البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من الهدي النبوي -1- إتق الله حيثما كنت (2)

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4160


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ،
وبعـــــد

تحدثنا في الحلقة السابقة في إطار تناولنا للوصية المحمدية التي تضمنها الحديث الشريف، الذي يقول فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم: " اتق الله حيثما كنت..... الحديث " ، تحدثنا عن الجانب الأول من الوصية الخالدة ، والمتعلق ببيان حق الله تعالى على العباد ، والمتمثل في تقوي الله تعالى في كل زمان ومكان ، وإخلاص العبادة له وحده وتوحيده وطاعته ، والتزام ما أمر ، واجتناب ما نهى عنه ، وذلك كله حق الله تعالى على العبد ، ولا يزال الحديث موصولا حول الوصية بتقوى الله تعالى ، فيا لها من وصية نافعة ، يقول عنها شيخ الإسلام ( ابن تيمية ) رحمه الله في كلامه حول هذا الحديث الشريف : " ما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها قال تعالى : { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله }، ووصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً لما بعثه إلى اليمن فقال : يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " (1) ،

وفي هذه الحلقة نستكمل وقفاتنا مع هذا الحديث الشريف الخالد :

* الوقفة الرابعة :

ونستهلها بتساؤل هام مؤداه: ترى ما ذا نفهم من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لهذين العملاقين من صحابته الكرام أبي ذر ومعاذ، بالتقوى مع ما لهما من تلك المنزلة العالية، والمكانة السامية التي أوضحناها سابقا ؟ ، إن أبرز ما نقف عليه هنا هو أن المرء في حاجة ماسة للتقوى ولو كان أعلم العلماء ، وأتقى الأتقياء ، وأصلح الصلحاء ، وأخلص المخلصين ، نعم يحتاج العبد إلى التقوى لأن الإنسان تمر به حالات ، ويضعف في حالات ، يحتاج إلى التقوى للثبات عليها ، يحتاج إلى التقوى للازدياد منها ،

- ونعلم أيضا من السنة الشريفة ومن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوصي أصحابه عندما أحسوا بدنو أجله وكأنها وصية مودع ، كان يوصيهم بتقوى الله عز وجل ، فيقول : " أوصيكم بتقوى الله ، والسمع و الطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم بعدي يرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة " ( صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ) (2) ، فانظر كبف أن أول شيء بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الوصية هو تقوى الله عز وجل ،

- أن المؤمن مهما بلغ إيمانه ، وصفت سريرته ، عليه أن يقبل النصيحة من أي أحد جاءته ، وفي الحديث : " الدين النصيحة "(3) ، وهذا نظير قوله - صلى الله عليه وسلم - " الحج عرفة "(4) ، وهذا يعني أن النصيحة هي عماد الدين وقوامه ، والمدار عليها وحدها ،
وحقيقة النصيحة أن تقبل الحق ممن قاله ، وإن كان بغيضاً ، وأن ترد الباطل على قائله وإن كان حبيباً ، فنقبل الحق ولو جاء به الشيطان ، ونرد الباطل ولو قال به شيخ الإسلام ، يقول ابن القيم في ( مدارج السالكين ) ـ وقد مر بكلمة ذكرها الشيخ الهروي وتحتاج إلى رد ـ : وشيخ الإسلام حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه ، فنحن نحب الحق ، وندور معه حيث دار ، سواءٌ جاء الحق من صغير أو كبير ، من عدو أو صديق ، فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها ، فينبغي على المسلم أن يسعى للنصيحة ، ويطلبها من الصالحين الصادقين الموثوق بهم ، الذين يعرفون بدينهم وتقواهم ، فهذا عمر بن عبد العزيز يطلب النصيحة من أحد رعيته (عمرو بن مهاجر) فيقول : يا عمرو إذا رأيتني ملت عن الحق فضع يدك في تلابيبي وهزني بشدة ، ثم قل : ماذا تصنع يا عمر، اتق الله يا عمر ، فأين - الآن - من يطلب النصيحة ؟!! قالوا : افتضحوا فاتفقوا فالجميع لا يقبل النصيحة ، وصار عامة الخلق مجاملاً ، فلا تسمع إلا الثناء العاطر ، والمبالغات في المدح ، وكلنا يعرف أنه خداع ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، يقول الحسن البصري : إلى من يشكو المسلم إذا لم يشك لأخيه المسلم ، ومن الذي يلزمه من أمره مثل الذي يلزمه ، إن المسلم مرآة أخيه المسلم يبصره عيبه ، ويغفر له ذنبه ، قد كان من كان قبلكم من السلف الصالح يلقى الرجلُ الرجلَ فيقول : يا أخي ما كل ذنوبي أبصر ، ولا كل عيوبي أعرف ، فإذا رأيت خيراً فمرني ، وإن رأيت شراً فانهني ، على هذا كانت لقاءاتهم ، أما الآن فترى من يبصر القذاة في عين أخيه ، ولا يبصر الجذع في عين نفسه ، ولا ينصح بل يشمت ويفرح ، ولذلك لا بد أن نتواصى ونتناصح ، لأنَّ هذا دليل الحب في الله ، يقول ابن مسعود - رضي الله عنه - : " إذا رأيتم أخاكم قارف ذنباً فلا تكونوا أعواناً للشيطان عليه ، أن تقولوا : اللهم خذه اللهم العنه ، ولكن اسألوا الله له العافية ، هذا هو هدى ابن مسعود الذي أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – باتباعه ، وقال - صلى الله عليه وسلم - " وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه "(5) ، ( أخرجه الترمذي (3799) ) ،

- إنً أول شيء بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية المحمدية هو الوصية بتقوى الله عز وجل ، لأهميتها وعظيم مكانتها ، و لذلك جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أوصني؟ قال : " أوصيك بتقوى الله فإنها رأس كل شيء " (أخرجه الإمام أحمد رحمه الله وحسنه الألباني رحمه الله ) ، وفي لفظٍ آخر: " أوصيك بتقوى الله فإنها جماع كل خير" ، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: " أعقل يا أبا ذر ما أقول لك بعد " ستة أيام ، كل يوم يقول له " أعقل يا أبا ذر ما أقول لك بعدُ " ، فلما كان اليوم السابع قال : " أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته "( رواه الإمام أحمد رحمه الله وهو في صحيح الجامع ) ،
ولقد عرف السلف الصالح قيمة التقوى وعظيم شأنها فلم ينفكوا يتواصون بها في كل وقت وحين ، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول في خطبته : " أوصيكم بتقوى الله " ، ولما حضرته الوفاة دعا بالوصية لعمر وقال : " اتقِ الله يا عمر " ، وعمر بن الخطاب أيضا ( رضي الله عنه ) كتب بها لابنه يوصيه بها فقال : " أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل " ، وهاهو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يستعمل رجلاً على سرية فيقول له : " أوصيك بتقوى الله الذي لا بد لك من لقائه " ، وكتب عمر بن عبد العزيز ( خامس الخلفاء الراشدين رضي الله عنه ) إلى رجل يقول له : " أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لا يقبل غيرها ، ولا يرحم إلا أهلها ، ولا يثيب إلا عليها ، فإن الواعظين بها كثير ، والعاملين بها قليل ، جعلنا الله وإياك من المتقين " ، ولما ولّي أمر المسلمين خطب فحمد الله وأثنى عليه وقال : " أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، فإن تقوى الله عز وجل خلف من كل شيء ، وليس من تقوى الله خلف " ، أي أن التقوى يمكن أن تعوّض أي شيء ، لكن إذا فقدت لا يعوضها شيء مهما بلغت قيمته وخطره ،
وقال رجل ليونس بن عُبَيد أوصني قال : " أوصيك بتقوى الله ، والإحسان ، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " ، وكتب رجل من السلف إلى أخيه يوصيه فقال له : " أوصيك وأنفسنا بالتقوى فإنها خير زاد الآخرة والأولى ، واجعلها إلى كل خير سبيلك ، ومن كل شر مهربك ، فقد توكل الله عز وجل لأهلها بالنجاة مما يحذرون ، والرزق من حيث لا يحتسبون " ، وكتب ابن السمّاك الواعظ إلى أخٍ له فقال : " أما بعد أوصيك بتقوى الله الذي هو نجيُّك في سريرتك ، و رقيبك في علانيتك ، فاجعل الله من بالك على كل حال، في ليلك ونهارك وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك ، واعلم أنك ليس تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره ، ولا من ملكه إلى ملك غيره ، فليعظم منه حذرك ، و ليكثر منه وجلك والسلام " ،
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يسألها في دعائه فيقول : " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " ، وفي دعاء السفر كان يقول : " اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى " ، والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى مسافراً يوما فقال : " أوصيك بتقوى الله ، والتكبير على كل شرف" ، إذاً فالتقوى في السفر بالذات لها طعم خاص ، فالمسافر يغيّر مكانه وحاله ، وقد يكون في بلاد الغربة لا يخشى مما يخشى منه في بلده وموطنه ، ولا يخشى فضيحة لو عرف ، لكن في بلده يخاف الفضيحة ، لذلك كانت ملازمة التقوى في السفر مهمة جداً ، و على كل حال الإنسان يسأل الله التقوى في السفر والحضر والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم آي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكّاه أنت وليها ومولاها " ،

- أن جميع الرسل الكرام عليهم صلوات الله وتسليماته كانوا يوصون أقوامهم والذين أرسلوا إليهم بالتقوى ، قال تعالى :{ إذا قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون} ، وقال : { إذا قال لهم أخوهم هود ألا تتقون} { إذا قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون} ، وقال : { إذا قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون} ، وكذلك أصحاب الأيكة قال لهم شعيب ( عليه السلام ) { ألا تتقون}، وموسى عليه السلام قيل له :{ ائت القوم الظالمين * قوم فرعون ألا يتقون} ، تلك إذا ً منزلة التقوى ، عرفناها من خلال الوصايا والإنذارات والدعوة التي أطلقها الرسل لأقوامهم ،

* خصائص التقوى ومميزاتها:

- والمتدبر للقرآن الكريم سيقف على العديد من ثمرات التقوى وفوائدها ، وكيف أن القرآن الكريم أوضح بجلاء ضرورة التقوى ومكانتها وأهميتها ، ونذكر من ذلك ما نص عليه القرآن فيما يلي :

1- التقوى خير لباس للإنسان :

فالتقوى أجمل وأكمل وأفضل لباس يتزين به العبد ، قال تعالى {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } ( الأعراف : 26) ، والمعنى : أن الله تعالى قد جعل لكم - يا بني آدم - لباسًا يستر عوراتكم , وهو لباس الضرورة , ولباسًا للزينة والتجمل , وهو من الكمال والتنعم ،. ولباسُ تقوى الله تعالى بفعل الأوامر واجتناب النواهي هو خير لباس للمؤمن ، ذلك الذي مَنَّ الله به عليكم من الدلائل على ربوبية الله تعالى ووحدانيته وفضله ورحمته بعباده ، لكي تتذكروا هذه النعم, فتشكروا لله عليها ، وفي ذلك امتنان من الله تعالى على خَلْقه بهذه النعم.التي منّ الله بها عليكم ، قال أهل العلم : والمنّة تقتضي الإباحة ، بمعنى أنه إذا جاء الأمر في سياق الامتنان فإنه يفيد الإباحة ، فمثلاً قوله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }( النحل : 14) ، ما دام الله تعالى ذكرها في مقام المنّة ، أفاد الإباحة ، لأنه لا يمتنّ على عباده بما حرّم عليهم ، وإنما يمتنّ عليهم بما أحلّ لهم فقال تعالى :{ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يوراي سوءاتكم وريشاً}، ولكن ذكرهم في ذات الوقت بما هو أهم ، فبين أن هناك لباس معنوي غير اللباس الحسّي أنفس منه وأعلى وأفضل وهو التقوى ، قال تعالى :{ ولباس التقوى ذلك خير } ، واللباس إنما يستر العورات فهو اللباس الأصلي ، والريش هو ما يُتجمَّل به ، فلما أخبرهم بما يسترون ويزينون به ظاهرهم وأرشدهم إليه ، نبّههم إلى ما يسترون ويزينون به باطنهم فأرشدهم إليه ، فقال: {ولباس التقوى ذلك خير}.
ولقد صدق القائل :

إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى ** تقلب عرياناً وإن كان كاسياً
وخير لباس المرء طاعة ربه ** ولا خير فيمن كان لله عاصياً

إن لباس التقوى في الحقيقة هو العمل الصالح ، الحياء ، السمت الحسن ، العلم ، لكن البعض فهم أن لباس التقوى هو الخشن من الثياب..!، يلبس الإنسان ما وجد ، نعم.. يتواضع العبد في الملبس، ومن ترك اللباس ( الفاخر ) تواضعاً لله ، فإن الله سبحانه وتعالى يكافئه يوم القيامة بالحلل العظيمة وبالحور العين ،

2- أن التقوى خير زاد يتزود به العبد في رحلة الحياة ، قال تعالى : { ......وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }( البقرة : 197 ) ، والمعنى أن على العبد أن يأخذ لنفسه زادًا من الطعام والشراب لسفر الحج , وزادًا من صالح الأعمال للدار الآخرة , فإن خير الزاد تقوى الله عز وجل , فإن الله تعالى أمرهم بإعداد الزاد للسفر..، وانظر إلى محبة الله لخلقه وكرمه فإنه أمرهم بالتزود في السفر وهذه قضية دنيوية بحتة ، ولكن الله تعالى يرشدهم إلى ما يستفيدون منه حتى في الدنيا ، قال وتزودوا..، خذوا بالأسباب وأعدوا للسفر عدته ، قد يهلك المسافر في الطريق ، وقد يمد يده للناس يسأل ويتسول وهذا شيء مكروه..، فلما أرشدهم إلى زاد الدنيا في السفر ؛ أرشدهم ونبههم إلى قضية زاد الآخرة فقال : { فإن خير الزاد التقوى}، أي أن للسفر في الدنيا زاده ، ولرحلة السفر الطويل إلى الآخرة زاده ، وزاد الآخرة اتقاء القبائح والكبائر والمعاصي والذنوب ، وقيل أن سبب نزول هذه الآية أن أهل اليمن كانوا لا يتزودون ، ويقولون نحن متوكلون ، ونحن نحج بيت الله أفلا يطعمنا ، فيكونون كلاًّ على الناس ، ويمدون أيديهم فنزلت فيهم وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وخافوا عذاب الله يا أولي الألباب ،

3- أن أهل التقوى هم أولياء الله في الحقيقة :

هذا ما بينه القرآن ، قال تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون}( يونس : 62-63) ،{ والله ولي المتقين}( الجاثية : 19 ) ، فالمتقون هم أصحاب الولاية حقاً، المجتهدون في فعل الطاعات والنوافل ، وفي الحديث : " ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ....." (6)
وقال تعالى : {وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }( الأنفال : 34 ) ،

4- أن التقوى هي ميزان التفاضل بين الناس عند الله تعالى ولا ميزان سواها :
فقال عز وجل :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }( الحجرات : 13 ) ، أي إن أكرمكم عند الله تعالى هم أشدكم اتقاءً له ، وطاعة له ومحبة له وخشية منه ، ولذلك لما سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس؟ من أرفعهم حسباً ؟ قال: " أتقاهم لله " ( رواه البخاري) (7)
فالفضل والكرم إنما هو بتقوى الله تعالى لا بغيره من الانتساب للقبائل ولذلك رحم الله من قال وأجاد :
لقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ *** وقد وضع الكفر الشريف أبا لهب
وذُكِر أن سلمان رضي الله عنه كان يقول :
أبي الإسلام لا أبَ لي سواه ***إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ
إن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تدل على أن دين الإسلام لا نظر فيه إلى الألوان ولا إلى العناصر، ولا إلى الجهات ، وإنما المعتبر فيه تقوى الله جل وعلا وطاعته ، فأكرم الناس وأفضلهم أتقاهم لله ، ولا كرم ولا فضل لغير المتقي، ولو كان رفيع النسب ،

* ثمرات التقوى :

ومن القرآن الكريم يتبين لنا العديد من فوائد التقوى وثمراتها في الدنيا والآخرة ومن تلك الثمرات نذكر :
1- أنها المخرج من كل ضيق وكرب ، ومصدر للرزق من حيث لا يحتسب المتقي ، لأن الله تعالى وعد ووعد الله لا يتخلف ، فقال تعالى : { ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} ( الطلاق : 2-3) ،

2- بالتقوى يسهل الله تعالى على العبد كل أموره ، وييسر له الأسباب ، قال تعالى :{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}( الطلاق : 4 ) ، أي ييسر له أموره في الدنيا والآخرة ،

3- العلم النافع ، إذ أن من أهم ما يُكافأ به المتقي أنه يُعطى العلم النافع من جرّاء التقوى ، قال تعالى : { واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم}، أي وخافوا الله وراقبوه في جميع ما أمركم به ، ونهاكم عنه ، ويعلمكم الله جميع ما يصلح دنياكم وأخراكم ، فيعلمكم الحلال والحرام ومصالحكم وحفظ أموالكم ، وما أمركم وما نهاكم عنه ، ويعلمكم كل ما تحتاجون إليه ، ومن أسباب نقصان العلم و نقص الحفظ وذهاب المسائل وعدم انفتاح النفس للعلم وعدم الحماسة للعلم ، المعاصي فهي تصد النفس عن العلم ، ومن أسباب تحصيل العلم وانفتاح الذهن والقلب والحماس له ، تقوى الله عز وجل ،

4- البصيرة (8) وهي من أعظم ما يرزقه الله للمتفي ، فيهبه بصيرة وفرقانا يفرّق به بين الحق والباطل ، وأن يكون له نور من ربّه يضيء دربه ، وينير طريقه في الحياة فيحذر الشر ويرجو الخير ويوفَّق إلى ما يحبه الله ويرضاه ، قال تعالى :{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }( الأنفال29 ) ، والفرقان في اللغة الذي يفرّق بين الليل والنهار، كالصبح يفرق بين الحق والباطل.

يتبــــع إنشاء الله ،

*************

الهوامش والإحالات :
============
(1) - محمد صالح المنجد : " سلسلة اعمال القلوب - التقوى " ، مجموعة زاد للنشر ، جدة ، ط1 ، 1430هـ /2009م ،
(2) - كما في حديث العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال : " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الغداء موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، فقال رجل إنها موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا يارسول الله؟ قال : " أوصيكم بتقوى الله و السمع والطاعة..... الحديث " ، (رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ) ، وصححه الألباني ، أنظر : - محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي : " مشكاة المصابيح " ، تحقيق : محمد ناصر الدين الألباني ، المكتب الاسلامي ، بيروت ، 1985م ، ط3 ، ج1 ، ص : 36 ،
(3) - أخرجه مسلم (55) كتاب الإيمان ، باب بيان أن الدين النصيحة ، ونصه : عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدين النصيحة " ثلاثا ، قلنا : لمن ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " ( صححه الألباني ) ،
(4) – الحديث عن عبدالرحمن بن يعمررضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "الحج عرفة ، من جاء قبل طلوع الفجر من ليلة جمع فقد أدرك الحج ، أيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه" ( قال الألباني : صحيح ، أنظر صحيح الجامع الصغير وزياداته ) ،
(5) - محمد حسين يعقوب : " الأخوة .. أيها الإخوة " ، المصدر: موقع صيد الفوائد ، ص ص : 61-62 ،
(6) – الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، وإن استعاذني لأعيذنه ، و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت و أنا أكره مساءته " ( قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1782 في صحيح الجامع ) ،
(7) – الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكرم الناس؟ قال : " أتقاهم لله " ، قالوا : ليس عن هذا نسألك؟ قال : " فأكرم الناس : يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ". قالوا: ليس عن هذا نسألك ؟ قال : " فعن معادن العرب تسألونني؟ الناس معادن ، خيارهم في الجاهلية ، خيارهم في الإسلام ، إذا فقهوا " أنظر : - محمد ناصر الدين الألباني : " السلسلة الصحيحة " ، مكتبة المعارف – الرياض ، (د.ت ) ، ج 19 ، ص :55 ،
(8) - البصيرة قد تطلق على العلم واليقين، كما في قوله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف: 108}. وقد تطلق على نور القلب كما يطلق البصر على نور العين. قال الراغب: البصر يقال للجارحة الباصرة والقوة التي فيها، ويقال لقوة القلب المدركة بصيرة ، وقيل : البصيرة هي نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده { وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ }( النور:40 ) ،



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الهدي النبوي، التقوى، اتقاء الله، الإحسان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-04-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سفيان عبد الكافي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صلاح المختار، د - عادل رضا، كريم السليتي، د. عبد الآله المالكي، وائل بنجدو، عبد الله زيدان، محمود طرشوبي، العادل السمعلي، سليمان أحمد أبو ستة، عمار غيلوفي، سلام الشماع، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الغني مزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، د - صالح المازقي، علي عبد العال، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهادي المثلوثي، د - الضاوي خوالدية، محمد يحي، د- جابر قميحة، الهيثم زعفان، رافد العزاوي، أحمد النعيمي، مجدى داود، د- هاني ابوالفتوح، ضحى عبد الرحمن، د - شاكر الحوكي ، عراق المطيري، محمد الياسين، د. أحمد محمد سليمان، حسن عثمان، د. صلاح عودة الله ، نادية سعد، إيمى الأشقر، د - مصطفى فهمي، أحمد بوادي، ياسين أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، صفاء العربي، فتحي العابد، محمود سلطان، رضا الدبّابي، حسن الطرابلسي، الناصر الرقيق، تونسي، مصطفى منيغ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد شمام ، خالد الجاف ، فهمي شراب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أنس الشابي، كريم فارق، يحيي البوليني، سامر أبو رمان ، فتحي الزغل، ماهر عدنان قنديل، د- محمود علي عريقات، د. أحمد بشير، حاتم الصولي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. خالد الطراولي ، د- محمد رحال، سامح لطف الله، سيد السباعي، سعود السبعاني، د - المنجي الكعبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، مراد قميزة، رافع القارصي، عواطف منصور، د - محمد بنيعيش، فوزي مسعود ، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، عمر غازي، سلوى المغربي، فتحـي قاره بيبـان، محمد أحمد عزوز، صباح الموسوي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، جاسم الرصيف، خبَّاب بن مروان الحمد، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله الفقير، أشرف إبراهيم حجاج، أبو سمية، صفاء العراقي، محمد العيادي، طلال قسومي، إياد محمود حسين ، محرر "بوابتي"، منجي باكير، إسراء أبو رمان، د. طارق عبد الحليم، صلاح الحريري، مصطفي زهران، صالح النعامي ، أ.د. مصطفى رجب، رمضان حينوني، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، علي الكاش،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة