ماهر عدنان قنديل - سوريا / الجزائر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6687
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
انه عصر الثورات في المنطقة العربية، انطلق المشعل في تونس، ليمرر شباب تونس تلك الشعلة الى مصر، فليبيا تاخذها مع اليمن، ثم هاهي سوريا بعدما اخذتها لا تريد لا تسليمها، ولا اخمادها.
وليتوازى ما اكتبه مع العنوان المطروح ساتطرق الى الثورة الفرنسية، هذه الثورة خرجت من مناخ ثقافي معين كان سائدا حينها، ففلاسفة التنوير كان لهم اثر كبير على مختلف المجتمعات الاوروبية، فهيوم وجان لوك الانجليز، كما فرانكلين الامريكي، وكانط وشيلر الالمانيان ... ضف لهم مونتيسكو، جون جاك روسو وفولتير.
هؤلاء لعبت افكارهم دورا مهما في كل الثورات اللتي حدثت حينها، خاصة الفرنسية، فمونتيسكو مثلا، كان باحثا متعمقا في المسائل الدستورية، اعجب بالدستور الانجليزي، حيث كان من مؤيدي نظام فصل السلطات، اي استقلال فروع الدولة الثلاثة، التشريعية، التنفيذية والقضائية، كما نادى بالليبيرالية كذلك.
اما روسو صاحب كتاب (العقد الاجتماعي) يرى ان الشعب له الحق في تغيير الدولة، لانها مدينة له في وجودها، روسو الذي عاش لفترة في تركيا خلال الحكم العثماني تاثر ببعض حكماء المسلمين كعمر بن خطاب، فنقل عنه حكمته الشهيرة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهم احرارا)، عمر بن خطاب لم يؤثر فقط في روسو، بل يروي البعض ان خطيب الثورة الفرنسية "لافييت" لقب عمر بن خطاب بالملك العربي العظيم لما امتاز به من حكمة، خاصة عندما امر ابن المسيحي برد ضربة اين عمر بن العاص.
في حين كان فولتير، صاحب المقولة الشهيرة "لا يكون الانسان حرا الا عندما يود ان يكون"، كان منتقدا التفاوت الطبقي في المجتمع الفرنسي، والفوارق بين النبلاء مع رجال الدين والبورجوازيين المثقفين المحرومين من المشاركة السياسة.
فهذا الوضع الثقافي اعطى الثورة الفرنسية مصداقية وقوة تاثير على بقية الساحة الدولية، ولعل ابرز دليل على تاثيرها، هو استعمال مصطلحا اليمين واليسار الذين يستعملا في الكثير من الدول، فالثورة الفرنسية عكس الثورة المجيدة (الثورة الانجليزية) مثلا، اللتي اطاحت بالنظلم الملكي الالهي عندما عزل الملك "جيمس الثاني" لتاتي بنظام ملكي برلماني، اي ان البرلمان هو صاحب الكلمة العليا في شؤون الحكم، فالثورة الفرنسية اكبر انجاز حققته هو الخروج نهائيا من النظام الملكي، للتحول الى النظام الجمهوري، فرغم عودة النظام الملكي ل 34 عاما، قبل ان ترجع الجمهورية بقيادة نابليون الثالث، الا ان الشرارة كانت مشتعلة من خلال هذه الثورة اللتي الهمت الكثير من طلاب الحرية والمساواة في العالم ولا تزال، لكن كما وضحت هذه الثورة كان لها مثقفيها، ومناخها الفكري، لذلك انتصرت على طغيان الملوك. كان من ابرز نتائج الثورة الفرنسية، تطبيق الليبيرالية وحرية التعبير، هذان ما اراهما ابرز ما تتطلع له اي ثورة في التاريخ.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: