوارها ، وهو أمر فضحه القرآن الكريم ، وكشف ستر هؤلاء الأعداء وما يحملونه من حقد دفين للإسلام ورموزه ، وإلا كيف نفهم قول الله تعالى عن اليهود وعدائهم المستمر للإسلام : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ }( النساء : 44 ) ، فانظر كيف أنهم يتمنون للمؤمنون المهتدين أن ينحرفوا عن الطريق المستقيم ، ليكونوا ضالين مثلهم ، وكيف نفهم أيضا ما قرره القرآن الكريم في موضعين منه إذ يقول في الموضع الأول : {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } (التوبة32 ) ، أي أن الكفار بتكذيبهم يريدون أن يبطلوا دين الإسلام , ويبطلوا حجج الله وبراهينه على توحيده الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم , ويأبى الله إلا أن يتم دينه ويظهره , ويعلي كلمته , ولو كره ذلك الجاحدون الكافرون المنكرون المعاندون ، ونفس المعنى يأتي في الموضع الآخر تأكيدا لتلك الحقيقة ، إذ يقول جل جلاله : {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }( الصف : 8 ) ،

لكننا نلاحظ أن الهجوم على الإسلام في العصر الحاضر اتخذ طرقا ومظاهر أخرى ، كاختلاق الأوصاف والنعوت للمنتمين إليه ، والحريصين على التمسك بشعائره ، ذلك أن يقظة المسلمين ، وحركات الإحياء الإسلامي المنتشرة في بقاع العالم ، والمطالبة المتزايدة بضرورة عودة المسلمين لصفاء تعاليم دينهم النقية من الشوائب والرجوع لكتاب الله ، والصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمر لإبعاد ما أدخل على الإسلام في عصور الجهل والتقليد ، كل هذه الأمور من شأنها أن تقض مضاجع أعداء الله ، وأعداء دينه في كل مكان ، وفي مقدمتهم إمامهم وزعيمهم إبليس اللعين ، الذي أخذ على نفسه عهدا بصد عباد الله عن الطريق المستقيم ، بعد ما أعطاه الله الوعد بالإنظار إلى يوم الدين ، فقال جل وعلا ، على لسان عدو الله ، وعدو عباده :
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }( ص : 82-83 ) ، وفي سورة أخرى جاء قول الله تعالى : { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } ( الأعراف : 16 – 17 ) ، ويسهل مهمته أعوانه من شياطين الإنس والجن ، الذين : { يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } ( الأنعام : 112 ) ، إذ نلمس فيما يقدم من آراء وأفكار تنال الإسلام وشرائعه أن خلفها اختلاقا وترويجا ومتابعة مصدرها اليهود منذ بعث صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم ، ولذا فإن الشيطان يفتح لأوليائه طرقا في الهجوم على الإسلام ورموزه بأساليب متنوعة ذات ملمس لين ، ومخبر سيئ ، يخاطب بها عقولا متباينة ، فيعطي لكل عقل ما يتلاءم معه إدراكا وتفكيرا ، ويفتح له مغاليق الرغبات والنزعات ، ليرضي أثرة في نفس ذلك الشخص ، ويحبب إليه العلو والتسلط ،

ولذا نهى الله جل وعلا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم عن سب آلهة الذين كفروا ، لأن هذا يدفعهم إلى التمادي في كفرهم وعتوهم ، والاندفاع في التعصب الأعمى ، فيسبوا الله عدوا بغير علم ، ولذلك ومن تنزيه الله تبارك وتعالى عن سفههم المقيت ، جاء الأمر الرباني بتوجيه أكرم خلق الله ، والمؤمنين المتبعين له ، بأن يكونوا قدوة صالحة ، ونموذجا فريدا حتى يحتذي الآخرون ذلك المنهج ، فقال جل وعلا : { وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ( الأنعام : 108 ) ، والمعنى لا تسبوا - أيها المسلمون - الأوثان التي يعبدها المشركون - سدًّا للذريعة - حتى لا يتسبب ذلك في سبهم الله جهلا واعتداءً بغير علم ، ولن تتوقف تلك الهجمات ما دام في الدنيا خير وشر ، وحق وباطل ، ونور وظلمات ،

* مظاهر العداء للإسلام :

- دائما ما تأتي التقارير التي تصدرها المراكز البحثية المعنية بدراسة الأديان لتؤكد على حقيقة آخذة في التنامي على مستوى العالم كله , وهي أن المسلمين يتعرضون لمظاهر من العنف المادي والإرهاب الفكري على مستوى القارات الخمس , ومن هنا وجب على الحكومات الإسلامية والجهات الرسمية للشئون الإسلامية أن تعني بهذه التقارير وتسلط الضوء على نتائجها وتهتم بتلك النتائج لأنها تمس الأمة كلها الجسد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له الجميع بالحمى والسهر ، ففي أحدث التقارير التي صدرت منتدى مركز بيو الأمريكي للأبحاث للدين والحياة العامة , صدر تقرير نشرته مجلة "اريبيان بزنس" وكشف بعد عملية بحث واستقصاء إلى أن المسلمين يتعرضون لمضايقات متنوعة دينية في 117 دولة في كل أرجاء العالم ، وجاء في هذا التقرير أن فرنسا والصين ضمن أكثر ثلاثة عشرة دولة في العالم التي زادت فيها القيود المفروضة على الأديان وعلى حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية وخاصة على المسلمين (1)

وثمة مجموعة من الملاحظات الهامة التي ينبغي تسجيلها وتأملها تتعلق بتلك الحرب المستعرة - التي اشتد أوارها في السنوات الأخيرة وبلغت ذروتها بعد ثورات الربيع العربي - على كل ما هو إسلامي سواء كان ذلك من داخل المجتمعات الإسلامية نفسها ، أم من خارجها ، وهي ملاحظات جديرة بالتوقف عندها :

- الإسلام والسيف : عندما يرفع البعض عقيرته باتهام الإسلام بأنه – تاريخيا - قد انتشر بالسيف ، فإن الدليل الساطع والبرهان القاطع على كذب هذا الإدعاء يكمن في أن التاريخ يشهد – بما لا يدع مجالا للشك – أن بلادا كالهند والسند ، وإندونيسيا ، وأمريكا ، وألمانيا ، .... وغيرها كثير هي بلدان لم يدخلها السيف أو الرصاص الإسلامي ، ولم تعرف شيئا من ذلك ، فكيف إنتشر فيها الإسلام وترسخ وبقي إلى يوم الناس هذا ؟
إن تاريخ الأمة الإسلامية يدلنا – بما لا يدع مجالا للشك – أن القيم والأخلاق التي كان يتحلى بها إخواننا التجار الحضارم المغتربين في بعض دول شرق آسيا ، كانت الدافع الرئيس وراء إسلام العديد من مواطني تلك الدول ودخولهم في الإسلام ، بل واعتباره دين الناس هناك فيما بعد ، بسبب ما كان هؤلاء التجار يتحلون به من أخلاق عالية ، وقيم سامية – بهرت مواطني تلك الدول وأهلها – من حفظ الأمانة ، وصدق الحديث ، وحسن المعاملة ، وكيف أنهم ضربوا المثل ، وأعطوا القدوة ، ونقلوا صورة مشرفة مشرقة عن هذا الدين الحنيف ، الذي آمنوا به وتمثلوه وطبقوه واقعا في حياتهم ، ومثلوه خير تمثيل ، وجسدوه في سلوكهم وتصرفاتهم ، فكانوا – بحق – سفراء بررة للإسلام ومبادئه وقيمه وأخلاقه الإنسانية السامية والرفيعة ، وكانوا خير دعاة إلى الله بواقعهم وتصرفاتهم ، قبل أن يكونوا دعاة بالمواعظ والأقوال ، فأحبهم الناس هناك ، وتعلقوا بهم ، وبهرهم ما كانوا عليه من قيم وأخلاقيات وتعاملات راقية ، وازداد دخولهم طواعية في دين الله ، وأحبوا رسول الله ونبيه حباً جماً ، وتغنوا بمناقبه وفضائله وشمائله وصفاته الحميدة.. كيف لا.. وقد وصفه ربه بأنه على خلق عظيم ، وبأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم ، وبأنه رحمة للعالمين صلى الله عليه بأبي هو وأمي ،

- الإسلام دائما في قفص الاتهام : تحدثنا المصادر التاريخية أنه ومنذ ظهور الإسلام وإلى اليوم لا تكاد تخلو حقبة زمنية من اضطهاد وقهر للمسلمين ، والتهكم والسخرية من هذا الدين ، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وصحبه الكرام ، سواء كان ذلك من اليهود او النصارى أو العلمانبيين ، أو الشيوعيين او غيرهم , والعجب العاجب أن مثل هذه السخريه والتهكم والعداء الصارخ واللمز والغمز لم نسمع أنها طالت دينا آخر من الأديان سوى الإسلام ، فلم نسمع عن هجوم إعلامي إسلامي شرس ضد اليهوديه يتناول فساد سريرتهم ، ولم نسمع عن حملات هلالية ضد المسيحيين الصليبيين رغم ما كالوه من تهم وعداء للإسلام ، ولم نسمع عن قتل وإباده إسلامية ضد البوذيين مثلا ، ولم نسمع عن تهجير وتشريد إسلامي ضد أي شعب ينتمي لأي دين من الأديان ، ولم نسمع عن أي جماعه إسلامية صنعت فيلم أو رسمت رسوما هزلية لموسى وعيسى ومريم عليهم سلام الله أجمعين ،

- الربط بين الإسلام والتخلف : إتخذ الهجوم على الإسلام – تاريخيا - صورا شتى ، وأساليب متنوعة ، وفي العصر الحديث تم الربط بين الإسلام والتخلف والتراجع الذي خيم على المجتمعات الإسلامية ، إذ ما كادت تسقط آخر خلافة إسلامية ( الخلافة العثمانية ) ، وتقسم أراضي الإسلام بين دول الاستعمار الصليبي، حتى انطلقت الألسن ، ودبجت المقالات والكتابات من كل اتجاه قائلة إنّ سبب ضعف المسلمين وتخلفهم إنما يكمن في الإسلام الذي أقعدهم عن طلب العلم والنهضة ، وكبلهم في التخلف والجهل ، وتحت هذه المقالات الفاجرة نشأت الحكومات التي استبدلت شريعة الله بشرائع الكفار، ونظام التعليم الإسلامي بنظام التعليم الغربي، وبدأت أجهزة الإعلام تغرس عقائد القومية، واللادينية " الإلحاد " ،

- المسلمون والواقع الأليم : لا شك أن الواقع المزري الذي يعيشه المسلمون اليوم ، والتردي ألقيمي والأخلاقي الذي تفشى في مجتمعاتنا ، وذلك الفصام النكد بين ما يعتقده المسلمون ، وما يصدر عنهم من سلوكيات وتصرفات في شتى مناحي الحياة ، وما يعيشونه من واقع أليم .... كل ذلك يتحمل جانبا هاما – لا يمكن إنكاره أو التغاضي عنه - من المسؤولية عما حدث ويحدث من إساءات موجهة للإسلام ، ولكتابه ، ولرموزه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ،

ولابد لنا أن نعترف أن واقع الكثيرين اليوم من المحسوبين على الإسلام في العصر الراهن ، هو في الحقيقة – ويا للأسف - يصد عن سبيل الله ، بدلا من أن يدعوا إليه ، ويجعل من يريد الدخول في الإسلام يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على تلك الخطوة ، لما يتصف به ذلك الواقع من تخلف وانحدار، وتنكر لقيم الإسلام الصحيح ، وانسلاخ من نسق القيم والأخلاق التي ينبغي أن تترسخ لدي أتباعه والمؤمنون به ، إن بعض المنتسبين إلى الإسلام اليوم نجحوا في أن ينقلوا صورة بالغة السوء عن هذا الدين العظيم ، مما جعل الآخرين يظنون أن بعض التصرفات والسلوكيات اللا إنسانية التي صدرت وتصدر عن أولئك المنتسبين للإسلام هي من أخلاق الإسلام ومن قيمه ومبادئه التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه صلوات الله وسلامه ، وهو بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب ،

كما أن من المنتسبين إلى الإسلام ، المحسوبين عليه أناسا يرتكبون من الحماقات القولية والفعلية ( العملية ) ما لاصلة له البتة بالإسلام ، فهم بأقوالهم وأفعالهم وواقعهم الذي لا يخفى إنما يشوهون صورته النقية الصافية السمحة العادلة والمنفتحة والعالمية ، فمن قال أن التصرفات الهمجية يمكن أن تنسب إلى الإسلام ، نعم من قال أن قتل النفس التي حرم الله تصرف يرضاه الإسلام ، ومن قال أن ترويع الآمنين والمسالمين ، والغدر والعنف والإرهاب وانتهاك الأعراض ، وسلب الأموال ، وإهلاك الممتلكات ، واقتحام المرافق واحتجاز المعاهدين والإساءة إليهم ، من الإسلام ، من قال أن التناحر والتفرق والتنازع والشقاق من الإسلام ، من قال أن الجهل والانحراف والرشوة والفساد المالي والسياسي والأخلاقي والإعلامي ..... من قال أن ذلك كله وغيره من الإسلام في شيء ، نعم من قال أن العقليات المتحجرة والمتشددة ، والجمود الفكري والتقليد الأعمى ، وعدم الاعتراف بالآخر واحترامه ، والتدين المزيف ، وعدم الصدق والأمانة ، والجرأة على تكفير الناس وتفسيقهم ، والصراعات المذهبية ، من قال أن هذا مما يوافق عليه ويرضاه الإسلام ، فضلا عن أن يدعوا إليه ، ومن قال أن الإسلام يمكن أن يرضى يوما عن التخلف عن ركب التقدم العلمي والتكنولوجي والحضاري ، والافتقار إلى مشروع حضاري ، ورؤية إسلامية واضحة ومحددة لمجتمعات مدنية متحضرة وراقية ، بدلاً من العيش بخنوع وضعف ووهن وخور وتشرذم وتناحر وانقسام وخلافات.. حتى أن المسلمين اليوم صدقت فيهم نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحوا غثاء كغثاء السيل برغم كثرة عددهم حتى جاوز المليار ونصف المليار مسلم ، (2)

فيالها من مفارقات عجيبة يضج بها واقع المسلمين اليوم ، إن كل هذه التصرفات والسلوكيات ، والعقليات البعيدة عن روح وجوهر الدين الحق ، فضلا عن أنها - في الحقيقة - تصد عن سبيل الله تعالى ، وهذا في حد ذاته أمر خطير يتناقض تماما مع هدف الإسلام وغايته كدين وكنظام حياة ، أقول فضلا عن ذلك فإنها يمكن أن تكون مسوغا وحافزا للآخر كي يتجرأ على التهجم على الإسلام ، وعلى رموز الدين ومقدساته تحت مبررات شتى وليس آخرها التذرع بحرية الرأي والفكر والتعبير ،

- الدعوة إلى الله بالقدوة والأخلاق أولا : إن المسلم الحق هو داعية إلى الله وإلى الإسلام بسلوكه قبل مواعظه ، وبأخلاقه قبل كلامه ، ولذلك يكاد أهل العلم يجمعون على أن أسلوب السلوك والأخلاق هو أول الأساليب وأنجعها وأنجحها في الدعوة وهو أهم الأساليب كذلك من ناحية من يخاطب ، ومن يخاطب فهو خطاب في الواقع من الكافة إلى الكافة ، فكل إنسان يستطيع هذا الخطاب ، وكل إنسان يفهم هذا الخطاب ، وبهذا الخطاب فتحت القلوب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم قبل الآذان ، وانظر إلى هذا المثل العجيب من سيرته العطرة : حيث داهم أعرابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم فرفع عليه السيف وقال له من يمنعك مني يا محمد ؟ فصاح فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم مجيبا : الله جل جلاله ، ( أي الله تعالى يمنعني منك ) فسقط السيف من يد الأعرابي على الفور ، فالتقطه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك به ، وقال له ومن يمنعك مني ؟ قال له نفس مقولته ، فقال الأعرابي : لا أحد .فكم خير آخذ ، هنا تتجلى عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين العفو والصفح عنه فكانت النتيجة أن دخل الأعرابي الإسلام ، فأي قلب هذا الذي كان يحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جوانحه ، وأي قيم تلك التي كان يتمثلها ، وأي أخلاق تلك التي كان يتحلى بها ، ولا عجب فلقد صدق من مدحه بما منحه فقال : { وإنك لعلى خلق عظيم } ،

وإليك موقفا آخر من مواقف العظمة التي ينحني أمامها تاريخ البشرية ويجثوا على ركبتيه ، يوم فتح مكة حين وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحا منتصرا ، وحين وقف أعدى أعدائه وهم يطأطئون رؤوسهم ينتظرون قرار القائد فيهم ، وقد أيقنوا أنهم هالكون لا محالة ، فما كان من الحبيب إلا أن قال لهم - وهم الذين آذوه وأخرجوه من بلده - ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال صاحب القلب الكبير : لا تثريب عليكم اليوم ، اذهبوا فأنتم الطلقاء ،
ولا ننسى موقف يوسف عليه الصلاة والسلام مع إخوته الذين ألقوا به في الجب ، فما كان منه إلا أن قال لهم – بعد أن أمكنه الله منهم - قال : { لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ }،
ثم لنعلم بعد ذلك أنه بهذا الأسلوب في الدعوة ( أسلوب القدوة والسلوك والأخلاق والقيم ) فتحت على المسلمين مساحات من الأرض أكثر مما فتحت بحد السيف ، إن السيف يطيح برءوس الطغاة ، أما السلوك والأخلاق فتفتح قلوب الناس والعباد والعتاة ،
وإذا كان السلوك والأخلاق أسلوبا عاما يخاطب به الكافة الكافة فهو أسلوب أخص وألزم لمن اتخذ الدعوة مهنة له ومهمة ، وبغيره يغدو كل أسلوب آخر سيفا مغلولا وسلاحا مغمدا لا قيمة له ، ولذا فننصح الدعاة أن يكون لهم من الفهم الدقيق والإيمان العميق ، والخلق الوثيق ما يفتحون به القلوب :

نعم أن الدارس لجوانب السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وما كتب فيها وحولها من المصادر التاريخية والكتابات الإسلامية الصحيحة المعتمدة ، وما كتبه الدارسون والمثقفون المحدثون سواء من علماء الغرب ومفكريهم الذين تحلوا بشيء من الموضوعية والإنصاف ، أو من العلماء المسلمين ليدرك أن تأثير شخصية محمد صلى الله عليه وسلم لم يتوقف على أولئك الذين آمنوا به وصدقوه فيما جاء به عن ربه ، واتبعوه فيما دعا إليه فحسب ، وأحبوه وعزروه ووقروه ونصروه ، واتبعوا النور الذي أنزل معه ، بل امتد هذا التأثير ليلحق بأولئك الذين لم يؤمنوا به ، ولم يصدقوه ، بل والذين ناوءوه وناصبوه العداء ، ومن ذلك ما حدث من ( أمية ابن أبي الصلت ) الثقفي (3) ، هذا المثقف الكبير ( بتعبيرنا المعاصر ) والشاعر العربي الفذ ، الذي اطلع على تاريخ الأديان والأمم ، وألم به ، أمية هذا لم يملك إلا أن يقف مبهورا أمام عظمة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، حين لقيه في مكة المكرمة ، وسمع منه ، وراح النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ، ويقرأ عليه سورة ( يس) ، ولما سئل بعدها ما تقول في محمد ؟ قال إنه نبي وعظيم ، ولكن قلبي لا يطاوعني فيه ، يا سبحان الله ، حقا إنك لا تهدي من أحببت ، ولكن الله يهدي من يشاء ،

إن هذا العداء الصارخ للإسلام سببه الجوهري هو التخوف من الإسلام القادم ، وهو ما أطلق عليه حديثا : " الإسلاموفوبيا " ، ذلك التخوف منشؤه في المقام الأول الصراع العقائدي الذي هو جوهر الصراع بين الحق والباطل منذ أن خلق الله هذه الخليقة ، وبعث فيها الرسل بهدي السماء ، ومن هنا فإننا نجد أن صيحات التخوف من الإسلام قديمة ، فمنذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومروراً بالتاريخ كله نجد أنها ظاهرة ملازمة في كل موضع يتعاظم فيه دور الإسلام ، وقيامه كمؤسسات أو حكومات ، أو تطبيقات متكاملة ، ومنذ أن بزغ فجر الرسالة المحمدية بدأ التخوّف ، فكما ذكرت كتب التاريخ والسير أنه " لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ( مهاجرا ) ، وعندما وصل إلى قباء قبل أن يدخل المدينة ، ذهب حيي بن أخطب زعيم اليهود ومعه أخٌ له يقال له أبو ياسر، ذهبا لاستطلاع الخبر، فذهبا ثم عادا مرة أخرى إلى مكانهما وهما كالَّين تعبين على ظهورهما كأمثال الجبال من الهموم ، فقال أبو ياسر لأخيه : أهو هو ؟! - يعني أهو محمد المذكور خبره في التوراة قال : نعم والله هو ، فقال : أتعرفه وتثبته ؟ قال : نعم ، قال فما في نفسك منه ؟ فقال : عداوته والله ما بقيت " (4) ، هكذا كانت عداوته للنبوة منذ فجر بزوغها وهو يعلم أنه هو النبي الذي أرسله الله ، لكنه الحقد المتجذر في قلوب يهود لما رأوا نبيا يخرج من غير نسل إسرائيل ، حقد وحسد ، وقال ما عندي له إلا عداوته ما بقيت ، والنبي لا زال في قباء لم يصل إلى المدينة بعد ، الدعوة لا زالت خيوط شعاعها تبدوا أوائلها ، لا زالت في مبدأ شروقها ! إنهم يعرفون النبي - كما أخبر الله - كما يعرفون أبنائهم ، عرفوا رسالته ، وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا ..

وهذا يدلنا على أن الإنذار المبكر لهذا التخوف إنما يبدأ بمجرد معرفة الإسلام الصادق الصحيح ، الذي هو تصوّر كامل وشامل لهذا الوجود، والذي هو تشريع كامل يتناول ميادين الحياة جميعها ، والذي هو تطبيق عملي في واقع الحياة يتجاوز مجرد الشعارات والنداءات ، فبمجرد وجود هذه الظاهرة يبدأ التخوف ،
ومنذ بدايات القرن الماضي في أوج التفوق الاستعماري الغربي الصهيوني، فإن هذا الأمر لم يكن ليجعلها غافلة عن حقيقة الخطر الذي يتهددها ، والكامن في طبيعة وحقيقة هذا الدين ، حينما يتضح بجلاء لحملته وأبنائه ، ثم يحصل التفاعل التام بين هذه الحقيقة وبين حامليها ، مهما كانوا قلة ، ومهما كانت إمكانياتهم محدودة ، فمنذ بدايات القرن العشرين ، وحين دخل النصارى واليهود إلى ديار الإسلام بقواهم العسكرية وغزواتهم الفكرية، وهم ينبهون على هذا الخطر ، ويحذرون منه ،
يتبــــع ،

======================

الهوامش والاحالات :
===========
(1) - أنظر : " آلام المسلمين في 117 دولة " ، مركز التأصيل للدراسات والبحوث ، المصدر :
http://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=1293&mot=1
(2) – كما في حديث ثوبان رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت " ، قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 8183 في صحيح الجامع

(3) – هو شاعر مخضرم من قبيلة ثقيف، التى كانت تسكن الطائف ، وكان أبوه أيضا شاعرا، وكان أمية يخالط رجال الدين ويقرأ كتبهم ويقتبس منها فى أشعاره ، وتُجْمِع المصادر على أنه مات كافرا حَسَدًا منه وبَغْيًا، وتذكر لنا الروايات مع ذلك أنه وفد على النبى ذات مرة وهو لا يزال فى أم القرى واستمع منه إلى سورة "يس" وأبدى تصديقه به مؤكدا لمن سأله من المشركين أنه على الحق ، بَيْدَ أن حقده الدفين منعه من أن يعلن دخوله فى الإسلام رسميا وبصورة نهائية ، أنظر :
- محمد طقوش : " التاريخ الإسلامي الوجيز " ، دار النفائس ، الطبعة الخامسة ، 2011 م ، ص : 25- 26،
(4) - محمد مسعد ياقوت : " الحِقدُ اليَهوديُ .. مَا بَلّ بَحْرَ صُوفَةَ " ، http://www.saaid.net/Minute/267.htm




 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العداء للإسلام، التهجم على الإسلام، سب النبي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-04-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الرزاق قيراط ، د - الضاوي خوالدية، محمد أحمد عزوز، حسني إبراهيم عبد العظيم، سعود السبعاني، سفيان عبد الكافي، نادية سعد، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - المنجي الكعبي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رشيد السيد أحمد، رافد العزاوي، د. عبد الآله المالكي، صفاء العراقي، د - محمد بن موسى الشريف ، إياد محمود حسين ، د- محمود علي عريقات، مصطفي زهران، خالد الجاف ، فوزي مسعود ، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، خبَّاب بن مروان الحمد، علي عبد العال، أنس الشابي، فهمي شراب، فتحي الزغل، عمر غازي، الهيثم زعفان، كريم السليتي، صالح النعامي ، حميدة الطيلوش، محمد اسعد بيوض التميمي، عزيز العرباوي، المولدي الفرجاني، سلوى المغربي، أحمد بوادي، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، كريم فارق، سيد السباعي، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، د- محمد رحال، إيمى الأشقر، محمود طرشوبي، إسراء أبو رمان، مصطفى منيغ، طلال قسومي، عمار غيلوفي، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح المختار، سامر أبو رمان ، أحمد ملحم، د- جابر قميحة، يزيد بن الحسين، مراد قميزة، عراق المطيري، أبو سمية، د.محمد فتحي عبد العال، صباح الموسوي ، رمضان حينوني، رافع القارصي، حاتم الصولي، أ.د. مصطفى رجب، سلام الشماع، محمد الياسين، علي الكاش، د. طارق عبد الحليم، أحمد النعيمي، وائل بنجدو، عواطف منصور، د. صلاح عودة الله ، محمد شمام ، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامح لطف الله، الناصر الرقيق، فتحي العابد، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الطرابلسي، د - صالح المازقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد العيادي، يحيي البوليني، حسن الطرابلسي، محمد يحي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، د. خالد الطراولي ، الهادي المثلوثي، محمود سلطان، ياسين أحمد، د - مصطفى فهمي، عبد الله زيدان، تونسي، عبد الغني مزوز، د - شاكر الحوكي ، رضا الدبّابي، حسن عثمان، د. أحمد محمد سليمان، محمد عمر غرس الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ضحى عبد الرحمن، أحمد الحباسي، مجدى داود، عبد الله الفقير، ماهر عدنان قنديل، صلاح الحريري، صفاء العربي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة