رافت صلاح الدين - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5254
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كان فيمن كان قبلنا بسنوات عمدة مدينة كبيرة وعظيمة، وكان أبوه عمدة أيضاً كابر عن كابر، ولكن عمدتنا لم يرزقه الله الولد رغم أنه طعن في العمر وتعددت زوجاته وكان يحلم بل يدعو الله أن يعطيه الله الولد الذي سوف يرث العمودية بل يرث كل هذا الميراث العظيم الذي خلفه له أباه وأجداده العظماء فكان منهم العالم الشرعي ومنهم العالم الفلكي والطبيب الفز والباحث والمهندس وتركوا له ميراث عظيم جداً لطالما افتخر به أيما أفتخار.
وكان له أولاد عمومه كثر والكل كان يرتع ويمرح في عز العمدة على اعتبار أنهم ورثته الشرعيين في غياب ولي عهده ووريثه الذي طال انتظاره واشتد طمعهم فيه حتى أنهم كادوا يقتلونه أو يجردونه من كل حقوقه، وعانى في سبيل الحياة الكثير من المتاعب والاستبداد والجور، ووصل به الحال إلى أنه سجن ونكل به وذلوه وضربوه لأن الله مكنهم فيه.
وكان دائما ما يقول أن الصبر جميل ولعل هذا الذي أصابني ما أصابني إلا بذنب وكان يستغر الله ويتوب إليه وطال به الزمن على هذا الحال حتى انحنى ظهره وشابت لحيته حتى ظن الناس أن لا مخرج ولا فرج له . إلا أن الله العليم الحكيم سبحانه وتعالي له في خلقه شئون: قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
فأخيراً وبعد طول انتظار ودون عناءً كثيراً منه ولا مجهوداً إلا القليل من الهمة والكثير من الصبر والإيمان فرج الله همه وزال عنه بتره وعاد له عزه فرزقه الله الولد فاشتد عوده واستقام ظهره وعاد له إكسير الشباب فانتفض وتمرد على سجانيه وكسر قيوده وحطم جدار الخوف وتعملق واستعاد ملكه وتركته ومسئوليته .
ولكنه يعلم أن أعدائه كثر فمن عاش في رغد من العيش وعاس في الأرض فساداً وتجبر وتفرعن فلن يفرط في كل هذا بسهوله وكان يظن أن ملكه لن يزول فكانت الحرب شعواء شرسة على هذا المولود العملاق لا يريدون له الحياة يخافون منه أن يشتد عوده ويسود عدله فيأخذهم بذنوبهم وفسادهم الكبير الذي بلغ حداً لا يمكن السكوت عليه فتمر الأيام الأولى على ولادته ثقيلة بالكاد يستطيع التنفس ويكاد لا يمر يوماً دون مؤامرة جديده عليه ولم يتركوا حيلة إلا فعلوها وأرادوا أن يضيقوا عليه حتى لا يتمكن من التنفس فهم يعتقدون أن كل يوم يمر على مولود العمده يشتد عوده ويرى النور الذي يمكنه من السير في طريق الله المستقيم فيأخذهم في طريقه كالشياطين ولا يعلمون أن من عدله العفو حتى عن من أساءوا إليه . فهذا المولود هو المشروع الإسلامي الذي غاب عن أمتنا قرون في غياهب الجب والظلم والفقر والاستبدان من أعداء الأسلام تارة ومن بني جلدتنا تاراً أخرى فيتآمر عليه القاصي والداني ولا يريدون له أن يولد أصلاً وسبحان الله ليس خوفاً إلا من قسطه وعدله فالإسلام دين ودنيا مشروع كامل متكامل لعمارة الأرض وسياسة الدنيا ولا عزة لنا إلا به وفي غيره الزل والتخلف وهذا ما أثبته التاريخ ولذلك أقول لمن يخافون من المشروع الإسلامي ألا تقرأوا ألا تتعلموا من التاريخ فكيف ترشحون أمثال عمر سليمان هذا الفاسد المفسد وهو في الزمن القريب كان يملك قراراً وصوتا قويا في هذا البلد فبدل أن يحاكم على ما فعله في شعبنا وعلى ما لم يفعله وغض الطرف عنه لصالح أعداء الأمه ترشحونه مقابل المشروع الوحيد القادر على إنقاذ هذا البلد المسكين الذي لم يكن له نصيب في المخلصين من أبناءه كي يحكموه ويعملوا على نموه وصيانة كرامة أبناءه في يوم من الأيام . فيا ربنا ولي علينا من يصلح ثم أصلح من تولى أمين وصلى الله على نبينا وقرة أعيننا محمد القوي الأمين صلى الله عليه وسلم
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: