تفاحة بداخلها قرحة
( آه ثم آه .. يا حسن نصر الله / 5 من 5 )
مصطفى منيغ - المغرب
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5666 mmounirh@laposte.net
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
... ضُعْفُ إنسان تجلى فيك وأنت تميل لحليفك وهو على باطل، وتُعطي لضميرك عطلة وهو آجلا أو عاجلا لتأنيبك واصل، إذ عدد شهداء سوريا المقاومة في تزايد بسببكما معا، أنت ومن آزرته قولا وفعلا ذاك المُبعد عن الصواب وعن مصيره المشؤوم غافل.
لم تكن مضطرا أيها الأخ حسن المحترم للانحناء أمام قامة ‘بشار’ الخشبية، وما كان عليك أن تحسبها بالخشيبات المستعان بها من طرف المبتدئين في العد، لو فكرت في الأتباع المتعاطفين مع قضيتك الأولى ... تحرير باقي الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي المذل، كما كنت تدعي جاعلا من لبنان خاليا من الوطنيين الغيورين، ومن الدولة، بالمفهوم الكامل والشامل للدولة ذات سيادة، مملوءا فقط بك وبمن زودوك بما يبعدك عن المواطنة الملتزمة بالإخلاص للوطن الأصلي تسير وفق أعرافه وقوانينه ومؤسساته الشرعية، الدولة التي لا يمكن لمواطن كيفما كان، المنتسب لها، أن يتعالى عليها، بالأحرى أن يفعل ذلك بأمر من دولة أخرى همها الأكبر نصرة ملة قائمة على مذهب لا يرى سوى معتنقيه على حق .
... خسرتَ كل شيء في لحظة، وتيك نتيجة منطقية يحصدها كل زارع لذرة ‘ بلاستيكية’ في أرض وهمية، طال الزمان أم قصر سيكتشف أن المسرحية التي تقمص دور البطولة فيها، سيسدل عليها الستار، وتندثر ما روج فيها من أفكار، وسينتهي الأمر، مع اشراقة وعي ساد المساحة التي سبق وعمها إشعاع اصطناعي أراد تقليد ضوء المبدأ الراسخ لدى المومنين الحقيقيين الذين استعدوا بما ملكوا للتصدي لظاهرة أثرت لحين .
...ألاف الأكف تُرفع خمس مرات في يوم المسلم الورع التقي كلها تضرع في خشوع أصحابها إلى الباري جل وعلا الحي القيوم ذي الجلال والإكرام أن يحمي سوريا الأحرار .. سوريا تسعة ألاف شهيد .. سوريا الجيش الحر .. سوريا المعارضة الموحدة .. سوريا المستقبل المشرف .. سوريا الكرامة والعزة والعدالة والمجد والسمو والرفعة .. سوريا الرجال الفضلاء والنساء الفاضلات، الذين بأبنائهم قبل جدران دورهم استشهدوا ولسانهم يردد الله أكبر، أن يحمي سبحانه وتعالى سوريا منك يا ‘أخ حسن’ ومن سخرك لمساندة ذابحي الأبرياء، حتى عدت الداعية ’المسخرة’.
... بدّلْتَ طربوش لبنان الأصيل بعمامة .. قِيَاسُها يغطي جسد امرأة .. موضوعة على رأس تطل من وسط جبهته شعيرات كفأر يتحسس الجو ناشدا الفرار، وسروال لبنان الفضفاض المميز بجلباب من جعلتهم قبل مواطنيك أحباب، بل أدخلتهم وجدانك وسببت بوجودهم لوطنك الخراب تلو الخراب، أمام استنكار البعيد عنك ثم القريب فالأقرب . حولتَ نغمة لبنان التي ربت في حواسنا الأمان من ناي تصدح به حنجرة عندليب الحرية إلى مزمار مزروع في منقار بشار الغراب، حتى الفرح الحقيقي من فوق ثغر الحب و الجمال بسبب صنيعك غاب، ولول قوة لبنان المستمدة من قوة أبنائها الشجعان، القائمين بين أحضانها أو المنتشرين عبر القارات في كل مكان، لأذبتها بنيران إيران، حتى يحتار العائدون إليها مستفسرين في استغراب إن كانوا وصلوا بيرون أم هذه طهران ؟؟؟.
... الخلاصة، وحتى لا أزودك بما يقض مضجعك أكثر .. على أمل أن تتراجع .. حتى لا تستزيد من تجرع دماء يلزمك بتجرعها تحالفك مع ‘ بشار’ لتصيب مقامك بالوجع، اكتفى بهذا القدر المختصر .. وأتركها لك شعارا ستسمعه من حولك يتردد أكنت داخل غار .. أو مهما غيرت الديار .. إن تماديت بموقفك وزاولت رفقة بشار.. على السوريين الأحرار الحصار.. أنك بالمقارنة مع لبنان ك ‘تفاحة بداخلها قرحة’ .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: