البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في نطاق الحملات المتواصلة ضده: تظاهرات لمواجهة الإسلام بالجامعات الأمريكية

كاتب المقال شعبان عبد الرحمن   
 المشاهدات: 9298



تستعد ساحات أكثر من مائتي جامعة أمريكية لفعاليات أسبوع التحذير من «الفاشية الإسلامية»، الذي يبدأ في الثاني ‏والعشرين من أكتوبر القادم! ويقول الكاتب الأمريكي المتصهين ديفيد هوروتيز الذي يتبنَّى تنظيم هذا الأسبوع: «ستهتز ‏الأمة بأكملها لأكبر حملة احتجاج محافظة للتوعية بالفاشية الإسلامية، وهي دعوة لإيقاظ الأمريكيين في 200 حرم جامعي ‏وكلية»! تلك أحدث غارات الحرب على الإسلام والمسلمين في الغرب.. فما تكاد تنتهي حرب إلا وتبدأ أخرى، مخلفة ‏وراءها ما تستطيع إيقاعه من خسائر في الساحة الإسلامية وبين المسلمين.‏

كان الحادي عشر من سبتمبر 2001م المناسبة المواتية لبدء تلك الحرب الضروس على الإسلام والتي اتخذت صوراً ‏وميادين وآليات شتى، تنوعت بين اجتياح الجيش الأمريكي لاثنين من بلدان العالم الإسلامي (العراق وأفغانستان) ثم اجتياح ‏إثيوبيا - وكيل الغرب الاستعماري في القرن الإفريقي - للصومال ، وسط التلويح باجتياح بلدان أخرى، وتجريد حملة ‏إعلامية من الإسفاف الهابط بحق القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم والإسلام كله، وتنظيم حملة من الضغوط، والتهديدات، ‏والابتزاز لدول العالم الإسلامي، لإلغاء التعليم الديني في مؤسساتها التعليمية، وتجميد العمل الخيري، ودفع الأنظمة لضرب ‏واعتقال ونفي القائمين عليها وعلى العمل الإسلامي جملة... هي إذن حرب متعددة الأوجه والمراحل، وكلها تصب في ‏ضرب الإسلام، ومحاولة اقتلاع جذوره من عقول وقلوب أبنائه قبل محاولة اقتلاعه من الغرب، حيث يتنامى ذلك الدين ‏الحنيف هناك، ويشق طريقه بثبات، ويشع نوره على تلك الأرض.‏

ومن هنا.. فإن تنظيم هذا المهرجان ضد الإسلام لا يأتي في إطار الاجتهاد الشخصي الذي يستفيد من أجواء الحرية ‏المفتوحة في الولايات المتحدة، وإنما يأتي كحلقة من حلقات تلك الحرب... فالقائمون على المهرجان فريق كبير من كبار ‏متطرفي اليمين المتصهين أمثال عضو الكونجرس ريك سانتورم والكتَّاب فرانك جافني ومارك ستين، والكاتب اليهودي ‏المعروف دانييل بايبيس، وسيكون المهرجان مناسبة لحشد أكبر عدد من المناوئين والمرتدين عن الإسلام الذين باعوا ‏أقلامهم وضمائرهم للوبي الصهيوني ، أمثال المرتدة الصومالية " إيان هيرسي علي " التي تم طردها مؤخراً من هولندا، ‏وانتقلت للعيش في أمريكا، أو في كنف معهد «المشروع الأمريكي» وهو أحد معاقل اليمين المتصهين. ‏

واختيار منظمي الحملة الجديدة ضد الإسلام ساحات الجامعات الأمريكية اختيار مدروس جيداً، حيث إن «الساحة الجامعية» ‏تضم عقل الأمة الذي سيقود البلاد في المستقبل، ومعروف أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يسيطر على الساحة ‏الجامعية إدارة وتدريساً وبحثاً لإدراكه تلك الحقيقة. كما أن اختيار شعار «التوعية بالفاشية الإسلامية» لهذا المهرجان له ‏أبعاده ومراميه، ولم تصنعه العواطف الحاقدة، أو المشاعر العدائية فقط، إنما صاغه عقل يدرس ويخطط لما يريد أن يعبئ ‏به جماهير الطلاب ومن خلالهم الأمة الأمريكية. فكلمة «الفاشية» لها أكثر من مدلول وتحرك معاني سوداء وتستحضر ‏كثيراً من مشاهد التاريخ الغربي الدامي، وقد ظهر ذلك اللفظ «الفاشية» بداية على يد موسوليني صنو هتلر «النازي» وهو ‏مشتق من الكلمة الإيطالية (فاسس) أي مجموعة الصولجانات التي كانت تحيط بالحاكم للتدليل على قوته. وفي القاموس ‏العربي يعرف الصولجان بأنه : «عصا يعطف طرفها وتضرب بها الدواب من أجل السيطرة والتحكم»، وقد عرفها ‏موسوليني بأنها: إلزام الفرد بالخضوع للدولة! ‏

وتحت شعار النازية والفاشية شن هتلر وموسوليني حروباً أبادت أكثر من 40 مليون شخص، واحتلوا خلالها أراضي ‏شعوب أخرى وعاثوا فيها فساداً.. إذاً «الفاشية» كلفظ ومبدأ ومدرسة سياسية نبتت وترعرعت في الغرب وذاقت الأرض ‏ويلاتها على يد ساسة الغرب.. فمال «الإسلام» إذاً و«الفاشية»؟! إنهم يستحضرون تاريخهم الأسود والمرعب ويلبسونه ‏للإسلام لشحن الناس ضده وإعدادهم لقتاله وتحفيز الشعوب الغربية على مناهضة المسلمين مثل استحضار بشاعة الدولة ‏الدينية «الكنسية» في القرون الوسطى، ومحاولة إلباسها للحكم الإسلامي بالضبط.. رمتني بدائها وانسلت!! ‏
فالمفكر الغربي «باكستون» يرى في خضم تعريفه لمصطلح «الفاشية» أنها: «تتطلب حروباً متعاقبة وغزوات خارجية ‏وتهديدات داخلية لإبقاء الأمة في حالة من الخوف والقلق، فضلاً عن ارتفاع الروح الوطنية».‏

فمن الذي يقوم اليوم بالحروب والغزوات للدول الأخرى، ويصنع حالة من الرعب «المصطنع» داخل بلاده؟.. «الإسلام».. ‏أم الغرب بقيادة أمريكا؟! من الفاشي الحقيقي؟
لقد قتلت الفاشية الغربية من الشعوب الأوروبية في الحرب العالمية الأولى 10 ملايين وضعفهم من الجرحى، وفي الحرب ‏العالمية الثانية حوالي 17 مليوناً من العسكريين وأضعافهم من المدنيين.. واليوم مازالت تقتل في أفغانستان والعراق ‏والصومال ولم تشبع بعد من القتل؟!‏

ثم... ألا تلاحظ الخيط الرابط بين استخدام الشعارات والعبارات المناوئة للإسلام على ألسنة الساسة والأكاديميين والإعلام؟! ‏فشعار الحملة الجديد هو «التوعية بالفاشية الإسلامية» ومن قبل قال بوش: «إن العدو في العراق جزء من كيان الفاشية ‏الإسلامية العالمية» ثم عدَّل الإعلام الألفاظ تحاشياً لردود الفعل إلى «الفاشيين الإسلاميين»!! ‏
و كلام بوش لا يختلف عن كلام اللوبي الصهيوني ولا يختلف عن شعارات الحملات المتتالية ضد الإسلام.. هي مدرسة ‏واحدة وتيار واحد هدفه ومقصده ومهمته الحرب على الإسلام ذاته دون مواربة، ووضع كل مسلم في خانة «الفاشية» ‏ليحلوا لأنفسهم تغييبه من الوجود! ‏
لكن هيهات!‏

شعبان عبد الرحمن
كاتب مصري ومدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-09-2007   http://www.almesryoon.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، مصطفى منيغ، محرر "بوابتي"، صباح الموسوي ، رضا الدبّابي، محمد العيادي، أحمد بوادي، د. أحمد بشير، رافد العزاوي، فتحي العابد، خبَّاب بن مروان الحمد، عواطف منصور، فتحي الزغل، د - محمد بنيعيش، رافع القارصي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- هاني ابوالفتوح، محمد عمر غرس الله، عراق المطيري، سفيان عبد الكافي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد شمام ، حاتم الصولي، د. عبد الآله المالكي، ماهر عدنان قنديل، إسراء أبو رمان، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، وائل بنجدو، صلاح الحريري، د. صلاح عودة الله ، مصطفي زهران، حسن عثمان، مراد قميزة، د. خالد الطراولي ، سامح لطف الله، د - مصطفى فهمي، رشيد السيد أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن الطرابلسي، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، د. أحمد محمد سليمان، أنس الشابي، خالد الجاف ، أحمد النعيمي، صالح النعامي ، كريم فارق، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، عبد الغني مزوز، عمار غيلوفي، جاسم الرصيف، محمد الطرابلسي، محمود سلطان، صفاء العربي، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، د- جابر قميحة، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، محمد أحمد عزوز، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، صلاح المختار، إياد محمود حسين ، حسني إبراهيم عبد العظيم، الناصر الرقيق، عبد الرزاق قيراط ، محمود طرشوبي، د - عادل رضا، رحاب اسعد بيوض التميمي، الهيثم زعفان، سليمان أحمد أبو ستة، سلوى المغربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- محمود علي عريقات، مجدى داود، سلام الشماع، علي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد ملحم، د - صالح المازقي، رمضان حينوني، محمد يحي، كريم السليتي، نادية سعد، يزيد بن الحسين، سيد السباعي، المولدي الفرجاني، أبو سمية، سعود السبعاني، عبد الله الفقير، عمر غازي، د. طارق عبد الحليم، أحمد الحباسي، عزيز العرباوي، فوزي مسعود ، عبد الله زيدان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة