البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

كتاب منظومة حقوق الإنسان من منظور الخدمة الاجتماعية (14)

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6767


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الوحدة الخامسة : المنظور الإسلامي لحقوق الإنسان
محتويات الوحدة الخامسة
(1) – مقدمة الوحدة :
1-1 تمهيـــد
1-2أهداف الوحدة
1-3القراءات المساعدة

(2) - لماذا المنظورالإسلامي لحقوق الانسان ؟ :
(3) - خصائص النظرة الإسلامية لحقوق الإنسان :
3-1 موقع الدين في حقوق الإنسان:
3-2الخصائص المميزة حقوق الإنسان في الإسلام:

(4) - مباديء حقوق الإنسان في الإسلام :
(5) - حقوق الإنسان التي كفلها الاسلام :

5-1الحقوق العامة أو الأساسية : ( 21)
5-2 الحقوق الاجتماعية والثقافية:
5-3الحقوق السياسية والمدنية :
5-4الحقوق الخاصة :

(6) – الخلاصة
(7) – تدريبات الوحدة
(8) – الهوامش والمراجع


******


(1) – مقدمة الوحدة :

1-1 تمهيـــد

رأينا في الوحدات السابقة من هذا الكتاب كيف أصبحت " فكرة حقوق الإنسان " Human Rights Notion ، والدعوة إليها ، من الأمور الحيوية والجوهرية في المجتمعات المعاصرة ، والتي أصبحت تحظى باهتمام واسع ومتزايد في كافة الأوساط السياسية والقانونية والاجتماعية والثقافية ، ...وغيرها ، ورأينا أيضا كيف ارتبط قيام مبادئ حقوق الإنسان والدفاع عنها في العصر الحديث - سواء في المجتمعات التي تنتسب إلى الإسلام أو في غيرها من المجتمعات – بالغرب والحضارة الغربية ، فأصبح الغرب مرجعاً لمنظومة لحقوق الإنسانية يجري الحديث عنها ، حيث أسهم الاستعمار الغربي على المستوى العالمي في تأطير النظرية الغربية للمفاهيم المكونة للحقوق الأساسية للإنسان، وسعى في كثير من الدول إلى فرض قيمه ومنظوره عن الحياة ، عن طريق القهر الاستعماري، والسيطرة الاستبدادية المادية في كافة مجالات الحياة ،

وفي المجتمعات العربية والإسلامية ، وبسبب حالة التخلف التي تعيشها تلك المجتمعات منذ عدة عقود مضت ، وما تمخض عنها من هزيمة نفسية وانبهار بالغرب وتقدم الحضارة الغربية ، كل ذلك أدى إلى أن ترسخت المفاهيم الغربية عن حقوق الإنسان في تلك المجتمعات ، بسبب غياب المفاهيم الإسلامية المنظمة للحقوق الشرعية للأفراد والجماعات ، مما أدى إلى بناء تصور للحقوق الإنسانية عند المسلمين مستمد من التجرية الغربية لمعالجة الواقع، ومحاولة الارتقاء بحقوق الأفراد والجماعات ، وكان من الطبيعي – في تلك الأجواء - أن تصبح المفاهيم والمبادئ الغربية المرجع الأساسي لبناء قواعد اجتماعية لتنظيم الحقوق الفردية في العالم أجمع بوجه عام ، وفي عالمنا العربي والإسلامي بوجه خاص ، ونجم عن ذلك سلب الحضارة الإسلامية مقومات وجودها كواقع ممارس في العديد من المجتمعات الإسلامية ، وصارت "تراثاً" عاجزاً عن تنظيم الواقع، ومرجعاً "أخلاقياً" محدود الأثر في الواقع التشريعي المعاصر المنظم لحقوق الإنسان ،

ومن ناحية أخرى فإن الفكرة الشائعة عن "الإسلام" لدى الكثير من مفكري الغرب وعلمائه وفلاسفته ، أنه ليس في شريعته ولا تراثه الفكري ما يسهم بصورة إيجابية في ترسيخ حقوق الإنسان ، وربما ذهب بعضهم إلى أن الإسلام يشكل عائقاً في وجه قيام تلك الحقوق (1) ، أو تطبيقها ودعمها في مجتمعاته ،

ولا يخفي المفكر الأوربي في هذا السياق دعواه – الزائفة - بأنه إن كان لهذه الحقوق الإنسانية مصدر حقيقي، فهو ليس سوى تاريخ الغرب بتراثه الإغريقي والروماني ، ثم تاريخ أوربا الحديث بفكرها الفلسفي والاجتماعي ، وترسيخها لدولة القانون ، فبفضل أوربا، فكرياً وحضارياً، أصبحت حقوق الإنسان اليوم عنصراً من عناصر القانون الدولي الذي تلتزم الدول الديمقراطية بمقتضياته ، وأصبحت دساتيرها ملزمة بعدم مخالفته ، وبفضل قيادتها الحضارية للعالم المتمدن أصبحت رائدة في دعم حقوق الإنسان ، هذه الحقوق التي أصبحت مادة علمية تُدَرّس في الجامعات ، كما أشرنا في الفصول السابقة ، (2)

وعلى هذا النحو يختزل المفكر الأوروبي موضوع حقوق الإنسان في الإسلام ، متجاهلاً ما ارتكبه الاستعمار الأوروبي في بلدان آسيا وأفريقيا من جرائم في حق الإنسان ، وكأن هذا الإنسان الآسيوي والأفريقي يعد خارج عالم الإنسان، الذي يجرى التحدث عن حقوقه اليوم ،

ولذلك سنحاول في هذا الفصل معالجة قضية حقوق الإنسان فى المنظور- أو التصور - الإسلامى ، وذلك بالمقارنة بالمنظور الوضعي الغربي (3) ، المتمثل بوجه عام في الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ، وبيان أوجه الإتفاق والاختلاف بين الرؤيتين ، وما يمكن أن يتميز به المنظور الإسلامي عن المنظور الغربي ،

ونود التأكيد على أن اهتمامنا بهذا الموضوع إنما يأتي إنطلاقا من أمرين نحسب أنهما كانا يمثلان الدافع للباحث لمعالجة هذه القضية :

أولهما – كما ذكرنا - أن قضية حقوق الإنسان أصبحت من أهم القضايا التى تستحوذ على اهتمام المجتمع الدولى ،

وثانيهما : أن حقوق الإنسان أصبحت اليوم – بما لا يخفى على أي متابع - وسيلة من وسائل تشويه صورة الإسلام فى الغرب ، والادعاء بأن المجتمعات الإسلامية مجتمعات يسود فيها التعصب الدينى وعدم احترام الحريات وعدم المساواة بين الرجال والنساء. لذا وجب دحض هذه الافتراءات بالرد المنطقى العقلانى وبالمقارنة بين حقوق الإنسان فى المنظور الإسلامى وبين الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ، هذا وتأتي معالجتنا لهذا الموضوع إنطلاقا من العناصر التالية :

- لماذا نناقش حقوق الإنسان من المنظور الإسلامي ؟
- خصائص النظرة الإسلامية لحقوق الإنسان ؟
- حقوق الإنسان التي كفلها الإسلام ،

1-2 أهداف الوحدة

بعد دراسة الطلاب لهذه الوحدة ، والإجابة على التدريبات والتطبيقات الخاصة بها يكون بمقدورهم ما يلي :
- تفسير أسباب الحديث عن حقوق الإنسان من زاوية الرؤية الإسلامية ،
- تحديد أهم الخصائص التي تتميز بها النظرية الإسلامية لحقوق الإنسان عن النظرة الوضعية ،
- شرح أنواع الحقوق التي كفلها الإسلام للإنسان

ٍ1-3 القراءات المساعدة :

- القطب محمد القطب طبلية : الإسلام وحقوق الانسان " ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1989م
- فرج محمود أبو ليلى : " تاريخ حقوق الانسان في التصور الاسلامي " ، ط1 ، 1974م
- ابراهيم مدكور – عدنان الخطيب : " حقوق الإنسان في الاسلام " ، ط1 ، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر ، دمشق ، 1992م

(2 ) - لماذا المنظور الإسلامي لحقوق الإنسان ؟ :


إنه سؤال هام – في تصورنا – الإجابة الوافية والموضوعية عنه سوف تجلي للقاريء الدافع لمعالجة هذا الموضوع بهذه الكيفية ، خاصة وأن الكتابات والبحوث والمؤلفات حول هذه القضية بدأت تتزايد في السنوات الأخيرة في واقعنا العربي والإسلامي (4) ، ولا شك أنه تساؤل مشروع ، وللإجابة عليه قد تطرح عدة افتراضات ينبغي مناقشتها وتحليلها ومن ثم تفنيدها من الوجهة العلمية الموضوعية ، تلك الافتراضات يمكن لنا أن نجملها في صورة تساؤلات لعل أهمها :
- هل يرجع هذا الحرص على بيان الرؤية الإسلامية لحقوق الإنسان وتجليتها إلى مجرد التعبير و/أو الإعلان عن انتمائنا للإسلام ، ومن ثم تحيزنا له ، ورفضنا لأي فكر يأتي من خارجه حتى ولو كان هذا الفكر صائبا أو فيه بعض الصواب ؟ ،

- أم أنه يرجع لمجرد التحمس للدفاع عن الإسلام (5) وقيمه ومبادئه أمام تغول الحضارة الغربية المعاصرة وموقفها المعادي لكل ما هو إسلامي أو يمت للإسلام بصلة ؟ ،

- أم هو لمجرد التأكيد على فضل الإسلام وسبقه إلى تقرير حقوق الإنسان منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان (6) ، وقبل أن يصل الغرب إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان - الذي صدر عام 1948م – بمئات السنين ؟ ،

- أم أن هذا الاهتمام بإبراز الرؤية الإسلامية لحقوق الإنسان إنما يعود إلى أهمية التأصيل الشرعي لتلك القضية ، وإبراز جوانب الاختلاف والتفرد التي تميز الإسلام – عن الرؤية الوضعية - في تقرير تلك الحقوق وطبيعتها ومفهومها ومصدرها ، والتأكيد عليها وتوفير الضمانات اللازمة لحمايتها وتأمينها ،

وفي الحقيقة فإن المتابع لتلك المحاولات للربط بين الإسلام وحقوق الإنسان ، يجد أنها تتبني واحدا أو أكثر من الدوافع والأهداف المشار إليها ،

ولاشك أن الأمر – في نظرنا – يتجاوز كثيرا مجرد إعلان الفخر والإعتزاز بالإنتماء إلى الإسلام ، أو الدفاع عن الإسلام ( المدخل الدفاعي ) ، أو تأكيد السبق الزمني للإسلام في الإهتمام بحقوق الإنسان ، وإن كان كل ذلك مهما ، إلا أن الأمر يتجاوز ذلك إلى آفاق أخرى أكثر أهمية بالنسبة لموضوع حقوق الإنسان ،

وفي ذلك يقرر المفكر الإسلامي ( محمد عمارة ) في مقدمة كتابه القيم " الإسلام وحقوق الإنسان – ضرورات لا حقوق " (7) قائلا : " هناك سؤال مشروع ومطروح في الساحة الإسلامية: أين يلتمس المسلم المعاصر ذلك " السياج الفكري " الذي يستطيع بإقامته حماية " الحقوق الإنسانية " التي تكفل له تحقيق جوهر إنسانيته ، وازدهار طاقاته وملكاته والنهوض بواقع أمته وحضارته في العصر الحديث?.. . أين يلتمس المسلم المعاصر هذا " السياج " ..؟ وبعض الناس قد يستغرب " الحيرة " التي جعلت وتجعل المسلم لا يدري حتى الآن المصدر الطبيعي الذي عليه أن يلتمس منه وفيه هذا " السياج " .. لأن هذا البعض يرى أن التماس هذا " السياج " في الإسلام بديهة تصل-أو هكذا يجب أن تصل-عند الإنسان المسلم إلى حد " الفطرة " التي فطر الله عليها هذا الإنسان !.. فالحقوق الإنسانية ضرورات فطرية للإنسان من حيث هو إنسان وإسلامنا هو دين الفطرة التي فطرنا الله عليها ، فمن الطبيعي والبديهي أن يكون الكافل لتحقيق هذه الحقوق..ومن ثم أن يكون المصدر الطبيعي لمن يريد التماس هذا " السياج " ، ثم يتابع عمارة فكرته قائلا : " ورغم أننا نعترف ونعتقد صدق هذه المقولة اعتقاد المؤمن المستيقن إلا أننا نعترف ونعتقد كذلك بما يكتنف هذا الأمر من " ضباب " يبعث الحيرة لدى كثير من الإسلاميين وكثرة من المسلمين الذين يبحثون مخلصين عن المصدر الطبيعي لحقوق الإنسان المسلم في العصر الذي نعيشه والطور الحضاري الذي يستشرفه هذا الإنسان.. ويعود ذلك في نظره إلى عدة عوامل منها :

- أن نفرا من حكام البلاد الإسلامية الذين اغتصبوا السلطة والولاية في بلادهم ثم ذهبوا يضفون على سلطانهم "غلالة الإسلام " ليصبح هذا السلطان " شرعيا " هذا النفر من الحكام الذين نمتلئ خطبهم وبياناتهم ومواد " الدعاية " لنظمهم في أجهزة الإعلام التي عليها يسيطرون بـ " الكلام " عن الإسلام قد ذهبت وتذهب ممارساتهم شوطا بعيدا على درب العداء لحقوق الإنسان المسلم في البلاد التي يتحكمون فيها تحت ستار " شريعة الإسلام " !.. حتى لتبلغ المفارقة الهازلة إلى الحد الذي نراهم فيه يحرمون هذا الإنسان حقوقا لم يمنعها عنه " أذكياء " المستعمرين قبل أن ينتزع هذا الإنسان استقلال وطنه من هؤلاء المستعمرين.. .. وهذا الواقع المنسوب إلى الإسلام والمحسوب على شريعته لا شك يلقى الضباب- بنظر الكثيرين - على الإسلام كمصدر طبيعي مؤهل لأن يلتمس المسلم المعاصر فيه " السياج الفكري " الكافل بإقامته تحرير الإنسان المسلم بتحقيق ما له من حقوق !..

- أن نفرا من الكتاب الإسلاميين يذهبون في الحديث عن " الطابع الشمولي " للدولة الإسلامية - وهو طابع يكاد يجمع عليه الباحثون في طبيعة هذه الدولة - يذهب هذا النفر من الكتاب في الحديث عن هذا الطابع " الشمولي " فإذا هم يفسرون هذه (الشمولية)على النحو الذي يقترب بها من شمولية النظم المستبدة المعادية " للتعددية " في الرأي والتنظيم والممارسة السياسية.. حتى ليلقون في روع قرائهم أن هذه الدولة الإسلامية - بسبب من طابعها " الشمولي " - هي أقرب إلى ما يمارسه أولئك الذين اغتصبوا سلطان الأمة ، ثم أضفوا على هذا الاغتصاب غلالة " شريعة الإسلام " ..! ، وفضلا عما في هذا " الفكر " من تبرير لنظم الجور والاستبداد.. وعما فيه من انحراف عن الإطار الحقيقي لمعنى " الشمولية " في الدولة الإسلامية ، فإنه يلقى ظلالا كثيفة على صلاح الإسلام ليكون المصدر الذي يلتمس فيه المسلم حقوقه كإنسان !..إن هذا النفر من الكتاب الإسلامي قد غفلوا أو تغافلوا عن أن الطابع " الشمولي " في الدولة الإسلامية قد وقف ويقف - بحكم الوسطية الإسلامية - عند ما يحقق التوازن بين المصالح المتناقضة بالطبع في واقع المسلم الاجتماعي والسياسي.. . " فالشمولية " الإسلامية إنما تستهدف تحقيق المقصد الأول للشريعة وهو " العدل " أي أنها " الشمولية التي لا تترك الضعفاء ليفترسهم الأقوياء.. ومن ثم فإنها أداة لتحقيق " الحقوق الإنسانية " للإنسان المسلم ولعموم الرعية وليست أداة تبرير لحرمان الرعية من حقوق الإنسان.. إنها الشمولية التي تعبر عنها بدقة كلمات أبي بكر الصديق: " القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه.. والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له " ..! ، لكن هذا النفر من الكتاب الإسلاميين بهذا الفهم المغلوط " للشمولية الإسلامية " يسهمون في التشكيك بصلاح الإسلام كي يكون المصدر الطبيعي لالتماس " سياج الحقوق الإنسانية " للمسلم في العصر الحديث ، ولقد تلقف " العلمانيون " - تلامذة الإستشراق ودعاة التبعية للحضارة الغربية - تلقفوا هذه " التصورات " وتلك " الصور " المحسوبة على الإسلام وشريعته واستندوا إليها في رفضهم القاطع لصلاح الإسلام أن يكون المصدر الذي نلتمس منه حقوق الإنسان.. لقد حكموا على " صفحات الفكر الإسلامي " بـ " صفحات من التاريخ الإسلامي " سودها حكام ظلمة بسواد ظلمة الإستبداد. وذهبوا ينفرون المسلم من إسلامهم بممارسات مغتصبي السلطة الذين يسترون اغتصابهم لها وانحرافهم بها ، وألي الإستبداد بستارمن شريعة الإسلام.. ودعموا " حجتهم " بتلك التصورات الشوهاء التي قدمها بعض الكتاب الإسلاميين للشمولية الإسلامية..وخلص هؤلاء " العلمانيون " من كل ذلك ألي دعوتهم الأمة كي تلتمس " الدرع الفكرية " لحقوقها الإنسانية من حضارة الغرب وإنجازاتها بميدان حقوق الإنسان وليس في فكر الإسلام!..وفي هذا القول ولا شك حق كثير أريد به باطل أكثر.. الأمر الذي جعله ويجعله مصدرا لضباب كثيف يعمي رؤية الذين يبحثون عن الجواب الصحيح والشافي للسؤال الذي بدأنا به : أين يلتمس المسلم المعاصر ذلك " السياج الفكري " الذي يستطيع بإقامته حماية الحقوق الإنسانية التي تكفل له تحقيق جوهر إنسانيته وازدهار طاقاته وملكاته والنهوض بواقع أمته وحضارته في العصر الحديث?.

وتأسيسا على ما سبق ، وعودة إلى السؤال الذي بدأنا به : لماذا التركيز على المنظور الإسلامي لحقوق الإنسان ؟ ، يمكن لنا أن نوجز عددا من النقاط – إضافة إلى ما طرحناه آنفا – للإجابة على هذا التساؤل ، وذلك على النحو التالي :

- أن الحديث عن حقوق الإنسان في الرؤية الإسلامية إنما هو بهدف إلى محاولة كشف الضباب الذي يعوق " الرؤية الصادقة " لحقوق الإنسان في الإسلام ، وتجلية موقف الإسلام الحق من تلك القضية ، " ليتسلح المسلم المعاصر بما يعنيه على النهوض بتبعات النهضة الحديثة محققا التواصل الحضاري.. ومجسّدا لإرادة مولاه سبحانه وتعالى الذي خلقه وسواه وعدله. وكرمه على سائر المخلوقات " (8)

- الكشف عما تميز به الإسلام وامتاز على كافة المنظومات الفكرية الأخرى في قضية حقوق الإنسان ، عندما ارتفع بها من مرتبة " الحقوق " إلى مستوى " الضرورات الواجبة وهو كشف لخاصية إسلامية أصيلة في هذا الميدان ،

- ليس الهدف من وراء ماسبق مجرد التيه والاستعلاء على أمم وحضارات المنظومات الفكرية الأخرى ، بقدر ما يتمثل في إنصاف الإسلام من أعدائه الذين يوجهون إليه الطعنات المسمومة صباح مساء..وإنصافه أيضا من بعض أبنائه الذين يسيرون في " الركاب الفكري " لهؤلاء الأعداء ،

ولقد أوجز (عمارة ) أن الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه من دراسة " الإسلام وحقوق الإنسان " في هدفين لا يخرجان كثيرا عما ذكرناه وهما :(9)

1- تسليح المسلم المعاصر بما يعينه على استخلاص " حقوقه الإنسانية الواجبة " من كل الغاصبين الذين فرضوا ويفرضون عليه وعلى أوطانه الكثير والخطير من التحديات !..

2- وضع " لبنة " في البناء الفكري الذي يعين هذا الإنسان المسلم على تصور معالم مشروعه الحضاري المتميز الكافل نهضة أمته لتعيش عصرها وتصنع مستقبلها دون أن تفقد هويتها وتقطع تواصلها الحضاري مع إسلامها الحق وأسلافها العظام..

(3) - خصائص النظرة الإسلامية لحقوق الإنسان :

3-1 موقع الدين في حقوق الإنسان:

من الضروري، أن نشير ابتداء إلى حقيقة كبرى تخفى على كثير من غير المتخصصين في موضوع الرسالات الإلهية والتشريع الإسلامي على وجه خاص، بل وقد تلقى هذه القضية عدم الاهتمام أو الإغفال، من جانب بعض المتخصصين ، لا سيما في دائرة الفكر الغربي بالذات ، تلك الحقيقة التي تتعلق بموقف وموقع الدين في قضية حقوق الإنسان ،
إن الدين في الفكر الغربي منذ بداية العصر الحديث ، ينسحب تدريجيا من حياة المجتمع والشؤون العامة ، ويزداد الإقتناع بأن مجاله الوحيد إنما هو ينحصر في علاقة الإنسان بربه فحسب، وأن أثره في إصلاح المجتمع أثر هامشي ،
وبسبب الظروف التاريخية والسياسية التي مرت بها أوروبا في العصور الوسطى ، فقد ساد بعد الثورة الفرنسية سنة 1789 م مبدأ فصل الدين عن الدولة ، ثم تلا ذلك أكبر المحاولات لعزل المجتمع عن الدين على يد الماركسية ، التي طبقت في بداية القرن العشرين (1917م)، وانهارت فكرا وتطبيقا في نهايته ،

فالدين في الأصل هو : إيمان بإله خالق للكون والإنسان والحياة، ثم عبادة هذا الخالق وطاعته ، هذا التعريف يشمل من حيث الأصل كل الأديان ، لكن الذي جرى في أوروبا منذ قيام حركة النهضة أن وقع صدام مرير بين هذه الحركة وبين الدين ، ذلك أن المسيحيين كانوا قد أسسوا صرح عقائدهم الدينية على نظريات الفلسفة والعلوم اليونانيتين، وما كانوا ليتحمّلوا نقداً أو بحثاً أو تفكيراً فلسفياً لا ينسجم مع هذه المسلّمات ، وما كانوا ليسمحوا بتحقيق علمي يظهر به خطأ جزء مما جاء به الإنجيل ، وفسروه على ضوء الفلسفة اليونانية في باب حقيقة هذا الكون ، ومنزلة الإنسان فيه ، وعلى العكس من ذلك كان العلماء المتأثرون بالنهضة الجديدة ، كلما ازدادوا تقدماً في مضمار التحقيق والنقد ، قاومهم رجال الكنيسة مستخدمين كل ما بيدهم من النفوذ السياسي والديني ، وهكذا ظهر العداء بين الطرفين وازداد نمواً وانتشاراً ، وأصبح الدين ذاته في اعتقاد حملة العلوم الجديدة نوعاً من الدجل والتزوير، وامتد الصراع بعد ذلك فشمل حقول السياسة والاقتصاد والنظام الاجتماعي، وانتهى بهزيمة الكنيسة وإقامة نظام جديد للحياة كان من أهم أركانه : عزل الدين عن كل شعبة من شعب نظام الحياة الجديد، وحصره في نطاق العقيدة الشخصية والأعمال الفردية. فهو شأن فردي بحت ، والإنسان حر أن يعتقد بالله أو لا يعتقد، ويمكنه إذا اعتقد أن يلتزم في حياته الشخصية بتعاليم الدين ، أما الحياة الاجتماعية - ومنها الزواج - فلا تنظم إلاّ بعيداً عن الدين وتعاليمه (10) ،

وهكذا يبدو موقف الفكر الغربي تجاه الدين واضحا حتى من تعريف مفهوم الدين ذاته (11) ، فهناك عشرات التعريفات للدين، وهي تتسع لكل الآراء التي تحاول إبعاد الدين عن حياة الناس، أو جعله غامضا في فكرته أمام الفرد.

أما في المجتمع الإسلامي فتختلف الأمور تماماً ، ويختلف مفهوم الدين اختلافا واضحا عن المفهوم الغرب للدين (12) ،

- فالإسلام لغة يعني الاستسلام لأمر الله، وهذا تأكيد لمعنى الدين اللغوي وهو الطاعة.
- والإسلام في المصطلح عقيدة وشريعة. العقيدة في القلب وهي تشمل الإيمان بجميع جوانبه. والشريعة هي ما شرعه الله لعباده من أعمال وأنظمة تتناول كل جوانب الحياة، كالعبادات والمعاملات وأحكام الأسرة والأنظمة السياسية والاقتصادية وغيرها.

وقد أثير الخلاف حول مفهوم الدين في موضوع حقوق الإنسان بالذات – خاصة بالنظر إلى الرؤية الإسلامية لتعريف الدين - في العديد من المحافل واللقاءات الدولية والإقليمية (13)، وفي كثير من الكتابات والدراسات حول حقوق الإنسان ، ولعل أكثر ما يتم الإعتراض عليه في الأوساط الغربية هو ما نزل به القرآن من عقوبات الحدود، كالقتل والقطع والجلد ، كما أن الغرب يحرص على ألا يجعل للدين مكانا في موضوع حقوق الإنسان ، بل ويعرضون عنه بالكلية ،

فتلك الحقوق الإنسانية عندهم إنما قررها الإنسان لنفسه ، وعندما يعرض إشكال لا بد من عرضه ، وهو أن النظم القانونية كلها ، تعرف السلطة الأعلى التي تمنح الحق، وتعرف من يتلقى الحق ويتمتع به ، بناء على ذلك يقال : إن هذه الحقوق مصدرها ضمير الجماعة، وكلمة الضمير كلمة غامضة، أما ضمير الجماعة، فهو الضمير الغائب فعلا، والذي افترضه هؤلاء افتراضا ، (14)

وفي كتابه المعنون ( حقوق الإنسان في الإسلام ) يشير " التركي " (15) إلى ما انتهت إليه مجموعة " ندوات " نظمتها وزارة العدل في المملكة العربية السعودية ، بمدينة الرياض خلال شهر صفر 1392 هـ (مارس 1972م) ، حضرها من المملكة عدد من العلماء وأساتذة الجامعات ، ومن الجانب الأوروبي أربعة من أساتذة القانون الكبار، وبعد انتهاء تلك الندوات ، وقف رئيس الوفد الأوروبي المستر " ماك برايد " يصف خلاصة ما توصل إليه من تلك المناقشات التي دارت حول الإسلام وحقوق الإنسان فيقول : " من هنا ، ومن هذا البلد الإسلامي (السعودية ) ، يجب أن تعلن حقوق الإنسان لا من غيره ، وأنه يتوجب على العلماء المسلمين أن يعلنوا هذه الحقوق " المجهولة " على الرأي العام العالمي ، والتي كان الجهل بها ، سببا لتشويه سمعة الإسلام والمسلمين والحكم الإسلامي ، كما قال أحد أعضاء الوفد في ذات السياق : " بصفتي مسيحيا ، أعلن أنه في هذا البلد ، يعبد الله حقيقة ، وأنه يوافق السادة العلماء، في أن أحكام القرآن في حقوق الإنسان بعد أن سمعها ، ورأى الواقع في تطبيقها ، تتفوق بلا شك على ميثاق حقوق الإنسان ". !! ولقد ظهر في هذه الندوات كما هو واضح من التعليقات السابقة العديد الجوانب التي تبرزالطابع المميز للنظرة الإسلامية ، في موضوع حقوق الإنسان هذا

3-2الخصائص المميزة حقوق الإنسان في الإسلام:

بداية نشير إلى أن الشريعة الإسلامية تختلف عن القوانين والمواثيق الوضعية بوجه عام ، وفي مجال حقوق الإسلام بوجه خاص اختلافاً أساسياً من عدة وجوه لعل أهمُّها : (16)

1- تتمثل دائرة التخيير الاجتماعي للقواعد القانونية في إطار عدم الإهتمام الإجتماعي من ناحية الشرع ، ويكون الفعل والترك فيها سواء؛ بينما نجد أن القواعد الشرعية تقسم دائرة التخيير هذه إلى مستحب ومكروه ومباح ، كما أن إتيان المستحبات واجتناب المكروهات يؤثر بشكل بارز في بناء شخصية الفرد وكيان المجتمع المادي والمعنوي؛ بما يسهل عليه تنظيم السلوك الاجتماعي ورقابته ؛ ليكون منسجماً مع أهداف المشرع وبالتالي يؤثر في الكمال والتقرب إلى الله .
2- الإسلام دين اجتماعي بجميع شؤونه في قواعدها وأسسها ؛ لبناء مجتمع إسلامي مزدهر، كما أن نظام العبادات ليس منفصلاً عن الحياة ، وإنه إلى جانب البعد الغيبي يعطي دافعاً روحياً لبناء صرح الحضارة الإسلامية ، لكن القواعد القانونية تفتقر إلى هذه الشمولية في أبعادها وبنودها ،

3- ملاحظة الدعائم الخلقية والتربوية في القواعد القانونية الشرعية في تنظيمها للسلوك الاجتماعي ، بما لا توجد في غيرها من القواعد ؛ وذلك يكفل إحترامها بالنفوذ إلى عمق الوجدان البشري وتحول دون وقوع الجرائم ، كما يقول المولى جل جلاله : ((إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ)) [العنكبوت 45].

وتجدر الإشارة إلى أن المقاربة التاريخية لحركة حقوق الإنسان أو المحاولات الرامية إلى تحقيقها ورعايتها والدعوة إلى تطبيقها عبر الرقابة العامة ، تكشف عن " ازدواجية في المعايير" منذ البداية ، أي من الوقت الذي بدأ فيه الحديث عنها يجري في أروقة منظمة الأمم سنة (1948م) ، سنة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وكانت في الانطلاقة الخاطئة لها ، دول وأمم وشعوب ، تعاني من الاستعمار والنهب ، دون أن يتطرق لها هذا الإعلان لا من قريب ولا من بعيد ، كما أن الدول العظمى والقوى الفاعلة على الصعيد العالمي باتت تستعمل المصطلح والمفهوم وفقاً لمعطيات ومصالح محددة لها ، دون أن نُغرق في البحث في الأسباب والنتائج ،
إن إدراك هذه الحقيقة الواضحة يثبت لنا - أيضاً - أن المشكلة هي أخلاقية في أكثر الأحيان حتى في عالمنا الإسلامي - مع الأسف - وقد لا تكون نظرية علمية ، أو نتيجة إشكاليات فكرية حول مفهوم الإنسان ، (17)
ونرى أن من الضروري التعرض لأهم ركائز حقوق الإنسان وخلفياتها الأصلية بين الشريعتين الإسلامية والوضعية ، والتي تبرز أهم الخصائص والممييزات التي تتميز بها الرؤية الإسلامية لتلك الحقوق عن الرؤية الوضعية نوجزها على النحو التالي : (18)

* أن حقوق الإنسان في الإسلام تنبثق من العقيدة الإسلامية :

إن حقوق الإنسان في الإسلام تنبع أصلاً من العقيدة ، وخاصة من عقيدة التوحيد ، ومبدأ التوحيد القائم على شهادة أن لا إله إلا الله هو منطلق كل الحقوق والحريات ، لأن الله تعالى الواحد الأحد الفرد الصمد خلق الناس أحراراً ، ويريدهم أن يكونوا أحراراً ، ويأمرهم بالمحافظة على الحقوق التي شرعها والحرص على الإلتزام بها ، ثم كلفهم شرعاً بالجهاد في سبيلها والدفاع عنها ، ومنع الاعتداء عليها وهذا ما تكرر في القرآن الكريم في العديد من آيات القتال والجهاد ، فحقوق الإنسان في الإسلام تنبع من التكريم الإلهي للإنسان بالنصوص الصريحة، وهو جزء من التصور الإسلامي والعبودية لله تعالى وفطرة الإنسان التي فطره الله عليها ،

* أن حقوق الإنسان في الإسلام منح إلهية :

إن حقوق الإنسان في الإسلام منح إلهية منحها الله تعالى لخلقه ، فهي ليست منحة من مخلوق لمخلوق مثله، يمن بها عليه ويسلبها منه متى شاء ، بل هي حقوق قررها الله وحده للإنسان ،

* أن حقوق الإنسان في الإسلام عامة وشاملة لكل أنواع الحقوق :


من خصائص ومميزات الحقوق في الإسلام أنها حقوق شاملة لكل أنواع الحقوق ، سواء الحقوق السياسية أوالاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية ، كما أن هذه الحقوق عامة لكل الأفراد الخاضعين للنظام الإسلامي ، دون تمييز بينهم في تلك الحقوق بسبب اللون أو الجنس أو اللغة ، وبتعبير متكافيء تتميز الرؤية الإسلامية لحقوق الإنسان بالترابط الكلي في الحياة واطراد الحقوق والقوانين ، وهذه الخصوصية هي للشريعة الإلهية وحدها ،أما القوانين الوضعية والدساتير البشرية فإنها غير قادرة على تقديم نظام متكامل ، ومنظومة حقوق وقوانين مترابطة بشكل كلي ومطرد ،

إن نظرة عابرة إلى واقع الإنسان في الحضارة الغربية بشمولية وموضوعية ؛ تدلّل على فشل الطروحات الوضعية ، في تأمين الأمن والسعادة للإنسان بمفهوم واسع يغطي كل ساحات وجوده ، بيد أن الإسلام حض وأكد على هذه الحقوق ، وكرس مصطلح الكرامة الإنسانية على نواح شاملة وجامعة في الوقت نفسه بشكل مترابط ومتكامل ؛ يقول تبارك وتعالى: " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً " (الطلاق 12) ، ويقول أيضا : " قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى" ( طه 50) , إنه وحده يوجه الإنسان إلى كيفية توظيف إمكاناته وقدراته وملكاته ؛ لأجل تحقيق السعادة والوصول إليها في الدنيا والآخرة ،

* أن حقوق الإنسان في الإسلام ثابتة ، ولا تقبل الإلغاء أو التبديل أو التعطيل بأي حال :

من خصائص حقوق الإنسان في الإسلام أنها كاملة وثابتة وغير قابلة للإلغاء؛ لأنها جزء لا يتجزأ من الشريعة الإسلامية ، بينما نجد أن وثائق البشر مهما بلغت دقتها فهي قابلة للتعديل ، غير متأبية على الإلغاء مهما جرى تحصينها بالنصوص، والجمود الذي فرضوه على الدساتير لم يحمها من التعديل بالأغلبية الخاصة ، ولقد قضى الله تعالى أن يكون دينه خاتم الأديان ، وأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، ومن ثم فما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو باق ما دامت السماوات والأرض ، لا يتغير ولا يتبدل ،

* أن حقوق الإنسان في الإسلام ليست مطلقة بل مقيدة بعدم التعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية :

ومن خصائص حقوق الإنسان في الإسلام أيضا أنها ليست مطلقة، بل مقيدة بعدم التعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية ، وبالتالي بعدم الإضرار بمصالح الجماعة التي يعتبر الإنسان فرداً من أفرادها ،

* - من الخصائص المميزة للنظرة الإسلامية للحقوق الغائية والهدفية في الحركة :

إن الأنظمة الوضعية قد رسمت خارطة مادية ، وصورة محدودة ومجتزأة وقاصرة للإنسان وحقوقه وحاجاته ومتطلباته ، الأمر الذي يخالف طبيعته ، ولا ينسجم مع مستوى طاقاته وقدراته المكنونة فيه ؛ وذلك لانعدام العلاقة بينها وبين الجوانب الأخرى من كيانه وبخاصة الجانب الروحي ، كما أن مفاهيم المعاد والتوحيد، والعبودية، والإيثار، والفداء، والجهاد والمسؤولية الإنسانية والرقابة على الضمير (الذات) والأفعال، كل ذلك لا يشكل جزءاً من إطار حقوق الإنسان الوضعية دوماً ، أما الإسلام والبلاغ القرآني فإنه يحدد لنا غايات أخرى، تختلف في جوهرها عن تلك التي تمثل الخلفية للأنظمة الأرضية من المدارس الاجتماعية والاقتصادية والتربوية ، إن الآيات القرآنية ترسم خطاً آخر، ومسارا مختلفاً للإنسان عما رسمته له الأنظمة المادية المنقطعة عن الوحي الإلهي ، والنتيجة الحتمية لذلك هي أن الاختلاف في الغايات والأهداف بين كلا الرؤيتين الإسلامية والوضعية ؛ تسبب اختلافاً في طبيعة هذه الحقوق والتكاليف ، وكذلك النتائج العملية في الحياة ومعها عاقبة الإنسان ومصيره بعد الموت ،

يتبع بالحلقة الخامسة عشرة إنشاء الله ،

****************

الحواشي والإحالات :
============

(1) - فتجدهم يختلقون الاتهامات ، وينشئون الأكاذيب ، وينشرونها ، ويضخمونها ، ويحاولون قلب الحقائق ، وإلباس الباطل ثوب الحق ، ويدلسون على الناس ، حتى إنهم ليُدخلون تطبيق الحدود الشرعية على المجرمين وتنفيذها فيهم ، ضمن التُّهم التي تُتَّهم بها المملكة في مجال (حقوق الإنسان) !! ولك أيها القارئ أن تعجب كل العجب ، فهم يتباكون على مجرم نُفِّذَ فيه حكم الله ؛ لأنه قَتَلَ ، أو أخلّ بالأمن ، أو أفسد في الأرض، أو: حارب الله ورسوله، ولا ينشرون كلمة واحدة عن المسلمين الأبرياء الضعفاء، الذين يُقتّلون بالآلاف في البوسنة والهرسك ، وغيرهما ، ويُخرَجون من أموالهم، وديارهم ، ويُتعدَّى على أعراضهم ، ولا يُمكّنون من الدفاع عن أنفسهم . أما الجرائم التي تُقْتَرف بحق هؤلاء المساكين ، فلا تدخل في قاموس حقوق الإنسان، في نظر هؤلاء الأعداء !!....

(2) - الدكتور محمد الكتاني : " منظومة القيم المرجعية في الإسلام " ، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ 1425هـ/ 2004م ،

(3) - وبطبيعة الحال : فلا وجه للمقارنة بين ما في الإسلام من ذلك ، وبين إعلانهم الذي يتشدقون ويتفاخرون به ، فأين الثرى من الثريا ؟
أنظر في ذلك
- عبد الله بن عبد المحسن التركي : مقدمة لكتاب : سليمان بن عبدالرحمن الحقيل."حقوق الإنسان في الإسلام والرد على الشبهات المثارة حولها " ، بمطابع التقنية للأوفست ، الرياض ، الطبعة الثانية ، سنة : 1417هـ - 1997م ، ص ص : 1-4،
(4) – نذكر من تلك الكتابات والمؤلفات - على سبيل المثال لا الحصر – التي دارت حول قضية حقوق الإنسان في المنظور الإسلامي :

- عبد اللطيف بن سعد الغامدي : " حقوق الإنسان في الإسلام " ، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض ، 1421م ،

- محمد سلطان ذووق الندوي " التعايش السلمي في الاسلام – الاسلام وحقوق الانسان " ، الندوة الدولية المنعقدة برابطة العالم الاسلامي – بالتعاون مع المركز الإسلامي في سريلانكا ، مكة المكرمة ، 7 - 9- يوليو 2006م ،

- علي بن عبد الرحمن الحسون : " أنواع حقوق الإنسان التي تحميها العقوبات الشرعية ، والآثار المترتبة عليها " ، كلية التربية ، جامعة الملك سعود ، الرياض ،

- هيثم مناع : " الأصوليات الإسلامية وحقوق الإنسان " ، سلسلة مبادرات فكرية ، رقم (13) ، مركز القاهرة لدراسة حقوق الإنسان ، القاهرة ، 1999م ،

- محمد عمارة : " الإسلام وحقوق الإنسان – ضرورات لا حقوق " ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد (89) ، المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب ، الكويت ، مايو : 1985م ،

(5) – يقول أحدهم في تبرير أهمية الكتابة في موضوع الاسلام وحقوق الإنسان : " لقد أصبح الإسلام في قفص الاتهام من في هذا الزمن، إذ يتهم زورا وبهتانا بعدم العناية بحقوق الإنسان، وتأصيل تلك الحقوق، وباتهام فاضح للمجتمع الإسلامي بانتهاك حقوق الإنسان. وللأسف تزداد الحملة شراسة يوماً بعد يوم، مما يتطلب وقفة صادقة تجاه هذه الحملة الخطيرة "
انظر :
- عبد اللطيف بن سعد الغامدي : " حقوق الإنسان في الإسلام " ، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض ، 1421م ،

(6) – وفي هذا الصدد نشير إلى ما جاء في إحدى تلك المحاولات من التأكيد على أن الدافع إلى الكتابة في هذا الموضوع يرجع إلى : " أن الإسلام كان له فضل السبق على كافة المواثيق والإعلانات ، والاتفاقيات الدولية ، في تناوله لحقوق الإنسان ، وتأصيله ، وتحديده لتلك الحقوق منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان ، وما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، والاتفاقات والوثائق الدولية مما فيه مصلحة مُحقّقة للإنسان ، وللمجتمع الإنساني ما هو في حقيقته إلا ترديد لبعض ما تضمنه الإسلام في هذا الخصوص ، الذي تميّز عنها : بكفالته لكافة حقوق الإنسان ، وحمايته لها ، ومراعات المصالح ، وتكميلها ، ودرء المفاسد وتقليلها ؛ فجاءت تشريعاته في هذا الباب : جامعة ، مانعةً ؛ فاقت بذلك كل ماعرفته ، وتعرفه المدنية بكل هيئاتها ، ومنظماتها ، وفروعها ،

انظر : سليمان بن عبدالرحمن الحقيل."حقوق الإنسان في الإسلام والرد على الشبهات المثارة حولها " ، مرجع سبق ذكره ، ص :6-7

(7) - - محمد عمارة : " الإسلام وحقوق الإنسان – ضرورات لا حقوق " ، ص ص :9-11

(8) – نفس المرجع السابق ، ص : 12

(9) – نفس المرجع السابق ، ص : 13
(10) – أنظر :
- أبو الأعلى المودودي : " موجز تاريخ تجديد الدين وإحياؤه " ، ترجمة : محمد كاظم سباق، دار الفكر ، بيروت ، 1968م، ص52.

(11) – لعل ما يجمع بين تلك التعريفات للدين في المفهوم الغربي في الاصطلاح الغربي - يعني الإيمان بالله وعبادته ، ودور الكنيسة هو تنظيم هذه العبادة ، أما القيم الأخلاقية والتوجيهات الاجتماعية فيمكن للمتديّن الالتزام بها فردياً إن شاء ،

(12) – أبو الأعلى المودودي : مرجع سبق ذكره ، ص :52

(13) – من هذه الندوات والمؤتمرات :

- ندوة: «حقوق الإنسان في الإسلام» تنظيم مجمع الفقه الإسلامي، جدة (السعودية) (8-10 محرم/ 1417 ـ 25-27 مايو/ 1996).

- مؤتمر: «الإسلام السياسي وحقوق الإنسان» لندن، تنظيم منظمة ليبرتي للدفاع عن حقوق الإنسان في العالم الإسلامي بالتعاون مع مركز دراسات الديمقراطية بجامعة وستمنستر ومعهد التفاهم الإسلامي ـ المسيحي بجامعة جورج تاون الأمريكية، عقد في منتصف اكتوبر (تشرين الأول) 1997م.

- ندوة: «حقوق الإنسان في الإسلام بين الخصوصية والعالمية» الرباط. نظمتها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإسيسكو) بالتعاون مع المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (الأردن) عقدت بين 20-22 تشرين الأول (أكتوبر) 1997م.

- ندوة: «الإسلام وحقوق الإنسان» الندوة الأولى للجنة حقوق الإنسان الإسلامية، عقدت في طهران بين 30/11 و 2/12/1997م.

- ندوة: «الإسلام وحقوق الإنسان» باريس. تنظيم المجلس الإسلامي العالمي واتحاد المنظمات الإسلاميةن عقدت في 29 نيسان 1998م‏ـ 1 محرم 1419هـ.

- ندوة: «الدين وحقوق الإنسان، تناغم أم تباين ومعاداة، وضع الإسلام والمسيحية» المركز الثقافي الإسلامي (روما)، تنظيم رابطة العالم الإسلامي بالإشتراك مع جامعة هارفارد الأمريكية. عقدت في 11 حزيران (يونيو) 1998م. الموافق 16 صفر 1419هـ.

(14) - عبد الله عبد المحسن التركي : " حقوق الإنسان في الإسلام " ، وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، الطبعة الأولى ، الرياض ، 2007م ، ص :33-35

(15) – نفس المرجع السابق ، ص : 37
(16) – أنظر :
محمد حسين خليق : مُلخّص موجز لرسالة ماجستير بعنوان " الرقابة العامة في المنظور الإسلامي والقانون الوضعي " ، جامعة المصطفى صلى الله عليه وسلم العالميّة ، نقلا عن :
http://www.almortaqa.com/home/index.php?option=com_content&view=article&id=79:2011-01-25-10-18-11&catid=48:maste-of&Itemid=147\

(17) – نفس المصدر السابق ،
(18) – راجع كل من :
http://arabic.rt.com/forum/showthread.php?t=74616
- محمد حسين خليق : مصدر سبق ذكره ،


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حقوق الإنسان، المفهوم الغربي لحقوق الإنسان، المنظومة الغربية للقيم، الغزو الفكري، الخدمة الإجتماعية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-04-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الياسين، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، د - المنجي الكعبي، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، الهيثم زعفان، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله زيدان، فتحي العابد، علي الكاش، صالح النعامي ، عبد الله الفقير، صلاح الحريري، رضا الدبّابي، صباح الموسوي ، محمد شمام ، د- محمد رحال، د - محمد بن موسى الشريف ، الهادي المثلوثي، عراق المطيري، المولدي الفرجاني، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العربي، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز، أحمد الحباسي، العادل السمعلي، د- هاني ابوالفتوح، أحمد ملحم، يزيد بن الحسين، محرر "بوابتي"، أبو سمية، ياسين أحمد، د. عبد الآله المالكي، عمر غازي، مجدى داود، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، حميدة الطيلوش، سيد السباعي، سفيان عبد الكافي، نادية سعد، منجي باكير، كريم فارق، أحمد النعيمي، حسن عثمان، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، مصطفى منيغ، د. أحمد محمد سليمان، كريم السليتي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي عبد العال، سامر أبو رمان ، محمد عمر غرس الله، أ.د. مصطفى رجب، طلال قسومي، رافد العزاوي، وائل بنجدو، سلام الشماع، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد أحمد عزوز، محمود سلطان، محمد يحي، صفاء العراقي، عواطف منصور، أنس الشابي، عبد الرزاق قيراط ، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمود علي عريقات، فوزي مسعود ، د - محمد بنيعيش، د. أحمد بشير، حاتم الصولي، د. صلاح عودة الله ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سعود السبعاني، رمضان حينوني، د - الضاوي خوالدية، فتحي الزغل، صلاح المختار، رافع القارصي، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، د. طارق عبد الحليم، سامح لطف الله، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، إيمى الأشقر، رشيد السيد أحمد، د - مصطفى فهمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، د.محمد فتحي عبد العال، حسن الطرابلسي، محمود طرشوبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، فهمي شراب، عزيز العرباوي، محمد العيادي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مراد قميزة، ماهر عدنان قنديل، خالد الجاف ، تونسي، جاسم الرصيف،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة