د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5270
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هذه المقالة كتبتها ونشرتها على صفحتى بالفيس بوك يوم 25 إبريل الماضي ولا زالت الأحداث كما هي، تغير شيء واحد فقط موقع من كان يوما السيد الرئيس حيث إنتقل من المركز الطبي العالمي إلى مستشفي سجن طره و تغير المسمى الجديد من متهم إلي محكوم عليه وتخوفي من أحداث النطق بالحكم ظهرت ملامحها كاملة وحقيقة كما تقلص عدد مرشحي الرئاسة الي شخصين فقط لكن ظل الخبر كما هو والعبرة منه كما هي والهدف قائم وهو أن نتعظ يوما ونعتبر من هذا الخبر المتوقع :
إنتقل إلى رحمة الله تعالى وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها الرئيس محمد حسني مبارك فقدنا الزعيم القائد البطل ( كان هذا هو الخبر لو لازال رئيسا قبل ثورة 25 يناير )،
مات اليوم وهو قيد الحبس في المركز الطبي العالمي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ... ثم ( مات اليوم المحكوم عليه محمد حسني مبارك الرئيس المخلوع وهو قيد الحبس في مستشفى سجن طرة ) ... ( هذا هو الخبر المنتظر )،
وشتان الفارق بين الخبرين وكتابتهما وهو خبر متوقع جدا ينتظره الكثيرون فمنهم من سيستقبله بفرحة عارمة وشماتة لا حد لها لتهدأ بعضا من ثورات نفسه وسيستقبله قليلون بالحزن لازالوا يرون في الرجل خيرا قد أداه لوطنه، وعدد آخر قد يتلقى الخبر عاديا بقوله إنا لله وإنا إليه راجعون ( أهو أخد الشر وراح )،
وآخرون ينتظرون تلك اللحظة فقد تكون لهم فرجا ومخرجا لعبء ثقيل عليهم ولا أحد يعلم قرار المحكمة في مطلع شهر يونيو القادم إلا الله وربما كان هذا الخبر حلا سحريا قدريا،
في كل الأحوال نحن أمام خبر يستحق التمعن والروية والتفكير لأنه خبرنا جميعا سنسمعه وسنقرأه للآخرين إلا أنفسنا يوم نكون خبراً ودعاءاً ورجاء،
الدنيا خادعة بكل ما فيها حلوها ومرها، شرها وشرورها، شهواتها وبهائها، إلا أننا جميعا على يقين تام بهذا الموعد وهذا الخبر ولا نعمل له حسابا ولا نلقي له بالا،
ما أيسر أن تلقى وجه ربك محاسبا عن نفسك فقط بكل أخطائك وأوزارك وهو الرحمن الرحيم ويصعب الحساب لو كنت محاسبا عن أسرة أنت عائلها، فما بالك بمن سيحاسب عن أمة هو حاكمها وكيف لو طالت المدة إلى ثلاثين عاما،
بئس مقعد الحكم الذي يطمع فيه الآن ثلاثة عشر رجلا كل منهم لا يرى فيه إلا الخير له ولأمة بأسرها وأنه القوي الأمين القادر عليه، وبئس النفس والروح التي لم تتيقن صعوبة الموقف بين يدي الله وهي لا تعلم الغيب وترى نفسها قادرة على كل شيء،
أقرأ تصريحات لمرشحين غرتهم أنفسهم وتحكمت فيهم مطامعهم ورغباتهم المكبوتة بحلم السلطة والعرش فيعدون بالرخاء والتقدم في سنوات معدودة وهو لا يملك لنفسه شيئا من عمره، ولا ضرا ولا نفعا، وما سمعنا هذا من الصحابة الأولين الأطهار، ولم نرى منهم من ترتجف أوصاله لكلمة اتقِ الله لو قيلت له أمام الناس، و لا نعلم منهم الوَرِعْ الذي يقتله الخوف من مُقلب القلوب ومن شر بطانة السوء أو من فتنة زهوة السلطان وغرور الحكم وسوء فساد الحاشية وحب الدنيا والإعجاب بالنفس فلا يرى نفسه فوق الآخرين،
أنظر لوجه كل المترشحين الآن وأنظر لهذا الخبر فأقول سبحان من له الدوام، واحد من هؤلاء سيكون رئيسا يحكمنا ما شاء له الله و يوما ما في نفس الموقع ونفس الزاوية ونفس الموضع سيكون خبرا فكيف يكون اللقاء وماذا سيكتب الآخرين عنه يوم وفاته، ليتذكر نفسه جيدا الآن و هو يقرأ هذا الخبر،
حسني مبارك العبد الآن مجرد خبر منتظر ثم حساب بشر ثم نار وعذاب أو جنة وكتاب، أيها العبد ماذا تحمل معك عند اللقاء غير العمل، ومن يغنيك عن الله ولقائه وحسابه، ومن يدفع عنك السؤال من أين لك هذا ؟
وأنت تسمع قول الله تعالى : فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ { صدق الله العظيم{
لعله الآن ينادي ويئن أين المظلومون لأرد لهم مظالهم قبل اللقاء والحساب وأين المسامحون لأقبل جباههم قبل الإغتراب، وأين باب التوبة إن كان للتوبة باب، ولكل من تسول له نفسه أن يشمت في الموت وعبراته إتقي الله ربك فأنت لاتعلم مستقرها ومستودعها ولا تعلم كيف تكون عند اللقاء وإدع الله ربك أن تحمل بين جنبيك نفسا راضية لا نفسا لوامة باكية، وأن تكون ممن ينادى عليها { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي { صدق الله العظيم {
الله وحده أعلم بعباده يوم لقائه وهو من يقبل التوبة وهو أعلم بالمتقين وهو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، يغفر لمن يشاء ويعفو عمن يشاء،
فاللهم إني أسالك العفو يوم اللقاء والعفية من كل بلاء والرضا بالقضاء .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: